أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - دوامة قصور الهواء














المزيد.....

دوامة قصور الهواء


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1960 - 2007 / 6 / 28 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كونت الحياة السياسية العراقية بعض الملامح خلال السنوات التي اعقبت الاطاحة بالنظام السابق ، فهي تتقدم ببطء حركة السلحفاة ، وفي مدارات دائرية اقرب ما تكون الى الحلقات المفرغة .
والجدل الدائر حول التفاصيل الدقيقة ـ التي يفترض ان يكون قد تم تجاوزها منذ سنوات ـ يترك مجالا للتعامل مع ما راكمته السنوات الماضية باعتباره "قصورا في الهواء " لا اساس لها على ارض الواقع .
فالاجواء المحيطة بالحراك السياسي اليومي لاطراف المعادلة السياسية العراقية توحي بالاقتراب من ازمة حكم جديدة تعيد البلاد الى حالة الارتباك التي تشهدها كلما حان استحقاق اختيار رئيس للسلطة التنفيذية .
وهناك اكثر من مؤشر على ولوج الطبقة السياسية الحاكمة في العراق دوامة الصراع على اختيار خلف لنوري المالكي .
فلم يعد ممكنا تجاهل عدم الرضا الاميركي عن النتائج التي حققها المالكي خلال وجوده في الحكم .
ولا يحتاج اكتشاف فشل رئيس الحكومة العراقية في تحريك عجلة المصالحة الوطنية وبسط الامن الى كثير من الرصد والتحليل .
ومثل هذه النتيجة حولت المالكي الى عبء على الادارة الاميركية والائتلاف الشيعي الذي اوصله الى رئاسة الحكومة مما يتطلب من الطرفين اعادة النظر في بقائه على سدة السلطة التنفيذية .
فقد تجاوزت المؤشرات الاميركية التذمر من المالكي بوصول الامور الى تحديد الرئيس جورج بوش ايلول المقبل سقفا زمنيا لانجاز قوانين عجز رئيس الوزراء العراقي عن تمريرها .
كما تطمح واشنطن الى التهدئة بين انقرة وبغداد من خلال حكومة عراقية قوية تستطيع ضبط المناطق الحدودية .
ومن غير الممكن تجاهل توقعات القيادي في المجلس الاسلامي الاعلى همام حمودي برحيل الحكومة الحالية خلال شهرين .
وربما كان عادل عبدالمهدي قيادي الائتلاف الطامح لخلافة المالكي اكثر وضوحا بوصفه للحكومة بانها فاشلة ومنتهية الصلاحية .
والواضح من خلال تعاطي رموز الائتلاف الشيعي ان طموحها الراهن ينحصر في القيام بمتطلبات التغيير ، مع ضمان الخروج ببعض المكاسب الفئوية، و تجنب الانزلاق في خلافات قد تبدد مكتسبات المحاصصة الطائفية .
وفي هذا السياق جاء الاجتماع المفتوح الذي عقده المجلس الاسلامي الاعلى لمدة يومين .
وترافق الاجتماع مع تسريبات تفيد بتشكيل المجلس الاعلى امانة مشتركة مع حزب الدعوة .
ودفع المازق المجلس الاعلى وحزب الدعوة الى البحث عن ما وصف بمبادئ وطنية عريضة مع الحزبين الكرديين الكبيرين تحت شعار دعم الحكومة وتفعيل مجلس النوب .
واللافت للنظر ان تحالفات " الرمال المتحركة " المبنية على القلق من فقدان المكاسب الفئوية تتجاهل عدة نقاط من بينها عدم امكانية الاستمرار بحكومة عاجزة عن احداث تقدم في ملفي الامن والمصالحة الوطنية .
وتجاهل هذه الحقيقة لا يعني غيابها عن كتلتي التحالف والائتلاف بقدر ما يعكس تمسكها بالوضع الراهن الذي يتيح للاحزاب القومية الكردية والمذهبية الشيعية فرصا لا تتوفر في ظل وجود حكومة قادرة على دفع عجلة ترتيب البيت العراقي بالشكل الذي يضمن وحدة العراق .
الا ان ذلك لا يعني بطبيعة الحال تطابق حسابات الائتلاف والتحالف مع الحسابات الادارة الاميركية التي يهمها خفض كلفة العنف الذي يطال قواتها في العراق .
ويتطلب التماشي مع الرغبة الاميركية ترتيبات قد يكون من بينها التعامل مع المالكي باعتباره " كبش فداء " يمكن تقديمه الى المذبح الاميركي ومواصلة الدوران السلحفائي .
والمعلومات المتداولة في الاوساط العراقية المطلة على خبايا المشهد تدور حول صفقة بين الائتلاف والتحالف قد تنتهي بترسيم عبدالمهدي رئيسا للحكومة مقابل المساعدة على ضم كركوك الى الاقليم الكردي .
ومن غير المستبعد ان تخرج مثل هذه الصفقة الرئيس بوش من مازقه مع الكونغرس ـ ولو لبعض الوقت ـ الا انها لا تغير آلية حافة الهاوية التي تتحكم بالاداء السياسي العراقي .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لهاث اللحظات الاخيرة
- حواف الهاوية
- رهينة الحلف الطائفي
- استراتيجية اكياس الرمل
- التحولات الجذرية في السياسة النجادية
- منزلق الفيدرالية
- وهم المصالحة الوطنية
- الشيفرة الايرانية
- حوارات الوقت الضائع
- حروب الطوائف
- رهائن الجغرافيا السياسية
- صيف دمشق
- سكة التقسيم
- خريف السلطة
- تحولات الغموض
- لعبة الوقت
- خطاب الانتحار السياسي
- في الازمة العراقية
- عاصفة الفصل الاحادي
- حكومة مفترق الطرق


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - دوامة قصور الهواء