أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - مدرسة الحوار المتجدد-في ربوع الأدب السياسي- حوار التناظر مع الأديبة الكبيرة فدوى طوقان(2)














المزيد.....

مدرسة الحوار المتجدد-في ربوع الأدب السياسي- حوار التناظر مع الأديبة الكبيرة فدوى طوقان(2)


مازن حمدونه

الحوار المتمدن-العدد: 2277 - 2008 / 5 / 10 - 08:02
المحور: الادب والفن
    


الوطن ليس حالة جوع وإشباع ، و ليس أرضا خصبة خضراء ، ولا بحر لسياحة واستجمام .. فالوطن ليس هذا كله .. هو مضمون لكل العناصر والأجزاء .. فهو هوية وروح للجسد لا تنفصمان ، لا تسقطان إلا من وجدان مجرم .
فالوطن ليس بخضرة أرضه ، وإلا لما كانت الصحراء شطر وطن .. ولا تغنت به السنة الشعراء .. ولما سقط الجنود على ترابه في عجاج . ولا بخضرته وخصوبته وإلا لسقط متى عم القحط ترابه وانحبست عنه الأمطار ..فالوطن ليس بحالة صيف أو شتاء .
وكفاني بحره حصنا في وجه الغزاة .. ويكفيني انه حلة يلفني بأحشائه متى قضيت .. يكتب أسمى على شواهد قبري على ان تكتب في موطن ليس فيه سوى رقما في جبانة الأغراب .
فالوطن ليس حزبا .. وليس سجنا ... فهو نعمة لمن لا يعرف طعمها إلا من كوت وجده غربة الأوطان ...
كفاني أجوب زهر الربيع متى دعاني عبيره .. أسافر ربوعه دون جواز سفر .. أو إذن دخول من سفارة لا تعرف لوني ؛ وان منحت فلا راحة في غربة هي ليست بموطني ..
مستوحاة من قصيدة : الطوفان والشجرة ....
حلت علينا أعاصير الشيطان الماكر في غفلة من أبنائي .. افجعوني بصبحهم العافر .. غبار وضباب وليالٍ كلها سواد ونهار.. احمر قانٍ .
هللوا وأذاعوا عن موت شجرتي .. كيف هوت ..طائراتهم لبدت سمائي كغربان.. ودبابتهم كعلب الموت تسرح بالمكان ..مزقوا جناح عصفورتي .. مزقوا حلة بلدتي وهوت أشجارها شاحبة .. قطعوا أغصانها .. بعثروا ثمارها .. هدموا أسوارها .. قتلوا أطفالي .. وشردوا أهل قريتي .
طيروا السكينة من مهجعها .. بددوا زينتها .. حلوا في شوارعها أهوال .. وأهوال .. قتلوا جاري .. بقروا بطن جارتي .. نصلوا الجنين من أحشائها .. ركلوه في أنياب دبابتهم .
خيم الصمت على موطني .. ومازالت جراحة تنزف .. ويقف أولاده بسواعدهم ينتظرون اسودا إعادة مفتاح القرية .. وتصويب مسار التاريخ بعد غياب طال وطالت معه عذابات قريتي ..
مستوحاة من قصيدة : الصيرورة ...
كان أطفالي يرقدون في حللهم .. يداعبون الوجوه ببراءة ملائكة .. يناغون .. يضحكون قناديل معلقة في المكان . تشق سكينتنا أصوات ضحكاتهم العذبة .. لا يعلمون ما طوته لهم الأيام ..
هم لا يعلمون ان هناك وحشا ضاريا يجوب المكان .. طفلتي مازالت تتلقف اللهب الواقد من حولها .. تحبوا صوب نافورة مياه يشدها صوت خرير ماء .. مزيج الضوء المتكسر في لوحة ذروة رأسها ..
ترنو صوب طائر رطبت جناحية قطرات ماء .. يبحث عن حزمة شمس تربعت في عقدة تدفئ المكان .
مضت ليالٍ شدت عودهم .. وفي غابات الليل وسط مرار كالصبار .. شبت قامتهم .. شدت سواعدهم .. .. غنوا للوطن .. للثورة .. ركلوا الذلة والهوان .. تلحفوا بكوفية كالحناء .. ترى وجوهم بدرا متألقاً كقرص عباد الشمس .
ضربت جذورهم بواطن الأرض .. فردوا أذرعهم للشمس .. صادروا همجية الرياح الهوجاء ..
عقدوا العزم ..وحملوا أزاميلهم ..ثقبوا الصخر .. حفروا جدار الظلم .. هدموا أسوار السجن .. شيدوا للوطن حلة من عز ومجد لا تعمرها ايدى الغرباء ..



#مازن_حمدونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ربوع الأدب السياسي- حوار التناظر مع الأديب الكبير جبرا إب ...
- في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الشاعر معين بسيسو
- في ربوع الأدب السياسي - مشهد عزف منفرد على قماش الخيمة !!
- في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الأديب القاص زكي الع ...
- حوار التناظر مع الأديب الشاعر توفيق زياد
- في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الأديب القاص صالح أب ...
- في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الأديب الشاعر سميح ا ...
- في ربوع الادب السياسي -حوار التناظر مع الأديب الشاعر محمود د ...
- في ربوع الادب السياسي - حوار التناظر مع القاص عمر حمش
- المنطار كائن في المكان ... هل غادر المكان
- ظلام دامس في وجدان وفاء سلطان فاض إدراكها
- حوار التناظر
- هل يستيقظ الفلسطيني أخيراً؟
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلا ...
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلا ...
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلا ...
- مقدمة في حوار التناظر مع غريب عسقلاني


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - مدرسة الحوار المتجدد-في ربوع الأدب السياسي- حوار التناظر مع الأديبة الكبيرة فدوى طوقان(2)