أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عواطف عبداللطيف - بين حانة ومانة ضاعت لحانا














المزيد.....

بين حانة ومانة ضاعت لحانا


عواطف عبداللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 2300 - 2008 / 6 / 2 - 00:17
المحور: كتابات ساخرة
    


تزوج رجل بامرأتين إحداهما اسمها حانة والثانية اسمها مانة

وكانت حانة صغيرة في السن عمرها لا يتجاوز العشرين بخلاف مانة التي كان يزيد عمرها على الخمسين والشيب لعب برأسها

فكان كلما دخل الى حجرة حانة تنظر الى لحيته وتنزع منها كل شعرة بيضاء وتقول يصعب علي عندما أرى الشعر الشائب يلعب بهذه اللحية الجميلة وأنت مازلت شابا

فيذهب الرجل الى حجرة مانة فتمسك لحيته هي الأخرى وتنزع منها الشعر الأسود وهي تقول له يكدرني أن أرى شعراً اسوداً بلحيتك وأنت رجل كبير السن جليل القدر ودام حال الرجل على هذا المنوال الى ان نظر في المرآة يوما فرأى بها نقصا عظيما فمسك لحيته بعنف وقال

بين حانة ومانة ضاعت لحانا

ومن وقتها صارت مثلا يضرب

وفي بلد يعتبر من اغنى دول العالم انعدمت الكهرباء كليا وانعدمت معه الحياة اليومية للمواطن وهو يركض خلف المولدات واصحابها وجشعهم والوايرات والشموع والللالات
وزارة الكهرباء غير قادرة وترمي باللوم على وزارة النفط

ويلقي المسؤولون الأميركيون اللوم على الحكومة العراقية وعلى وزارة النفط (بشأن عدم توفير الوقود اللازم) في مهمة التحسين السريع والشامل لشبكات الطاقة الكهربائية بعد ان كان على عكازة الأرهاب

فأين دور الحكومة من ذلك هل يستطيع احدا من اعضاء البرلمان وهو يناقش زيادة رواتبه ان يعرف أين اختفت الكهرباء ويخبرنا كم مولده الان لديه في البيت وهل يستطيع ان يناقش الموضوع من اجل من ذهب الى صناديق الأقتراع ليجعله يلهف الملايين ويشتري الشقق والبيوت خارج العراق

وهل لديهم الصلاحية بألغاء وزارة الكهرباء وأستحداث وزارة المولدات التي اثبتت بكل فخر نجاحها في تحقيق الارباح الكبيرة والاثراء على حساب المواطن ولو تم استيراد مولدات ونقلها على البعير ووضعها في بداية كل شارع لكان هناك كهرباء في البيوت اليوم ولتنعم المواطن العراقي

فماذا عملوا من اجل حماية محطات الكهرباء وتوفير الوقود والطاقة هل ان الامريكان احرص ليعلموننا السبب وهم في سبات عميق ام أنهم فالحين بما يحصلون من امتيازات ومكافئات ومنح وسفرات واغلبهم يعيش خارج العراق ويعود فقط من اجل ان يأخذ الملايين وعوائلهم مرفهة وفي نعيم

وتتوالى تصريحات المسؤولين في وزارة الكهرباء حول منظومة التيار الكهربائي والاسباب وانواع المبررات وتبرم العقود وتصرف الاموال وتتم الاتفاقيات وتنشأ الشركات وتحول الأموال وتعطي الرشاوي والكهرباء صفر مما أدى الى انعدام الثقة بين المواطن وبين المسؤولين لان وعودهم ليست الا وعود كاذبة وما يقولونه سوى حلما وابرة مخدر في جسم المواطن العراقي وهم يعلمون جيد ان عودة الحياة بشكلها الطبيعي الى العراق مرهون بشكل كبير بعودة التيار الكهربائي واستقراره لانه اساس الحياة اليومية للمواطن والمحرك الرئيسي للمعامل والمشاريع الأنتاجية

هل يستطيع احد اعلام ابناء الشعب ماذا عملت هذه العقود الى الكهرباء وعلى اي اوجهه صرفت ومن اي مناشئ اخذت ومع من ابرمت ومن استفاد منها وكيف ابرمت وما هي الاسس التي استندت عليها ومتى سنرى النور في بيوتنا وشوارعنا واحيائنا و تنتهي معه ضاهرة التسليكات والوايرات والمولدات

أن المتضرر الاول والاخير هو المواطن العراقي ابن الشعب و سنة خامسة تمر ولا امل في اي تحسن والصيف على الابواب والطلبة والامتحانات قادمة والاطفال والمرضى ولا مروحة ولا مبردة

وسعر الامبير الواحد للمولدات وصل الى 14000 دينار فكم 14000 دينار في راتب الموظف الذي لدية اطفال ليأكل ويشرب ويلبس في حد الكفاف والذي يريد ان يربح ربحا يساوي 100% ما عليه الا توفير مبلغ لشراء مولدة ونصبها واستغلال الاخرين
اخبرونا بالله عليكم ماذا سيفعل الفقراء وان المولد الصغير الذي لا يسد اي حاجة في حرارة الصيف لا يكفيه وان اللتر الوحد من البنزين 500 دينار ولتر الكاز ب 600 دينار اي اكثر من اربعة دولارات للتر الواحد فمن اين سيأتي بهذه الدولارات

هل من المعقول ان بلد تتوفر فيه كل امكانيات الطاقة من ماء ومعادن وانهار واكبر احتياطي نفطي لا يستطيع ابنائه من الحصول على لتر منه فأين هي مبالغ النفط العراقي المباع هل يعقل هذا ويصدق

وكأنما الحكومة في واد والشعب في واد أخر
النفط هذه النعمة التي اعطاها الله لنا اصبحت نقمة علينا

امواله تسرق ونصفها يدخل جيوب السراق والمفسدين والمرتشين والمحتل يلعب بنا كيفما يشاء من اجله ونحن نتقطع اربا اربا

هل يستطيع ان يخبرنا احد

اين رحلت الكهرباء ومن دفنها ومن مشى في جنازتها ومن هو الطبيب الذي عالجها وأين دفنت

خذوا نفطنا واعطونا حريتنا ووطننا وخدماتنا وانسانيتنا لنعيش ويعيش ابنائنا ككل البشر ويعود اليه من خرج قسرا
وصدق من قال بين حانة ومانة ضاعت لحانا...



#عواطف_عبداللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا سنسميهم
- السيد وزير الخارجية_ السيد وزير المالية_ لحظة من فضلكم
- حسرة
- من المسؤول
- أليك ايتها الحبيبة
- تعالوا معي أليها
- قصة أنسان
- غُربة
- السيد وزير الخارجية المحترم -لحظة من فضلك
- السيد رئيس الوزراء المحترم - لحظة من فضلك
- العطاء
- لن نسامح
- قطار الحياة
- هل سنقرأ الفاتحة على الكهرباء
- وطني
- الدمار
- أمنيات على ابواب العام الجديد
- المرأة والعنف
- ترانيم لوطني
- الحوار المتمدن خيط نور في طريق الضلام


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عواطف عبداللطيف - بين حانة ومانة ضاعت لحانا