أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الشاعر معين بسيسو














المزيد.....

في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الشاعر معين بسيسو


مازن حمدونه

الحوار المتمدن-العدد: 2272 - 2008 / 5 / 5 - 10:53
المحور: الادب والفن
    


حقاً لم أكن اعرف من قبل أبيات شعرك .. كلماتك .. لم أكن اعرف بعد سر دموع همت على وجنات رفاقك يوم نبت اسمك على فاه عريف حفل ما .. في يوما ما.. أنا ما زلت اذكره فحثني لأن أفتش بين المراجع والكتب .. لتفسر لي ألمهم. هي بقيت تلمع في ذاكرتي صورتك لكني لم أكن اعرف بعد ومضات كلماتك .
وجدتها في موسوعة العز .. في قاموس الثورة الفلسطينية .. قرأت النص .. دققت الكلمات .. حقا يا أخي فأنت ثورة من رحم بركان غاضب .. افتقدناك .. فافتقدناك .
علمت ان من دموع داهمت وهمت ، وجناتهم كشلال ... علمت من هذا ما قد أدمى قلوبهم ، لوعة فراقك وانقلب الحفل من حالة إلى رثاء .. بان في أفق العقل ذاكرتهم .. وميضها كان يقول دون قول : كم اشتاقوا لمحياك .. كانت خلجات قلوبهم .. أنفاسها ترفرف كطير سقط من علياء برصاصة صياد فكسرت جناحيه !!
وجدت في السطور .. كلمات وكلمات .. بين الوجع والحب والألم ..
حتى الأمس كنت بركانا ثارت بواطنه .. وحطت كلماتك على موازيني زلازل لا تربض .. قلبت بعض السكينة في جسدي ، وحولت الحال إلى جزيرة من حراك ممزوج بين الزلازل والبراكين، وفي كل لحظة تنفجر ..
زادت من خلجات قلبي حروف الكلمات .. كسرت موجات العقل .. كلها نار .. غضب .. لا يمكن لها أن تنبت إلا من ثائر تتلمذ في مدرسة قبل ان يفجره بركان .
فيا أهل فلسطين أضيئوا شمعة .. شيدوا قصراً .. فقد كان من بين ظهرانينا فارساً مقدام .. قد يعود الثائر يوما رسولاً يعلمنا جود الروح .. بالسيف وبعض الرصاص والكلمات ..
قد يجمعكم في قارب "يونس" عليه السلام .. بعد ان طحنتنا ، ومزقت أكبادنا مخالب الغربان ..
أخي معين بسيسو ..
أنت هناك في سفرك .. اعلم انك غبت عنا فقد تكون بصحبة من فجروا الجسور .. من أشعلوا ثورة .. من رسم لنا درب العودة للديار ، بحروف العزة من بعد إذلال .
كأس الخل ...
هؤلاء الذين مددت ذراعيك تحتضن جراحهم .. قدمت روحك .. جدت بنفسك قربان ، هم مازالوا يسيرون ويمضون يقارعون .. يقاومون ويردوا العدوان بالعدوان .
كأس الخل الذي بيمينك ، وإكليل الشوك الذي على رأسك ما حاله بعد؟ .. فكل الشهداء توجنا وداعهم بأكاليل الزهور المرصعة بأبهى الألوان ..رائحتها أجمل من المسك ، وملمسها حرير ناعم غزلتها شمس الربيع في غزة هاشم ، ونابلس والخليل .. وصلينا عليهم في رحاب أقصانا المغتصب .
هؤلاء الملاعين جاءوا علينا بكلماتهم من عنق غراب ..بمخالبهم .. قسموا الوطن إلى جزر وكانتونات ، وشتتوا من تبقى فيها وعزلوا رفاقك في زنازين الصمت .. يريدون ان يفرضوا علينا شطب الذاكرة ، ويحولوهم إلى نسيان .. فقررنا ان نشطب عزيمتهم .. ان نبتر سواعد السجان ..ان نبدد سكينتهم .. ان نقلب مضاجعهم .. فرشقناهم بحجارتنا المقدسة .. بمناجيقنا .. بالسيف والمقلاع . وأخيرا قدمنا لهم وجبة دسمة من صواريخنا العبثية .. ومن قذائف الهاون .
عادوا يواصلون صلبنا .. يقطعون أطفالنا إلى أشلاء .. ربطوا بواباتنا بالسلاسل .. حولوا معابرنا إلى مشانق يريدون سكينتهم لقاء مفارقة بقرار بين جوع الروح والأحشاء .. يريدون كسر شموخ شعب صلب لو مر بغيرة تجاربهم لتحولوا إلى شيئا من الماضي بلا عنوان .
لم يبدد صلابتنا .. عزنا .. عزوتنا سوى بعض من رفاق النضال حتى الأمس القريب ، فنحروا بسيوفهم مهج الأمهات وبتروا أطرافا ، وأصبحنا مناحر بين الجلاد المتربص وأخر غطت بصيرتهم سحابة قاتمة سوداء لفها أجيج الدخان .
كلما قرأت كلماتك تشعلني العبارات والكلمات من جديد .. فلا يصلبني السهاد الذي تملك جسدي ، وأصبح مسجيا على صحفي .. وكتبي والقلم مازال في يدي ولا يحكم قلمي قرار .
نحن لنا أدبا ، وثقافة وبعض الرصاص .. وهم .. لهم وهما .. وجرعونا الجوع ، والحسرة بجوقات كلمات وكلمات .. فداسوا أدب المقاومة ..وثقافة الكل صهروها في مراجل لتصبح شواهدهم في عزلة عن عقول شعوبهم بعد ان هجرهم الوجدان .
قدمت نفسك ..روحك من اجل شعبك قربانا ، كيف لا وأنت ثورة من بركان ؟
البحار العائد من الشطان المحتلة ...
لو ان يا حبيبتنا أشعارا تعيش كالزيتون كالأنهار .. قد يترجم الله أمانيك ، ونحن عاقدون العزم ان نطرد جحافلهم وان تعودوا بمراكب حملت شبابكم ، وأطفالنا أصبحوا رجالا حملوا البنادق قارعوا الاحتلال وردوا هناك في بيروت العدوان .. وهنا حولنا الأرض لهيبا بلا وقود .. عتمة في عيونهم .. سحب كثيفة من دخان .. حولنا سواتر دباباتهم إلى أشلاء .. وبتنا نسمع عويل جنودهم كأطفال ....
سنمضى في درب مصادرة حرياتهم .. سنختطف جنودهم .. سنحولهم إلى احاجيج لن تفك رموزها سحرة .. أو انس أو جان .. لن تجد عقول قادتهم سوى طلاسم حروف لا تفكها كل مدارسهم الأمنية .
السيف على العنف ...
وطن بكل أطرافه مجد .. وأم جادت وأنجبت .. فلن يبخل الأبناء عليها بالروح والنفس .. أنت تستصرخ وجدان أخيك الكل ان لا تخور عزائمه ، ان لا يركع .. فأنت تبصر نورها رغم قيود السجان ، ورغم حصار دبابتهم .. فلا تقلق يا أخي واخلد للسكينة فنحن انتجتنا مدرسة واحدة كنت احد طلابها ومن خط حروفها سلمونا بعض من دفاترهم كعهد قطعناه على أنفسنا ورمز ثورتنا أسدا في عرين العز يسمع .
لن نخذل شهامتك .. كرامتك .فلن نركع إلا لرب بسط البرية .. ورفع السماء..فسيوفهم لن تنال من دمنا وسننال من دمهم بقطع لحمنا .. بوهيج .. بشظايا عبوة في مضاجعهم .. خلف أسوارهم .. من تحت أقدامهم وسنمضى دون ان نركع .
ذاك الأسد الرابض في عرين النسيان سنهدم أسواره ، سنحمله على الأكتاف .. على الرؤوس بالعز .. سنفتح أبواب سراديبهم بمفتاح النصر .. سنضئ الدجى بشموعهم .. سنرفع راية وطني بسواعدهم .. وسنعيد بنادقنا .. كليالينا التي صادرتها .. خطفتها أيد الملاعين من خنادقنا وسنحط حمالنا على محطة قررنا ان لا نتراجع عنها مهما نالوا من خنادقنا ،ومن أشلاء أطفالي ..ومن دمي . حقاً أنت معين بسيسو ثورة من رحم بركان !!



#مازن_حمدونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ربوع الأدب السياسي - مشهد عزف منفرد على قماش الخيمة !!
- في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الأديب القاص زكي الع ...
- حوار التناظر مع الأديب الشاعر توفيق زياد
- في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الأديب القاص صالح أب ...
- في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الأديب الشاعر سميح ا ...
- في ربوع الادب السياسي -حوار التناظر مع الأديب الشاعر محمود د ...
- في ربوع الادب السياسي - حوار التناظر مع القاص عمر حمش
- المنطار كائن في المكان ... هل غادر المكان
- ظلام دامس في وجدان وفاء سلطان فاض إدراكها
- حوار التناظر
- هل يستيقظ الفلسطيني أخيراً؟
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلا ...
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلا ...
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلا ...
- مقدمة في حوار التناظر مع غريب عسقلاني


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الشاعر معين بسيسو