أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - حوارات الوقت الضائع














المزيد.....

حوارات الوقت الضائع


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1591 - 2006 / 6 / 24 - 11:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


للحوار قوانين الفيزياء في معظم الاحيان ، فهو يخضع لاحجام المتحاورين ، ومدى حرصهم على الوصول الى نتائج ، وانشدادهم الى المحاور التي يستمدون قوة دفعهم منها .
ومحددات النوايا عامل يصعب تغييبه في الحوارات فهي تحدد وجهتها ، وتلعب دورا في استمرارها ، ووصولها الى نتائج .
وتتسع هذه المحددات لتشمل الرؤى والقناعات ، ومكونات التفكيرالى جانب الحالة النفسية للمتحاورين
وقد يكون الحوار الفلسطيني في رام الله وغزة نموذجا ملائما لدراسة تداخل قوانين الفيزياء مع الحالة السيكيولوجية للمتحاورين.
فمنذ البداية لم تكن حالة التضخم التي فاقمها فوزحركة حماس في الانتخابات التشريعية غائبة عن تعقيدات الازمة وافرازاتها .
وتعود حالة التضخم الى اسباب يكاد ان يتفق عليها الطيف السياسي الفلسطيني شديد الحساسية .
فالفوز الكاسح الذي حققه فصيل الاسلام السياسي لدى مشاركته الاولى في الانتخابات التشريعية الفلسطينية فاق توقعاته .
وهذه الحقيقة مدعمة باعترافات بعض قيادات الفصيل ومحازبيه في نشوة الانتصار الذي وضع القضية الفلسطينية على مفترق طرق جديد .
وساهمت لحظة النشوة التي قادت بعض رموز فصيل الاسلام السياسي الفلسطيني الى مثل هذا الاعتراف في تسليط الضوء على احتمالات تعميق المفاجاة للتناقضات التي تظهرها طريقته في التعاطي مع التطورات اليومية .
فما اثبتته تجربة الاشهر الماضية يكرس حقيقة مفادها ان ما يترتب على الفوز بمقاعد المجلس التشريعي ، وتشكيل الحكومة ، يفوق تجربة حماس المحدودة بمقاييس البعد التاريخي للقضية الفلسطينية .
وفتحت محدودية القدرة على التقاط التفاصيل الصغيرة في مفاصل تشعبات الحالة الفلسطينية افاق التجربة في مرحلة لا تحتمل التجريب .
فما تمارسه حكومة حماس منذ اشهر لا يتجاوز محاولة تجريب ما تم تجريبه في مراحل مختلفة من تاريخ الشعب الفلسطيني الامر الذي ينطوي على تجاهل مقصود لتراكمات تجربة الحركة الوطنية الفلسطينية .
وبعض هذه التجارب مشوب بمحاذير كفيلة بان تهئ المشهد المقبل لتصفية القضية الفلسطينية مثل اندفاع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل نحو طهران الباحثة دوما عن احصنة اقليمية تساعدها على الافلات من ازماتها مع المجتمع الدولي .
واذا جاز القياس على مراحل تاريخية يمكن التقاط اوجه شبه بين التحالف مع ايران واقامة الحاج امين الحسيني علاقة مع المانيا النازية عشية انتهاء الحرب العالمية الثانية الامر الذي جر الويلات على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية .
ويدخل انكفاء قيادة حماس في الخارج الى المحاور الاقليمية المازومة في سياق ازمة تفكير سوغت لها التنكر للمرجعيات الفلسطينية والعربية والدولية المفترض ان تشكل مفاتيح الحل السياسي .
وفي حكومة حماس تحول الوزراء الى مهربي اموال عبر المعابر مما ترك انطباعا بخروج الحالة الفلسطينية عن الارادة الدولية .
ولا شك في ان تبعات مثل هذا السلوك تتجاوز تلويح المراقبين الدوليين المتمركزين في معبر بمغادرته لتصل حد اعطاء دفعات جديدة لمقولة غياب الشريك الفلسطيني التي يسعى ايهود اولمرت جاهدا لتسويقها .
الا ان فصيل الاسلام السياسي الفلسطيني الذي يتجاهل هذه الحقيقة وهو يتقمص النماذج السياسية الموغلة في عزلتها الدولية بدءا من حكومة طالبان ومرورا بما هو عليه الحال في ايران وسوريا .
ولم يكن حظ حماس في المراوغة السياسية افضل مما هو عليه حالها في تمثل النماذج المازومة .
فما كاد عرض وقف اطلاق النار الذي تقدمت به حكومة حماس على لسان الناطق باسمها غازي حمد ان يؤتي ثماره حين تنصل منه المتحدث باسم الحركة سامي ابو زهري .
وبدلا من ان يحدث العرض صدى في الشارع الاسرائيلي تحول الاهتمام نحو قراءة مؤشرات جديدة لخلافات حماس .
وبعد ساعات من تحفظها على الية صرف المساعدات التي وضعها الاتحاد الاوروبي رات حكومة حماس في هذه الخطوة بداية لنهاية الحصار المالي .
واللافت للنظر ان القنابل الدخانية التى اطلقها المتحاورون في غزة لم تكن كافية لاخفاء حالة اللاتوازن التي انتقلت الى قاعات الحوار الفلسطيني .
ففي الوقت الذي جري الحديث حول قطع اشواط واسعة نحو التوصل الى اتفاقات ظهر على السطح ما يوحي بان المتحاورين ابعد ما يكونون عن الوصول الى نتائج ذات قيمة .
والواضح من خلال تسريبات الحوار الفلسطيني ان العراقيل التي اعترضت التوصل الى اتفاقات دارت حول محورين يتمثل احدهما في عجز حماس عن الجمع بين خطاب سياسي مرن والتزاماتها مع الاطراف الاقليمية المازومة دوليا ، والاخر في تمسكها بلحظة الاستحواذ عن السلطة حتى لو دفع الشعب الفلسطيني الفاتورة من حياته المعيشية ومستقبل قضيته الوطنية .
فالتهدئة في الاراضي الفلسطينية لا تصب في مصلحة النظامين الايراني والسوري اللذين يبحثان عن خطوط دفاع جديدة الى جانب خط الدفاع العراقي .
وبعيدا عن هذين النظامين تفقد حماس عمقها العربي والاقليمي ويوغل خطابها السياسي في انشائيته وشعاراته .
وحل حكومة حماس بعدما اظهرت عجزها عن ادارة الحياة اليومية للمجتمع الفلسطيني ، وفشلها في وضع اطروحاتها السياسية على سكة التنفيذ يعني هزيمة سياسية لاليات تفكير التيار السلفي في المعادلة السياسية الفلسطينية ، والذي ينقسم الى الاسلام السياسي و القومية القادمة من منطلقات شوفينية جرى تغليفها بالمنهج العلمي على مدى عقدين من القرن العشرين .
ومع استنفاذ فرص الحوار يتحول الاستفتاء على وثيقة الاسرى من خيار اخير الى خيار وحيد .
الا ان خيار الاستفتاء لن يكون في جميع الاحوال العصا السحرية الكفيلة بحل الازمات المستعصية .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروب الطوائف
- رهائن الجغرافيا السياسية
- صيف دمشق
- سكة التقسيم
- خريف السلطة
- تحولات الغموض
- لعبة الوقت
- خطاب الانتحار السياسي
- في الازمة العراقية
- عاصفة الفصل الاحادي
- حكومة مفترق الطرق
- متاهة الحوار
- ماراثون البؤر الملتهبة
- ربيع بيروت
- مبادرة اللحظة الحرجة
- مأزق الفوز .....
- درس كويتي
- ماراثون حافة الهاوية
- صدمة اليمين الاسرائيلي
- رسائل خدام الثلاث


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - حوارات الوقت الضائع