لم أجد مبررا ًلإحتجاج البعض من المخلصين العراقيين والعرب على ما يزمع القيام به من يسمون أنفسهم بالمدافعين عن العدالة من بعض ( المحامين العرب ) ، الذين صعدت عندهم ( الغيرة العربية ) و ( الشهامة اليعربية ) ليهبوا ( هبة مضرية ) للدفاع عن أعتى دكتاتور ومجرم عرفته البشرية المعاصرة ، صاحب ( المآثر العظيمة ) في القتل والإبادة والعدوان .
لأن مجرد تلفظ أي من هؤلاء الخارجين على الإجماع العربي بكلمة عطف أو تأييد للمجرم الدولي صدام حسين يضعهم في خانة المتواطئين معه والمشاركين في جرائمه ، عملا ً بالقول العظيم ( الساكت عن الحق شيطان أخرس ) . فمن باب النصيحة للإخوة المعترضين إفساح المجال لهم لحضور ( محاكمة العصر ) التي ستسود فيها وجوه وتبيض فيها وجوه . وسيكونون عرضة للهزء والسخرية من الجماهير العربية أجمع خاصة ، وآل الذين وقع عليهم ظلم صدام وجرائمه من العراقيين والعرب والعجم خاصة .
وماذا سيقولون ردا على حقائق وممارسات ثابتة على الأرض ، شهودها الأحياء من العراقيين والإيرانيين والكويتيين ، وبقية العرب ممن وزع صدام حسين جرائمه عليهم بدون حساب . وكيف سيواجه أي منهم العراقية الثكلى بزوجها أو أباها أو أخاها أو ولدها ؟ ، أو الإيرانية التي إعتدى رجال مخابراته على عفافها أو عفاف إبنتها ، وقتل أباها أو أخاها أو ولدها ، ونهب وهدم بيتها ؟ ، أو الكويتية التي ثكلها في زوجها أو أباها أو أخاها أو ولدها ونهب بلدها وحرق آبار بترولها ؟ .
أسئلة عديدة على الذين هيئوا أنفسهم للإستعداد للذهاب إلى ( محاكمة العصر ) الإجابة عنها قبل شد الرحيل إلى بغداد للبروز أمام كاميرات الشاشات الصغيرة أما طلبا للشهرة أو دفاعا عن ( بطلهم المنهار ) .
ولأن الديمقراطية هي عنوان قانون العراق الجديد بعد سقوط سلطة العفالقة ، ف ( للإخوة المحامين ) كل الحق في فعل ما يشاءون وقول ما يريدون ، ولكن لهم أن يتلقوا جراء أعمالهم وتصرفاتهم التي سيكونون هم المسئولين عنها كل ما سيصدر من ردود فعل من أي من المتضررين ممن ذكرناهم آنفا ً .
ولأننا نعرف بأن لكل شيء ثمنا ً، ترى ما هو الثمن المدفوع لأي من أولئك المدافعين عن الباطل بعد أن ضجت الدنيا من مقابره الجماعية وجرائمه التي لا تعد ولا تحصى ، وظهر للعيان ما نهبه من غذاء ودواء الطفل العراقي من مليارات الدولارات ، التي سببت وفاة ملايين الأطفال والشيوخ والمرضى العراقيين ، بحجة الحصار الإقتصادي . لذلك سيظل سر ما تلقوه سرا حتى تكشفه الأيام كما كشفت ما كان يهبه من أموال العراقيين للمرتزقة العرب من الكتاب والصحفيين .
* فيينا - النمسا