أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصباح الغفري - تلبيس إبليس في أخبار عطســـة الرئيس














المزيد.....

تلبيس إبليس في أخبار عطســـة الرئيس


مصباح الغفري

الحوار المتمدن-العدد: 711 - 2004 / 1 / 12 - 04:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في تمام الســاعة الثانية وعشر دقائق حسب التوقيت المحلّي، عَطَسَ ســيادة الرئيس المُفدّى، حفظه الله ذخراً للأمــة العربية. وكانت عَــطـســةً تاريخية تضاف إلى مآثره التي لا تُحصى. أليس هو من يفعل ما يشاء، متى شاء، وأنى يشاء؟
وقد رصَــدَت أجهزة الإعلام عَطســةَ سيادته بعد تناوله طعام الغداء مباشرةً، فقطعت جميع أقنية التلفزيون برامجها، لتزُفَّ إلى الجماهير هذا النبأ الهام، الذي سيكون له ما بعده، وستكون له آثاره على شعوب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وعلى حركات التحرر الوطني في جميع أصقاع الأرض.
أكَّــدّ رئيس الوزراء، وهو يُذيع النبأ شخصياً بصوت مُتهدّج، أن عطسة سيادة الرئيس، ليست حَدَثاً عابراً ولا منعزلاً ولا عَرَضيا،ً في هذه الظروف التاريخية التي تمرّ بها الأمة، بل إنها تندمج في السياق التاريخي لحركة التحرر الوطني، وستكون لها آثارُها على المسيرة السلمية، وعلى الوضع السياسي في واشنطن وتل أبيب ومقديشيو والنجف وكابول وبغداد وبوركينا فاسو أيضاً.
فور إعلان نبأ العطســـة ، خرجت الجماهير إلى الشوارع في مسيراتٍ شـــعبية عفوية، تحمل صُوَرَ الرئيس العاطس واللافتات ، وتؤكد ولاءها له ولأبنائه وأحفاده من بعده نزولاً على عمود النسب، وتطالب بدراســـة الأبعاد الحضــارية لهذه العطســة التي قلّما يجود الزمان بها.
تحركــت المســـيرة تضم جموع المواطنين، المُتلهفين لمعرفة ما سينتج عن عطسة سيادته، وكان على رأس المسيرة مفتي الجمهوريـــة، وقف ســماحة المفتي وألقى كلمة في الجماهير التي اشرأبّت منها الأعناق، قال بعد أن حمـــد الله وأثنى عليه:

ـ  كان عليه الصلاة والسلام، يحبّ العُطاس، ويكـــره التثاؤب، ولذلك فإن رئيســنا حرَسَــــهُ الله من عين كل حاسد، عندما عَطَسَ، فإنما عَطَسَ عن إيمان بالله وملائكته ورُسُله، وهو لم يتثاءب في حياته مرة واحدة، ولو تثاءب لعلمنا بذلك فوراً من وسائل الإعلام التي لا تغادر صغيرة ولا كبيرة من تصرفات سيادته التاريخية الحكيمة، إلا وتحصيها لتكون ذخراً للأجيال الصاعدة. وأنى له أن يتثاءب، وهو مشغولٌ ليلاً نهاراً بالسهر على مصالح الشعب؟
وقام السيد وزير الإعلام، فألقى في هذه المناسبة قصـــيدة عصــماء مطلعها :

    عَطَســــتَ فلم تترُك لغيرٍكَ عطســـة         كأنك في أنف الردى، وهو عاطـــسُ

وتعالت هتافات الجماهير :
ـ بالروح... بالدم... نفدي مَعطٍــــسَ الرئيس!

والمَعطِس كما جاء في لسان العرب، هو الأنف، وقد عبَّرَت الجماهير عن ولائها لسيادة الرئيس العاطس، من خلال تقديرها لأنفه الكريم، وتثمين عطسته التي لم تسبقها عطسة ســامية منذ قرون.

وســـارعت غرفة التجارة والصــــناعة ، فأرسلت برقيــة إلى سيادة الرئيس هذا نصها :
ـ  عطسة سيادتكم، فرصــة تاريخية لكي نعرب لكم عن تأييدنا وتجديد البيعة، واسمحوا لنا يا سيادة الرئيس، أن نقول لكم ( يرحمكمُ الله) ســـيروا على بركة الله ونحن من ورائكم.

في اليوم التالي ، خرجت الصحف تحمل هذه المانشيتات بالخط العريض:

ـ عواصم العالم تُبدي ارتياحها لعطســـة سيادة الرئيس المناضل.
ـ مجلس الأمن يعقد اجتماعاً استثنائياً لبحث الآثار المترتبة على عطســة سيادة الرئيس.
ـ الرئيس الموريتاني يتصل بسيادة الرئيس هاتفياً بعد العطســة بربع ساعة، ويقول له يرحمكم الله.
ـ المؤتمر البرلماني الدولي يقطع جلساته لبحث عطسة الرئيس.

وخصص رئيس تحرير جريدة ( العطاسون) مقاله الإفتتاحي لهذه العطسة ، جاء في المقال :
ـ إذا كانت عطســة مدير عام لدائرة حكومية ، أوحت للكاتب الروسي أنطوان تشيخوف بقصته الخالدة ( العطســـة ) فإن عطسة رئيسنا الغالي، تشكل منعطفاً تاريخياً في سياسة الشرق الأوسط، وستترتب عليها بإذن الله، نتائج تمس حياة المواطن ، وتلهم ملايين جديدة من شعوب الأمة العربية للنضال بنجاح ضد الإستعمار والصهيونية.

وانعقدت جلســة عاجلة لاتحاد الكتاب والأدباء والفنانين، وقررت الإعلان عن مســـابقة ، لأفضل دراســة وأفضل قصــة وأفضل رواية وأفضل أغنية وأجمل قصيدة عن عطسة الرئيس.

ولم تتأخر إدارة حصر التبغ والتنباك عن الركب، فبادرت إلى إنتاج سجائر جديدة باسم : ســـجائر العطســـة، وهي سجائر ، تتيح للمواطن العطاس الدائم، وقيل أنها تحمل بعض أثار العطسة الكريمة.

أما أمانـــة العاصمة، فقد دعت إلى اجتماع للمجلس البلدي، وتم اتخاذ قرار بإطلاق إسم ( شـــارع العطســــة ) على أهم وأرقى شارع في المدينة.
وسارعت شركات الفيديو إلى توزيع ألبوم تبارى فيه المطربون، تحت عنوان :
ـ يا عَطســــة في خيالي !
وأخيراً عقد مجلس الشعب جلسة ، اتخذ فيها تشريعاً باستحداث وزارة دولة لشـــؤون العطاس الرئاسي، واعتبار يوم عطســـة سيادته عيداً قومياً.

أما أنا ، فقد قررت تكريس ما تبقى لي من العمر لكتابة عمل روائي عن العصر العطاسي، فاعطسوا يرحمنا ويرحمكم الله!

                            



#مصباح_الغفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساق على الساق في انتظــــار العربي إســــحق
- الحَسَــنة القليلة تدفع البلاوي الكثيرة !
- الذئاب العربية بخير !
- الظلمُ مرتعُه و بيلُ
- يتيمة الدهر في مثالب أهل العصر
- فـــك المــربــوط
- فضل الكلاب على كثير من الصحفيين والكتاب
- الخوف والتقيَّـــة في الديموقراطية العربيّــــة !
- تأبّـــطَ شَـــرّاً
- منتخــــب الكـــــــلام في تفســــير المنــــام
- حوار رزكار المتمدّن وأنظمة الإستبداد المتعفن !
- الحـــــــرباء في آراء ســـــــيادة اللـــــواء
- الدَّهــلَــزَة والكَهْرَزة!
- - العــورة - الوثقــى
- بيضــة العقــر وديموقراطية الثيب والبكــر!
- الأطيبان و الأخبثان و الأمـــران !
- وداعاً للسلاح …
- صناعة القرار في زمن التراجع والفرار
- تغييــر الأدوار بين القظـــلار والدفتــردار !
- الوصــايا العشـــر


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصباح الغفري - تلبيس إبليس في أخبار عطســـة الرئيس