أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - وهم المصالحة الوطنية














المزيد.....

وهم المصالحة الوطنية


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1605 - 2006 / 7 / 8 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين الرغبات والنتائج مساحة فاصلة ، تتسع وتضيق بفعل العوامل الذاتية ، والظروف المحيطة ، ووضوح الرؤى ، ونضوج لحظة الفعل .
وحينما يتعلق الامر بعملية متشعبة الاطراف كما هو حال الحوار العراقي يضاف الى شروط النجاح والفشل عامل " النوايا الحسنة " وهو مصطلح مطاط يتيح لاي طرف من الفرقاء تكييفه بالشكل الذي يتناسب مع مواقفه .
قد تكفي هذه الشروط لتفسيرالازمة الناشئة على هامش المازق الذي تطمح مبادرة رئيس الوزراء العراقي نور المالكي الى توفير الارضية لاجتيازه .
ولكن الامر لا يخلو من حاجة للابتعاد عن المشهد بعض الشئ لاتاحة الفرصة امام قراءة تقترب من الموضوعية .
ففي المشهد المفترض كتلتان غير متجانستين في تصوراتهما لامكانية التعايش مما يقلص ارضية الحوار ويزيد من هشاشتها .
ولم يعد الحديث حول هذا الجانب مسالة افتراضية في ظل ارتباك صاحب المبادرة ، و التصريحات المتشددة التي تنطوي على مؤشرات يصعب تجاهلها ،واخراج البعض من دائرة الحوار ، واستنكاف اخرين عن الدخول اليها .
فقد استثنى المالكي لدى طرحه مبادرة المصالحة الوطنية الذين تلطخت ايديهم بدماء العراقيين.
ورغم بعض تباينات المواقف لم يجد الاستثناء معارضة تذكر بين الفئات السياسية والطائفية التي وجدت نفسها مضطرة لمراعاة المزاج العام الحساس تجاه استباحة الدم العراقي .
ولكن الامور انقلبت راسا على عقب مع تحول الحوار العراقي الى مادة سجالية في مؤسسات صنع القرار الاميركي التي وجدت في الاستثناء الذي وضعه المالكي خللا تتطلب معالجته استثناء الجماعات المسلحة التي نفذت هجمات ضد الجنود الاميركيين .
فمن ناحيته يدرك رئيس الوزراء العراقي استحالة نجاح خطوات المصالحة الوطنية في حال تعارضها مع السياسة الاميركية مما دفعه للتجاوب مع سجال دوائر صنع القرار الاميركية بتوسيع دائرة الاستثناءات لتشمل الذين قاموا باعمال عنف ضد الوجود الاميركي في البلاد .
وبهذه الخطوة تمكن المالكي من الالتفاف على احدى العقبات التي كادت ان تجهز على مبادرته ولكنه في المقابل وفر تربة خصبة لنمو تناقضات جديدة تبقي مشروعه عرضة للتآكل .
فالفكرة العامة التي تقف وراء ظهور الجماعات المسلحة تتمحور حول مواجهة القوات الاميركية وعناصر الامن العراقيين لتعطيل بناء المؤسسات على امل اعادة عقارب الساعة الى الوراء .
وتجاهل مشاركة هذه الجماعات في الحوار يعني توفير بيئة ملائمة لاستمرارها في العمل بالاتجاه المعاكس لحركة عقارب الساعة مما يبقي العملية السياسية رهينة لحالة العنف والعنف المضاد التي تشهدها البلاد .
والواضح ان من بين الاعتبارات التي استند اليها المالكي وهو يوسع دائرة الاستثناءات اعتقاده بعدم وجود بيئة اجتماعية للجماعات المسلحة التي تشن هجمات على القوات الاميركية .
ولا شك في ان الحكم على اعتقاد المالكي يبقى مشوبا بالحذر لا سيما وانه قائم على التقديرات ولا يراعي الحقائق التي لها وقع المفاجاة في مشهد مفتوح على جميع الاحتمالات .
ولمثل هذا الاعتقاد تبعات ابرزها التعاطي مع الجماعات المسلحة من منظور امني يخلو من اية ابعاد سياسية .
وقد يتمكن المتحمسون لهذا الخيار من توفير العكازات التي تحتاجها مبررات ترويجه اعلاميا وتسويقه سياسيا .
الا ان النجاح في تكريس مثل هذا الخيار سيكون على حساب مبدا الحوار الذي يجري التعامل معه باعتباره مدخلا للمصالحة الوطنية .
فمن غير الممكن ادارة العملية السياسية باليتين مختلفتين في وقت واحد، احداهما ترى في الحسم العسكرى سبيلا لانهاء العنف ، والاخرى تعتمد الحوار طريقا لحل التناقضات .
وسياسة الجمع بين البدائل تاتي على حساب الحوارات الهادفة للوصول الى المصالحات الوطنية التي يفترض تحدث بين اصحاب الاجندات المتعارضة .
واللافت للنظر ان العقبات التي تعترض مشروع المصالحة الوطنية لا تقتصر على ما افرزته محاولة التماشي مع الرؤية الاميركية .
فهناك تناقضات الائتلاف الشيعي الذي اوصل المالكي الى رئاسة الوزراء بعد مخاض عسير .
وتجسدت هذه التناقضات مجددا في تصريحات رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية عبدالعزيز الحكيم المؤيدة للحوار مع الجماعات المسلحة التي مارست العنف ضد الاميركيين .
ويبدو واضحا من الصيغة الهلامية للتصريحات التي استثنت البعثيين والتكفيريين من الحوار انها تستهدف التشويش على الجولة العربية التي قام بها المالكي لجلب الدعم العربي لمبادرة المصالحة الوطنية .
فالاستثناءات التي طرحها زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية اكثر مطاطية من الاستثناءات التي حددها رئيس الحكومة .
ومن شان استثناءات الحكيم ان تثير زوابع غبار في وجه المالكي لا سيما وان ملف اجتثاث البعث من بين الملفات المثيرة للجدل بين اطراف العملية السياسية في العراق .
فما زال زعيم القائمة العراقية ورئيس حركة الوفاق الوطني اياد علاوي يخوض حربه ضد المعالجة مزدوجة المعايير لهذا الملف الشائك .
وبالتالي يضع فتح هذا الملف ،وبهذه الطريقة ، مزيدا من العقبات امام احتمالات تجاوز العراقيل التي تعترض الشروع في الحوار الوطني .
ويندرج اعلان مستشار الامن القومي موفق الربيعي عن قائمة المطلوبين في سياق تصريحات الحكيم مما يعني ان هناك اتفاقا واضحا على اقصاء فئات عراقية من مشروع المصالحة .
وتترافق خطوات الاقصاء التي تتنافس اطراف الائتلاف الشيعي القريبة من ايران على القيام بها مع محاولات الاستيلاء على الدولة من خلال السعي الى دمج المليشيات في الشرطة والجيش بدلا من اتخاذ اجراءات عملية لحلها ، وتوسيع الهيمنة على المفاصل الرئيسية للمؤسسات الحكومية ، وتهميش المشروع الوطني الديمقراطي .
وبذلك تاخذ مبادرة المالكي منحى استكمال حالة الفرز الطائفي بدل المصالحة الوطنية، فالطريق الى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة ،والجهود العربية تساعد على حدوث المصالحة الوطنية ولكنها لا تجدي نفعا حين تتغلب ذهنية الاقصاء والاستحواذ على الرغبة في الحوار .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيفرة الايرانية
- حوارات الوقت الضائع
- حروب الطوائف
- رهائن الجغرافيا السياسية
- صيف دمشق
- سكة التقسيم
- خريف السلطة
- تحولات الغموض
- لعبة الوقت
- خطاب الانتحار السياسي
- في الازمة العراقية
- عاصفة الفصل الاحادي
- حكومة مفترق الطرق
- متاهة الحوار
- ماراثون البؤر الملتهبة
- ربيع بيروت
- مبادرة اللحظة الحرجة
- مأزق الفوز .....
- درس كويتي
- ماراثون حافة الهاوية


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - وهم المصالحة الوطنية