أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - -الحر اللبيب بنصف غمزة تايعيق-















المزيد.....

-الحر اللبيب بنصف غمزة تايعيق-


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2313 - 2008 / 6 / 15 - 10:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


من العار، في مغرب اليوم، أن "يبهدل" حقوقيون ودكاترة ومجازون، معافون ومعوقون، ويجلدون في الساحات العمومية بقلب عاصمة المملكة، لأنهم اختاروا التعبير عبر تنظيم وقفات احتجاجية من أحل الإجهار بغضبهم وسخطهم عن الوضع بطريقة حضارية يمارسها الجميع في مختلف أنحاء العالم.
والحالة هذه، واعتبارا لاستمرار هذا الأسلوب الهمجي منذ سنوات خلت، حدثت تراكما، حيث بدأت تتضاعف أعداد يتكاثر ضحايا الهراوات الأمنية محملين بآثار تعدي رجال أضريص والعنيكري، مع سبق الإصرار والترصد وحالة العود، ونظرا لاستمرار هذه الممارسات، التي تشكل نغمات نشاز مقرفة في سامفونية العهد الجديد، فلا محالة أن "الهراوات الرسمية" قد تسببت في إعاقات مستديمة، مادية أو نفسية، وعندما سيتكاثر ضحايا "الهرمكة المخزنية" سيطالبون بالتعويض وبجبر الضرر والاعتذار الرسمي والعلني لإعادة الاعتبار، وآنذاك "فكها يا من وحلتها".
فالجميع يعرف أن هناك بطالة مستشرية وتهميش ممنهج وثراء فظيع غير مبرر اقتصاديا ولا اجتماعيا ولا أخلاقيا وفوارق اجتماعية صارخة تسبب الغثيان سخطا وتنديدا، فماذا يضر والحالة هذه، أن ينظم حاملو الشواهد أو حقوقيون أو مكفوفون أو ضحايا إجراءات وقرارات رسمية وقفات تنديدية واستنكارية بطريقة حضارية، أم أن القائمين على الأمور لا يسمحون لهم حتى بممارسة حقهم في السخط والغضب ولا يسمحون لهم إلا بقبول الفناء الاجتماعي بابتسامة عريضة.
فلم تعد هناك حاجة إلى ستر أو إخفاء أي شيء، فالعالم بأسره على علم بأن فئات واسعة من الشباب المغربي ساخطة على الأوضاع. فلماذا لا نقتدي بالآخرين..؟ نعاين احتجاجات أمام البيت الأبيض وأمام مقر الأمم المتحدة والكونغرس والقصر الملكي ببريطانيا، على الطريق المؤدية إلى إقامات الرئيس الأمريكي أو رئيس الجمهورية، لكن لا نلاحظ "جلد" البشر بالهراوات، خبط عشواء بالهمجية التي "يجلد" بها المواطن المغربي أمام البرلمان على مرأى ومسمع نواب الأمة.
إن تفعيل "الهراوات الرسمية" إذا فاق حدا ما يصبح عنفا ممنهجا، وهذا النوع من العنف قد يستدعي عنفا مضادا وقد يكون عنفا دفاعيا وهلم جرا... وهذا أمر لا يظن أي لبيب أنه يخفى على ذوي الألباب الأمنيين عندنا، فتفعيل "الهراوات الرسمية" بشكل مبالغ فيه هو الذي دفع المحتجين الغاضبين الساخطين إلى اللجوء إلى التهديد بالانتحار الجماعي، وقد يسمى لاحقا بـ "استشهاد تعبيرا عن السخط"، كما أن تفعيل "الهراوات الرسمية" بطريقة وحشية وهمجية، هو الذي أدى أيضا إلى التفكير في احتلال واقتحام، على حين غرة، مقرات أحزاب ومؤسسات أخرى، سعيا وراء الحماية من كرم وإكراميات رجال أضريص والعنيكري وأحيانا رجال حسني بنسليمان بالبوادي.
إذن لقد أضحى الآن من العار حقا، وهذا أمر وجب أن تنظر فيه أعلى سلطة في البلاد، أن يهان مواطنون اختاروا التعبير عن سخطهم وغضبهم بطريقة حضارية، "فالهراوات الرسمية" أصبحت تنهال وتتساقط على المحتجين بطريقة وحشية في الساحات العمومية، كما كان "يداعب" سوط باشا التهامي الكلاوي أجساد المغاربة الأحرار في ساحة جامع الفنا بمراكش في عزّ الظهيرة.
ومادامت عقلية "الإفلات من العقاب" مازالت راسخة لدى الكثير من صناع القرار، فإن استمرار "جلد" مواطنين بـ "الهراوات الرسمية" في الساحات العمومية، علما أنهم اليوم مواطنون رعايا
ـ وليس رعايا فقط ـ فلا داعي للتبجح بحقوق الإنسان وبالمساواة و.. و..
وباعتبار أنه إذا كانت جهات منظور إليها على أنها قوية هي التي تدعو إلى وقفات احتجاجية، فإن "الهراوات الرسمية" تظل معلقة بالأحزمة للمجرد الديكور فقط، لكن ما أن يدعو المعطلون أو الحقوقيون أو فئات أخرى إلى مثل هذه الوقفات حتى تنهال عليهم الهراوات، فهل حقوق الإنسان والمواطن تمت "مخزنتها" هي كذلك، لذلك يتم التعامل معها بنفس النهج المعتمد في التعامل مع الامتيازات و"لاكريمات" وإكراميات اقتصاد الريع والولاء؟ وهل أضحت "الهراوات الرسمية" هي نصيب الغاضبين والساخطين من كعكة إكراميات هذا الاقتصاد؟
هناك عشرات، بل مئات الأفلام القصيرة التي تسبح في "الطرقات السيارة" لشبكة الانترنيت تبين إمطار الدكاترة المعطلين والمكفوفين والحقوقيين بـ "الهراوات الرسمية" أمام البرلمان والمجلس الأعلى للقضاء وبعض الوزارات، كما تظهر حقوقيين، رجال ونساء منشورين على الأرض في وضع "كاو" منهم من لهم صيت تجاوز الحدود، كما حصل مع مسؤولي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان سابقا، أو تصور حقوقيين يعنفون بامتياز من طرف رجال الأمن، كما وقع لعبد الرحمان بنعمرو وفي الوقفة الممنوعة أمام دار المقري "النقطة الثابتة 3" وغيرها...
هناك مئات الأفلام القصيرة دونت، إلى الأبد مناظر من هذا القبيل معروضة على شبكة الانترنيت ويطلع عليها ملايين البشر عبر العالم، ولازالت في تزايد مستمر، إذ كلما صدر أمر تفعيل "الهراوات الرسمية"، تنشر مشاهد خاصة بها توا في الانترنيت، هناك مشهد اطلع عليه ملايين المبحرين في الشبكة، تم التعليق عليه كالتالي :
"نصيبهم الهرمكة" لأن ذنبهم الوحيد أنهم أرادوا التعبير عن احتجاجهم وسخطهم على الوضع بتنظيم وقفة في بلد يسعى إلى توطيد البناء الديمقراطي"، علما أن لا وجود لدولة الحق والقانون مع "بهدلة" المواطنين و"جلدهم"، بـ "هراوات رسمية" في واضحة النهار بالساحات العمومية على مرأى عيون العالم، كل العالم، أليس من العار أن تروج أفلام تصور "بهدلة" حقوقيين أمام أعين من يشرعون، ومن المفروض أنهم اختيروا للحفاظ على كرامة المواطن؟
وفي هذا السياق قال أحد المتحمسين للعهد الجديد والمعجبين به، إن هذه الممارسات تساهم في "تدنيس" هذا العهد الجديد، وهذا أمر وجب الانتباه إليه بجدية، لأنه كيفما كانت المبررات بخصوصها، فهي أمر "بشع" ولا يجب أن يكون مكان للبشاعة في العهد الجديد، سيما بعد أن قيل الكثير والكثير جدا بخصوص "طي صفحة الماضي"، والحالة هذه، لا يمكن طي صفحة "بشعة" من الماضي وفتح صفحة حاضر ومستقبل "أبشع" منها، وإلا فإنه العبث بعينه.
وخلاصة القول إن ظهر المعنى فلا فائدة من التكرار وتكرار التكرار،" لأن الحر اللبيب بنصف غمزة تايعيق"



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى متى سيتم استبلاد المغاربة؟
- -للي قالها المخزن هي للي تكون-
- ثراء جنرالات المغرب على حساب البلاد و العباد
- سجين من داخل سجن القنيطرة يروي الهروب الهوليودي لتسعة سجناء ...
- الحياة داخل القصور
- جنرالات الجيش استغلوا ضعف النظام الملكي لجمع الثروات
- بعدما باعت أغلب ممتلكات الشعب الدولة تفكر في فرض ضرائب جديدة ...
- المجاعة الجديدة والسيادة الغذائية
- السجون المغربية غياب إستراتيجية واضحة المعالم
- فيلم -فتنة- المسيئ للإسلام و المسلمين
- المغرب استرجع الأرض دون استرجاع الإنسان
- مشاهد من مسرحية مغربية عربية
- سياسة الغلاء والهراوة ولا زيادة في الأجور
- رفع الأجور مجرد -نية حسنة- إلى موعد غير مسمى
- تسيير -أونا- شبه إقطاعي
- هزيمة مالية للملك
- استيراد الحبوب والهجوم على الدعم
- نقل المخيمات إلى تيفاريتي غير وارد حاليا لكنه غير مستبعد
- أبشروا يا مغاربة يمكنكم محاكمة الحكومة بشهادة شاهد من أهلها
- محنة -المواطنة- المبتورة


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - -الحر اللبيب بنصف غمزة تايعيق-