أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مازن حمدونه - حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلاني .. المشهد الاول














المزيد.....

حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلاني .. المشهد الاول


مازن حمدونه

الحوار المتمدن-العدد: 2157 - 2008 / 1 / 11 - 05:35
المحور: مقابلات و حوارات
    


الجزء الأول من المشهد الأول

أجندة غزة وشطب الذاكرة
حكايات عن براعم الأيام في الانتفاضة الأولى(1)
قبل ان تشرف الظلماء على الانتحار والاندثار،كثورة الجنين المندفعة من الظلماء إلى وهيج النور، تتكرر مشاهد المرهقين البؤساء في كل يوم ؛ إلا يوم واحد ... هو يوم سعادتهم . وصفت معاناة المحرومين من عبق حرية العتق .وصفت كل شيء في المشهد إلا تراب الوطن المتعثر.. إلا رماد الثورة الذي رسموه أطفال كل الأحياء والمخيمات البغيضة .
وفي كل زوايا المشهد تجسدت معاناة الجميع كلهم مدانون .. متهمون أمام الجلاد .. الجميع يجب ان يقف .. يصمت .. يتكلم متى أراد الجلاد له ذلك. ترى المضحك في الأمر إلا الأطفال .. والأطفال فقط هم الذين كانوا جنرالات الأرض ! هم الذين يفرون ..يتربصون .. يهجمون يرشقون الحجارة ، وعلى كل كبار السن ان يخافوا .. يقلقوا .. يختبئوا ككل المكبلين في شريط العالم العربي المتحصن من عدوى الكرامة والحرية .
مشهد التحقيق والتعذيب ... هذا المشهد الذي يتكرر على كل كراسي المعتقلات العربية واللاعربية، كما وصفها مسرح العرب "دوريد لحام" حين صرخ محتجاً "وصلت قوة الكهرباء إلى خلفيته قبل ان تصل بيوت البؤساء " .
هؤلاء الأطفال كانوا كلهم قتلة ، يرشقون الحجارة على مطلقي الرصاص الأصفر الناعم الحواف ، لا يشعرك بالحزن حين يصل رأس الضحية.هو ما يقدمه لك فقط مجرد الخلاص والحرية من أصفاد الأطراف تحت سقف العبودية الشمطاء .
ألا ترى ان هذا العامل البائس قد أدانته كرامته حين وقف مجبولاً بالحياء أمام جبروت الصبيةٍ المتربصين بالجند في الأزقة .أمروه الأطفال ان يتمرد على ألفة الصمت ،فقهر موته وانتصرت إرادته وتحول البائس إلى عملاق وتمرد على قوت البؤس وأراد ان يكون كما يجب ان يكون منذ كان طفلاً أو صبيا ، قد تكون الصدفة ركلته ، إلا انه قرر ان يخرج من عباءة العبودية .نعرف جميعا ان كل هؤلاء الآباء بكوا ، كما بكى كل الأجداد إلا انه سيضحك كل الأطفال إذا اجتمعوا وأشعلوا ما تبقى من قناديل الكيروسين .
يا سيدي من قال لك ان كل رجال الصليب الأحمر يحملون أكثر من بطاقات إحصاء الأموات المزركشة .. مقدمة من كل المؤسسات الدولية .. هم يسجلون الأرقام لكل المعتقلين .. للجرحى ، وختام المرحلة انك مدان ،إرهابي لأنك قمت باستفزاز السيد صاحب البندقية . أنت الذي اعتقلت حرية كل ضباط الاحتلال في ارض لم تمنحك إياها أهل العبودية .
القانون ... أي قانون هذا الذي ينتحر في مضاجع كل المعتقلات . تنتهى صلاحيات البشر كعلبة مبسترة تفقد صلاحيتها متى ضغطت على صفيحتها بعقب الحذاء .

بعيدا عن السياسة ... الماء الذي تسمم كالماء الذي لم يتسمم ،والموت في المخيم كالحياة لتخرج من المخيم. هم جميعا يعلمون ان كل بغاة وطغاة الاحتلال لن يمنحونك الحرية ،إلا إذا أنت منحتهم الموت .
درس في الأفعال ...نعم وليس عجباً حين تعلم الأطفال كل ألوان الأدب ، وقواعد النحو والصرف، وتفوقوا في دروس الغضب ، فلم يكبلهم الماضي المهزوم ، ولم يخلد في وجدانهم سكينة الهزيمة والاستسلام ؛ بل حولوا التاريخ إلى مساق يتعلمه كل طلاب المعمورة حين ركلوا مؤخرات الدبابات ، وهي مرتعشة ، وأصبحت لديهم مدارس خاصة في تعليم الثورة والغضب .
سيدي لم أرى في لوحات القصص أجمل من تجسيد دروس اللغة لتصبح الأفعال الماضية قواعد معركة تترجمها أصابع الأطفال ، وتحول النحو إلى مقارعة ، والبلاغة والشعر لمناجيق متوهجة،ومواضيع التعبير والإنشاء إلى زجاجات حارقة ، وتصبح كل عذابات المقهورين خارطة وطن .
أشكرك سيدي أثلجت صدري لأني كنت اخشي على التاريخ ان يمضى دون ان يوثقه حكماء الأدب



#مازن_حمدونه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة في حوار التناظر مع غريب عسقلاني


المزيد.....




- -نفتقدك-.. كيتي بيري تغيب عن زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- في كوريا الشمالية.. من يُسمح له بالدخول إلى المنتجع الضخم ال ...
- ليلة تحييها ليدي غاغا وإلتون جون.. وتوقعات اليوم الأخير لحفل ...
- هل توجد مؤشرات حقيقية تدفع نتانياهو للتوجه نحو إقرار هدنة في ...
- -عراك بين إسرائيلي وإيراني- في أستراليا.. ما هي حقيقة الفيدي ...
- -شهيدات لقمة العيش-.. مصر تودع 18 فتاة قضين في حادث مأساوي
- خلفيات التوجه الأمريكي نحو إقرار وقف لإطلاق النار بغزة
- رواندا والكونغو الديموقراطية توقعان اتفاق سلام في واشنطن
- التداعيات المحتملة لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورو ...
- تحذيرات من موجة حر قياسية تضرب جزء من أوروبا ومخاوف من حرائق ...


المزيد.....

- تساؤلات فلسفية حول عام 2024 / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مازن حمدونه - حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلاني .. المشهد الاول