أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جهاد الرنتيسي - قلة الاستيعاب في صحافة الاعراب














المزيد.....

قلة الاستيعاب في صحافة الاعراب


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2289 - 2008 / 5 / 22 - 10:06
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


"ضعف الاستيعاب" او "الاستيعاب المتأخر " في الصحافة العربية ظاهرة موغلة في القدم ، ومتعددة الاوجه لدرجة استحالة سبر اغوارها ، او الاحاطة بها ، او حتى تحديد بداياتها.

وفي تربة هذا الضعف تنمو دعوات الارتداد عن خط الاعتدال التي دخلت في سباق محموم مع تداعيات انقلاب حزب الله في بيروت ، وتراجع احتمالات تسوية القضية الفلسطينية قبل رحيل الرئيس الاميركي جورج بوش عن البيت الابيض ،وانخفاض وتيرة توقعات حرب تعيد ترتيب المنطقة .

فلسفة هذا الطرح تتمحور حول البحث عن اليات للسير بين بؤر التوتر في المنطقة دون الاقتراب من اطراف النزاعات .

وقد يكون وضع هذا الطرح على سكة التنفيذ ممكنا لو جاء في زمن ما قبل العولمة حيث كان التقوقع خيارا ، او ظهر في منطقة اخرى تفصلها عن منطقتنا مئات الاميال ، ولها ثقافة مختلفة ، ومشكلات اخرى ، وتركيبة سكانية اهتماماتها بعيدة عن اهتمامات المواطن العربي وهمومه .

فالبيئة الشرق اوسطية ـ اذا اخذنا بعين الاعتبار مقومات دول المنطقة ، وتداخلاتها الديموغرافية ، وتياراتها الفكرية ، والقواسم المشتركة بين مشكلاتها السياسية ، والتأثيرات المتبادلة لازماتها ، وفعاليات اليات الفرز ـ لا تترك هوامش كافية للانكفاء على الذات .

ولاي محاولة في هذا الاتجاه مضاعفاتها التي تتجاوز تهميش الدور السياسي للدول الراغبة في الانتحاء جانبا ، و تقليص قدراتها على حماية امنها الداخلي ، غير المعزول عن العوامل المؤثرة في سياسات وامن دول الاقليم .

اخطر ما في دعوات التخلي عن الاعتدال السياسي ضعف مخيلة اصحابها الذي تظهره رؤيتهم للعلاقة مع ايران .

فمن الممكن حسب وجهة نظرهم الاطمئنان للدور الايراني في المنطقة الى درجة تسمح ببناء علاقات طبيعية مع طهران المتورطة حتى النخاع في ازمات تعاني منها دول الاعتدال بشكل او بآخر .

كما غاب عن اصحاب دعوة الخروج من تيار الاعتدال تاريخ السياسة الايرانية منذ طرح نظرية تصدير الثورة حتى تحويل العراق ولبنان وفلسطين الى ساحات لتصفية الحسابات .

ومثلما غابت فصول التاريخ الدموي الممتدة حتى اللحظة الراهنة تلاشت من الحسابات حقيقة الاحتلال الايراني للجزر الثلاث ، والتهديدات الايرانية لدول الخليج ، وعدم الاكتراث الايراني بسيادة الدول العربية .

وفي حسابات الربح والخسارة لا توجد اية مكاسب من الانفتاح على ايران نكاية بالخذلان الاميركي .

فالمؤشرات تتجه نحو انهيارات ايرانية مقبلة على الصعد السياسية والاقتصادية حيث صراعات اجنحة النظام ، والاحتجاجات اليومية على الاوضاع المعيشية ، التي لا يجد النظام حلا لها سوى الاندفاع نحو سياسة التسلح النووي التي يترتب عليها المزيد من العزلة الدولية .

وظروف التجربة السورية في الانفتاح على ايران لم تترك مجالا للتفكير في تكرارها ، حيث فقدت دمشق عمقها العربي ، واوغلت في عزلتها الدولية ، وتتزايد صعوبات ترتيب بيتها الداخلي .

كما ان حساسية الاصطفافات الاقليمية والدولية بين قطب كوني وحيد وطرف اقليمي متمرد تظهر الخروج من دائرة الاعتدال والانفتاح على ايران وكانها عملية نقل للبندقية من كتف الى اخر .

وعلاوة عن السلوك الانتهازي لمثل هذه الخطوة ، يترتب عليها فاتورة ، سيتم تسديدها من رصيد العلاقة مع الولايات المتحدة وبقية عواصم الاعتدال العربي .

فالانتقال بين المعسكرين الاميركي والايراني يختلف عن الانتقال بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة ، لعدة اسباب ، اهمها غياب الندية بين الولايات المتحدة وايران ، وعدم استعداد واشنطن لتقبل ظهور اقطاب جديدة سواء كانت دولية او اقليمية رغم جميع اخفاقات السياسة الاميركية في المنطقة ومناطق اخرى من العالم .

والتطورات المتلاحقة تفقد دعوات القفز من تيار الاعتدال مبرراتها التي يتمثل بعضها في ما اعتبر مظاهر قوة يتمتع بها محور الممانعة عبرت عن نفسها بقدرة حزب الله اللبناني وداعميه على المبادرة لاقتحام بيروت .

فالعملية العسكرية التي نفذها حزب الله لم تنته باستسلام الاكثرية واملاء الحلول السياسية عليها .

وتفاصيل المفاوضات التي جرت في الدوحة تؤكد فشل السلاح في تهشيم ارادة وحضور الشريك اللبناني في تيار الاعتدال السياسي العربي .

وحركة حماس التي يجري تصويرها باعتبارها احد مظاهر قوة محور الممانعة تمر بازمات سياسية حادة ابرز ملامحها العزلة الدولية التي تعيشها ومحاولات استجداء التهدئة مع اسرائيل .

قد يكون تراجع فرص خيار الدولتين وراء المراهنة على حماس باعتبارها الخيار الاخر ، الا ان غياب الرؤية الحمساوية الواضحة للحل النهائي يظهر بؤس هذا الرهان ، ويفتح الافاق امام رهانات اخرى من قبيل الدولة ثنائية القومية .

وبالتالي تاتي دعوات الخروج من تيار الاعتدال ترجمة لصدمات وعي ، وخيبات امل ، اكثر مما هي نتاج تطور تفكير سياسي ، واحاطة بالمشهد ، ونضوج الخيارات البديلة .

وكان من الاجدى للمصدومين الابتعاد عن الكسل الذهني ، والتعامل بشكل اكثر عقلانية مع الواقع من خلال السعي لتحويل الاعتدال السياسي الى قوة دفع لاصلاحات داخلية تشمل الصعد السياسية والاقتصادية .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عار الصحافة العربية
- حماس تواجه الواقع باختزال التاريخ
- ديمقراطية الامعاء الخاوية
- خطاب -التخريف- السياسي
- علمانيون برسم الاسلمة
- من اجل فايز .... ورفاقه
- صراع الهويات الشرق اوسطية
- الخطيب يحاكم التجربة القومية
- حين يبحث -الغريق- عن قشته في -طبخة حصى-
- المالكي يحترف اللعب على التوازنات
- دوامة قصور الهواء
- لهاث اللحظات الاخيرة
- حواف الهاوية
- رهينة الحلف الطائفي
- استراتيجية اكياس الرمل
- التحولات الجذرية في السياسة النجادية
- منزلق الفيدرالية
- وهم المصالحة الوطنية
- الشيفرة الايرانية
- حوارات الوقت الضائع


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جهاد الرنتيسي - قلة الاستيعاب في صحافة الاعراب