أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - رهائن الجغرافيا السياسية















المزيد.....

رهائن الجغرافيا السياسية


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1571 - 2006 / 6 / 4 - 08:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


يتجاوز الخطاب السياسي دوره في التعبير عن فكرة ما لدى وصول اصحابه الى منعطفات يصعب عليهم الاحاطة بمسبباتها ومكوناتها وطرق اجتيازها .
ففي هذه الحالة يتحول الى اداة لقياس عمق مازق اصحابه ، واتساع المسافة بين فضاءات اللغة والافاق المحكومة بصعوبات الواقع ، واحتمالات الالتفاف على المراحل .
ومنذ وقت مبكر استوطنت لعنة الجغرافيا مكونات الخطاب السياسي الفلسطيني بمختلف تنويعاته .
وعلى مدى العقود الماضية شكل الاستيطان الذي فرضه واقع الشتات عقدة لاصحاب شعار القرار الفلسطيني المستقل ومازقا للمتهمين بالارتهان للعواصم .
فلم تتوقف القيادة الشرعية الفلسطينية عن التحذير من تبعات الاستلقاء في احضان العواصم الباحثة عن رافعة فلسطينية تنفس احتقاناتها الداخلية .
وراوح تاثير التحذيرات بين استجابات خجولة بعد شعور بالخطا ، واتهامات مضادة بالقطرية ، والتفريط للتغطية على انزياحات سياسية حولت اجزاء من القوى الفلسطينية الحية الى ادوات قطرية لاصحاب الشعارات المغرقة في قوميتها .
وحالة السجال الفلسطيني الراهنة لا توحي بالخروج من دائرة المفردات الاتهامية التي بقيت جزء من لغة التخاطب وان تفاوت حضورها بين الحين والاخر .
وبما ان للظواهر دورها في بلورة الحالات وتشكيلها يمكن اعادة ديمومة اللغة الاتهامية بين الاطراف الفلسطينية الى عدد من العوامل .
ولظلال الجغرافيا السياسية الحاضرة على الدوام في تفاصيل المعادلات الداخلية الفلسطينية الدورالابرز في اعادة انتاج الازمات وامدادها بمقومات الاستمرار .
فالمؤشرات المحيطة بخطاب الازمة السياسية الفلسطينية الراهنة تعيد ظروف صياغته الى ازمة اشمل تشهدها المنطقة وتتمثل في مازقي طهران ودمشق مع المجتمع الدولي .
ولا يخلو الامر لدى الوقوف عند هذه النقطة من مفارقات قد تكون تسميتها بـ " الكوميديا السياسية السوداء " ممكنة .
فقد وجد القادة الاسرى في السجون الاسرائيلية هامش الحوار الوطني الذي لم يتوفر لاسرى المعادلات الاقليمية التي تتعامل اطرافها مع القضية الفلسطينية باعتبارها ورقة ضاغطة .
ويكشف تذبذب الخط البياني لتصريحات قادة حركتي حماس والجهاد الاسلامي بعد طرح وثيقة الاسرى للحوارعن بعض مظاهر الازمة التي يسببها تعامل بعض الاطراف الاقليمية مع الحالة السياسية والامنية الفلسطينية باعتبارها خط دفاع متقدم في مواجهة الارادة الدولية .
وراوح هذا التذبذب بين رفض ، ومراوغة ، ووضع العراقيل امام الاستفتاء الشعبي الذي طرحه الرئيس محمود عباس ، ووصل الامر حد التشكيك بقدرات بعض المناضلين الاسرى واتهام الشيخ عبدالخالق النتشة بقلة الوعي السياسي ، وتنصل حركة الجهاد من وثيقة السجون وكانها طفل خطيئة وليست تعبيرا عن حالة وعي بخطورة المنزلق الذي وصلت اليه خيارات الشعب الفلسطيني .
ولم يخل الامر من محاولة الاستقواء على فصائل منظمة التحرير بالدعوة لنقل الحوار الوطني الى الخارج .
ومن ناحيتها تحرص رئاسة السلطة الوطنية وقيادة منظمة التحرير التي اكتوت بنيران التدخلات الشقيقة والصديقة طيلة العقود الماضية على وضع حسابات الجغرا فيا السياسية وراء ظهرها باحثة عن الافق السياسي الذي توفره الشرعيات الفلسطينية ، والعربية ، والدولية .
والافق السياسي الفلسطيني محكوم باعادة الاعتبار لمنظمة التحرير ، وتفعيل مبادرة السلام العربية ، وضخ دماء جديدة في خارطة الطريق الموشكة على التلاشي .
وبين البحث عن افق سياسي والانكفاء الى دهاليز ازمات النظام الاقليمي هوة سحيقة قد تؤدي محاولات ردمها الى المزيد من الهزات والانقسامات في البنى السياسية الفلسطينية .
ومن شان هذه الهزات ان توسع حضور الحسابات الخارجية في المشهد السياسي الفلسطيني على حساب الهم الوطني .
والى جانب اثار التدخلات الاقليمية تطفو على سطح خطاب الازمة الفلسطيني ثنائيات تنطوي على قدر كبير من الغرابة كالحديث عن العملية السلمية والمقاومة .
فما يحدث على ارض الواقع لا يترك انطباعا بوجود عملية سلمية بالمعني الحقيقي لهذا المصطلح الذي وضع بذوره الاولى مؤتمر مدريد .
والمقاومة بالمعنى الذي رسخته تجربة الشعب الفلسطيني على مدى العقود الماضية ـ بدءا بالكفاح المسلح ومرورا بالانتفاضة ـ لم تعد موجودة .
وحالة التفكك والفلتان ليست حكرا على حاضنة الوطنية الفلسطينية المتمثلة بحركة فتح .
فالطرف الاخر الطامح لوراثة منظمة التحرير والسلطة الوطنية والمتمثل بقيادة حماس يواجه ازمة بنيوية قادرة على تفتيته .
وتتمثل هذه الازمة في صعوبة الاختيار بين الحركة التي تقوم على ارضية ميثولوجية والحكومة التي تخضع لتوازنات دولية واقليمية معقدة .
وتجربة قيادة حماس خلال الاشهر الماضية كانت بالغة الصعوبة فلم تستطع الحكومة التي شكلتها القيام بمهامها دون الاعتراف اللازم بالشرعيات الفلسطينية ، والعربية ، والدولية ، ولم تنفذ كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية للحركة اية هجمات تذكر ضد اهداف اسرائيلية .
واحتمالات اقامة الدولة الفلسطينية تتحول الى وهم كبير مع تسارع خطوات الحل الاحادي الجانب الذي حصل على ضوء اخضر خلال زيارة ايهود اولمرت لواشنطن .
ولخطوات بناء الجدار العازل وتجميع المستعمرات في الضفة الغربية نتيجة واحدة تتمثل في ترسيم احتلال اسرائيلي بلا كلفة سياسية او عسكرية او مادية .
وفي طريقها الى هذا الهدف تتهرب الحكومة الاسرائيلية من الدخول في مفاوضات جدية مع القيادة الفلسطينية حول الحل الدائم الامر الذي يعني امتلاك اولمرت فرصة استثمار الموقف الحمساوي والشعارات التي تفرخها العواصم صاحبة المصلحة في تازيم الوضع الفلسطيني المتازم اصلا .
وهذا القدر من المؤشرات يكفي لتكريس قناعة بان المشروع الوطني الفلسطيني وصل الى طريق مسدود ويحتاج الى روافع جديدة تزاوج بين فهم عميق للواقع و صياغة الافق السياسي بعيدا عن الاوهام .
ويندرج في هذا السياق تلويح الرئيس عباس بالاستفتاء الشعبي ، و التحرك الرسمي العربي الذي بدا بالقمة المصرية ـ السعودية وقد يساعد على التقليل من تاثير عبث العواصم الاقليمية المازومة في الساحة الفلسطينية .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صيف دمشق
- سكة التقسيم
- خريف السلطة
- تحولات الغموض
- لعبة الوقت
- خطاب الانتحار السياسي
- في الازمة العراقية
- عاصفة الفصل الاحادي
- حكومة مفترق الطرق
- متاهة الحوار
- ماراثون البؤر الملتهبة
- ربيع بيروت
- مبادرة اللحظة الحرجة
- مأزق الفوز .....
- درس كويتي
- ماراثون حافة الهاوية
- صدمة اليمين الاسرائيلي
- رسائل خدام الثلاث
- زلزال البيت الفتحاوي
- اغتيال تويني ...خلط جديد لاوراق قديمة


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - رهائن الجغرافيا السياسية