أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - غازي الجبوري - إلى سادتي المعلمين والمدرسين : ياعجوز ألم تكوني كنة؟














المزيد.....

إلى سادتي المعلمين والمدرسين : ياعجوز ألم تكوني كنة؟


غازي الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2277 - 2008 / 5 / 10 - 06:39
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


أطفال العراق شانهم شان الكثير من الدول التي عانت ويلات الحروب والاحتلال الأجنبي حرموا من كل مستلزمات الطفولة السعيدة . وقد أفرزت هذه الظروف أجيالا تعاني أمراضا عضوية ونفسية عديدة وانخفاضا كبيرا في مستوى الذاكرة والذكاء بسبب الرعب الذي خلفته تلك الحروب ولا سيما بعد احتلال البلاد فضلا على ماسببه الحصار الاقتصادي الجائر من نقص في الأدوية واللقاحات والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية الأساسية أسفر عن قتل ملايين المواطنين معظمهم من الأطفال نتيجة انتشار أمراض سوء التغذية وعدد من الأمراض والأوبئة والملوثات البيئية الخطيرة.
وقد انعكس ذلك على المستوى العلمي للطلبة لعدة أجيال نتيجة لهذه الظروف مع بقاء المناهج الدراسية الضخمة التي لاتتلائم مع الحالة النفسية والصحية لطلبة اليوم على وضعها السابق واستمرار الأوضاع الأمنية والخدمية المتردية ما أدى إلى رسوب أعداد كبيرة منهم .
وهذا كله نستطيع أن نتفهمه لأنه واقع مفروض على الجميع إلا أن مالا يمكن تفهمه ذلك التعامل الذي يبديه "بعض" المعلمين والمدرسين تجاه الطلبة وكأنهم ليسوا عراقيين أو يعيشون خارج العراق أو لم يكونوا يوما ما طلبة ويتطلعون إلى أساتذتهم كأنما يتطلعون إلى آبائهم من رعاية وإنصاف وتفهم لظروفهم .
فنجدهم متشددين في تطبيق المعايير العلمية والقانونية التي لايمكن تطبيقها إلا في ظل الظروف الطبيعية متذرعين بانشغال الطلبة باللعب واللهو وعدم متابعة أولياء الأمور لهم في حين أن الواجب القانوني والأخلاقي والوطني يلقي بالمسئولية عليهم وحدهم وعلى إدارات المدارس ودوائر التربية لأنهم تم تعيينهم لهذا الغرض ويتقاضون رواتب لقاء تعليم وتربية الأبناء وليس لأي شيء آخر، فإذا ماكان هناك خللا ما فذلك يدل على وجود خلل في وسائل واليات التربية والتعليم ويأتي دور الأهل بالدرجة الثانية عندما يتجاوز سلوك الطالب الحدود المسموح بها والتي تصبح خارج سيطرة المدرسة . فكيف يمكن أن نطلب من طلبتنا مستوى عال من الذكاء والذاكرة والنجاح والتفوق مع كل ماذكرنا من إشكاليات لأننا بذلك نصبح مثل ذلك الرجل الذي استأجر مزارعا ً فكان عندما يرسله إلى الأرض ليعمل فيها صباح كل يوم يعطيه رغيف خبز ورأس بصل وجود ماء (وعاء من الجلد) ويقول له :" رغيف خبز لاتقطع ... ورأس بصل لاتكسر... وجود ماء لاتفتح... وكل واشرب حتى تشبع."؟؟؟!!!
لذا فان المطلوب من هؤلاء المربين أن يستحضروا أيام دراستهم ويستذكرونها ويضعون أنفسهم محل الطالب اليوم ويتعاملون معه على هذا الأساس في ظل الظروف الحالية ويساعدون الطلبة في تخطي هذه الظروف الصعبة ولذلك فإننا نناشدهم ونناشد ادارت المدارس ومديريات ووزارة التربية أن ينظروا بعين العطف إلى فلذات أكبادنا وان لايكونوا عونا للزمن عليهم بل عونا لهم على الزمن من خلال السماح لجميع الطلبة بدخول الامتحانات الوزارية بغض النظر عن عدد الدروس التي رسبوا فيها وفي ذلك فوائد عدة دون أن يلحق أي ضرر بالمستوى العلمي لأنه لن يطلب أن يساعدهم احد بإضافة درجات فوق استحقاقهم برغم أن ذلك الطلب سيكون مشروعا أيضا للأسباب الواردة في هذه المقالة ، فمن ناحية سيستمر الكثير منهم بالاستعداد للامتحان وهو مايعد مراجعة لهم للدروس لمن يرسبون لسنة الإعادة وسيتعرفون على طبيعة الأسئلة كما ستتاح لهم فرصة قد يغتنموها للنجاح وفي كل الأحوال فان مصيرهم ستحدده لجان التصحيح الوزارية ، وكذلك السماح لطلبة الصفوف المنتهية وغير المنتهية بأداء امتحانات الدور الثاني بصرف النظر أيضا عن عدد الدروس التي رسبوا فيها ونختم مقالنا بتذكير أساتذتنا الكرام بالمثل الشعبي العراقي الذي يقول : ياعجوز ألم تكوني كنة؟ والكنة في اللهجة العراقية هي زوجة الابن حيث تعاني عادة من ضغوط وقسوة والدة زوجها وعندما تتقدم بالعمر وتزوج أبنها تعاملها بنفس المعاملة القاسية التي كانت ترفضها .



#غازي_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيجابيات وسلبيات قانون رواتب الموظفين في العراق
- ابرز مآخذ مشروع قانون النفط والغاز العراقي
- قضية للمناقشة : بماذا يشعر المميزون ونظرائهم وكيف ينظرون إلى ...
- كيف نعالج الاضرار الناجمة عن اجازة الامومة
- كبار السن والأرامل والأيتام والمعوقين بحاجة عاجلة إلى دور رع ...
- الدعاية الانتخابية الأميركية بين الحقيقة والخيال
- نقول للمرأة في عيدها:ماحك جلدك مثل ظفرك
- كيف نكافح نشر الايدز والملوثات الأخرى في العراق؟
- مالفرق بين الفتوى والاجتهاد ومن يحق له الافتاء؟
- أليس هناك من ينتشل نسائنا من الضياع ؟
- هل لم تبقى اشكالية في العراق بدون حل سوى تغيير العلم ؟
- هل يتحقق حكم الشعب بالتعددية والاقتراع فقط ؟
- أيهما أفضل حكومة التكنوقراط أم حكومة الآغلبية النيابية؟
- من هم أنصار الإعلام ومن هم أعداءه؟
- على ماذا يدل توظيف جسد المرأة في الأعمال الفنية؟
- كلام لابد لإخواننا الأكراد في العراق أن يطلعوا عليه
- ماهي حكومة -التكنوقراط- وكيف يجب تشكيلها؟
- تداول مفردة الإرهاب واشتقاقاتها في أدبياتنا لمصلحة من؟
- قضية للمناقشة: ما الفرق بين المسلم العلماني والمسلم التقليدي ...
- تعددت الأسباب ُوالتقسيم ُواحد ُ(مقارنة بين دور التشريع الدست ...


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - غازي الجبوري - إلى سادتي المعلمين والمدرسين : ياعجوز ألم تكوني كنة؟