أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سنان أحمد حقّي - بأي حقّ..؟!















المزيد.....

بأي حقّ..؟!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 2255 - 2008 / 4 / 18 - 11:09
المحور: الصحافة والاعلام
    


تابعت جانبا من برنامج( شاهد على العصر)على قناة الجزيرة و الذي كان محوره مراد غالب السياسي المصري ووزير الخارجية الأسبق والسفير سابقا لدى الإتحاد السوفييتي السابق
وقد أكّد حديث الدبلوماسي المذكور كل الهواجس التي شعرنا بها في كل الأيام العصيبة وأوقات المحن الصعبة وأيام الآلام !
لم يكن كثير بل معظم أولئك السياسيين على طول حقبة مهمة من تاريخ شعوبنا سوى صبية يُمارسون العبث بمصائر شعوبنا ومستقبل أجيالنا بلا هدى ولا بصيرة!
وقد تألمنا كثيرا عندما تطرق لقصة إغلاق مضايق تيران وكيف كان الماريشال كريشكو يُحاورالجنرال شمس بدران وكريشكو هو العسكري ذو التاريخ المجيد في الحرب العالمية الثانية ولسنا في معرض استعراض تاريخه الطويل ولكن في مرارة الضحالة التي كان عليها العسكريون الذين لم يكونوا عسكريين ولا سياسيين بل أقرب إلى حكاية طريقة سير الغراب وكيف أصبحت خطوةً ثم قفزة أي خليطا من سير العصفور والحمامة!
وسهرت مستغرقا بهكذا قادة تولّوا مسؤولية أمّة وأجيال! واستولى عليّ سؤال كبير طيلة الليل!.كيف تسنّى لهم أي هؤلاء القادة وكيف سمحوا لأنفسهم أن يرغموا ويُكرهوا أعدادا هائلة ممن يفهم وممن لا يفهم للإنضمام إلى سياستهم ومنطقهم الصبياني؟ وليس هذا هو جوهر تساؤلاتي بل إنها في الحقيقة سؤال أساسي واحد بأي حق؟
مادمتم لم تتجاوزوا الحلم بعد؛ فهل كنتم ثضاربون في مزاد أو في ساحة سباق الخيل؟ أم تلعبون(الكوتشينة!)
عندما يسال الماريشال الكبير عمّا كنتم تزمعون أن تفعلوا لو خرق زورق إسرائيلي المضايق فيقول بدران أنهم سيضربونه ويسأل الماريشال مرة أخرى وإن كان زورق أو سفينة أمريكيةهي التي ستحاول خرق إغلاق المضايق فماذا ستفعلون؟ ويقول له بدران سنضربها؟ والإتحاد السوفييتي لا يريد أن يدخل في مواجهة مع أمريكا فهل تكون تدابير مصر صحيحة؟ ثم هل من عاقل سيطالب الإتحاد السوفييتي بالدخول في حرب كونية مع أكبر قطب مقابل له في حين أنه أقرّ سياسة التعايش السلمي فضلا عن أن سلف القادة السوفييت (ماسمّي بالقيادة الجماعيةفي حينهاـ بريجنيف ،بودغورني،كوسيجن ـ)وكان السلف هو المقصود به نيكيتا خروشوف! في أغلب التحليلات إنما كان قد أُقصيَ بسبب المواجهة المحتملة مع الأمريكان في أيام خليج الخنازير أو ما سمّيَ بأزمة الصواريخ
إن منتقدي خروشوف كانوا قد تذمروا منذ أمد بعيد أي منذ عام 56 ووقوفه الفعال مع مصر ضد التحالف الأنكليزي الفرنسي الإسرائيلي حيث وجد معارضوا خروشوف أن سياسته تلك تهدد سياسة التعايش السلمي التي انتهجها المؤتمر العشرون
فهل يعتقد أي هاوٍ في تلك الظروف أنه سيستطيع أن يزج الإتحاد السوفييتي في حرب كونيّة بسبب اندفاع صديق لم يكن حتى مضمونا في حينه؟
لقد كنّا طلابا صغارا أيام تلك الأزمات والمحن ولكننا كنا نعلم ونفهم ولو من خلال قنوات الأخباروحدها أن هناك ضلالا ولا نقول أخطاءً ،ضلالٌ في إدارة وقيادة بلداننا ويحق لعدد من سياسيي العالم أن يروا أن قادتنا لم يكونوا سوى هواة يُمارسون المسؤولية بطريقة دونكيشوتية!
أيها الناس!
أيتها النخب السياسية والفكرية والعلمية إننا لا يمكن أبدا أن نعتبر صنع الكوارث والإنهيارات الكبرى أخطاءً(مجرد أخطاء!) إنه تبسيط ساذج ومقرف لتمرير جرائم كبرى يجب أن يُحاسب التارخ والشعب والناس جميع مرتكبيها ..لا نستطيع أن نسميها أخطاءً فأين مستوى الخطأ المروري من قتل إنسان؟ إننانحثّ أبناء شعبنا بكل صراحة على عزل مرتكبي مثل تلك ( الأخطاء!) ونبذ منهجهم الفكري والسياسي فهذا أقل ما يستحقون!
وليعلموا أن ذاكرة الشعوب لا تنسى!
وأن يوم الحساب إنما هو حقٌّ وقريب وليس الأمر مزاحا كما بيدو أنهم يظنّون
والمهم بأي حق كانوا يُكرهون الناس على الإلتحاق بركبهم؟وصعود قطارهم المنطلق إلى الكوارث؟ وإلى أن يجعلوا من شعوبنا محط الهزؤ والسخرية!
لو كانوا يخوضون معترك السياسة والقيادة العسكرية والإقتصادية لبلدانهم من خلال الحجوم التي تؤمن بهم وبنهجهم ودعواهم فقط لهان الأمر ولكنهم ضالّون مضِلّون أكرهوا شعوبنا على السير وراء فنطازياتهم وأحلامهم التي كما ظهر فيما بعد أنه لم يكن يُشاركهم فيها أحد، إذا استثنينا هواة التصفيق والوصوليين
والآن ..ما أشبه اليوم بالبارحة
لا تُكرهوا أحدا أرجوكم على اللحاق بركبكم أو جماعاتكم أو اللحاق بقطاركم السائر بقدرة لا نعلم أصلها!ولا مصدرها! مهما تصورتم أن منهجكم صحيحا فإن الله ثم التاريخ وحده سيبين من كان على صواب وليس لأحد الحق بإكراه الناس على أن يعتنقوا أحلامه أو رؤاه مهما كان واثقا ومتيقنا!
فسبحانه جعل كلّ امريءٍ مقتنعابما لديه من عقل!
لا تجعلوا من أنفسكم مصدر خيبة و خذلان بدلا من مصدر أمل
ليس لأحد الحق بأن يُكره أحدا على ما لا يسيغ
أيها الناس
أرجوكم
مثلما تُحبّون وتكرهون ومثلما أنكم لكم أذواقٌ ورغبات ومثلماأن لكم أحلام ورؤى وطموحات فإن لغيركم مثل ذلك ولهم طموحاتهم ورغباتهم وآراؤهم وما يُحبون وما يكرهون!
ورأينا من خلال الشاهد على العصر الأستاذ مراد غالب كيف كان كثيرٌ ممن تُحيط بهم هالة هي أقرب للقدسية ،كيف كانوا في الحقيقةِ أقرب منهم للحمقى ،إذ كان ما يُعرض أمامهم لوعُرضَ على أبسط الناس وأقلهم خبرة في الحياة لكان كافيا لأن تختلف جوهريا أهم القرارات التي تم اتخاذها في ذلك الحين
يا لبؤس شعوبنا بتسلط قادة مرّوا علينا وكانوا أبطالا في كوميديا الحكم والسياسة!
إنني أكاد أسجد و أنحني إجلالا لكل من يعرف قدر نفسه ويترك ما يشغله من حيّز لمن هو أرفع منه تأهيلا واقتدارا
واتمنى عل كل مسؤول أن يتجنب هواية جمع الإمتيازات فهذه هي آفة تسلق المواقع السياسية والإدارية وتهافت الناس على (السياسة!) وتهافت السياسة بالنتيجة!أم إنه التمسّك بعصا القوة حسب حتى لو احترقت روما؟!
وغنيٌّ عن القول أن الكلام والمقالات والكتب لا تُغني شيئا عن الأفعال والممارسات ، وقديما سمعنا أن الأعمال مصداقٌ للنوايا وليست الأقوال!
فكم سمعنا أقوالا جميلة ومعسولة وتصريحات رنّانة ولكننا لم نصل باتباعها إلاّ إلى قعر الهاوية!ولا يكفي أن يقول أحدٌ ما أنه طيب أو مخلص أو صادق إذ عليه أن يُثبت كل هذا في أفعاله!
ومن يعتقد أن الشعوب مغفّلة ففي الحقيقة هو المغفل الوحيد!
أتمنى أن نتجنب كل ذلك بأي ثمن..
لعلنا نستطيع أن نلحق بركب الأمم الحيّة .فمن المؤسف أن ندع كل هذا الذي ورثناه من ثقافة وفكر وجهد حضاري ونضالي يذهب سدىً
ألم نتأكّد بعد، أن معاداة العلم والحضارة والوعي الذي تشيده الخبرة والمعاناة والتأمّل الحيّ والفكر الخلاّق، أن معاداتهاجميعا.. لن تساعدنا على الرقي ولا على التقدم ولن يتقبّل هذا الجهل منّا ربّنا فهو ربّ علم ومعرفة ووعي ولم يكن يوما ربّ الجاهلين!
أفلا تعلمون؟
أفلا تعقلون؟
أفلا تتدبّرون؟
أفلا تفكّرون؟
هل سيتقبّل منّا ربنا أعمالنا بسبب ما نرتدي من دشاديش أو ألبسة أو حجب ؟أم سيتقبّل منّا ربّنا أقوالنا وتكرار رغباتنا ووعودنا التي لا نعمل على وضعها موضع التنفيذ ؟ أم أن فكرنا ومنهجنا وسلوكنا وأقوالنا المقترنة بالأفعال المخلصة والصادقة وأخلاقناهي التي ستكون عونا لتقبّل أعمالنا؟
من كان يُريد العزّةَ فلله العزّةُ جميعا إليه يصعد الكلمُ الطيّبُ والعمل الصالحُ يرفعه
...صدق الله العظيم



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستراتيجية العصر..في كل (جوكه)لنا خيّال!!!
- إحنا سباع..! وشكّينا الكاع.
- قل أريب ولا تقل مثقف..!
- أمّتان!
- أخطاءٌ منهجيّة!
- قضايا المرأة والمزايدات السياسيّة!
- فنطازيا على فنطازيا
- الحرف التاسع والعشرون!
- رحلةٌ من محطّة قطار المعقل!
- مدنيّون!..وماذا بعد؟
- رِفقاً بِلُغَة السَّماء!
- الفاشوش والقراقوش!
- المرحلة الراهنة..والمهام الوطنيّة.
- إنها رسالة..!
- أخوة يوسف!
- صدفات البحر..لآلي لُغتنا
- فنطازيا ..المنافقون
- مساواة( للكشر)!
- النخل الغيباني
- فيصل القاسم.. محرّضا يساريا!


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سنان أحمد حقّي - بأي حقّ..؟!