أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - الإسلام في العراق.. ثقافة إستحواذ وإستلاب..















المزيد.....

الإسلام في العراق.. ثقافة إستحواذ وإستلاب..


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1616 - 2006 / 7 / 19 - 13:28
المحور: كتابات ساخرة
    


- فضفضة سافرة-
ما شكل الإسلام في عراق اليوم تحديدا!...
هل هو ثقافة دموية ام هجين ثقافي يزاوج بين العنف والتسامح.. بين الفضيلة والرذيلة..بين قدسية الزواج وديموته وبين تراخيص الزيجات المؤقتة وحملات الترويج للمتعة وسط حمامات الدم وخلف حمامات الوضوء!...
كم عمامة في العراق فوق رأس متسول..
كم عمامة فوق رؤوس خاوية لم يكن لها من ذكر في الأمس القريب...
كم من وشم غجري تحت جلابيب اهل الدين من المرتزقة والوصوليين والأنتهازيين، ومن البعثفاشيين ممن تباكوا حتى تقرحت حناجرهم بـــ واصداماه...
كم من اللاطمين بكف حتى ازرورقت وجناتهم،والجامعين ثرواتهم بكف،حتى اسودت جيوبهم واقشعرت حساباتهم من هول ما جمعوا....
يال سخرية القدر.... هل مَسخنا الدين ام مُسخنا به....هل بات الإسلام نفاقا وشقاقا واستحواذا واستلاب!...
ايها المسلم..ليس لك من مفر...
ضع عمامة فوق رأسك واستحوذ على ما تشتهي من الطيبات...كن نهما جليا واجهر ليلا تلو ليل بحديث من احاديث النخوة والكرم... اجمع من الأموال ما شئت بحجة بناء جامع..استقطع من قوت البسطاء لتعمير مسجد وكأن الدولة تستجدي ميزانيتها من افواه المساكين...
يال كرم الإتقياء!..
...يروع المواطن بتفجير مسجد كان يقصد، او جامع بظله كان يستكين،ثم يأتـي من يناشده بالتبرع تاركا خلفه الأثرياء والمترفين في اروقة القيادة، وهو منهم، والمتخمين من سدنة جمع المال من فوق الأضرحة ومن بطون المعابد،وهو منهم...قيادات دينية تستفرغ جيوب الغلابة لإعمار ما خرب بغفلة من غفلات الكبار وعثرة اضطرارية من عثرات التحاصص والسمسرة الوطنية!.....

ضع عمامة وتنفس الصعداء على منصة جامعية،قم بحملاتك التثقيفية وسترى ان الصف الأول من المستمعين هم الطاقم التدريسي ورؤساء عمادة الكليات طوعا وبلا معصية!..ستلغى المحاضرات وتحشر الجموع الطلابية للإستماع الى خطبتك الواعظة، لا سميا اذا كنت متزحلقا الى الحرم الجامعي من على متن انبوب نفطي من ملك ايمانك!...

إن كنت واثقا من قوة عمامتك فلا تتردد في طرح مشاريعك النهضوية لإصلاح التعليم الجامعي، قدم زواج المتعة كمشروع تربوي يرفع الخلق مرتبة.. كن واثقا من طروحاتك وقدراتك في قمع كل من تسول له نفسه الوقوف كحجرة عثرة في طريق مشاريعك المتعويّة او التمتعية ، او سمها ما شئت فأنت من نوابغ لغة الضاد وعتاة الإشتقاق ومن صنّاع القواميس لكل مفردة وحرف..
لا بأس ان تطرح مقاولاتك وعروضك لتعريب المرافق الصحية و- تشريقها- بعد طول غربة وتغريب، كمشروع اسلامي يعيد الأدبار الى اصالتها الصحراوية المقتدرة على لفظ الفضلات بفروسية وأرتياح...

ايها العراقي الأبي..
كن واثقا من نجاحك بعد غيبة يومين فقط ، اظهر بعدها على الملأ بعمامة نظيفة تبهر المقل.....
ستجيد الدور لا محالة فأنت مسلم ابا عن جد،تجيد قراءة القرآن وتحفظ بعضا من آياته وقد ترعرت بين المساجد والجوامع و استمعت الى خطب المناسبات والجمع ومذ نعومة اظفارك..وربما تدربت على اللطم مع متعهدي الإستيراد والتصدير من وجهاء النحيب الأرتزاقي لإستدرار مدامع البسطاء..وهذا يقع لصالحك... راجع دروس التربية الأسلامية للمرحلة الأبتدائية فلربما قد نسيت بعضها، سيساعدك ذلك على تثبيت عمامتك بين الجموع ويؤطر مثولك بينهم بهالة من نور الإسلام وبنسخته الإستحواذية..
لا تنسى أن الطلب في تزايد ملحوظ لإقتناء تلك النسخة..علما ان المعروض الحالي منها قد لا يسد الحاجة المتدفقة على أرض الثراء المجاني لرعاة الفضيلة...
لا تخطيء التقدير فتقدم نفسك كشيوعي متغطرس بمعاول الفقراء ومناجل الحريم..
او كوطني تقدمي متعجرف باسلام ليبرالي، فهذا ما لايفهمه العوام...واحذر من الهواجس العلمانية فهذا ما لا يطيقه دعاة الديمقراطية الجدد بمبدأ الشورى..
...اختصر الطريق بعمامة وبلسان طليق!..
لا تبتأس إن التوى لسانك او تلعثم.. الكل متلعثم وسائر على درب اللعثمة الكبرى من اجل السلب والخلاص!....
ايها العراقي البطل.. احفظ ثلاث جمل ضد الطائفية..
وثلاث جمل حول الديمقراطية،...
وثلاث جمل حول الوطنية،
وجملتين حول الأرهاب..وجملة حول الدستور وآخرى عن حقوق المواطنة، وجملة طنانة عن الإحتلال...لتكن جملك من قصار الجمل...
راجع الأبجدية بتسلسلها المقلوب من الياء الى الألف او المليار، لملم الحروف وركبها لتصنع جملا طرية حول التآخي والتسامح ونبذ الفتن، وقف واثقا خلف منبر وسترى امامك حشودا من البشر تسبح بحمده و..بحمدك.. صدق نفسك وسبح لها!...
قد تفتح لك السماء ابوابها فترى نفسك بين ليلة وضحاها قائدا مغوارا لمليشيا من مليشيات القدر، وقد تجهز في عشية دافئة وبحمية السماء وكرمها على بضع هكتارات يتقدمها طابو بملك صرف يتلألأ فيه اسمك كقائد ديني فذ ، لا تتردد وقتها وأختر اسما لمليشيا الإستلاب التي رزقت بها، لتضعه على يافطة عريضة لحماية ما استلبته ببسالة عمائمية...صدق نفسك وتبارك بها فما تستلبه ما هو إلا نتفة من حقوقك المستلبة عبر عصور التدهور..
..كن صبورا وضع نصب عينيك بأن اختيار الأسم كمهمة قد لا تكون بسهولة الإستلاب ، فأغلب الأسماء المحببة قد استنفذت، فقد سبقك اليها من هم اسرع منك واكثر فطنة ودراية بنواميس الإستلاب..
راجع التاريخ الميداني فقد تجد بعض الإسماء شاغرة،تفحص هذه التسميات.. " قوات أحد"،او" اشبال المحراب" او " ثوار المعروف" فلربما لم تسخر بعد من قبل المليشيات المتواجدة على ارض السلام بمهمات آلهية.....

إن كنت بصراويا فلا نصيب لك!..
فلا مناصب شاغرة ولا عرصات تنتظرك،ولا ابنية بلا يافطات... الجنوب ينفذ غالبا قبل الشمال والوسط!!
لا تفكر بالإستحواذ على....
المركز الثقافي النفطي.. فهو معطر بختم حزب الفضيلة،
بيت المحافظ على شط العرب ...عائم منذ حين بحركة سيد الشهداء،
مقر اللجنة الاولمبية ....مزدهر بالتمارين الرياضية لمكتب الشهيد الصدر،
نادي النفط.. يجلجل بحركة الانتفاضة الشعبانية،
نادي المحاسبين.. يصدح بحسابات الحركة الوطنية لثوار الانتفاضة،
دار المقام في البصرة القديمة ..مبارك مقامه بمكتب الفضلاء،
نادي الفنانين.. يستفيض طربا بجماعة المؤتمر الوطني،
المكتب العسكري.. معسكر منضبط لجماعة الصدر،
بهو الادارة المحلية.. بهو لقوات بدر،
معهد الفنون.. لجماعة واثب العمود / المجلس الأعلى،
معهد المعلمين والجمعيات المجاورة.. لحزب الله التعليمي!/فرع العراق،
شركة الملاحة العربية.. طابو لملاحة المجلس الأعلى..،
قاعات متنزه الخورة.. لتنزه حزب الوحدة الوطنية،
بيوت الموانيء وبيت قائد القوات البحرية .. ازدهرت بطابو نظيف لوزير سابق يجيد النقل..
قصور مسؤولي الحزب المندحر... مشاطرة تحاصصية بين احزاب ومنظمات متلونة كحزب الغدير وحزب شهيد المحراب..
الفندق العمالي.. لفندقة المجلس الشيعي الأعلى
بناية المحافظة القديمة..لرواد حزب الدعوة،
مقر نقابات العمال والمكتبة المركزية .. لعمال حزب الدستور ومحبي الكتب من النخبة المفتونة بالقراءة العمالية...!......
ايها العراقي الأشم لا تصدق كل ما يقال!.. ولكن كن على ثقة بأن البصرة قد نضبت.. اشير عليك بعمامة او راية حزبية فلا مكان لك كمواطن بدون واحدة...و لا بداية لكفاحك الإستحواذي بدون بواحدة ....
لابد ان تلتمس العذر للقادة الشرفاء فهموم الشرف ومشاغله الوطنية في البيت القيادي الصغير قد عبدت الدرب لتنظيم الفساد والتشريع له لحصد مكاسبه في البيت العراقي الكبير....

ايها العراقي.. كن صبورا إن كان قد اتاك حديث الحاشية!.. وما أدراك ما الحاشية.. وجوهٌ يومئذ دامية.. بافواه لاغية.. افلا تنظرون الى الرؤوس كيف قطعت.. والى العمائم كيف نصبت.....والى المدن كيف نهبت



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية في المصالحة الوطنية العراقية....
- سجعٌ ثمل في.. القبو العربي..
- قضية هند حناوي : ملاحة ساخنة تقلب الصورة....
- الغريزة الجنسية بين الكبح والتهذيب..2
- الغريزة الجنسية بين الكبح والتهذيب...
- هيا بنا الى ميادين الفساد!!!
- من طرائف مشاريع الإعمار في العراق..
- براءة الأطفال في قارب السياسة والفلسفة والنقد!!!
- زرقاوي الأمس ضاري.....
- ابداعات اسلامية: الطبيعة المحافظة تدعونا للتحجب!
- للمتعبين فقط..سؤال محيّر من العراق!
- المرأة العراقية ابتسمت مؤخرا لتصرح...
- عقلية المسلم بين أسر النص الديني وقضبان النقل الفكري..2-2..
- عقلية المسلم بين أسر النص الديني وقضبان النقل الفكري .. 2-1. ...
- أسلمة المعرفة : ذبح العلوم الغربية على الطريقة الأسلامية..
- الرجعيون... الترويض والترويض الآخر...
- يا بوية.... الطائفية ما تنجب ابطال
- طقطقة..
- عاطفية المرأة وعقلانية الرجل ..أرهاصات النظرية والتطبيق.....
- هل كان رسول الله محمد سفاحا؟


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - الإسلام في العراق.. ثقافة إستحواذ وإستلاب..