أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - الخاسرون والرابحون في الشرق الأوسط















المزيد.....

الخاسرون والرابحون في الشرق الأوسط


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 2287 - 2008 / 5 / 20 - 11:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من هم الرابحون، ومن هم الخاسرون في الشرق الأوسط؟

ولماذا ربح الرابحون، وخسر الخاسرون؟

بعد كارثة الحادي عشر من سبتمبر 2001 أصبح الشرق الأوسط فجأة الملعب الكبير لكثير من القوى العالمية. وأصبح اللاعبان الأكبران فيه أمريكا وإيران، بعد أن كانت إسرائيل وفرنسا وبريطانيا في النصف الثاني من القرن العشرين.



المباراة الكبرى الأكثر إثارة

فالمباراة الكبرى خلال السنوات السبع الماضية، وخلال الخمس سنوات الماضية بدءاً من الغزو الأمريكي للعراق 2003، أصبحت أكثر إثارة، وأشد وطيساً، وأمتع تسلية لعشاق المباريات السياسية في الشرق الأوسط. وأصبح كل يوم يأتي بالجديد، وخاصة من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد المثير للمتعة السياسية، كـ (كوميديان) سياسي طريف، بما يقدمه كل يوم من عروض سياسية بهلوانية تضحكنا، وتضحك العالم كله عليه، كسياسي مسلٍ، وصانع ألعاب سياسية مثيرة وجديدة، كان آخرها تصريحه، بأن إيران أصبحت أكبر قوة في العالم. وأن لا أحد يستطيع هزيمة إيران.

كذلك فعل الطرف الآخر الذي يشترك في هذه المباراة السياسية الكبرى وهو أمريكا. فأخبار أفغانستان والعراق تثير فينا شهوة تتبع الأخبار السياسية، بما هي مضجرة ويائسة وبائسة. ولكن هذه الشهوة تظل متقدة كل يوم، والحافز لتتبع الأخبار يظل دافعاً بشكل كبير، لأن ما يحدث في العراق مثلاً، ليس عادياً ولا متكرراً في التاريخ العربي القديم والجديد. فالعراق حالة استثنائية من حالات العولمة، التي تجتاح العالم الآن اقتصادياً وسياسياً وثقافياً.

من هو الرابح الأكبر؟

لا شكَّ أن إيران هي الرابح الأكبر، خلال السبع سنوات الماضية (2001-2008) أو خلال الخمس سنوات الماضية (2003-2008). ومظاهر ربحها يتجلّى في التالي:

1- أصبحت القوة الإقليمية الحقيقة المسيطرة في الشرق الأوسط. وأصبح العالم العربي يطلب ودّها وصداقتها، وكذلك عطفها ورضاها. فرغم أن دول الخليج والعراق خاصة، يعلمون تمام العلم، بأن إيران تتدخل في العراق بشكل مباشر مالياً، وعسكرياً، ولوجستياً، وسياسياً، إلا أنهم يتعامون عن هذه الحقيقة، ولا يجرؤن على ردعها إيران أو مفاتحتها بهذه الحقيقة على الأقل، بل هم على العكس من ذلك يتوددون لإيران، لكي لا تذهب أكثر مما ذهبت إليه. بمعنى، إذا كانت إيران لها ثمانية أصابع أو تسع أصابع في العراق، فلا داعٍ لإدخال الأصبع العاشر. ويتوسلون لإيران بأن تكتفي بالثمانية أو التسعة أصابع الموجعة في العراق. لذا، نراهم يدعون الرئيس نجاد إلى الحج، ومؤتمرات القمة، والمشاركة في الأفراح والأتراح كعضو فعال في العائلة الخليجية. بل إن أحمدي نجاد كان أول رئيس من الشرق الأوسط يزور العراق زيارة رسمية، ليطّلع على ما فعلته إيران في العراق. وإيران بعد كل هذا الدلال، تزداد صلفاً وإمعاناً في التدخل بالشؤون العربية ، إلى الحد الذي جعل الرئيس نجاد يهدد دول الخليج، من داخل دول الخليج، بالعقاب الصارم، فيما لو ساعدت أمريكا على الهجوم عليها، كما حدث من الرئيس نجاد في زيارته للأمارات العربية المتحدة (13/5/2007) التي تحتل إيران ثلاث جزر منها (طمب الكبرى، وطمب الصغرى، وأبو موسى) منذ 1971 ، ولا تعترف إيران بعروبة هذه الجزر، وتصر على أنها فارسية حتى الآن.

2- ومثلما أدخلت إيران أصابعها التسعة أو العشرة في العراق، فقد فعلت الفعل نفسه في لبنان. وهي في لبنان لم تكتفِ بإدخال أصابع يديها العشرة، ولكنها أدخلت أيضاً أصابع رجليها العشرة أيضاً. وأصبح لبنان وخاصة جنوبه بواسطة حزبها القوي (حزب الله) والمسلح تسليحاً قوياً قطعة استراتيجية من إيران، بحيث اعترفت أمريكا مؤخراً، أن "حزب الله" هو أقوى تنظيم إرهابي في العالم. وذلك بفضل إيران العظمى (إيران جديرة بلقب العظمى أكثر من ليبيا) التي أصبحت تسيطر على بلدين مهمين في العالم العربي سيطرة كاملة، بينما أمريكا لا تملك غير الفرجة والحسرة والغصة، وهي ترى إيران تسجّل في كل يوم في شباكها أهدافاً جديدة. ونتيجة لسيطرة إيران على لبنان، تم وقف انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية الجديد ميشيل سليمان، ذلك وبكل بساطة، لأن أمريكا تريده ، ولا تريد غيره، وإيران لا تريده، حيث أن نمرة بسطاره، أقل من مقاس القدم الإيرانية.

3- قامت إيران بإنشاء تعاون استراتيجي وثيق بينها وبين سوريا (حبل الوريد إلى لبنان)، وخلعت سوريا من ثوبها القومي العربي المُدْعَى، ولبست ثوباً فارسياً زاهياً، مزيناً بالذهب الفارسي العتيق. وبدت سوريا (العلمانية) البيضاء والشقراء الجميلة بالثياب الفارسية (الدينية) أقوى من ذي قبل. فهي رغم الذل الذي (كسر خاطرها) في 2005 بانسحابها الفوري والإجباري من لبنان، إلا أنها بفضل إيران "العظمى"، أصبحت في لبنان أقوى مما كانت عليه قبل 2005، كما قال ذات مرة نائب الرئيس السوري فاروق الشرع. وأصبحت سوريا بالنسبة لإيران هي الشوكة السادسة في الحلق الأمريكي (الشوكات الخمس الأخرى: إيران، العراق، أفغانستان، لبنان، غزة "حماس"). وهذه الشوكات الخمس بالإضافة إلى الشوكة الإيرانية هي التي خنقت اللاعبين الأمريكيين في الشرق الأوسط، أو كادت أن تخنقهم. ونتج عن ذلك ضعف السيطرة السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط، رغم الوجود العسكري الهائل للقوات الأمريكية في المنطقة. إلا أن هذا الوجود العسكري لم يُخف إيران، ولم يردعها، ولم يُقلل من استمرارها في فرض مزيد من سيطرتها على دول الخليج والعراق ولبنان وغزة وسوريا، وهؤلاء جميعاً يمثلون ثلاثة أرباع العالم العربي مساحة وسكاناً، كما يمثلون كل العالم العربي ثروة ومالاً.

4- رغم كل التحذيرات والعقوبات الدولية التي سعت أمريكا وسعى الغرب لفرضها على إيران بسبب ملفها النووي، الذي يسير بخطى ثابتة نحو امتلاك القنبلة النووية (المهدي المنتظر)، إلا أن إيران نجاد، لم تردعها كل هذه القرارات وتلك العقوبات التي سخرت منها، وقالت لمجلس الأمن وللغرب عموماً (طُزْ). ومضت بخطواتها النووية السريعة والمتحدية فوق الأرض وتحت الأرض، ومن خلال القُبل الكثيرة التي تطبعها على وجنتي محمد البرادعي المدير العام لوكالة الطاقة الذرية الدولية في كل زيارة له لإيران، بحيث تعمي عينيه عما يرى ويقشع، وكأن الرجل لا يرى غير الأرانب المتقافزة في براري إيران. وسوف تمضي إيران في برنامجها النووي حتى النهاية، وحتى امتلاك القنبلة النووية (المهدي المنتظر)، ويعلن أحمدي نجاد بعد ذلك، أن إيران قد أصبحت ليس أعظم قوة في العالم فقط، ولكنها القوة العظمى غير المنافَسة في العالم. وسوف يضع لها العالم العربي والإسلامي بعد ذلك عصا الطاعة عند قدميها، ويسجد لها صاغراً للأمر. وبهذا وحده يستطيع نجاد تصدير مبادئ الثورة الإيرانية إلى العالم العربي والإسلامي، وليس كما فعل الإمام العجوز الخميني، الذي ظن بالقوة العسكرية وحدها يستطيع تصدير الثورة (الحرب العراقية – الإيرانية 1980-1988). فجاء أحمدي نجاد اليوم، رئيس في القرن الحادي والعشرين لكي يُصدّر الثورة إلى كافة أنحاء العالم العربي والإسلامي بأدوات جديدة هي: الدبلوماسية، التحدي الكبير للقوى الغربية، العلم والقوة النووية، المال، استغلال ضعف وهشاشة الأنظمة العربية، تحويل الدول العلمانية إلى دول صديقة وحليفة للدولة الدينية، إنشاء المليشيات المسلحة تسليحاً هائلاً في العراق ولبنان وغزة "حماس".

من هو الخاسر الأكبر؟

من خلال هذه البانوراما السريعة، يتبين حتى للعبيط والأهبل، أن الخاسر الأكبر مقابل إيران هو أمريكا، التي دفعت في الشرق الأوسط من جيوب مواطنيها الفقراء والأغنياء مئات المليارات، وخسرت آلاف الجنود، ورغم ذلك خرجت خاسرة، يذمها الشرق أوسطيون – العرب خاصة - ذماً قبيحاً، أقبح من ذم الشاعر الحطيئة لنفسه. وأمريكا هي التي انجرت إلى المباراة على أرض أجنبية، فخسرت المعركة حتى الآن. وغفلت أمريكا عن أن وجودها في قلب الشرق الأوسط وعلى الحدود الإيرانية (من العراق وأفغانستان) العدو اللدود لأمريكا منذ 1979، واشتباكها مع القضية الفلسطينية، وفشلها في إقامة الدولة الفلسطينية الموعودة، قد أوقعها بسهولة - وقوع الغزلان في شباك الصيادين – في الشباك الإيرانية المنسوجة بقوة نسيج السجاد العجمي، وكانت نهاية المباراة أو الربع ساعة الأخيرة من المباراة على النحو الذي نراه الآن كل يوم.






#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الجديد في حريق لبنان؟
- ما هي أسباب انتشار الإيديولوجيات الدينية المتطرفة؟
- الديمقراطية العربية بين الوهم والحقيقة
- نجود وعائشة: فعلٌ واحدٌ وردُ فعل مختلف
- هل سيقود الغلاء إلى حرب عالمية ضد الأغنياء ؟
- ما هي عوائق السلام في الشرق الأوسط؟
- الإعلام العراقي بين مطرقة الطائفية وسندان الإرهاب
- الهولوكوست الكُردي وأزمة الضمير
- -حرب الأفيون- بين إسرائيل و-حزب الله-!
- بين نابليون الفرنسي ونابليون الأمريكي
- ماذا استفاد العرب من الثورة المعلوماتية؟
- دور الديمقراطية في ترسيخ دعائم المجتمع المدني
- سيراً على خُطى -بلاد الشمس- إلى التقدم
- لماذا كسّرنا الأقلام وقطعنا الألسنة؟
- بؤس الحقيقة في العالم العربي
- ما حال العالم اليوم لو لم يظهر الإسلام؟!
- كوسوفو وفلسطين: تشابه الواقع واختلاف المصير
- قراءة لتقرير البنك الدولي الأخير حول التعليم العربي - لماذا ...
- قراءة سياسية نقدية لتقرير -فينوغراد-
- هل يعيش العرب الآن مرحلة -ما بعد الأصولية-؟


المزيد.....




- البندقية تُخفي السرّ الأكبر..تفاصيل خطط زفاف جيف بيزوس في مد ...
- لكموه بعنف واعتقلوه.. شاهد ما حدث لوالد 3 من جنود مشاة البحر ...
- عهد جديد لحلف شمال الأطلسي.. ما الجديد؟
- مسؤول أمني إيراني ينفي استهداف إسرائيل بهجمات صاروخية بعد وق ...
- هدنة بين إيران وإسرائيل.. وترامب: رجاء عدم انتهاك وقف النار ...
- إيران بين المكاسب والخسائر: قراءة في حصيلة المواجهة مع إسرائ ...
- مشاورات على رماد المنشآت: هل لا تزال هناك إمكانية للتفاوض عل ...
- تهميش ونقص في الحماية.. أين يقف فلسطينيو 48 من معادلة الصراع ...
- إيران -تعاقب الشيطان- بضرب قاعدة العديد القطرية.. وطهران لم ...
- بعد قصف إسرائيل لمنشأة فوردو.. ما الذي تبقى من قدرات إيران ا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - الخاسرون والرابحون في الشرق الأوسط