أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سنان أحمد حقّي - إحنا سباع..! وشكّينا الكاع.















المزيد.....

إحنا سباع..! وشكّينا الكاع.


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 2240 - 2008 / 4 / 3 - 10:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في النضال من أجل التحرر
مئات وآلاف المرات واجهت قوى شعبنا الوطنيّة والتحرريّة إنكسارات ومصاعب بل وانهيارات كبرى ولكن شعبنا خرج منها وهو أصلب عودا وأقوى شكيمة
وقبل بضعة أيام قرأت اسم أحد أصدقائي القدامى من بين الأسماء التي وقّعت على نداء مدنيين وتذكرته محدثا أحد الأصدقاء الشيوعيين وهم من أهم دعائم حركتنا التحررية- وبهذه المناسبة لا أنسى أن أهنئهم بذكرى تأسيس حزب الطبقة العاملة وقائدها- وهو يمزح في ما بعد أيام 8 شباط و يقول :شنو أنتو ريماز(أَرَضة)؟! خو مو ريماز أشو كل ما يحاربوكم تردون تطلعون مرة أخرى!وأقول له :لا مو ريماز لكن دغل يُفسد زرع الأعداء!
حقّا إن شعبنا شعب حيّ وشجاع وله مزايا ومميزات لا تنبغي لغيره من الشعوب فرغم ما واجهه من عنت وتعسّف وقسوة وعداء لا مثيل له في التاريخ فإنه يقف كل يوم بعد العثرات الجسام . لم يواجه أي شعب في العالم ثلاث مرات وخلال قرن واحد من الزمان أو أقل؛ثلاث احتلالاتٍ أجنبية عسكرية عالمية عاتية كما حصل سنيّ 14 و41 و03 ووقف على قدميه بعدها ساعيا لبناء مستقبله وحياته الإجتماعية ..حقا إنه شعب عجيب يستحق أن يكون محط آمال العالم أجمع
لا أقول إننا نهضنا تماما من كبوتنا لكن الطريق يتّضح يوما بعد يوم والنور بدا في آخر النفق وإن تقوية حركتنا الوطنية هي صلب وجوهر الموضوع وهي البلسم الذي ننهض به سالمين وفي عافيةٍ نحو البناء والإعمار
هكذا كان قادة الحركة الوطنية الأوائل يفعلون ويقولون
إننا اليوم بعد أن صار طريقنا إلى الحريّة والإنعتاق والإستقلال معروفا فإن كفاحا ونضالا من طراز جديد ينتظر قوانا التحررية وليس جديدا أن نقول أن استنساخ التجارب السابقة ليس في مصلحة شعبنا لكن الإبتكار والمبادرة وتطوير أساليب العمل السياسي والإنفتاح على كافة القوى الوطنية والشعبية وتفعيل منظمات المجتمع المدني والنقابات والإتحادات والجمعيات وتحريك الأجواء الثقافية والفكرية ونشاطات الشباب والطلاب كفيلٌ بأن يلقي أمام الدنيا كلها بمعجزات لا مثيل لها لشعب حيّ وقع عليه أكبر ثقل لمعاناة لم يسبق لها مثيل في التاريخ البشري
نعم..نحن سباع! وبالضبط كما كنّا ننشد ونحن صغارا(إحنا سباع وشكّينا الكاع)
إن شعبا يستطيع أن ينهض بدون مساعدة أية قوى خارجيّة بل بقواه الذاتيّة وحدها لهو حقّا جديرٌ بالتضحيات والإعجاب
ربما كان ما واجهه شعبنا طوال تاريخه الطويل أساسا لتعامله مع تنوع الوسائل التي تُمارس ضدّه فقد اجتاحت قوى عالميّة مختلفة سهل أو وادي الرافدين منذ عصور ما قبل التاريخ وإلى هذا اليوم ولكن اللإرادة هي هي مهما كانت الصعاب
ولا يعني هذا اننا نريد أن نبني حياتنا بمعزل عن شعوب الأرض الحيّة وبالإنعزال عنها لا بل معها وإلى جانبها وأن نتفاعل معها بكل قوانا وقدراتنا وهذا ما يجب أن يكون واضحا جدا لكل امم الأرض وشعوبها ولا سيما شعوب المحتوى الأقليمي والشعوب المجاورة إذ أن أي مكسب سوف يكون مكسبا إنسانيا وتحصيلا لسكان الأرض جميعا ولكن على أساس من المشاركة الفعالة والحقيقية
يجب على قوى التحرر في بلادنا أن تثقف بنداء السلام والتنمية والمثل والقيم العليا بعيدا عن البغضاء والكراهية إذ أن المحبّة هي الضمانة المؤكّدة للبناء والإعمار وليس الكراهية التي هي وصفة الأعداء والداعين إلى التخلف ولصنع الكوارث
إنني أرى أن النور يومض من بعيد لذلك علينا أن نستعدّ وأن نتوجّه للتعاون مع أمم الأرض وشعوبها وأن نبدا بأبناء شعبنا ونعمل جاهدين على انتزاع جذر التحاسد والتباغض فإن ذلك هو إكسير الإسراع إلى الأهداف العليا
ولنجعل من الإثنيات المتعددة أساسا للتسامح والتكامل يكمل كل مكون ما يقابله من مكونات
وليكن نداء (مدنيون) لبناء الدولة العلمانية ودولة القانون والمؤسسات هو نقطة البداية ولكن علينا أن نعمل حثيثا من أجل استقطاب وتعبئة أعداد أكبر من المواطنين إلى هذا النداء الأصيل
والمهم الآن أن نعمل على تفعيل اللقاءات والإجتماعات والإتصالات بين المواطنين وأن نكون إلى جانبهم في كل المناسبات لنتمكن من ترسيخ وتفعيل القيم والممارسات التي توجه به نداء مدنيون وسواه من الفعاليات التي تلبي طموحات أبناء شعبنا الحيّ
فنحن سباع!فعلا..
ولكن المهمات الموضوعة أمامنا مازالت كبيرة
وبعض المهمات في المرحلة الحاليّة ما يمكن أن نستعرضه هنا:

خصائص ومميزات الأمم والشعوب
للأمم والشعوب خصائص ومميزات وسمات تختصّ بها دون غيرها تماما مثل الأفراد وأخرى تشترك بها مع غيرها من الأمم وتتحدد تلك السمات والمميزات
بفعل وتأثير عوامل مختلفة تتعلق بالواقع الإجتماعي والمؤثرات السياسية والإقتصاديّة والحضارية وغيرها
ومن بين عدد من مميزات شعبنا العراقي وسماته الكثيرة ما وقر في وجدانه من مثل عليا يشترك بها مع عدد من شعوب الشرق والأمم العربية والإسلاميّة ،أهمها تعلقه بالقائد الذي تتسم شخصيته بالتقشف والتواضع والشجاعة وأن يُطبق هذه المثل على نفسه قبل سواه ولا يستثني من ذلك أبنائه وأهل بيته
وقد لعب هذا المبدا دورا كبيرا على الدوام في تقييم الزعماء والقادة ،وما زال الناس على اختلاف مواقعهم ومشاربهم يرددون سيرة النبي محمد(ص) وأهل بيته وكيف كان يخصف نعاله بيده الشريفة ويقوم بعدد من الأعمال المنزلية والشخصيةوكيف أنه كان لا يحب أن يرى نفسه عطلا وأصحابه يعملون وكيف كان لا يُحبُّ أن يميزَ نفسه، وهناك قصص كثيرة حول ذلك وكيف انه في بيته كان غالبا ما يتناول أبسط الطعام وكيف أن ابنته فاطمة الزهراء (رض) كانت تقول :يمضي علينا الشهر والشهران ولا توقد في دارنا نار وليس في دارنا إلاّ الأسودان،التمر والماء!
وقد أورد التاريخ قصصا كثيرة عن تقشّف أبو الحسن علي بن أبي طالب(كرم الله وجهه) وسائر الخلفاء والقادة البارزين من أهل بيت النبوة وأصحاب الرسول الكريم(ص)كما أن سيرة الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله كانت مضربا للأمثال في التقشف رغم انه من بني اميّة وقد كان بنو أميّة في ثراء وسعة هي مضرب المثل،والحديث يطول في هذا
ومازال الناس لا يحلو لهم سوى تذكر وسرد سير المسؤولين المتقشفين والمتواضعين وآخر الذين ما زال المواطنون يتذكرونهم باعتزاز في هذا المجال هو الزعيم عبد الكريم قاسم وقد نسج أبناء الشعب حوله كثيرا من الأخبار والحكايات ويحلو لهم ذكر تواضعه وتقشفه وزهده على الدوام
أما من لا يتمتع بمثل تلك المزايا فإنهم في قرارة أنفسهم لا يحتفظون له إلاّ بالسخط والإزدراء حتّى لو كانوا يخافونه
يُمكن لمن لا يتولى المسؤولية العامّة أن يحتفظ باحترام الناس وأن يثري عن طريق أي نوع من التجارة والأعمال الشريفة ولكنه عند تولى المسؤولية العامّة فإنه لن ينجو من تلك النظرة الحارقة الخارقة
هكذا هو شعبنا وهذه هي خصائصه منها ما هو معقول وممكن ومنها ما هو صعب ولكن ليس أدعى للإحتقار بعين الناس من المسؤول المسرف والمتكبرأو البخيل (على أن التقشف لا نقصد به البخل!)
مهمّة ملحة
بعد أن شهدنا خلال السنوات القليلة المنصرمة كثيرا من مظاهر الإنحطاط في الوعي الثقافي والإجتماعي والأخلاقي لدى شرائح عريضة من مجتمعنا الغالي ،وبعد أن تألمنا وبكينا على انحدار اوساط واسعة إلى مستويات لا أخلاقية في النهب والسلب وارتكاب الجرائم المختلفة في سبيل منافع ماديّة تافهه وبعد أن اندهشنا إلى ما آل إليه مصير الخلق الأصيل لشعب كان يستسهل أن يفقد لقمة عيشه في سبيل المحافظة على مثلهِ العليا وأخلاقه المتوارثة
وبعد أن دُهِشنا كيف انتهى ذلك إلى مصير يُصبح معه الكذب والغش والخداع والتملق والسرقة والقتل سلوكا سائدامقبولا
وبعد أن ضرب النفاق جذوره في اعماق النفوس حيث أصبح الناس لا يستكبرون أن يقولوا ما لا يفعلون وان يتنكّروا لكل ما يطلبون هم أنفسهم من الآخرين ممارسته
وبعد أن استشرى هذا المرض العضال حتى بين النخب والطلائع التي يرتجي المجتمع منها الخير
نجد أن على القوى السياسية والإجتماعيّة والقيادات البارزة وعلى كل المستويات وفي كل التنظيمات والمكونات القائمة حاليا،سياسيا واجتماعيا ورسميا وفي منظمات المجتمع المدني ،إن عليها أن تقوم بإعداد مناهج ثقافية تفصيلية واسعة وإلزاميّة لجميع أعضائها وجماهيرها وأصدقائها ،مناهج يُمكن معها إعادة بناء القيم الأخلاقية اللازمة للعمل الإجتماعي ويجري معها لفظ الممارسات المؤسفة التي أتينا على ذكر عدد من مظاهرها في صدر مقالنا هذا
كما يتطلب الأمر ان تتبادل المكونات السياسية مناهجها الثقافية للتأكيد على استمرار التوعية والتثقيف باتجاه المهام الوطنية العليا ولترصين الثقة المتبادلةفيما بينها وبناء قاعدة قويمة يُمكن البناء عليها في المستقبل بعد أن بكينا طويلا على انهيار منظومة القيم العامة وبعد أن هزّتنا الفضائع التي لا يتردد كثير من الناس - للأسف -عن ارتكابها..

ألمحبّة هي طريق العبادة
إنتبهت إلى الجملة أعلاه والتي قالها رجلٌ في حديثٍ على إحدى الفضائيات
نعم هو كذلك تماما..ولكي نفهم هذه العبارة الثمينة أفترض العكس لنرى ما تفعله الكراهية والبغضاء!
تنجم الكراهية والبغضاء عن تناحر فريقين أو مجموعتين أو طائفتين ولا يمكن أن تظهرالكراهية في حالة عدم تخندق من هذا النوع
لكننا عندما نكبح التخندق والإصطفاف الطائفي أو العنصري نجد أن فرص المحبّة تَتّسع، وتتراصف الصفوف، وتتعاضد السواعد وتطمئن القلوب.
بالمحبّة ولأجلها ينمو الخصب والعطاء سواء في الطبيعة أو في المجتمع ،وبالضبط مثلما تقول أغنية الفنان وديع الصافي أن حرفي كلمة الحب يتضمنان سرّ وسحر الوجود كلّه بهما تسهر الأم على سرير صغيرها وبسببهما يشقى الأب في العمل من أجل أن يُسعد أطفاله وبهما ندافع عن قيمنا ومثلنا وبهما نبني الحياة والحضارة ولهذا يتسائل الصافي عما إذا كان هناك نبيٌّ لم يبشّر بالحب!
ونفس الفنان يقول في أغنية أخرى له كل دين يبشّر بالفرقة ليس هو بدين
والحقيقة أننا لم نجد على مر التاريخ نبيا بشّر بالفرقة والتناحر
هذه هي بعض المهام الوطنية الملحّة ولنتذكّر
أننا سباع!



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قل أريب ولا تقل مثقف..!
- أمّتان!
- أخطاءٌ منهجيّة!
- قضايا المرأة والمزايدات السياسيّة!
- فنطازيا على فنطازيا
- الحرف التاسع والعشرون!
- رحلةٌ من محطّة قطار المعقل!
- مدنيّون!..وماذا بعد؟
- رِفقاً بِلُغَة السَّماء!
- الفاشوش والقراقوش!
- المرحلة الراهنة..والمهام الوطنيّة.
- إنها رسالة..!
- أخوة يوسف!
- صدفات البحر..لآلي لُغتنا
- فنطازيا ..المنافقون
- مساواة( للكشر)!
- النخل الغيباني
- فيصل القاسم.. محرّضا يساريا!
- فنطازيا نحيب الكيتار
- عودة إلى سد الموصل


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سنان أحمد حقّي - إحنا سباع..! وشكّينا الكاع.