أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - التحولات الجذرية في السياسة النجادية














المزيد.....

التحولات الجذرية في السياسة النجادية


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1667 - 2006 / 9 / 8 - 09:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جرت العادة ان يكون للمناورة حدودها ، وللخطاب محرماته ، وان توضع ابعاد المواقف في الاذهان عند البحث عن ادوات دقيقة لقياسها .
فمن غير الطبيعي ان يفصل الوهم بين المحكات واقصى حدود التكتيك السياسي ، وان يخرج ما يجري ترديده عند اشتداد الازمات عن الحدود الدنيا لجوهر المواقف ، وان تصل فوائض الخطاب السياسي الى حد التناقض مع اساساته .
وفي الخطاب الديماغوجي الذي يستخدمه رموز السلطة الايرانية تغيب الفواصل بين المناورة والمحك ، والفائض والجوهر ليتحول الى كتلة من التناقضات ، تخفي النوايا الحقيقية ، وتقلل من مصداقية اصحابها .
فلم يتوان الرئيس الايراني احمدي نجاد عن الدعوة الى ازالة اسرائيل عن الوجود حين اقتضت الضرورة تجييش الشارع المازوم .
وتمكن بفعل هذا الدعوات من اثارة غرائز الباحثين عن انتصارات وهمية تتيح بعض التوازن النفسي .
ولكن الذين تحمسوا لهذه الدعوات اغفلوا اثرها في تخصيب مناخات التطرف اليميني الاسرائيلي القائم على فكرة العداء للمحيط .
وخلال الاشهر القليلة الماضية اثبتت دعوات نجاد جدواها في جلب التعاطف الدولي مع الحكومة الاسرائيلية التي لم توقف عدوانها يوما واحدا عن الضفة الغربية وقطاع غزة .
ورغم النتائج العكسية للتصعيد غير العقلاني اصر نجاد لبعض الوقت على التعامل مع اسرائيل باعتبارها رهينة غربية في شرق يخضع لنفوذ العمائم .
وسرعان ما تسببت هذه النظرة في كوارث تمثلت في الفاتورة باهظة الكلفة التي تدفعها دول وشعوب منطقة تحولت الى ساحة لتصفية الحسابات .
فمن غير الممكن النظر الى الحرب التي وفر حزب الله مبرراتها ، وادت لعودة لبنان الى مرحلة ما قبل الاعمار دون ربطها بسياقات السياسة النجادية .
والواضح من خلال تطورات الاداء السياسي الايراني انه كان من الضروري الحاق الدمار بالبنية التحتية اللبنانية ، وتشريد الاف اللبنانيين ، وتجييش العالم ضد مغامرات حزب الله ليعيد نجاد النظر في نظرته لاسرائيل .
ولكن ما لحق بلبنان وشعبه لم يكن السبب المباشر في ارسال الرئيس الايراني تطمينات لواشنطن وتل ابيب من خلال تاكيده على عدم استهداف المفاعل النووي الايراني لاسرائيل .
فقد سبقت هذه التصريحات حركة سياسية ودبلوماسية مكثفة لاجبار طهران على وقف التخصيب النووي .
واللافت للنظر ان ابعاد اسرائيل عن دائرة الخطر الذي يمثله المفاعل النووي لم تكن الاشارة الايرانية الوحيدة الموجهة الى الولايات المتحدة .
ففي وقت لاحق اكد الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي خلال محاضرة في احدى الولايات الاميركية ضرورة بقاء الجيش الاميركي في العراق .
وتدلل هذه المؤشرات على تحول الولايات المتحدة واسرائيل من شيطان اكبر الى شريك يمكن التعايش معه في التفكير السياسي الايراني .
ورغم وضوح الحقيقة مازال هناك من يصر على تجاهلها ، مثلما تجاهل العبث بالامن العربي تحت يافطة تصدير الثورة ، ولجوء نجاد الى الى التعصب القومي ضاربا بالستار الديني عرض الحائط نزولا عند ضرورات تحشيد الشارع الايراني.
فالعجز عن قراءة الواقع ، وحالة الوهن التي وصلت اليها المنطقة حولا الوهم الى واحد من ضوابط التفكير ، وعنصر مؤثر في اليات التحليل السياسي .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منزلق الفيدرالية
- وهم المصالحة الوطنية
- الشيفرة الايرانية
- حوارات الوقت الضائع
- حروب الطوائف
- رهائن الجغرافيا السياسية
- صيف دمشق
- سكة التقسيم
- خريف السلطة
- تحولات الغموض
- لعبة الوقت
- خطاب الانتحار السياسي
- في الازمة العراقية
- عاصفة الفصل الاحادي
- حكومة مفترق الطرق
- متاهة الحوار
- ماراثون البؤر الملتهبة
- ربيع بيروت
- مبادرة اللحظة الحرجة
- مأزق الفوز .....


المزيد.....




- مصور فرنسي يوثق جانبًا آخر من جزيرة سقطرى باليمن لم تلتقطه ا ...
- إطلالة كيت ميدلتون -الزرقاء- تعيد إلى الأذهان أناقة الأميرة ...
- الجيش الكويتي يُعلق على تداول مقاطع رصد -صواريخ باليستية- في ...
- غروسي يكشف عن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيران ...
- مراسلتنا: المدفعية الإسرائيلية تهاجم جنوب لبنان
- الملاجئ الإسرائيلية في مواجهة الصواريخ الإيرانية: قصورٌ في ا ...
- -إيرنا- تنفي نبأ انسحاب البرلمان الإيراني من معاهدة حظر الان ...
- اكتشاف مواد سامة -خفية- تلوث الهواء في الولايات المتحدة من م ...
- تفاصيل إبعاد مسيرة عن منزل نتنياهو
- إسرائيل وإيران تتصارعان.. والسوريون بين الشماتة والانتظار


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - التحولات الجذرية في السياسة النجادية