أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر النابلسي - ما هي أسباب انتشار الإيديولوجيات الدينية المتطرفة؟















المزيد.....

ما هي أسباب انتشار الإيديولوجيات الدينية المتطرفة؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 2272 - 2008 / 5 / 5 - 11:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كما أن لأدوية معينة عوارض جانبية، ولكن لا بُدَّ من تعاطي هذه الأدوية حتى نبرأ مما نحن فيه، ومما نعاني من أمراض مزمنة، فكذلك هي الديمقراطية التي أصبحت كالغزال الذي يطارد الصياد، وليس الصياد الذي هو يطاردها. بمعنى أن الديمقراطية الآتية من الشرق أو من الغرب هي التي تطاردنا صبحاً ومساءاً، ولسنا نحن من يطاردها، وهي التي تعشقنا ولسنا الذين نعشقها، وهي التي تعذبنا أكثر من تسعدنا وتفرحنا. وقد كنا قبل هلالها هانئين وقانعين ومستريحين، وبطلوع هلالها أصبحنا أشقياء متعبين ومحرومين.

قلنا قبل أسطر قليلة، أن هناك عوارضاً جانبية لأدوية معينة، ومنها دواء الديمقراطية المضاد لفيروسات الديكتاتورية الحزبية والعسكرية والدينية والقبلية المتفشية في العالم العربي كالانفلونزا في فصل الشتاء البارد. ومن هذه العوارض:

1- ازدهار وانتشار الأيديولوجيات الدينية المتطرفة. وقد رأينا هذا الازدهار وذلك الانتشار لهذه الإيديولوجيا منذ غزو العراق 2003، كرد فعل على حراك بعض الآليات الديمقراطية هناك، كالانتخابات الحرة، وإعلان الدستور الوضعي المدني، والأخذ بنظام الفيدرالية.. الخ. فلم تتحرك الأيديولوجيات الدينية المتطرفة كما تحركت إثر هذه الأحداث في العراق.

2- انتشار الإرهاب الديني المتطرف. فنتيجة لعدم وجود خطاب سياسي أصولي مقبول ويمكن تطبيقه على أرض الواقع، لجأت الأصولية الدينية المتشددة إلى العنف لإثبات وجودها على أرض الواقع.

3- مصالحة الأنظمة العلمانية العربية مع الأنظمة الدينية غير العربية وتحالفها تحالفاً استراتيجياً، في وجه الخطاب السياسي الديمقراطي القادم من الغرب، كما هو الحال بين سوريا وإيران. وكذلك مصالحة الأحزب العلمانية مع الأحزاب الدينية كما هو الحال بين حزب الله الديني وبين التيار الوطني الحر المسيحي بقيادة ميشال عون.

4- التدخل الأجنبي في شؤون العالم العربي. فبعد أن خرج آخر جندي أجنبي من العالم العربي عام 1970، عادت القوات الأجنبية في عام 1991، وفي عام 2003. وازدادت القواعد العسكرية الأجنبية في منطقة الخليج خاصة.



أسباب ازدهار الأيديولوجيات الدينية

هناك أسباب كثيرة دفعت الإيديولوجيات الدينية إلى الإزدهار والانتشار في العالم العربي منذ النصف الثاني من القرن العشرين منها:

1- فشل الأيديولوجيات القومية واليسارية في مصر وسوريا والعراق والجزائر وجنوب اليمن، وارتكاب هذه الأيديولوجيات حماقات قاتلة كحرب 1967 مع إسرائيل وخسارة أجزاء مهمة من العالم العربي.

2- رحيل الزعماء الذين قادوا الحركات القومية واليسارية أو الانقلاب عليهم، دون أن يحققوا لأوطانهم التي حكموها غير الخيبات والفشل، كما تمَّ في مصر الناصرية والجزائر اثناء حكم هواري بومدين، وسوريا أثناء حكم الأسد الأب، وفي العراق في عهد صدام حسين وفي جنوب اليمن قبل الوحدة عام 1990.

3- لقد تعرضت الأحزاب الدينية في مصر وسوريا خاصة لاضطهاد وملاحقات بوليسية كثيرة ومميتة، مما دفع بالكثير من عناصر هذه الأحزاب وبالذات جماعة الإخوان المسلمين إلى الهرب من مصر وسوريا واللجواء إلى بعض دول الخليج الذي فتحت أبوابها وخزائنها وصدورها وإعلامها ومعاهدها العلمية لهؤلاء الهاربين، سيما وأنه كان هناك خلاف سياسي وعقائدي، منها ما كان مُعلناً ومنه ما كان مخفياً. كما ساهمت العلاقات العربية – السوفياتية المتينة، والتحالفات مع بعض الأنظمة العربية، والخوف من انتشار الشيوعية في العالم العربي إلى احتضان بعض الأنظمة الخليجية أعداداً كبيرة من هؤلاء الهاربين، واستعمالهم كمنصات دينية أيديولوجية لإطلاق الدعوات والخطابات السياسية ضد الأنظمة القومية العلمانية واليسارية. ومن المضحك المبكي أن بعض دول الخليج وقفت في بعض الأحيان إلى جانب الماركسيين في جنوب اليمن ضد حكام الشمال اليمني وفي الوقت نفسه وقفت إلى جانب الحكم الديني في افغانستان المتمثل بحركة طالبان ضد الوجود العسكري السوفيتي في أفغانستان.

4- وجود الحرب الباردة بين الغرب ومن يدور في فلكه وبين الاتحاد السوفيتي وبين من يدور في فلكه أيضاً، مما قسم العالم العربي أثناء الحرب الباردة إلى جبهتين: جبهة الاعتدال وتضم دول الخليج ومصر والأردن والمغرب وتونس ولبنان واليمن الشمالي، وجبهة اليسار وتضم سوريا والعراق واليمن الجنوبي وليبيا والجزائر.

5- عدم حل الصراع العربي – الإسرائيلي المتعلق بالقضية الفلسطينية حلاً عادلاً وتباطؤ الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا في عدم الوفاء بوعودها بشأن إقامة الدولة الفلسطينية الموعودة، مما جعل الأيديولوجيات الدينية المتطرفة في العالم العربي إلى اللجوء إلى العنف في سلوكها مع هذه الدول وهو ما شهدناه بعد 11/9/2001.

6- تباين السياسة الأمريكية واختلافها فيما يتعلق بشؤون الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص. فيصف بول بيرمان المحلل السياسي في جريدة "النيويورك تايمز" هذه السياسة من خلال شخصيات الرؤوساء الأمريكيين الذين تعاقبوا على الحكم في أمريكا خلال الأربعين عاماً الماضية. فيقول: " كان رؤساؤنا شيطانيين (ريتشارد نيكسون)، وملائكيين (جيمي كارتر)، ومثقفين أغبياء (رونالد ريغان)، وواقعيين حذرين (جورج بوش الأب)، وجذابين على نحو رائع (بيل كلينتون)، وغير ذلك (جورج بوش الابن). وكانت سياسة كل رئيس تجاه الشرق الأوسط تتأثر بشخصيته وطباعه

7- اعتقاد الغرب عامة وأمريكا خاصة بأن العمل العسكري وحده، يمكن أن يهزم الأيديولوجيا الدينية اليمينية. وهو الخطأ الكبير الذي ارتكبته السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط التي واجهت الإيديولوجيات بالدبابات، وواجهت حشوات العقول بالأساطيل. واعتبرت أن القوة العسكرية هي التي تنزع ما في الرؤوس من أفكار ومعتقدات. فرغم دعم أمريكا في عهد ريغان لصدام حسين في حربه ضد الأيديولوجيا الدينية الإيرانية، إلا أن صدام لم يستطع خلال ثماني سنوات 1980-1988 من الحرب العراقية – الإيرانية أن ينتصر على ثورة الخميني. كذلك حاول كلينتون أن يضرب الأصوليين في السودان عام 1998 إلا أنه فشل، وكان ابن لادن قد غادرها عام 1996، بعد أن عرضته السودان على أمريكا فرفضته.

8- أدى وقوف التيار الليبرالي الغربي إلى جانب التيار الليبرالي العربي، إلى اتهام هذا التيار بالتعامل مع الغرب، ووصل الأمر إلى حد تكفير هذا التيار وإخراجه من الملّة وعلى رؤوس الأشهاد. مما اضطر أعلام هذا التيار إلى الهجرة إلى الغرب خوفاً من بطش التيار الأصولي الديني. ولذلك قامت دعوة شعبية ورسمية في العالم العربي للتركيز على التفكير وليس التكفير الذي لا يجدي غير العدوات والعنف. وكم من مرة اتهم فيها التيار الليبرالي في العالم العربي بأنه عبارة عن دمية في أيدي "المحافظين الجدد"، علماً بأن هناك فروقات وتناقضات أيديولوجية بين الليبراليين وبين "المحافظين الجدد" كان قد شرحها وبينها بعض الليبراليين.

9- غنى وثروة التيار الأصولي مادياً وإعلامياً، مقابل فقر التيار الليبرالي. فالتبرعات الحكومية والشعبية تنهال على الحركات الأصولية من كل حدب وصوب، كذلك يُفسح للتيار الأصولي مساحات كبيرة في الإعلام الرسمي وغير الرسمي، لاعتقاد بعض الجهات بأن هذا الدعم هو في حقيقته دعم للإسلام ذاته، وهو الشرعية التي تستمد منها معظم الأنظمة العربية. وهذا كله جعل صوت الأيديولوجيات الأصولية عالياً، وأكسبها شهرة وشعبية - ولو مؤقتة – في الشارع العربي.

10- وأخيراً، فإن السياسة الأمريكية الخارجية في الشرق الأوسط، قد ساهمت إلى حد كبير في دخول هذه الأيديولوجيات عصرها الذهبي، كما قال بول بيرمان الكاتب الأمريكي في "النيويورك تايمز" من أن " العديد من الناس يتبنون الافتراض المنطقي القائل بأنه إذا كانت الإيديولوجيات المتطرفة قد دخلت في السنوات الأخيرة نوعاً من العصر الذهبي، فإن الأخطاء الفادحة، والمتوقعة، التي ارتكبتها إدارة بوش في العراق هي المسئولة عن ذلك. وهو كلام صحيح لا شك فيه، غير أن ذلك ليس التفسيرَ الوحيد.





دور التعليم الديني في ازدهار الأيديولوجيات الدينية



شاعت بعد كارثة 11/9/2001 مقولة وجود دور كبير للتعليم الديني المتشدد في زيادة ورفع وتيرة الإرهاب في الشرق الأوسط والعالم كله. وانصبت الأبحاث والتقارير على المناهج الدينية المتشددة في دول الخليج خاصة. واعتُبرت هذه المناهج وسيلة لغسل أدمغة التلامذة والطلبة يومياً بالهوس بالماضي، وبعداء المرأة، وغير المسلم، والعقل، والحداثة.
وقال مؤيدو ومروجو المقولة السابقة إن التعليم الديني المتشدد يقوم بالترويض؛ أي بالتطويع النفسي للتلميذ والطالب ليتصرفا وفق ما ينتظره مروضهما منهما، بتحويلهما إلى ببغاء، يقول ما قيل له. وهذا متعارض مع دور التعليم الحداثي، كما تصوره فيلسوف "الأنوار" الفرنسي كوندورسيهCONDORCET وهو تكوين شعب صعب الانقياد؛ أي تربى على التفكير بنفسه، والنقاش المتعارض، ومقارعة البرهان بالبرهان، والفكر النقدي الذي يُسائل الأطروحات والمقترحات عن شرعيتها العقلانية.
كذلك قال مؤيدو المقولة السابقة إن التعليم الديني المتشدد يقوم بالتلقين؛ أي الاغتصاب النفسي، وتحفيظ النصوص الدينية، الذي يعيق العقل عن التفكير الشخصي فيها. فالحفظ، يستبعد الفحص النقدي والموضوعي العلمي. ويصبح تأثيره أقرب ما يكون إلى تأثير الإعلام الموجَّه، يتشربه اللاشعور كعادة ذهنية تلقائية، كمُسلّمة مستغنية عن البرهان.
ويمضي مؤيدو المقولة السابقة في نقدهم لمناهج التعليم الديني المتشدد فيقولون إن التعليم الديني المتشدد يرعى التعصب بما هو خوف هستيري من إدخال النسبية على الحقائق التراثية، وتشبث عُصابي باليقين المطلق والمغلق، عن كل نقاش وتجريم وتكفير للرأي المخالف. ولا يوجد في نظر المتعصب إلا رأيان مانويان: أحدهما صحيح مطلقاً، والآخر خاطئ مطلقاً. كما يُرسخ التعليم الديني المتشدد العداء للمرأة، والعداء لغير المسلم "الكافر. وإبقاء "الكافر"، شعورياً أو لا شعورياً، ذمياً أبدياً، محروماً من حقوق المواطنة. وباختصار هذا التعليم يجعل الأجيال الصاعدة، تتشرب، أن العقل غير جدير بالثقة. وأن الثبات لا التطور هو سُنّة الله في خلقه.
وبدأت تصدر فتاوى دينية بعد كارثة الحادي عشر من سبتمبر من هنا وهناك، وامتلأ الإعلام العربي بهذه الفتاوى وبالردود عليها من قبل مخالفيها بالرأي ولكن بعض الكتاب في الصحافة العربية من المدافعين عن التعليم الديني المتشدد روّجوا لحيلة قائلة، بأن فتاوى إهدار الدماء، لا تصدر إلا عن "شبان لم تساعدهم دراستهم على التعمق في الدين. والخلاصة أن المناهج الدينية التي لا تسمح لطلبتها بالدراسة الكافية للدين هي المسؤولة عن الإرهاب. وإذا كنتم تريدون التخلص من العنف الديني، فضاعفوا ساعات التعليم الديني". وقد ابتلع الجميع تقريباً طُعم هذا الخطاب المُحرّض على توسيع دائرة فاعلي وجمهور الإرهاب باسم الإسلام.
وكان الرد على هذه المقولة المتهافتة في الأسئلة التالية:
- هل الشيخ عمر عبد الرحمن الحاصل على دكتوراه في علوم الشريعة من الأزهر، والذي أفتى بقتل فرج فوده، ونجيب محفوظ، والسادات، وتفجير مركز التجارة العالمي، والمحكوم عليه بالمؤبد، ينقصه التكوين الديني؟
- وهل الشيخ محمد الغزالي القيادي في الإخوان المسلمين، والمؤلف لعشرات الكتب الدينية التي تعتبر مرجعاً لا غنى عنه، تنقصه المعارف الإسلامية، عندما طالب بإطلاق سراح قتلة فرج فوده، لأنهم نفّذوا حد الردة فيه؟
- وهل حسن الترابي، الذي أفتى بشنق المفكر الإسلامي محمد محمود طه، ينقصه التكوين الديني؟
- وهل راشد الغنوشي الذي يرأس تنظيمه الإسلامي (حركة النهضة) منذ أكثر من 30 عاماً، الذي أفتى بشرعية قتل السادات، ووجوب قتل جميع الحكام المسلمين لأنهم "لم يعودوا منا" بل هم "متمردون على شريعة الرحمن وإرادة الشعب. وهم في الحقيقة أولياء الشيطان وأذناب أعداء الإسلام" (الحريات العامة في الدولة الإسلامية ص 183 ، بيروت، 1993) ينقصه هو أيضاً "التكوين الديني الصحيح" ؟


رأي غربي يقول بالتهافت
ولكن الجديد في هذا الموضوع أن طلع علينا في الغرب من يقول أيضاً بتهافت دور التعليم الديني المتشدد في نشر الإرهاب، وذلك تأكيداً لما كتبناه سابقاً في هذا الموضوع . فهناك الآن رأي غربي مبني على مسح اجتماعي علمي وواقعي، وعلينا أن نأخذه بتحفظ شديد، ولا نفرح به كثيراً. فقد كتب بيتر بيرجن (زميل في مؤسسة أمريكا الجديدة) وسواتي بانيد (باحثة مشاركة في نفس المؤسسة)، يقولان: للتأكد من مدى إسهام المدارس الدينية التقليدية في تفريخ الإرهابيين، قمنا بدراسة المسار الدراسي لخمسة وسبعين إرهابياً من الذين نفذوا أهم الهجمات الإرهابية ضد الغرب. وقد وجدنا أن معظم هؤلاء حصلوا على شهادات جامعية خصوصاً في المواد التقنية كالهندسة. وفي الهجمات الأربع التي نتوفر فيها على معلومات وافية عن المستويات الدراسية لمنفذي تلك العمليات وهي على التوالي تفجير مركز التجارة العالمي في 1993، والاعتداءات على السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا في 1998 وهجمات 11 سبتمبر ثم تفجيرات بالي سنة 2002، وجدنا أن 53 ? من الإرهابيين قد درسوا في الجامعة، أو حصلوا منها على شهادات. ويذكر أن 52? فقط من الأمريكيين يلتحقون بالجامعات. وهو ما يدفعنا للاعتقاد بأن هؤلاء الإرهابيين الذين شملتهم الدراسة لا يقلون في المتوسط عن العديد من الأمريكيين فيما يخص المستوى الدراسي.


أسطورة المدارس الدينية العتيقة

وفي البحث الذي نشرته "نيويورك تايمز" في 2/7/2005 ونشره بعد ذلك (المركز الدولي لدراسات أمريكا والغرب) تحت عنوان (أسطورة المدارس الدينية العتيقة) قال هذان الباحثان:
إذا نظرنا عن كثب إلى الهجمات الإرهابية، سنجد أن جميع الإرهابيين الضالعين في تفجير مركز التجارة العالمي في 1993 حصلوا على شهادات جامعية. كما أن جميع الطيارين الذين شاركوا في هجمات 11 سبتمبر بالإضافة إلى المخططين الآخرين الذين كشفت عنهم لجان التحقيق في تلك الأحداث، تخرجوا في الجامعات الغربية، وهو مسعى لا تسلكه إلا النخب في الشرق الأوسط. والأكثر من ذلك تُفاجئنا التحقيقات بأن محمد عطا وهو الطيار الرئيس المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر حاصل على شهادة من جامعة ألمانية في تخصص الصيانة المدنية، بينما سبق لخالد الشيخ مخطط عمليات 11 سبتمبر أن درس الهندسة في جامعة كارولينا الشمالية. وزادت دهشتنا أكثر عندما اكتشفنا أن ثلثي الإرهابيين الذين قاموا باختطاف الطائرات في 11 سبتمبر وتفجيرها سبق وأن التحقوا بالجامعات.
ومن ضمن 75 إرهابياً خضعوا للدراسة التي شملت مسارهم الدراسي لم نعثر سوى على تسعة إرهابيين ممن درسوا في المدارس الدينية، وهم لم يشاركوا إلا في عملية واحدة نفذت في بالي. ولن نندهش إذا عرفنا أنه حتى هذا الاعتداء كان وراءه مخططون حصلوا على شهادات جامعية، بمن فيهم محاضران في الجامعة.
وربما يرجع سبب الركون إلى تلك الفرضية القائلة إن المدارس الدينية تشكل حاضنات لتفريخ أجيال من الإرهابيين إلى تلك الفكرة الخادعة والمخدرة عن أن من ينفذون تلك العمليات ضدنا هم أناس جهلة، لا يفكرون وليسوا خريجي جامعات كما هو عليه الحال في أغلب الأحيان. والأكثر من ذلك كشفت الدراسة أن اثنين منهم حصلوا على شهادة الدكتوراه من جامعات غربية، واثنين آخرين كانا في طريقهما للحصول عليها. إلى ذلك يجدر الذكر أن هذه الفرضية تشبه تلك التي تفيد بأن الفقر هو المسؤول عن الإرهاب وهو ما أثبتت الدراسات عدم صحته.
وقد أثارت دراسة مولها البنك الدولي ونشرت مؤخرا المزيد من الشكوك حول التأثير الفعلي للمدارس الدينية في باكستان، وهو البلد الذي يعتقد أن المدارس الدينية تلعب فيه دورا كبيرا في تأجيج المشاعر المعادية للولايات المتحدة، وقد كشفت هذه الدراسة أن عدد الطلبة المنتسبين إلى المدارس الدينية لا يتعدى 1?، وذلك عكس ما أظهر تقرير لجنة التحقيق في أحداث 11 سبتمبر بالإضافة إلى صحف عديدة من أن 10? من الطلبة في باكستان يدرسون في تلك المدارس. وإذا كانت هذه النسبة صحيحة فإن ذلك يعني أن عدد الطلبة الأمريكيين الذين يفضل آباؤهم تدريسهم في المنازل هم أكثر من عدد الطلبة الباكستانيين الذين يرسلهم آباؤهم إلى المدارس الدينية.








#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية العربية بين الوهم والحقيقة
- نجود وعائشة: فعلٌ واحدٌ وردُ فعل مختلف
- هل سيقود الغلاء إلى حرب عالمية ضد الأغنياء ؟
- ما هي عوائق السلام في الشرق الأوسط؟
- الإعلام العراقي بين مطرقة الطائفية وسندان الإرهاب
- الهولوكوست الكُردي وأزمة الضمير
- -حرب الأفيون- بين إسرائيل و-حزب الله-!
- بين نابليون الفرنسي ونابليون الأمريكي
- ماذا استفاد العرب من الثورة المعلوماتية؟
- دور الديمقراطية في ترسيخ دعائم المجتمع المدني
- سيراً على خُطى -بلاد الشمس- إلى التقدم
- لماذا كسّرنا الأقلام وقطعنا الألسنة؟
- بؤس الحقيقة في العالم العربي
- ما حال العالم اليوم لو لم يظهر الإسلام؟!
- كوسوفو وفلسطين: تشابه الواقع واختلاف المصير
- قراءة لتقرير البنك الدولي الأخير حول التعليم العربي - لماذا ...
- قراءة سياسية نقدية لتقرير -فينوغراد-
- هل يعيش العرب الآن مرحلة -ما بعد الأصولية-؟
- الجنس والموت في انتحار الإرهابيين
- رئيس أسود في البيت الأبيض


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر النابلسي - ما هي أسباب انتشار الإيديولوجيات الدينية المتطرفة؟