أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إدريس ولد القابلة - سجين من داخل سجن القنيطرة يروي الهروب الهوليودي لتسعة سجناء من السلفية الجهادية















المزيد.....

سجين من داخل سجن القنيطرة يروي الهروب الهوليودي لتسعة سجناء من السلفية الجهادية


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2280 - 2008 / 5 / 13 - 11:21
المحور: مقابلات و حوارات
    


ليس هناك سجون "جيدة"، كما أنه ليس هناك سجناء " جيدون"، لكن ما لا يمكن قبوله هو أن تتحول السجون من "حل" (تخليص المجتمع من الأشرار) إلى معضلة تفريخ العناصر الخطيرة، لذلك تصبح إشكالية إنقاذ السجون الوجه الآخر لإشكالية إنقاذ المجتمع، هذه من أهم العبر الواجب استخلاصها من عملية الفرار الأخيرة، غير المسبوقة من أهم سجن بالمغرب.

السجين "ش" ابن بطوطة لـ "المشعل"
الهاربون استغلوا الامتيازات الممنوحة لهم من طرف جهات عليا

اخترقنا الأسوار العالية للسجن المركزي بالقنيطرة رغم الحراسة المشددة بعد عملية فرار تسعة معتقلين من المجموعات السلفية الجهادية من حي " أ" صباح يوم الاثنين 7 أبريل 2008، وتمكنا بوسائلنا الخاصة من الاتصال أيام الأربعاء والخميس والأحد (9، 10 و13 أبريل 2008) بالسجين (ش)، وطرحنا عليه مجموعة من الأسئلة بعضها لم يكتمل جوابها إلا في الاتصال الثاني أو الثالث، وكانت الحصيلة كالتالي، نعرضها على القارئ كما توصلنا بها.
حاوره إدريس ولد القابلة

- كيف هي الأجواء الآن بحي "أ"؟
+ في هذه اللحظة بالذات هناك تفتيش بحي " أ" بالسجن المركزي وكذلك في حي "ج" الذي يقطنه أيضا معتقلو السلفية الجهادية.
يبدو أنهم يريدون وضع اليد على الهواتف النقالة التي بحوزتهم قصد التعرف على المكالمات والأرقام التي اتصلوا بها للتقصي بخصوص أصحابها، لعلهم يعثرون على معلومات من شأنها أن تساعدهم في بحثهم عن الفارين.
إنه تفتيش غير عادي، إذ يشترك فيه عناصر من الدرك والأمن (الشرطة القضائية والشرطة العلمية) والاستعلامات العامة والديسطي وحراس السجن الذين تم جلبهم من 3 سجون أخرى (السجن المدني بالقنيطرة [حبس لعواد] المركب السجني بسلا [الزاكي] وسجن عكاشة)، ومن المحتمل جدا أن يشمل التفتيش كل الأحياء، إذ إن كل السجناء اتخذوا احتياطاتهم بهذا الخصوص لأن القضية "غليظة هاذ المرة" كما يقولون.
- إذن هناك مجموعة أخرى من معتقلي السلفية الجهادية يقطنون بحي " ج"، أليس كذلك؟
+ نعم، إن معتقلي السلفية الجهادية المتواجدين حاليا بالسجن المركزي بالقنيطرة يقطنون بحي "أ" بجزأيه، وبحي "ج" الذي هو بعيد عن حي " أ" إلا أنهم قبل عملية فرار يوم الاثنين [قبل الأخير]، كانوا ينتقلون بين الحيين (أ / ج) بكل حرية ومتى شاؤوا، ولهم الاختيار في الإقامة هنا أو هناك، بعضهم كثير التنقل بين الحيين، وعندما يقطنون بحي " أ" يذهبون إلى حي "ج" والعكس بالعكس.
- ما هو موقع الزنزانتين اللتين قيل إنهما كانتا انطلاقة التخطيط لعملية الهروب؟
+ إنهما الزنزانتان الأولى والثانية في الجهة اليسرى مباشرة بعد اجتياز الباب الحديدي المؤدي إلى الزنازن، وتحملان رقم 46 و 48.
- هناك شكوك في حادث عملية الهروب، فهل فعلا تم الحفر انطلاقا من مرحاض إحدى الزنزانتين؟
+ اسمع يا أخي، أنا لم أعاين بأم عيني الحفرة بمرحاض الزنزانة، لكنني على علاقة صداقة متينة (وأنت تعرف أن الصداقة الفعلية تكون في ظروف فعلا متينة) مع بعض السجناء الذين يعملون في مجال الكهرباء بالسجن المركزي وفي صيانة أجهزة التشويش على المكالمات الهاتفية، وهم يتحركون بكل حرية في مختلف أماكن السجن، وأكد لي اثنان أو أكثر أنهم عاينوا الزنزانة التي بدأ منها حفر النفق، وأكدوا لي أن علامة الحفر بادية بمرحاض الزنزانة.
- لكن كيف تمكنوا من معاينة ذلك بهذه السهولة، هل الإدارة تثق فيهم إلى هذا الحد؟
+ نعم، إنهم يحظون بتعامل خاص جدا، فهم الذين يصلحون الأعطاب الكهربائية ويتنقلون بسهولة في السجن بدون مراقبة، وفي ذلك اليوم نادوا عليهم إلى حي "أ" لحمل بعض الأمتعة، وتحويل بعض أكياس التراب من مكانها لتمكين الحراس من معاينة أي شبر من الزنزانتين المعنيتين.
- لكن من المعروف أن السجن المركزي مشيد على هضبة صخرية، فكيف تعرف الفارون على طبيعة الأرض لاختيار الاتجاه لحفر النفق؟
+ يجب أن تعلم أن الفارين عاينوا عن قرب أشغال الشركة المكلفة بإنجاز شبكة الماء وشبكة التطهير السائل، على امتداد شهور، سواء بالحي " أ" أو بحي "ج" أو في أماكن أخرى من السجن عندما كانوا ينتقلون بحرية بين الحيين، أو حينما كانوا يتوجهون إلى المصحة أو الحمام العام أو عندما يخرجون للتداوي بالمستشفى، ورغم أن جل الأشغال أنجزت خارج الأحياء وبالممرات الأمنية، لكن مع ذلك كانت هناك ضرورة لإنجاز أشغال الحفر بالزنازن، لربطها بشبكة الماء الجديدة، وشبكة التطهير الحديثة، كما أنهم لاحظوا طبيعة الأرض بمناسبة تغيير كراسي المراحيض، لأن الأشغال أنجزت دون إفراغ الحي، آنذاك تمكنوا من تعيين الاتجاه الذي لا توجد به صخور وإنما تربة مبللة "شبيهة بالطين" على امتداد الممر الذي يحوي 24 زنزانة في كل جانب، وبذلك فضلوا الحفر في اتجاه الباب الخارجي، رغم أن المسافة طويلة جدا، مقارنة بالحفر في الاتجاه المعاكس، إذ إن الزنزانة رقم 48 لا يفصلها عن الحائط إلا نصف تلك المسافة، لكن ذلك الاتجاه يؤدي نحو حافة الهضبة المشيد عليها السجن وهي منطقة صخرية صعبة الحفر.
- بفعل بعد المسافة، كيف تعرفوا على الاتجاه لحفر النفق؟
+ إنهم كانوا يخرجون إلى الساحة الشرفية ومنها يمكن تحديد الاتجاه بسهولة، ويكفي الخروج مرة واحدة وتجاوز الباب الرئيسي لمعاينة موقع سكن الموظفين والمدير والمسافة الفاصلة بين السور العالي والسور القصير في اتجاه مدخل السجن، ويمكن معاينة ذلك بسهولة بمناسبة خرجة أو خرجتين إلى المستشفى، وهم تسعة وربما خرج أكثر من واحد إلى المستشفى، كما يمكن استكمال البيانات والمعلومات بطرح السؤال على من كانوا يقومون بزياراتهم، علما أنه كان في حي "أ" حواسيب يدوية متصلة بشبكة الانترنيت (موديم باين)، وهو ما يمكنهم من الاتصال بالخارج وكذلك التواصل مع رفاقهم في سجون أخرى.
- هل لديك معلومات بخصوص أكياس التراب التي قيل إنها كانت موجودة بالزنزانتين؟
+ بهذا الخصوص يمكن القول إن أحد السجناء الذين شاركوا في حمل تلك الأكياس أكد لي أنه فعلا رأى وحمل أكياسا تحتوي ترابا أحمر شبيه بالطين رطبا ومبللا، وقال لي إنها أكياس شبيهة بأكياس الدقيق (المصنوعة من خيوط بلاستيكية كالخيش) مقفلة بإتقان كبير ولا يتسرب منها التراب، وكانت مضغوطة إما بفعل الجلوس أو النوم عليها.
- ألم تكن زنازن حي "أ" تخضع للتفتيش والمراقبة بمناسبة عملية "النداء" اليومي كمل هو معمول به في مختلف السجون؟
+ منذ مدة طويلة لم يكن حي "أ" وكذلك حي "ج" يخضعان للتفتيش والمراقبة، كما هو الحال بالنسبة للأحياء الأخرى، التي يقطنها معتقلو الحق العام.
لم يكن حراس السجن المركزي يضعون أرجلهم بزنازن حي "ا" وحي "ج"، إذ كان أصحابها يعتبرون أنهم بدخول الحراس إليها سيدنسون ذلك المكان الطاهر "كأنها مسجد"، وقد سبق أن حدثت مواجهات بينهم وبين الحراس بهذا الخصوص، بل قيل إنهم فكروا مرة في إخراج فتوة لهدر دم أحد الموظفين لهذا السبب، وفعلا فقد تعرض بعض الحراس لاعتداءات في علاقة بهذا الموضوع، لذلك صدرت أوامر للحراس بتلافي الدخول إلى الزنازن إلا في حالات الضرورة القصوى.
- هل بهذه السهولة تم حسم الأمر بعدم السماح للحراس بولوج الزنازن؟
+ سمعنا أن الحراس والمسؤولين بالحي رفعوا تقارير في الموضوع، إلا أن هناك تعليمات بهذا الخصوص صادرة عن الإدارة العامة، وهناك إشاعة منتشرة بقوة بين سجناء السجن المركزي بالقنيطرة مفادها أن مصدر هذه الامتيازات هو المدير العام لإدارة السجون.
- هذه مجرد إشاعة، وأنت ما رأيك في الموضوع؟
+ أنا شخصيا عاينت عن قرب الامتيازات التي يحظى بها معتقلو السلفية الجهادية في أكثر من سجن عبر المملكة، كما وجهت عدة شكايات في هذا الموضوع، لأنني أنا أيضا أطمح إلى الاستمتاع بمثل تلك الامتيازات العديدة التي يستفيد منها من ينعتهم الجميع بـ "الإرهابيين".
- إذن من بين الامتيازات عدم دخول الحراس إلى الزنازن التي يقطنها هؤلاء؟
+ نعم كان ممنوعا عليهم ولوجها تبعا لتعليمات صادرة من جهة عليا.
- متى كانت تقفل أبواب زنازن حي "أ"؟
+ ما سأقوله صعب التصديق، لكنه واقع فعلا، لم تكن تقفل ليلا ولا نهار إلا في ساعة متأخرة من الليل (الساعة 11 ليلا) لتفتح عند الفجر.
- زنازن حي " أ" صغيرة جدا ولا يمكنها أن تستوعب أكثر من شخصين بحيث لا يبقى سنتيم واحد للتحرك، فكيف هرب تسعة سجناء؟
+ أولا لم يكن هؤلاء يقطنون في الزنزانتين المعنيتين لأنه لا يمكن أن تسعهما جميعا، لكن أبواب الزنازن لم تكن تقفل، كما أنهم من باب الاحتياط حفروا ثقبا يصل بين الزنازن من جهة "الدكة" الواقعة تحت "حجرة النوم".
- حسب علمك متى تم اكتشاف الغار من داخل السجن؟
+ يوم الاثنين 7 أبريل 2008، على الساعة الثامنة والنصف صباحا، عندما كان سائق مدير السجن المركزي يتجول في حديقة مسكنه، حينها اكتشف الحفرة، و"جاب الله ما لقاوش المدير وعائلتو في الدار كوراهم قتلوهم".
- هل فيلا المدير كانت فارغة يوم الاثنين؟
+ نعم، إن مدير السجن المركزي مازال مصدوما بفعل فرار بارون المخدرات "النيني" عندما كان بالحج، وكان يستعد ربما للانتقال، إذ قال لي أحد السجناء إنه فك "ثريات" الفيلا وجمعها.
- كيف تلقى سجناء السجن المركزي نبأ الفرار؟
+ تلقوا الخبر باستغراب واندهاش كبيرين لأن عمليات الهروب السابقة كانت إما عبر السور أو الباب أو شاحنات، ولم يسبق في تاريخ السجن المركزي أن فر أحد بواسطة حفر نفق. وهي عملية تتطلب قوة جسمانية وقدرة على التحمل كبيرة ناهيك عن مواجهة الأخطار، بالنفس، فأعضاء الشرطة أنفسهم، كما قيل لنا، لم يتمكنوا من ولوج النفق.
[ملحوظة: هذا ما أكده للمشعل محجوب الجزولي، مدير جريدة تصدر بالقنيطرة، إذ كان حاضرا بعين المكان يوم الاثنين بحديقة فيلا المدير، إذ قال " لم يتجرأ أحد على الهبوط إلى النفق، ما عدا أحد الدركيين الذين هبط وعاين النفق من بدايته حتى آخره].
- هل هناك انعكاسات على السجناء؟
+ لقد توقفت الحركة كليا بالسجن طيلة يوم الاثنين، ولم يتم توزيع الأكل، وهذا طبيعي جدا، لأنه عندما "يهرب الثور البقرات هي التي تؤدي الثمن".
في واقع الأمر نزلاء السجن المركزي سيدفعون ثمن انعكاسات امتيازات خولها المسؤولون لمعتقلي السلفية الجهادية.
- هل زار مسؤولون السجن بعد عملية الفرار؟
+ يوم الثلاثاء (8 أبريل 2008) زار السجن المركزي كل من وزير العدل والجنرال حسني بنسليمان وعاينا النفق
- هل في إمكان السجناء بالحي المركزي، وضمنهم قاطني حي "أ" الحصول على الممنوعات؟
+ طبعا، يمكنهم الحصول على أي شيء شريطة أداء الثمن، علاوة على هذا فإن أصحاب حي "أ" يتوفرون على حواسب وينسخون أقراصا ويبيعونها في مختلف أرجاء السجن مقابل 4 أو 5 دراهم أو نصف لتر زيت أو علبة شاي وغيرها.
- هل من جديد هذا اليوم (الخميس 10 أبريل)؟
+ هذا اليوم خضع حي " أ" من جديد لتفتيش دقيق من الساعة الثالثة زوالا إلى السادسة والنصف، كما ان الحراس والموظفين لم يغادروا السجن منذ يوم الاثنين، يأكلون وينامون بعين المكان، والزنزانتان رقم 46 و 48 مقفلتان وعليهما حراسة مشددة ليل نهار، كما شوهد بعض المعتقلين مكبلين بالأصفاد يقودهم حراس من حي " أ" إلى الإدارة قصد التحقيق والاستنطاق.
- هل الشركة المكلفة بالأشغال داخل السجن مازالت عاملة؟
+ نعم.
- متى بدأت أشغالها؟
+ على الأقل منذ شهر نونبر 2007.
- ماذا يقال بين السجناء بخصوص الفارين؟
+ تدور أحاديث كثيرة بخصوصهم، من قبيل أن العديد من السجناء لاحظوا أن الفارين كانوا يتدربون باستمرار أكثر من غيرهم من السجناء، كانوا يجرون بالساحة لمدة طويلة ويقومون بحركات رياضية ويمارسون رفع الأثقال، كانوا في فترة من الفترات يجهدون أنفسهم، وقبل فرارهم بمدة قلت مزاولتهم للرياضة، وأضحوا ينامون كثيرا خلال النهار على غير عادتهم في السابق، كما صاروا يجلسون كثيرا في الممر عوض الساحة، ولم يكونوا يغادرون الممر كلهم دفعة واحدة، إذ كان لابد أن يظل بعضهم بالممر غير بعيد عن الزنزانتين 46 و 48 وشرعوا في تجنب الاختلاط بالآخرين، ولم تعد تجمعهم إلا الصلاة والأمور المرتبطة بالغذاء وتدبير الحياة اليومية داخل الحي.
- هل من جديد هذا اليوم (الأحد 13 أبريل 2008)؟
+ جميع الحراس والموظفين اشتغلوا يومي السبت والأحد ولم يغادروا السجن منذ اكتشاف عملية الفرار، وهذا اليوم قاموا بتفتيش عام في كافة أحياء السجن.
- من تكلف بهذا التفتيش؟
+ حراس السجن المركزي وحراس السجن المدني بالقنيطرة والمركب السجني بسلا وسجن عكاشة، ورئيس التفتيش بندريس مدير السجن المدني بالقنيطرة، يؤازره في هذه المهمة أحد المفتشين بالإدارة المركزية للسجون.
- يقال إن بندريس هو الذي سيعوض المدير الحالي للسجن المركزي؟
+ لا، أظن إنه من المستبعد جدا لأنه سبق له أن كان مديرا للسجن المركزي، لكن في عهده هرب 5 سجناء سنة 2001.
- كيف تمت هذه العملية؟
+ تمكن 5 نزلاء من الفرار من "الباطيما" وهو أحدث حي بالسجن المركزي، قطعوا قضبان نافذة الزنزانة، وقد سبق أن أطمروا سلاليم مصنوعة من الحبال وأجزاء من خشب "سكليرات" استعملوها لتسلق السور، افلت 4 واعتقل واحد بمدينة مراكش بفضل وشاية زوجته، وهو محكوم بالمؤبد، ويوجد حاليا هنا بالسجن المركزي، لقد أصبح الآن يصلح التلفزات .. وهؤلاء السجناء. بعد هروبهم وجدوا سيارة مرسيدس قرب السجن سرقوها وغادروا القنيطرة على متنها بسرعة، ولحد الساعة مازال الأربعة أحرارا.
- أنت كسجين لمن تحمل مسؤولية فرار التسعة من حي "أ"؟
+ سأقول كلمة حق ولو في حق من اعتبرهم أعداءا، إن مدير السجن المركزي والحراس لا يتحملون المسؤولية، بل مدير إدارة السجون لأنه هو الذي أعطى التعليمات في جميع السجون بخصوص التعامل التفضيلي لمعتقلي السلفية الجهادية والامتيازات التي يحظون بها، إن لديهم امتيازات كبيرة حتى فيما يتعلق بما توفره الإدارة للسجناء، فمثلا 80 سجينا يتوصلون بثمن الغذاء من السجن، وهو ما يناهز ضعف ما يتوصل به باقي نزلاء السجن الذين يبلغ عددهم 14000 نفر.
- لكن هؤلاء يتوصلون بالأكل من خارج السجن؟
+ لا أعني ما يستلمونه من مواد غذائية من الخارج، وإنما ما يأخذونه من مخزن التغذية بالسجن، وهو غذاء توفره لهم إدارة السجون، إن الكمية المسلمة لـ 80 سجينا (معتقلي السلفية الجهادية) هي ضعف الكمية المخصصة لباقي سجناء الحق العام. كما أنهم يتوفرون على حمام بالحي خاص يهم وتحت تصرفهم دون غيرهم طيلة الأسبوع، ومع ذلك يستفيدون من الحمام العام يومين في الأسبوع (الاثنين والخميس)، أما يوم الأربعاء فهو مخصص لنزلاء حي الإعدام، ويبقى فقط يومي الثلاثاء والخميس لسجناء الحق العام (1400 نفر) وما هذا إلا نموذج من الامتيازات التي يستفيد منها معتقلي السلفية الجهادية.
أقول وأكرر إن مدير السجن المركزي وحراسه لا يتحملون مسؤولية فرار هؤلاء، لأنني مررت من عدة سجون ولاحظت كيف يتم التعامل مع معتقلي السلفية الجهادية، وسمعت مرارا على لسان موظفين وهم يتحدثون فيما بينهم أن تعليمات صادرة من جهات عليا بهذا الخصوص، ومختلف الامتيازات نابعة من التعليمات وموجودة في كل السجون التي يتواجد بها معتقلو السلفية الجهادية، إن "داكشي من الفوق".
- هل تغيرت الوضعية الآن بحي "أ" بعد عملية الفرار؟
+ لم يحدث تغيير كبير، مازالت الزنازن لا تقفل أبوابها إلا بعد العشاء خلافا لما هو معمول به في الأحياء الأخرى، ماعدا أن الحراس أضحوا يتواجدون باستمرار بالحي، وتواجد وحدة للتدخل السريع بساحة الحي.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة داخل القصور
- جنرالات الجيش استغلوا ضعف النظام الملكي لجمع الثروات
- بعدما باعت أغلب ممتلكات الشعب الدولة تفكر في فرض ضرائب جديدة ...
- المجاعة الجديدة والسيادة الغذائية
- السجون المغربية غياب إستراتيجية واضحة المعالم
- فيلم -فتنة- المسيئ للإسلام و المسلمين
- المغرب استرجع الأرض دون استرجاع الإنسان
- مشاهد من مسرحية مغربية عربية
- سياسة الغلاء والهراوة ولا زيادة في الأجور
- رفع الأجور مجرد -نية حسنة- إلى موعد غير مسمى
- تسيير -أونا- شبه إقطاعي
- هزيمة مالية للملك
- استيراد الحبوب والهجوم على الدعم
- نقل المخيمات إلى تيفاريتي غير وارد حاليا لكنه غير مستبعد
- أبشروا يا مغاربة يمكنكم محاكمة الحكومة بشهادة شاهد من أهلها
- محنة -المواطنة- المبتورة
- محمد السادس مريض.. وماذا بعد؟
- الدولة تفكر في فرض ضرائب جديدة على المواطنين
- مدونة الأسرة تحتاج للتصويب والتعديل
- -قضية بليرج- تفجر نقاشا حادا حول قانون الإرهاب


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إدريس ولد القابلة - سجين من داخل سجن القنيطرة يروي الهروب الهوليودي لتسعة سجناء من السلفية الجهادية