أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاتن نور - وقفة بين..بول المسيح وثقوب القرآن الكريم..















المزيد.....

وقفة بين..بول المسيح وثقوب القرآن الكريم..


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 2295 - 2008 / 5 / 28 - 08:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حصرالاساءة الى الأديان بفن من الفنون،او بسلوكيات انفرادية طائشة او اطروحات،يبدو لي اسفافا وثرثرة لا طائل منهما غير التقافز فوق عنق الحقيقة واجهاضها،فقد تكون الاساءة الحقة الى الأديان بوجه آخر نخشى التمعن فيه دراية منا او بدون، هذا لو افنرضنا جدلا بأن الفنون التي ينتجها البشر بصنوفها التعبيرية المختلفة محكومة بخطوط حمراء موحدة عالميا، وتجاوزها يعني الدخول في حلبة الإنتهاك الصريح لدين او مقدس..

..ورغم ان المجتمعات الانسانية على هذا الكوكب تتباين عقائديا وايديولوجيا ولكل فلسفته الخاصة في رسم خطوطه الحمراء وفق مفاهيمه الأجتماعية ومعاييره الثقافية والأخلاقية التي قد لا تلزم الآخر ولا تحكم استيقافه،فان التصارخ من اجل خطوط حمراء تحد جسد المنتج الفني يكاد يصمم آذاننا،وفي هذا إغفال واضح وتجاهل لحقيقة التباين الفكري والمعرفي بين البشر من جهة..وحقيقة التباين القانوني والدستوري بين الدول،من جهة آخرى..

وكي نقترب من حقيقة الإساءة اكثر لا بد لنا ان نقترب اولا من الضرر الذي قد توقعه اساءة ما، والضرر قد يلخص بمحورين كما ارى:

.. محور الضرر النفسي /المعنوي/العاطفي..

وعلى سبيل المثال فقط،مثل هذا الضرر قد يقف وراءه رسم مسيئ لرمز ديني،او رصاص طائش على كتاب سماوي او تبرز..
والإساءة هنا لا تتخطى،بتصوري،حاجرالإستفزاز،فمهما عظم استفزاز كهذا لن يدحرج حضارة انسانية مزدهرة الى حضيضها! ولن يدفع بدين الى مزبلة..
لا اريد ان اسفه او اقلل من حجم الضرر النفسي وتداعياته السلبية على طريق مد الجسور والتقارب بين الثقافات والحضارات،ولكن لننظر بعين منصفة ونسأل بتعقل وبعد استهلال:

في آواخر الثمانينات من القرن المنصرم عرض االفنان آندريس سيرانو لوحته الشهيرة (بول المسيح) في احد مراكز الفنون المعاصرة بولاية نورث كارولينا الأمريكية والممول من الصندوق الوطني للفنون،وقد استشرفت اللوحة، تصويريا، الصليب مغموسا بكوب بول (لعله بول الفنان!)..
وفي آواسط التسعينات من نفس القرن ظهرت السيدة مريم العذراء ملوثة بروث فيل في لوحة تعبيرية للفنان كريس اوفيلي،هذا ناهيك عن الإساءات(كما يحلو لنا تسميها) التى توجه الى الدين المسيحي وشخص المسيح من قبل الإعلام الغربى،فهناك اعمال مسرحية تصورالمسيح على أنه شاذ جنسيا، ورسومات شتى على غرار الرسومات المسيئة لنبي الاسلام،وبرامج تلفزيونية لا حصر لها تسفه الديانة المسيحية وتفككها،وروايات بوليسية واطروحات مشفرة وغير مشفرة يعلن كتابها عن هجومهم على الكنيسة وكشفهم لتزييف رجال الفاتيكان لتاريخ المسيح، وخلافات سجالية لاحصر لها فهناك من يعلن بنوة المسيح ليوسف النجار وهناك من يدفعها الى جندي روماني او يرفعها لله بنوة مطلقة، وهو ابن زنا في اكثر من اطروحة او موسوعة..

والسؤال هو:اذا كانت الأديان السماوية خطوطا حمراء اذ لم يمسها بشر بأي شكل من الاشكال!!،

واذا كان الأنبياء والرسل خطوطا حمراء لصلتهم بالذات الآلهية وارتباطهم بها،

فلماذا لا يقع الضرر النفسي/العاطفي ولم نلمس له من ردة فعل إلا عندما يمس دين بعينه او نبي بعينه باساءة!،فأما ان نتضرر بالساس بالأنبياء والرسل كافة اولا نتضرر، اذ ان الموضوع لا يحتمل مفاضلة بشرية بين الأنبياء فهذا متروك للجهة الباعثة وهي الذات الالهية التي سنسيىء اليها حتما بمفاضلات عبثية كتلك ..
واذا كان العالم الغربي يسيئ الى ديانته ويشكك برموزه المقدسة عبر فنونه وادواته الأعلامية وفلاسفته وموسوعاته العقائدية فان خصوصية الإساءة المقصودة والموجهة حصراَ الى دين الآخر تبدو محض افتراض مستفرغ وايهام يحرره عقل الآخر المتعب مرورا بعاطفته الجياشة..

علنا ندرك بان تجاهل مثل تلك الصغائر قوة (لا سيما نحن قوم غارقون بالكبائر)،كما انها رد عقلاني قد يستفزالآخر بالمقابل،والجدير بالذكر هو ان العاطفة المفرطة مؤشرعلى نقص عقلي وحسب معتقدات وادبيات المستفز(بفتح الفاء)،ووفق تدابيره التفسيرية المتفق عليها،والنقص العقلي قد يضع الجميع في خانة الحريم والعياذ بالله!!..

وعلنا ندرك ايضا وبهدوء بان هناك من يفصل بين الفنون والأديان فلا دين يحد فن من جهاته الأربعة،ولا مقدس يلجم خيال، ولا صرح تراثي يستثنيه نقد..وياحبذا لو نتذكر نافذتنا المفتوحة ابدا بالإساءة للغرب (الكافر) وعلى كافة الصعد والمستويات،ونعت كهذا،تتبناه شريحة فقهية عريضة وتردده شرائح جماهرية اعرض وبكل فخر وجهل،اكثر خطورة واساءة من رسم او نحت او فلم يحرره فرد هنا وآخر هناك،إلا ان هذا (الكافر) وكما يبدو قد غلبنا حتى بفوة تجاهله وتهميشه للحماقات..
وسؤالي: هل الكافر المسيحي يقابله كافر مسلم اذا كانت الديانات السماوية لا تخلي سبيل الكفر.. وهل يرضى المسلم بنعت كهذا بالمقابل ؟

اما المحور الثاني فهو.. محور الضرر الحضاري والفكري..

ولربما ينحصر بما انتجه وينتجه العالم الاسلامي من اساءات لا حصر لها لدينه الحنيف،ابتداءا من التفاسير المعطلة لآيات الكتاب والتي نتبناها ونتناقلها جيلا بعد جيل وكأنها منزلة هي الآخرى من السماء،غافيلن تماما بانها تفاسير فصلت لجسد مجتمع تغيرت مقاساته طولا وعرضا عبر الزمن،وفي الوقت الذي نجاهر بصلاحية هذا الكتاب لكل العصور والأزمان كدستور منظم لحياة البشر،وكرافد علمي للتقدم والإزدهار يستوجب استكشافه، هكذا نسيئ لعقولنا صراحة ونفصح بلسان عربي مبين بأننا قوم لا نتفكر حتى بالمنطق الذي به نجاهر...
ابتدءا من التعطيل الفكري،كما اسلفت،الى التناحر الاسلامي-الاسلامي الذي نجتز به رقاب المسلمين كما تجتز رقاب الخراف في المسالخ..ومن الإتجار والسمسرة بالدين بإتجاه التسلط الدنيوي،الى التمسح بوجه الله ووجوه الأنبياء والإئمة التماسا لثواب الدنيا ثم الدنيا ،ولو جمعنا كل المتمسحين احزابا وحركات وفصائل، ومجامع فقه او تفقه وحوزات وما اليه،في بوتقة واحدة، لرجم بعضهم بعضا مرضاة لوجه ربهم (اربابهم) الواحد الأحد!

حمدا لله..لا اقول غيرها..فبعد نكوض وانحطاط ها نحن وقد اشتد عودنا مجددا لننتج ونصدر كافة موجات الغضب بتردداتها المتنوعة،ولم يبق لنا سوى معرفة تسديدها نحو محور الضرر الحقيقي لننهض من قيلولة الصبح والمساء، لنثب امة متزنة بطولها وعرضها فلا يختل توازنها ويخرجها عن طورها العريق رسم على ورق او رصاصة في قلب حبر سفكناه لغوا منذ حين..
ولنبتسم بعد عويل وشخير..فبزوال المحورالثاني سيزول محورنا الأول وكل المحاور الاخرى تباعا... ودونما جهد او غضب!..



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثل العراق..
- ختان.. بريشة طاووس..
- بطولاتنا الوطنية في.. كأس بطولة..
- تقمّص وتجسيد..في الزمن الأصلع
- عزف على نهد منفرد..
- ابداعات اسلامية: رضاعة الكبير والزواج من القرآن الكريم...
- البرلمان العراقي.. وحوار الصفعات الوطني والثأر الديمقراطي
- اليه فقط...
- صور مشظاة...
- نشيد طفولي على طريق الذاكرة...
- تشكيلات.. جسد الطعنة..
- المرأة..مومياء مكانتها الفطرية المقدسة ..
- المرأة.. مومياء العروبة والإسلام المقدسة!..
- طفرة نوعية على سلم التفخيخ...
- الشعائر الحسينية : فلسفة إستحضارالألم والتفريط بقيمته...
- بين جاهليتين..قراءة من فوهة الجرح...
- يا أولاد (....) العراق نبراس حضارتكم فلماذا ادخلتم...
- فراغات مبعثرة.. لا تمتلىء
- التسلط العمائمي والشعب العراقي يدفع الثمن مرتين..
- خلوة وتعرّق.. وضيف..


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصنا ...
- الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يعلن تنفيذ 25 عمل ...
- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاتن نور - وقفة بين..بول المسيح وثقوب القرآن الكريم..