أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف هريمة - أين الحقيقة...؟؟؟














المزيد.....

أين الحقيقة...؟؟؟


يوسف هريمة

الحوار المتمدن-العدد: 2267 - 2008 / 4 / 30 - 08:59
المحور: الادب والفن
    


ظل يطارد شبحها وهي تتمايل أمام عينيه، كلما أراد أن يمسكها تمنّعت امتناع عذراء والعفة تملأ الوجه البريء. لم يفهم سر هذا التاريخ الطويل من المراودة والغزل وكلمات العشق وقصائد الغرام، وتلك المحفوفة بحروف الخفاء تعلو وتعلو، وتنطق بحق حروفها أن لا يلمس جسمها إلا من كانت حروف اسمه تطابق اسمها ويعلو علوها، وهو ابن الإنسان السائر وراء جسد توارى بحجاب الرهبة والرغبة وسُكْرُ الحيرة لا زال يبحث عن الحلول.
كان يظن أن امتناعها واستعصاءها ستذيبه شمس البحث هنا وهناك، مرة يشعل الأمل في دروب الفراغ، ومرة ينسج أبيات الوصال ويمد اليد الطولى ليعانق التاريخ، وتارة أخرى يرفع يد الاستسلام ويولي دبره في ساحة غالبته حروفها وأعجزته قدسيتها عن ملاحقة المارد. ظل يحكي قصتها لكل راغب في جنون الهوى عله يسمع صوتا يقصم ظهر القدر فيظهر المستتر، كتبها عنوانا لقصيدة التيه فتدفقت الأشعار ولم تضئ ما حوله. لم يكن يسمع عنها إلا أجوبة تلعثمت بين ألسنة الرواد والعاشقين، فهذا عاد ينطق باسمها وحرب الوكالة لم تضع أوزارها، وذاك يراود من بعيد علها تجود بنظرة تحيي القتيل، والآخر تأله وجلس على عرشها وما عادت تغريه أسماؤها ولا شكلها ولا طبيعتها.
أحس بضعف أمام كل هذا التحدي ولم يفهم لغزا يكاد يكتم أنفاسه، تقاطعت أمام عينيه سبل الوصال وحكايات ألف ليلة وليلة، فانزوى إلى ركن رشيد يرنو إلى أمل يخرج به من ضيق النفس والأرض. طوى صفحة البحث عن السراب ولو كان جرح الحبيب يترك الأثر، وقرر أن لا يخط بيمينه إلا قصيدة ينهي بها رحلة البحث:
كل شيء يُسرق…
شمسٌ توارت بدفئها وشحَّت بعطاها
عُمْرٌ ينقش قصيدة الضياع
كلمةٌ ماتت في منتصف الطريق
أملٌ يمد البصر إلى السماء
ودموع حزن تسقي البلدة الميتة وعراها
بلِّغوها
بلِّغوها إذا أتيتم حماها
أنني سأمحو حروفها من ذاكرتي
لن أكتب تاريخها الطويل
لن أعشق نجمها ولا سماها
بلِّغوها أنني
سأنسى حروفا تزينت بالحاء والقاف
سأموت على عقيدة جدتي
ولن أبقى أسير حبها وهواها
كل شيء يسرق...
حبها جمالها وسناها
شكلها ظلها ومداها
بلغوها أنني
عرفت عنوانها القديم ونقشته قصيدة على الستار
سأرحل على قطار المدامع وأغني أنشودتها
من يريد الحقيقة فليرحل عن دنياها



#يوسف_هريمة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيدُ الأُمِّ شعلةٌ لا تنطفئ...
- القرآنيون والتوظيف الإيديولوجي
- مدخل إلى الكتاب المقدس؟؟؟
- حتى الأقلام تبكي...
- أكادير: تنمية بشرية أم جنسية
- الثقافة العربية وسؤال النخبة؟؟؟
- نظرية مالتوس وأزمة الزواج العربي
- رمتني بنضالها وانسلت؟؟؟
- الفن الملتزم وثقافة العولمة
- وتكسًّرَ غُصن الزَّيتون...
- سامر إسلامبولي وأزمة القرآنيين !!!
- الفتوى وإشكالية الفقه الإسلامي
- حيرةُ الحبِّ...؟؟؟
- هدية للحوار المتمدن
- طقس القضيب وتمظهراته الثقافية
- العنصرية والأمثال الشعبية المغربية !!!
- ويجعل الأقلام شيبا...؟؟؟
- باسم آية الكفر والإيمان
- التثاقف اليهودي المسيحي: نسب المسيح نموذجا
- دموع بريئة... !!!


المزيد.....




- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف هريمة - أين الحقيقة...؟؟؟