أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وداد فاخر - الحقيقة الغائبة في لحظة زهير المخ الدستورية















المزيد.....

الحقيقة الغائبة في لحظة زهير المخ الدستورية


وداد فاخر

الحوار المتمدن-العدد: 492 - 2003 / 5 / 19 - 04:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


MAY . 18 . 2003
 / فيينا
اختصر الصديق العزيز الدكتور زهير المخ في مقاله المنشور في جريدة الشرق الأوسط بتأريخ 17 / 5 / 2003 ، وبعنوان ( عودة عراقية إلى اللحظة الدستورية ) ، زمنا ورجالا وأحداثا جساما ً، وأمسك بلحظته الدستورية التي عبر عنها شاعر العراق الرصافي بجرأته المعهودة :
                   ملكٌ ودستورٌ ومجلس’ أمَةٍ        كلٌ عن المعنى الصحيح ِ محرَف’
فقد كانت هناك هيكلة برلمانية اقتصرت على النخبة الحاكمة ، وعدد ضئيل من التابعين لها ، وجلهم كما كان يطلق عليهم العراقيون " أبو موافج " من شيوخ العشائر الأميين . بينما ظل تداول السلطة مقتصرا على 35 – 40 شخص من الضباط الشريفيين الذين قدموا مع الملك فيصل الأول 1921- 1933 ، ومكثوا يتعاقبون على رئاسة الوزارات العراقية طوال 40 عاما ، عدا إستثناءات معدودة على الأصابع لأشخاص طعمت السلطة نفسها بهم .
متجاهلا طوق ( الصرائف ) الذي كان يطوق العاصمة بغداد ، وينتشر في المدن الأخرى ، مثل البصرة والعمارة والناصرية وبقية مدن الجنوب المعدمة ، وآلاف مؤلفة من الفقراء والمعدمين من فقراء المدن والريف ونسبة هائلة من الأميين وعدد لا بأس به من الأمراض المتوطنة ، محوطين بنظام دستوري شكلي يقف على قمته شيوخ عشائر وإقطاعيين وبرجوازية وطنية ترمي بفتات طعامها للعمال الذين كانوا لا يستطيعون الحصول على أودهم وما يكفي لإطعام عوائلهم .
لكن ما يثير الألم أكثر أن يصدر من كاتب وباحث عراقي ما يشكك في وطن يمتد تأريخه لآلاف السنين عندما يقول ( إن الكيان العراقي نفسه مدين ل " الاستعمار" البريطاني الذي لعب دورا مركزيا في قيامه ) ، متناسيا بلاد ما بين النهرين التي أنبتت أول حبة قمح ، وكانت مهد الحضارة البشرية .
واسم عراق الذي كان لصيقا بهذه التربة ولم يكن منة من مستعمر بريطاني ، حيث ورد اسمه في الشعر الجاهلي باسم " عراق " وهاك ما أنشده أحد شعراء الجاهلية وهو جابر بن حني التغلبي :
               وفي كل أسواق العراق أتاوة ً      وفي كل ما باع أمرؤ مكس درهم
أما تسمية العراق القديمة التي جاء من اسمها العراق فهو " أراكي " أي بلاد الشمس .
وما فعله البريطانيون كدولة انتداب هو فقط ، تثبيت حدود العراق – التي اقتطعت منها أجزاء كبيرة سابقا ولاحقا في زمن حكم البعث – بموجب اتفاقيات دولية وضعت في الدرجة الأولى فيها مصلحة الدول الكبرى المنتصرة في الحرب العالمية الأولى . كمقررات لجنة الحدود الشرقية لسنة1937 التي استندت على  البروتوكول الموقع في إسطنبول في العام 1913،
أو المعاهدة الثلاثية بين العراق وبريطانية وتركيا في 5 حزيران 1926 والتي حدد فيها خط الحدود بين العراق وتركيا ، وكذلك الحدود العراقية السورية والأردنية والسعودية والكويتية .
لكن لا ينسى للبريطانيين فضلهم في الدفاع عن تلك الحدود من أطماع جيران العراق آنذاك وخاصة تركيا وإيران والوهابيين في السعودية ، حيث أوقفت تهديدات المندوب السامي البريطاني عبد العزيز بن سعود عن مواصلة أطماعه في العراق ، عندما قال له " إذا لم توقف هجماتك وأطماعك سنرجعك مثلما كنت أولا – أي لاجئا في حمى شيوخ الكويت – " .
وعاد  الدكتور المخ ليقفز على حقائق التأريخ من جديد ، ويهين حدثا لا زال رغم كل ما فعله البعث من تزوير للتأريخ عالقا في نفوس الجيل الذي عايشه ، ليتحدث عن ثورة 14 تموز 1958 ، قائلا  ( ومنذ سقوط " اللبرالية الدستورية " في العام 1958 تحت حوافر العسكر ).
ثم يواصل في خلط عجيب للمفردات السياسية دون تمييز ظاهر لفترات سياسية مختلفة ، ليصبها في قالب آيديولوجي واحد عندما يقول بأنه ( قد أصبح للحاكم " شرعية " آيديولوجية تختبئ تارة وراء مجموعة من العسكر وأخرى وراء حزب ) . أي إن ما حصل في عهد الجمهورية الأولى من تغيير سياسي – اجتماعي ، ومادي وثقافي يماثل في رأي الكاتب ما حصل من تراجع للمكاسب الشعبية السابقة في عهدي العارفين ( عبد السلام وعبد الرحمن عارف ) ، ومثله في سلطة العفالقة التي وصفها هو في صورته القلمية في جريدة الشرق الأوسط  ، بتأريخ 10 / 4 / 2003 وبعنوان " رجال الرئيس / عدي صدام حسين " قائلا : (عندما ينظر المرء إلى صورة النظام العراقي في مثلثه الأضيق " الرئيس وولديه " لا يلبث أن يتداعى إلى ذهنه فيلم " العراب " الشهير للمخرج فرانسيس كوبولا . فإذا كان صدام حسين يجسد شخصية دون كرليوني ، فإن عدي البالغ من العمر 38 عاما هو بحق الابن الأكبر العنيف والطائش سانتينو ) . أي إن لا وجود لدولة بالمعنى الحقيقي للدولة في زمن البعث  وفي فترة حكم صدام حسين بالذات ، بل كل ما في الأمر إن هناك عصابة من المافيا كانت مهيمنة على زمام الأمور في العراق .
لذا فقد ظهر الخلط واضحا في العبارة الأخيرة التي تجمع في الشرعية الحاكم الذي يؤيده العسكر كما أسلف الكاتب ، والحاكم الذي يختبئ وراء حزب فاشي كحزب البعث ، وبالتالي انتفى الهدف الأساسي من القول بالرجوع إلى اللحظة الدستورية التي يفضلها الكاتب ، لكنني متيقن تماما بأن هناك شعبا سيبني من جديد قوانين وتقاليد دستورية حقيقية تختلف كلية عن أماني وأحلام الماضي البعيد.

ملاحظة للقراء :
من الأفضل أن يكون الرد على المقالة في نفس الجريدة التي نشر فيها ، لكن واقع الإعلام العربي يقول غير ذلك . فهناك نخب فئوية يحق لها أن تكتب وتعبر عن رأيها من صحفيي وكتاب خمس نجوم ، وهناك الجماهير أو الشعب أو الرعاع كما يطلق البعض عليهم الذين لا يحق لهم أن يلجوا أبواب تلكم الصوامع المسمات ب " صحف عربية " فكل له مملكته ، ولكل دولة هيمنتها وسياستها
وللقارئ العزيز تقدير ذلك ، والله أعلم .

 

 



#وداد_فاخر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضائية الجزيرة تستعدي الآخرين على الكتاب العراقيين
- تساءل : عما ورد في تصريحات الدكتور برهم صالح حول رعاية عوائل ...
- مصيبة العراقيين بين اجتهادات ليلى الشيخلي وتحليلات جاسم العز ...
- أنا والأمريكان وآية الله جنتي
- للعراقيين جميعا ًقولوا بصوت واحد : لسنا بحاجة لمساعدات الوها ...
- بعد سقوط أشرس نظام قمعي على وجه الأرض وخروجه من بوابة التأري ...


المزيد.....




- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وداد فاخر - الحقيقة الغائبة في لحظة زهير المخ الدستورية