أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - النخل الغيباني














المزيد.....

النخل الغيباني


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 2141 - 2007 / 12 / 26 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرّت سنواتٌ طويلة ولم تظهر أي من القيادات السياسية الفاعلة في البلاد على مستوى المسؤولية
إن أبسط متتبع للأحداث يجد أن الأهداف الرئيسة يمكن أن تتلخص في تحقيق استقلال البلاد وحماية المكتسبات التي تحققت وما كان قد تحقق منها طيلة قرن من الزمان وحماية مصالح البلاد العليا في ثرواتها ووحدة ترابها الوطني وتحقيق الأمن والإستقرار وإعادة الإعمار والبناء وتوفير الخدمات الأساسية وبناء التعددية الحزبية والسياسية والفدرالية وتطوير الحكم اللامركزي
إننا اليوم لسنا في مهمة طبقية ولا أمام معضلة قوميّة ولم نكن أمام مسألة دينية أو طائفية أبدا
وكل هذا الغبار المتطاير هو محاولات للتعتيم على الأهداف الحقيقية والشرعية
والمتمثلة فيما أسلفنا أعلاه
كما أن البلاد كما بدا لحد الآن عصيّةٌ على التجزئة لعدم وجود رغبة لدى الشعب في ذلك ولهذا فإن الفرصة مازالت مواتية لإمعان الفكر في بلورة الأهداف العليا والسعي لإنجازها
ولذلك فإن إنجاز أصطفاف جديد وطني عراقي على أساس المصالح العليا المذكورة هو المهمة الأساسية الآن ..ولا يهم إن كنا نختلف مع بعضنا أيديولوجيا أو قوميا أو دينيا أو طائفيا بل حتى أولئك الذين يُظهرون التعامل مع العملية التي جرت منذ 2003 وحتى الآن على اختلاف تياراتهم ومواقفهم من هذه العملية السياسية أكانت سلبية أو إيجابية لهم الحق تماما في الإنخراط بأية محاولة لتحقيق الأهداف أعلاه لأن المهمة كبيرة وواسعة وتتطلب حشد أوسع الأوساط وبسبب عدم وجود أي مكون قادر على إنجاز مهام المرحلة لوحده مهما أوتي من قدرات
ويتحتم على أغلب المشتغلين بالعمل الحزبي أن ينزلوا إلى أدنى القواعد ويتفاعلوا معها ميدانيا واضعين في الحسبان أن الجماهير ما زالت تعتقد من خلال التجارب السابقة أن القيادات وفي كل التنظيمات السياسية العراقية كانت في الماضي تفكر بحماية نفسها وأعضائها القياديين فحسب ولم تكن تُعنى بحماية منتسبيها وأعضائها وأنصارها فعند كل حملة كانت تتعرض لها التنظيمات السياسية على اختلافها فإن القيادات تختفي لتظهر في الخارج وهذا أضرّ كثيرا بمصداقية الأحزاب وقادتها إذ يسهل أن يقول المرء ما يشاء عندما يكون بعيدا عن أعباء ماكنة القمع ولكنه يختلف تماما عندما يكون تحتها إلى جانب الجماهير والقواعد الدنيا
إن الأمثلة الحية التي تخلفت بعد هروب القيادات المختلفة عند القمع أضعفت الثقة بالأحزاب والمنظمات السياسية المختلفة لأنها وبكل بساطة تخلت عن قواعدها عند أهم المنعطفات وتركت قواعدها بلا قيادات وأصبحت تملي أوامرها بالريموت كونترول وتركت القيادات المختلفة جماهيرها نهبا للقمع والفاقة والإذلال المتنوع والسحق الثقيل ولينظر كل واحد إلى عوائل من عمل بأي تنظيم سياسي ليجد أن عوائلهم كابدت الأمرين بسببهم أضعافا مضاعفة لما تحملوه هم أو على الأقل قدر ما لم يكن بحسبانهم
إن المرء يستطيع أن يقدم نفسه ضحية لمبادئه أو وطنه أو مكونه السياسي ولكن ليس من حقه أن يقدم أهله وأخوانه وعائلته ويهرب لينجو بنفسه ،لقد سمعنا عن بعض أقارب بعض الكوادر السياسية بعد أن تم الضغط عليهم للعمل في الأجهزة السرية قد انتحروا ! نعم ..إن القمع الذي تعرضت له عوائلهم كان خسيسا وهكذا أدركت جماهير عدد كبير من الأحزاب والتنظيمات السياسية تلك الحقائق بمرارة جعلت الوقوف إلى جانب مختلف التنظيمات أمرا بعيد المنال
إن القيادات كما هو معلوم ولا شك لدى مختلف الأوساط الفكرية تنمو وتنشأ في الميدان ومن شأن البيئة السياسية والإجتماعية أن تُنبت أغراسا جديدة ومتطورة وتخلق أنواعا ملائمة للمرحلة ولا يحدث هذا في المنافي أو تنظيمات الخارج إلاّ نادرا
إن فلاحي الجنوب وخصوصا في البصرة يعرفون أن تضريب أنواع جديدة من النخيل يتم بالطرق القديمة أيام لم يكن هناك وسائل نسيجية حديثة بهدف إظهار أنواع وأصناف من التمور أرقى وأحسن في خواصها فكانوا يحفرون حفرة كبيرة ويرصفون نوى التمر للأصناف الجيدة المتوفرة على شكل هرم داخل الحفرة ثم يردمون الحفرة بالسماد والتراب ويبداون بسقي الموضع شيئا فشيئا حتى تبدا الغرسات تخضرّ بشكل كثيف وبعد فترة من الزمن تتنافس الفسائل الصغيرة فيما بينها على مصدر الغذاء ويبدو أن أفضل الغرسات هي التي تصمد وتنمو وتلك التي تبقى تكون عادة هي التي تمتلك الخصائص الجديدة ويظهر نوع جديد يتهافت الفلاحون على الإكثار منه وهو نخل غيبانيّ في أصله ولكنه قلما يفاجيء الفلاحين بنوع رديء
هكذا ظهر البرحي من البريم أو من إكثار الخضراوي الذي ظل أفضل أنواع التمور قرونا طويلة حتى ظهرت الأنواع الجديدة الأخرى فأزاحته عن عرش الجودة
نعم ..النخل الغيباني (وهو حالة عامة لما يسميه البعض بالدكل)هو الوسيلة للحصول على أنواع جديدة من التمور وكذلك وسائل إبراز القادة الحقيقيين إذ لا يجب أن نكتفي بما هو متوفر من القادة إنما أن نسعى لإبراز وإتاحة الفرصة أمام بروز قادة إن صح القول عنهم (غيبانيين)
وهكذا يفعل مضربوا أنواع جديدة من الخيول فإن السعي المتواصل وتلقيح المتوفر بانواع جديدة يتيح الفرصة لبروز أنواع وفصائل من الخيل ذات خصائص جديدة تلائم البيئة وتتفاعل معها كما أن الإقتصار على ما هو موجود ومتوفر من الأنواع سيهبط بانواع ما متوفر إلى أدنى
مهام المرحلة الآن تحتاج إلى كل الأوساط وكل الأنواع لعلنا نصل إلى من يقود أو يتقدم الناس وإلى أجدرهم في وعي المرحلة وابتكار الوسائل الجديدة للنهوض بأعباء مرحلتنا الحرجة
هذا هو سبيل ظهور القيادات الجديدة التي ننتظر ظهورها .ولنترك معايير العمل السياسي للمراحل التي مضى عليها زمن طويل فالدنيا تتغيّر وتتجدد وكل شيء إلى التقدم ماضٍ وكل واقع جديد له قيادات جديدة تناسبه



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيصل القاسم.. محرّضا يساريا!
- فنطازيا نحيب الكيتار
- عودة إلى سد الموصل
- فنطازيا ..تعاويذ ألكترونيّة
- ذكريات وأسرار من المستقبل
- فنطازيا قاري مقام
- فنطازيا التنمية الإنفجاريّة
- أفكار فنطازيّة
- فستُبصِر ويُبصِرون(في تقسيم العراق!)
- بحور بلا حدود
- قضايا المرأة وغسل العار
- محمود عبد الوهاب
- صمتْ
- الأساتذة فيصل عودة ورفقاؤه من أعيان المعلمين عيد المعلم


المزيد.....




- Lenovo تطلق حاسبا متطورا يعمل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي
- رؤية للمستقبل البعيد للأرض
- درون روسي -يصطاد- الدرونات الأوكرانية بالشباك (فيديو)
- صحيفة أمريكية تشيد بفاعلية درونات -لانسيت- الروسية
- الصين تستعد لحرب مع الولايات المتحدة
- كيف سيؤثر إمداد كييف بصواريخ ATACMS في مسار العملية العسكرية ...
- ماهي مشكلة الناتو الحقيقية؟
- هل تغرب الشمس ببطء عن القوة الأمريكية؟
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /30.04.2024/ ...
- كيف تواجه روسيا أزمة النقص المزمن في عدد السكان؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - النخل الغيباني