أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - ابداعات اسلامية: رضاعة الكبير والزواج من القرآن الكريم...















المزيد.....

ابداعات اسلامية: رضاعة الكبير والزواج من القرآن الكريم...


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1933 - 2007 / 6 / 1 - 12:00
المحور: كتابات ساخرة
    



الهاجس الأهم في العالم الأسلامي والذي استحوذ على عقلية شريحة كبيرة من العلماء والفقهاء والمفكرين مع اختلاف الأزمنة والعصور،كان ومازال باضلاع ثلاثة وهي المرأة،الجنس،الشيطان ،مشكلا بذلك مثلثا يشبه ولحد ما مثلث برمودا،اذ سقطت في قيعانه ومطباته الكثير من العقول النفاثة التي حاولت عصرنة الواقع الأسلامي وتحدثيه باجتهادات وإفتاءات عبثية خارج دائرة المنطق وداخل دائرة الهوس الفكري او حتى الشذوذ،اجتهادات معطلة تعلن عن فاقتنا الفكرية،، لا تمس او تقترب من حالة البؤس الحضاري الذي يعيشه العالم الأسلامي على كافة الصعد والمستويات..
اذا كانت الأمم والشعوب تتقدم بسواعد العلماء والمفكرين والمبدعين في كافة المجالات،فان الأمة الأسلامية اظهرت تراجعا استثنائيا بسواعد علماءها الميامين، فعلماء هذه الأمة غير معنيين تماما بمستنقع الأزمات التي تطفو فوقه خير امة..فالمسلم لم يسمع مثلا بفتوى لاشباع جياع الأمة واكساء عراتها، او فتوى لمحو الأمية المتفشية او معالجة التلوث البيئي والأخلاقي والفساد بشتى صنوفه،او فتوى لطمس البدع والخرافات والأضاليل التي أتت على لباب الأمة ونخاعها،او فتوى للحد من البطالة والبطالة المقنعة، علما ان المسلم يتربى ومنذ نعومة اظفاره على ان دينه الحنيف هو الدين الفصل لمعالجة مشاكل الأنسانية جمعاء مهما تلونت وتشعبت ميادينها عبر الأجيال،ولكنه قد يسمع بفتوى عن اشباع رجال الأمة من اثداء نساءه المعففات!!..

رغم ان رضاعة الكبير تبدو من الخيال الأسلامي المشبع بالأرث التراثي،إلا انها طرحت مشكلة لا يمكن القفز عليها او التغاضي عنها اسلاميا،فالخلوة بين الرجل والمراة مهما كانت اسبابها فهي محظورة شرعا،ولا يمكننا ان ننكر بان الاجتماعات الثنائية المغلقة في ميادين العمل واردة الحصول، والأمثلة كثيرة ولا مجال لذكرها ،وقد تكون المرأة احد طرفي الاجتماع..
فما السبيل لاباحة مثل تلك الخلوة لتمكين المرأة وعصرنة العمل الوظيفي دون المساس بثوابت الأمة واحكامها الألهية!

لو رجعنا الى بطون التراث بحثا عن مخرج قد لا نخرج بشيىء اقل اثارة مما خرج به من اطلق تلك الفتوى!..

المعضلة هو ان الفقهاء لا يعملون عقولهم وبصائرهم فهم منكبون على فنون النقل والتنقيب عن رؤى السلف ومروياتهم لحل أزماتنا،المستديم منها والمعاصر،فحتى من عارض الفتوى لجأ الى مقارعة التراث بالتراث ليس إلا،وكأن الجميع لا يرى خللا بالمنطق العجائبي الذي نزلت به الفتوى وهو اباحة خلوة بريئة، ولكنها محظورة شرعا توجسا من الشيطان،بمعالجتها بخلوة جنسية تستحضر الشيطان!! ..ربما هذا من باب" وداوها بالتي كانت هي الداء"..
اما من وقف مع الفتوة فراح يسأل بدهشة عن اسباب سوء فهم رضاعة الكبير ببعدها الأخلاقي والأنساني!،وفهمها فهما جنسيا فليس كل من يشرب حليب الجاموسة يرقد تحتها ملتقما ضرعها!! ( وهذا بحد ذاته اثراء لأمتنا الأسلامية اذ يشبه نصفها بالجواميس!)
ويبدو لي من الممكن اسلاميا اشاعة تلك الفتوى وتطبيقها في عصرنا الحالي فيما لو كان اسلافنا قد اجمعوا على انها الحل الأنجع فوقتها سوف لا يجد الفقهاء ما يتقارعون به فعقولهم لا تصلح لمقارعة جدلية!!

أما لو انحرفنا ولجأنا الى عقولنا لحل تلك المعضلة التي رفعها العالم الأسلامي من القعر، ليضعها تحت مجهر أولوياته وازماته،فسترشدنا عقولنا لحلول كثيرة وبدائل لا تستفز المسلم وتستثير حفيظته،فالمسلم عادة غيور خصوصا اذا تعلق الأمر بكشف عورة من عورات اهله بل وأجيز للرجل الإلتصاق بتلك العورة والتقامها..
لنقف مع بعض المقترحات الجادة...

- طرف ثالث سيقطع الخلوة..هذا ما يقوله الشرع حتى وإن كان هذا الطرف طفلا صغيرا.. لذا اقترح على عالمنا الأسلامي استحداث عمالة جديدة ممكن أن نطلق عليها "عمالة الخلوة" وهي عمالة رخيصة تستقطب اطفال الشوارع والمشردين،الأيتام والجياع،المتسولين والمعاقين والعاطلين عن العمل، وتلك شرائح اجتماعية يغص بسيولتها عالمنا الأسلامي، وتلزم كل دائرة او مؤسسة حكومية كانت ام اهلية،بتشغيل العدد الكافي من عمال الخلوة وحسب الحاجة التي تقرها كشوفات الخلوة وتخميناتها المتوقعة..

- قيام المؤسسات الدينية باهداء نسخ من القرآن الكريم لكل قطاعات وميادين العمل..وفي حالة الاضطرار الى خلوة مغلقة يوضع المصحف بين المسلم والمسلمة،وبالتأكيد ان وجود مصحف بين الطرفين سيذكرهما بالآخلاق الأسلامية الرفيعة ،تلك الأخلاق التي يبدو انها لا تصمد وسرعان ما تنصهر خلف الأبواب الموصدة وحسب تقدير علماء الأمة، ومما لاشك فيه سيردعهما القرآن عن اتيان الرذيلة، وكيف لا وكتاب الله بينهما كالسد المنيع..ولو اقتضى الأمر(كأن يكون احد الطرفين فاقدا للبصر) فلا بأس بتدوير مسجل صوت لتلاوة وتجويد القرآن بصوت جهوري حنون ينبعث بهدوء من احد اركان صالة الاجتماع،ولا اظن المسلم سيقع في المحظور من آثر الخشوع!..

- الزام كل دائرة او مؤسسة حكومية كانت ام اهلية بالحاق روضة خاصة لأطفال منتسبيها، وهذا سيفسد علة التحريم اذ ان الطفل سيلعب دور الطرف الثالث وقت الضرورة!..هذا ناهيك عن اطمئنان الأباء والأمهات على اطفالهم كونهم في الجوار الملحق،وتجنبيهم عناء تدبير امور صغارهم قبل المغادرة للعمل ..

- من باب تبادل وتداول الخبرات والإبداعات بين المجتمعات الأسلامية يمكننا الإستفادة من دولة الباكستنان وخبرتها في فنون الزواج من القرآن الكريم،تلك الخبرة التي قد تخدمنا في ايجاد الحل للأزمة الأسلامية المستعصية التي نحن بصددها!..
ففي اقليم السند يعقد قران المرأة على القرآن وبنفس الطريقة التي يعقد قرانها على رجل، اذ لا يتطلب الأمر أكثر من شاهدين ومأذون في احتفاء كبير تعلن بعدها المرأة زوجة فاضلة للقرآن، لا يمسها رجل ايا كان اذ ستنزل عليه اللعنة.. واذا كان تلك الخبرة لا تتناسب مع واقع المجتمعات العربية لأن هدفها حرمان المرأة من الزواج والإنجاب والميراث فمن الممكن وبخبرات علماءنا وتفكريهم المستنير تطوير هذا الهدف وحصره بالنساء العاملات دون تحريمهن على ازواجهن إن كن متزوجات او عمن سيتزوجن به ،وتلزم المراة فيما لو ارادت العمل بعقد قرانها على القرآن الكريم قبل المباشرة باية وظيفة،ويكون العقد أمام منتسبي الدائرة المعنية وبشهود منها، وبهذا ستكون في مأمن تام اثناء خلواتها العملية كونها من زوجات كتاب الله، ولقبها داخل مؤسسة زواج كهذا، كاف للرهبة الرادعة، فهي حرم معالي القرآن الكريم المصون...

بتفعيل هذه المقترحات سننهي الأزمة بعقلانية افضل من عقلانية الرضاع! وستحافظ الأم المرضعة على حليب صغارها ولا تهدره في افواه الكبار مما قد يتسبب بزيادة اعداد الوفيات وتفشي الأمراض بين الأطفال لسوء التغذية، وهذا مالم نألفه في عالمنا الأسلامي بعد!

بتصوري أن لفتوى رضاعة الكبير جانبها المضيء، فالمسلم يعتز بتراثه الأسلامي شدما اعتزاز قد يصل حد التقديس ولمجرد انه تراث اسلافنا العظماء، قاغلب المسلمين غير مطلعين على خفاياه الغليظة، كما ان نقد الموروث الديني بشكل مباشر وصريح يعد من المحظورات، ومن يجرأ على النقد سيوضع لا محالة في دائرة الإتهام والتآمر وقد يستباح دمه..أن يخرج رجل دين بفتوى تضع المسلم وجها بوجه امام جانب يسير من تلك الغلاظة،وبشكل مقصود او غير مقصود، فله فوائد جمة.. منها اثارة فضول المسلم ليقرأ ويتفحص، فرجل الدين لم يأت بفتواه من فراغ ولا بد انه استند على معاجم التراث وعلى عنعنات مطولة ومتواترة، واذ يجد المسلم تلك الغلاظة في بطون تراثه المقدس ويرى نفسه مهددا بتطبيقاتها غير المستساغة جملة وتفصيلا،، يقف فاغرا فمه متصارخا بأن ما قرأه لابد ان يكون مدسوسا ودخيلا ، وتلك بحد ذاتها خطوة نيرة على طريق تطهير التراث وتنقيته وبرغبة المسلم نفسه...كما ان مقارعة التراث بالتراث من قبل الفقهاء او العامة سيكشف للمسلم حجم التناقض والتناشز الذي يكتنزه هذا التراث، وقد يدرك،بعد شيوع فتاوى كتلك، ضرورة اعماله لعقله وتجنب الإتكاء والإتكال باطمئنان على تأويلات الفقهاء وتفاسيرهم واجتهاداتهم النقلية، فهم شريحة( ينطبق عليها قول الشاعر:عدد الحصى والرمل في تعدادهم/ فإذا حسبت وجدتهم أصفارا ) قد تخطأ وتصيب وقد تشذ او تنحرف او تسييس فتطلق من البدع ما يستفز غيرتهم ويغرر بعقولهم المهادنة....

بثلاثة اسئلة اود أن اختم:
..الى متى تبقى المرأة هي المشكلة والحل في عالمنا الأسلامي؟
..الى متى نقرأ قائمة ازماتنا ومعضلاتنا من المؤخرة وقد تكون المؤخرة وهمية!؟
.. للدعارة باع طويل في المجتمعات الأسلامية كغيرها من المجتمعات، وتلك حقيقة لا ينكرها إلا من غفل قراءة الواقع والتاريخ..فهل نحن،وبفتاوي كتلك،على مشارف عصرنة الدعارة بتحويلها الى دعارة شرعية!!

فاتن نور
07/05/31



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمان العراقي.. وحوار الصفعات الوطني والثأر الديمقراطي
- اليه فقط...
- صور مشظاة...
- نشيد طفولي على طريق الذاكرة...
- تشكيلات.. جسد الطعنة..
- المرأة..مومياء مكانتها الفطرية المقدسة ..
- المرأة.. مومياء العروبة والإسلام المقدسة!..
- طفرة نوعية على سلم التفخيخ...
- الشعائر الحسينية : فلسفة إستحضارالألم والتفريط بقيمته...
- بين جاهليتين..قراءة من فوهة الجرح...
- يا أولاد (....) العراق نبراس حضارتكم فلماذا ادخلتم...
- فراغات مبعثرة.. لا تمتلىء
- التسلط العمائمي والشعب العراقي يدفع الثمن مرتين..
- خلوة وتعرّق.. وضيف..
- ما تفعله انثى الانسان لصغارها.. تربية ام رعاية؟
- ادعية رمضانية للسلاطين والأرهابيين...
- حول الفيدرالية ومشروع تجفيف المستنقع العراقي…
- أبو رنا.. ومفخخاتي رئيس مجلس النواب...
- حوافر..برأس دبوس
- هاتوني بزنجيل وقامة والف خرافة كي أمسي عراقية!!


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - ابداعات اسلامية: رضاعة الكبير والزواج من القرآن الكريم...