أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مازن حمدونه - حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلاني ... المشهد الثاني














المزيد.....

حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلاني ... المشهد الثاني


مازن حمدونه

الحوار المتمدن-العدد: 2158 - 2008 / 1 / 12 - 03:40
المحور: مقابلات و حوارات
    


أجندة غزة وشطب الذاكرة
حكايات عن براعم الأيام في الانتفاضة الأولى(2)
الغفوة ...سقط الشهيد
للشهداء شعائر كمناسك الحج والعمرة ، للرجال أدوارا وللصبايا أيضا أدوارا تختلف ، وللأطفال أدوارا أخرى ... ولطالما هم أبطال الانتفاضة وجنرالات الحجارة ، فهم يقارعون جنرالات الدبابات ..وهم الذين يسقطون جرحى وقتلى "شهداء الحجارة" ومن ينجوا من طلقات الموت حتما قد يكون معتقلاً جريحاً .. تلاحقهم عيون الجنود من خلف نوافذ حديدية مغلقة ومغلفة مصفحة من حجارة الأطفال !
الأطفال كطباعهم ، كلما سقط الشهيد وسمعوا دوى الطلقات ، وصراخ الجيش الإسرائيلي ، كلما ثارت حميتهم ، ولطالما نالت طلقات جيش الاحتلال واحدا منهم فلابد ان تخرج وتصرخ كل حناجر الأطفال "بالروح بالدم نفديك يا شهيد " ،"لا اله إلا الله .. والشهيد حبيب الله" ، كانوا كل الشهداء لنا جميعاً ، كل أبناء المخيم يرتصون في حفل عرس الشهيد يعزون .. يهنئون ، وأم الشهيد تزغرد .. شامخة كما لو ان الشهيد ذهب في رحلة صيد وسيعود في نهاية اليوم حاملاً معه صيد ثمين .
في الجانب الأخر من المشهد تجد مصفحات... دبابات مجنزرة ، جيش الاحتلال مدجج بكل أنواع الأسلحة .. رصاص حقدهم يتطاير فوق وبين شوارع المخيم ، الحجارة تنهمر عليهم كما لو ان فصل الشتاء القارص لم ينتهي بعد .. وأصبحت كلما اشتدت حمية المعركة تسمع صفارات نقل الشهداء والجرحى تزداد وتنتشر في كل شوارع المخيم والأزقة ..
دفن الشهيد لن تثنيه أحقاد جنود الجيش الذين تقارعهم أصابع الأطفال الناعمة ، حناجرهم الرقيقة .. ارث ديني وثقافي .. الجميع ينتقض في كل حالة ، حالة الاستشهاد ومشهد دفن الشهيد ونجدة الجريح ... وكأنها حلقة لا تنتهي من العذابات .
لو دققت النظر جيدا في المشهد ،ترى كيف يآثر الصديق صديقة وهو يغادر أزقة المخيم ، لم تثنيه طلقات وهراوات الجيش ، ترجل ... تشبث .. هتف ، سقط وهو يحتضن الشهيد ، لم تثنيه هراوات الحاقدين ، لم تجعله يتردد ، زاد إصرارا .. عزيمة ، مقارعة ، سينتقم من كل الذين أطلقوا الرصاص .. انهالوا بهراواتهم عليه .. من داسوا بعجلات دباباتهم على عرس الشهيد .وفي الوقت ذاته تجد صفحات من العزة ، أم تزغرد للشهيد .. وأم تبحث عن فقيد ..وأخرى تبحث بين ثلاجات الموت فلم تجده قد يكون في إحدى ثلاجات المعتقل ... وهكذا هي أيام العرس ، ونهار أهل المخيم إلى ان يحل الظلام ، لا تسمع إلا همس جنود الاحتلال وهم يخشون ان تنال منهم ثورة الشهداء ، وانتفاضة الأطفال .

العين ...نهار وليل تتكرر فيه ضريبة الدم .. حتى الأجنة وليس الأطفال الرضع دفعت ضريبة كرامة وطن ... حملته راحة أمه ، وقرر جنود الجيش ان يركلوه كي لا يكبر ، لا يرى كل جوانب الوطن ، قبل ان يكبر لربما يكون أشرس من غيرة وليس كمن سبق .. هنا قرر جنود الاحتلال الانتقام المسبق كالضربات الاستباقية ، فنالوا من عين الرضيع ، وشهود حالهم من ملتهم يقفون متعجبين ولسان حالهم تصلب أرصاص جنود الاحتلال تنال حتى من الأطفال الرضع!
استقالة الشرطي...كل الذين استقالوا كانوا في انتظار لحظة القرار ، كان حال صريرهم ان تتحول السكينة إلى مشاركة في مواجهة طاغوت البغي والاحتلال ، كل الذين داسوا على زي شرطة الاحتلال كانت في نظر الاحتلال بدل وبزات شبه عسكريه ، يمنحونها كتاج لمن عمل في صفوف الاحتلال حتى ولو كانت شرطة مدنية ، وفي كل الأحوال جاء قرارهم دوس على كل هذه البزات ففيها عبق رائحة من روائح احتلال لابد ان يزول ، فقرر الشرطي ان يتخلص من دفتر طاعون فتاك منحه إياه أباطرة الموت هم يعتقلون يقتلون كل أبناء الوطن ، تمرد قذف بدفترهم بعيدا ... خلع نعال اسود طويل ، وتزين بألوان كرامة الوطن ، وداس شرف الاحتلال بأن بصق على ممراتهم ، وعاد إلى أحضان كرامته وأمه افتدته بكل الذهب الأصفر .
ليلى وخالد... كل أطفالنا تغمست أحلامهم البريئة بذمم جنود الجيش ، دماء أطفال فلسطين كانت تسيل على جنبات الطرق المؤدية إلى شارع الحرية .. حتى الذين مازالوا في طريقهم إلى مستقبل مقارعة الاحتلال في أحلامهم يمتطون ظهر جوادهم ، والطفلة التي داعبت عروستها والتي أبكتها بنادق وأحذية جيش الاحتلال أبكتها أيضا ولكن ... نصر الطفل والصبي اليافع حين قفز من أعلى السور وعاد جند الاحتلال هذه المرة مهزوما ككل الجيوش العربية التي رحلت مهزومة أضحكتها .. أدخلتها في غيبوبة الضحك . حيث في هذه المرة مقارعة ليس بين جيش الاحتلال وجيوش غلبها سهاد السهر ورائحة خمور منتجة في بارات لندن .ترى لو كانت معركة فلسطين بين جنود الاحتلال وأطفال فلسطين كنا سنخسر معركة التاريخ لطالما فيها الطفل جنرالا من جنرالات مقارعة الدبابات المجنزرة وطائرات الموت الإسرائيلية ؟!



#مازن_حمدونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلا ...
- مقدمة في حوار التناظر مع غريب عسقلاني


المزيد.....




- كم بلغت قيمة دخل بايدن وزوجته في 2023؟
- هل تستطيع الصين أن تلعب دورا في تجنب حرب شاملة بالشرق الأوسط ...
- -تفجير عبوات بلواء غولاني واستهداف جنود ومواقع-..-حزب الله- ...
- القوات المسلحة الإيرانية تحذر بعض الحكومات وإسرائيل: إذا قام ...
- رئيس الحكومة العراقية يدعو من واشنطن إلى ضبط النفس في الشرق ...
- ?? مباشر: إسرائيل تتعهد بالرد على الهجوم الإيراني غير المسبو ...
- بحسب مذكرة مسرّبة.. نيويورك تايمز تقيّد صحفييها بشأن تغطية ا ...
- سلاح الجو الأردني يكثف طلعاته منذ قصف إيران لإسرائيل
- في ذكرى غرقها.. معلومات مثيرة عن -تيتانيك-
- بتشريعين منفصلين.. مباحثات أميركية لمساعدة أوكرانيا وإسرائيل ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مازن حمدونه - حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلاني ... المشهد الثاني