أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن نور - خلوة وتعرّق.. وضيف..














المزيد.....

خلوة وتعرّق.. وضيف..


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1732 - 2006 / 11 / 12 - 09:58
المحور: الادب والفن
    


رغم أن المايكروويف على بعد خطوات مني،كل مستلزمات اعداد قدح شهي من الشاي الثقيل الذي اعتدت على احتساءه في جميع الأوقات عدا تلك التي يباركني بها سلطان النوم،إلا أني اشعر بتثاقل وخيبة عندما يبرد قدح الشاي أمامي بعد رشفتين،ولا اجدني تواقة لإعداد قدح جديد طازج او حتى تسخين القديم إلا بعد حين...
مع برودة الشاي والتثاقل تطيب لي الخلوة مع الذات... في الخلوة قد ينشط الخيال،وقد يطلق المختلي رسائلا مشفرة ربما يهاب عليها او يخزى ....
ما أن اختليت بنفسي حتى انتصب أمامي ...
بدا لي كائنا بشريا،عملاقا مهلهلا،صامتا،مكتئبا يلوك ما بين فكيه بهدوء منقطع النظير..
حاولت استنطاقه ولم افلح،ورغم انه محور كل الأفواه والأقلام والأفعال إلا انه أبى أن ينبس بكلمة،وكأنه ترك الباب مواربا لمن يريد،فأكتفى بالكم الهائل ممن يلوكون اسمه صعودا وهبوطا..قولا وممارسة..
طبطبت على كتفيه قائلة له:
صمتكم يناسب خلوتي أيها الجليل المهلهل،وتشريفكم مرحبا به في خلوتي هذه،إلا أني مضطرة للخروج من نواميسها الآن..
(..غداً..) ستكون لي خلوة مطولة اودكم فيها ضيفا ناطقا،فشغفي يكاد يقتلني لسماع اخباركم دون وسطاء...
وقعت (غدا) على سمعه كصاعقة لا كمفردة!،تلوى،أرتعد،تقيأ مالم يتقيأه كائن من ذي قبل،زحزحت نفسي من حيث تسمرت واسرعت اليه بالمناديل والفوط وتركته بمفردة مع راحة الإستفراغ..ولم انس..فقد اعددت في طريقي ابريقا من الشاي المعطر بالهال،لضيافة نزيل خلوتي الذي أدهشتني ردة فعله تلك،إلا اني ايقنت بأنه يستهجن الغد او هناك بينه وبين الغد ما يدميه..
استعجلت نفسي اليه فوجدته مكفهرا،متعرقا بشكل مخيف،ما اراحني هو أني سمعته يحدث نفسه بصوت مبحوح،قررت التنصت رغم انه ليس من عادتي،لم يستشعرني وقد كان حضوري مجلجلا بطقطقة اقداح الشاي والماء وأزيز قطع الثلج وهي تتصدع وتذوب،ناهيك عن صوت القبقاب!،قلت في نفسي، لا بد أن هذا الكائن عاش في دويّ وصخب فأعتاد على إلتقاط الترددات العالية دون المنخفض منها!..
.. أغتنمت الفرصة لأجلس قبالته أذنا صاغية.. اشتد تعرقه حتى كاد يغرقه،اشتد تعرقي وفضولي وهو يئن جاثيا على ركبتيه يقول...



(غداً)..رأيته..
نثرتُ قعر ما بين كفيه فوجدتني
بفخذين،
جفّ الطمي بينهما
على شغفي
بالماء توسلاً
فنذرتهما
لطقوس النحر بعرس الزنا
رافدين!

..

(غداً).. لا يستحي.. أدركته
طفلا سومريا تاب عن طفولته
فشقني،
عن ضلع اسمي،مملوكاً مالكاً..
لعقم صلبي
بحدبتين،
لواط الأمس/منقوعاً بخصيان أهليه وقد تجددت
وأخرى/ بوجه نمرود تدلت
في حجر قوادٍ ثرثارٍ
ملتحي

..

(غداً)..قبيل الفجر،في حلمي كنت قد لممته
وطناً
مفتوناً
بعفاف شموسه.. مبتلاً مبتلي
بُعيّد الحلم ..هسهسني،
بودائع أكفاني
تجدل الموت صفيراً،أيقظني
اسود الأضلاف
اجعد الخدين متخما
بنجيع أنساني
مفخوراً
ومنه
أرتوي!

..

(غداً).. لم يرني
يجهضني باغته..
نطفاً
لجيد عشتار كنت قد بايعتها
جنوداً،
عروشاً لشرائعي،ترشف الليل قدّاساً
وضميراً،بنابه لا يرتخي
نطفاً
نفختها
في ظَفر البرهيات،
أنا العراق.. أمسيتُ دعابتها
بصقتْ ما بين كفيّ (غداً)
فأمسكته
نثرتُ قعر ما بين كفيه
فوجدتني!..



فاتن نور
06/11/11



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما تفعله انثى الانسان لصغارها.. تربية ام رعاية؟
- ادعية رمضانية للسلاطين والأرهابيين...
- حول الفيدرالية ومشروع تجفيف المستنقع العراقي…
- أبو رنا.. ومفخخاتي رئيس مجلس النواب...
- حوافر..برأس دبوس
- هاتوني بزنجيل وقامة والف خرافة كي أمسي عراقية!!
- بغاء في حلم...
- أرواح العراقيين في ذمة المرجعيات الدينية....
- آه أيتها الحقيقة.. يا أكبر كذبة في التاريخ...
- الخطة الأمنية امتدت من بغداد والى ما بعد بعد بغداد!
- للعاطلين عن العمل..منبر مفخخ
- قفزات عالقة..
- شحنة عاطفية براية الألم.... لبنان يحترق
- الإسلام في العراق.. ثقافة إستحواذ وإستلاب..
- رؤية في المصالحة الوطنية العراقية....
- سجعٌ ثمل في.. القبو العربي..
- قضية هند حناوي : ملاحة ساخنة تقلب الصورة....
- الغريزة الجنسية بين الكبح والتهذيب..2
- الغريزة الجنسية بين الكبح والتهذيب...
- هيا بنا الى ميادين الفساد!!!


المزيد.....




- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...
- أخلاقيات ثقافية وآفاق زمنية.. تباين تصورات الغد بين معمار ال ...
- المدارس العتيقة في المغرب.. منارات علمية تنهل من عبق التاريخ ...
- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...
- مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-
- الفنان عبد الجليل الرازم يسكن القدس وتسكنه
- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن نور - خلوة وتعرّق.. وضيف..