أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علاء الهويجل - كل القطع الاثرية التي سلمتها سوريا الى العراق ... مزورة















المزيد.....

كل القطع الاثرية التي سلمتها سوريا الى العراق ... مزورة


علاء الهويجل

الحوار المتمدن-العدد: 2266 - 2008 / 4 / 29 - 08:22
المحور: كتابات ساخرة
    


كنت مستغربا حين سمعت عن قيام سوريا بتسليم العراق 701 قطعة اثرية كانت ـ حسب الادعاء السوري ـ سرقت من العراق وضبطتها الاجهزة الاستخباراتية على الاراضي السورية .
فالحكومة السورية ليست حكومة نزيهة ولا امينة على تراث العراق الى هذا الحد كما انها لا تحتفظ بعلاقات طيبة مع حكومة بغداد لتقوم بمثل هكذا مبادرات فضلا عن ان معظم شبكات تهريب الاثار من العراق الى سوريا يساهم فيها ويديرها ضباط مخابرات سوريين .
ثم ان الامر لا يستوي مع بلد يصدر يوميا نحو 50 تكفيريا وانتحاريا للعراق ثم ياتي ليعيد اثار مسروقة , ولا اخفي اني كنت فعلا في حيرة من امري خصوصا وان العدد لم يكن 700 قطعة اثرية بل 701 قطعة لتكون الصورة تراثية وشاعرية ومسايرة للالف ليلة وليلة .
لكن سرعان ما تبدد الاستغراب وانا انظر بتفحص من خلال شاشات التلفاز والمواقع الالكترونية والصحف الى صور القطع الاثرية لاكتشف بسهولة ان جميع القطع القادمة من سوريا كانت مزورة .
الامر معقد ولن يكون سهل الشرح لكن في عالم الاثار المزورة هناك قواعد ثابتة وقواعد متغيرة فمعظم القطع الاثرية المزورة تصنع عادة من الفخار حيث ان التزوير يكون سهل جدا في القطع الفخارية التي يمكن ان تصنع في معامل صغيرة او في البيوت بينما من الصعب ان تجد قطعة اثرية مزورة من الاحجار الكريمة مثل اللازورد والياقوت والحجر الصيني والجاد والزمرد.
لذلك كانت معظم القطع المستعادة من سوريا قطع فخارية والانكى من ذلك فان التزوير كان فاضحا ومكشوفا حيث كانت معظمها من التماثيل الرديئة الصنع وهو ما لم يصنعه السومريون والاكديون السابقون الذين تفننوا بصناعة هذه التماثيل بدقة متناهية وفنية عالية .
التماثيل التي صنعت من الفخار كانت متجردة تماما من كل فن يذكر كما كانت مجوفة وهو عكس كل ما ورثناه من تماثيل فخارية تكون صماء دائما كما ان تماثيل سوريا الفخارية كانت غير متماسكة ولم يبدو عليها تاثير الزمن والوقت الذي يحفر في الفخار اكثر مما يحفر في أي حجر اخر .
وجوه الاحجار الفخارية الحقيقية لايمكن ان تكون واضحة المعالم الا ما ندر منها ومعظمها تكون متاكلة من تاثير التربة والعناصر الكيمياوية والجوية على عكس وجوه تماثيل سوريا التي كانت وكانها صنعت بايدي صبية وليس حتى بايدي مزورين مهرة.
وكذلك الحال بالنسبة للاواني الفخارية التي كان من المفروض ان تحتفظ ببعض اثار التربة على فوهة الانية وداخلها فضلا عن اثار المادة الزجاجية التي عادة ما تكون خضراء اللون والتي كان غالبا ما تطلى بها الاواني القديمة , كل ذلك لم نجده في اثار سوريا .
وكذلك الرقم الطينة التي كتبت على الاحجار التي تشبه المسامير كانت حروفها سطحية بشكل لافت وبرغم كونها من الفخار فهي كذلك كانت تبدو وكانها ( طازجة ) وحديثة الصنع والكتابات فيها متباعدة جدا وهو تماما عكس ما ورثناه من اجدادنا السابقون حيث كانت الكتابات متداخلة تماما.
اما الاثار المصنوعة من الاحجار الكريمة فقد كانت شحيحة في الاثار القادمة من سوريا وهي التي يصعب تزويرها خصوصا وان كانت من احجار اللازورد الطبيعي والياقوت لذلك لم ارى أي اختام اسطوانية ا ودائرية ضمن المجموعة غير اني رصدت قطعة واحدة من حجر المرمر الاصفر وهو الحجر الوحيد الذي يسهل تزويره لتواجده بكميات كبيرة ورخيصة في الاسواق وسهولة النحت عليه .
اما القطع الذهبية فقد تفنن المزورون العراقيون في تزويرها واكتشفوا قبل غيرهم ان اللقى الاثارية المزورة المصنوعة من الذهب اغلى قيمة من أي اثار مزورة اخرى لذلك قام عدد كبير من العراقيين المزورين بتصنيع قلائد ذهبية على انها اثارية وصاروا يبيعونها باضعاف قيمتها كذهب خالص.
لذلك فان اكثر مادة يمكن ان يستخدمها المزورون بنجاح هي مادة الذهب حيث الارباح مضاعفة والبيع مضمون والشك بعيد عنها فقلما يتصور مقتنوا القطع الاثارية ان احدا ما يمكن ان يزور بمادة الذهب غالية الثمن.
ولايمكن كشف الذهب المزور الا بواسطة التدقيق فيه وفحصه عن كثب لكن ما فضح الاثار القادمة من سوريا هي انها كانت بمعظمها قلائد غير مطعمة بالاحجار الكريمة وهو ما ندر العثور عليه في الاثار العراقية الحقيقية حيث كان الذهب لا يفوق قيمة اللازورد مثلا في العهود الحجرية القديمة لذلك كان الذهب مقترنا في الحلي بانواع متعددة من الاحجار الكريمة .
وانا لا انكر هنا اني لم اطلع تماما على كل اللقى التي ارسلتها سوريا لكن الكم الهائل من القطع المزورة التي عرضت على شاشات التلفاز جعلت من السهل بمكان تقدير ان الكمية لا يمكن ان تحتوي على اكثر من 50 الى 100 قطعة اصلية فقط .
حديثي هذا ليس من فراغ فقد كنت على اطلاع كامل بكيفية فحص وتدقيق الاثار العراقية ابان كانت في قمة استباحتها في السنوات الاولى من تحرير العراق من الاحتلال الصدامي البغيض .
اقول ان الاثار التي كانت تباع بالجملة في شوارع مدن الناصرية والعمارة والسماوة والبصرة وباسعار بخسة جعلت من الكثيرين مدققين وفاحصي اثار في جنوب العراق حيث يمكن بسهولة ان تجد بين الصاغة وبائعي الانتيكات من هم خبراء مهمين في مجال فحص الاثار العراقية .
وانا لا اتهم السوريين بتزوير الاثار وارسالها الى العراق بل اقول ان القطع كانت مزورة قبل ان تصدر الى سوريا وان من نقلها الى سوريا اما عشاق انتيكات ومقتنوا اثار غشهم المزورون داخل العراق وباعوهم اثار مزورة او انها نقلت الى سوريا بواسطة المزورين انفسهم لبيعها هناك حيث خبرة من يشتري الاثار في سوريا اقل من خبرة العراقيين .
ولكن الاكيد هو ان السورين عرفوا تماما انها قطع مزورة لكن كما يقول المثل "حبو يعملو فيها جميل براس العراقيين " فعملوا هذه الضجة الاعلامية لكسب منافع سياسية واعلامية وهم متاكدين من انهم لم يخسروا سوى بعض قطع فخارية صنعت في 2007 واخرى ذهبية صاغها العراقيون المزورون في نفس العام .
ولكن رب متسائل هنا يقول هل غفلت دائرة الاثار العراقية عن هذه الكمية الهائلة من الاثار المزورة وتقبلت الاهانة السورية ببرود وصمت .
والجواب هنا ان دائرة الاثار العراقية لا تمتلك اصلا الخبرات الكافية لفحص الاثار الوارده لها فضلا عن انها لا تدقق كثيرا باللقى الاثرية (الفخارية) المقدمة لها وذلك لان تحديد عمر اللقى الفخارية امر غاية في الصعوبة وتزويره كما اسلفنا هين .
كما ان المتحف العراقي يحتفظ بمئات الكيلوغرامات من اللقى الفخارية وهو يتسلمها بدون فحص وبدون تدقيق لان الكميات كبيرة جدا ولا تستحق التدقيق لان الاثار الفخارية في العراق لاتمثل شيء امام اطنان الاثار الاصلية الثمينة المصنوعة من الاحجار الكريمة والذهب.
حتى ان العديد من المنقبين وسراق الاثار في العراق يتبرعون بما يعثرون عليه من اللقى الفخارية لدوائر الاثار في محافظاتهم لعدة اسباب منها ان هذه اللقى رخيصة جدا ولا تاتي لهم بالنفع الذي يرجونه , ويمكن ان يكون ثمن الجائزة الذي تعطيه دائرة الاثار اكبر من سعرها في السوق السوداء .
كما ان المنقبين يبعدون عن انفسهم بذلك أي تهم بتملك الاثار بعد ان يحتفظوا بنسخة من مضبطة تسليم الاثار الفخارية للحكومة وهو ما يكون حبل النجاة لهم اذا ما ضبطوا وهم ينقبون في مناطق اثرية .
وهذا الكلام ليس من فراغ بل انا على علم بان فروع المتحف في جنوب العراق تتسلم كل ما يردها من القطع الفخارية لسبب بسيط هي انهم يعتقدون ان كل ما يردهم من الفخار اصلي المنشا لان تكلفة تزويرها غير مجدية الا اذا كان معدا للتصدير .
وعودة على ذي بدء فان المتحف الوطني العراقي لا يمكن ان يحدد ما اذا كانت اللقى القادمة من سوريا مزورة الا بعد يوم او يومين من الفحص فكيف به يحتفل بعودة اللقى في اليوم الاول من وصولها ثم اني اشك في ان يقوم المتحف اصلا بفحصها في وقت لاحق.
والحديث يطول في هذا الامر غير اني اطالب هنا المسؤولين العراقيين بعرض اللقى الاثرية القادمة من سوريا على خبراء متخصصين في هذا المجال من خارج العراق للتحقق من صحة ما اقول وانا على يقين بان ما وهبه السوريون لم يكن سوى خردة .



#علاء_الهويجل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعدام علي حسن المجيد في ابريل .. نقطة تحول وصرخة زجر
- هل انتصر المالكي على نجاد في معركة البصرة
- ما علاقة عمليات البصرة العسكرية بالضربة الامريكية المتوقعة ل ...
- عشوائية اقحام المراة في السياسة ضمن الديموقراطيات العربية ال ...
- عشوائية اقحام المراة في السياسة..العراق نموذجا
- اعلان حكومة الطوارئ في فلسطين .. هذا أول يوم انتصف فيه العرب ...
- انهيار - برجي - مرقد الامامين العسكريين في سامراء
- عندما يصبح الشعب برمته مصدر ازعاج للمنطقة , الشعب الفلسطيني ...
- شكرا للملحدين الجدد لقد اقتنعت
- تخبط الملحدين الجدد
- باي حق يطالب عمر موسى بانسحاب القوات الامريكية الصديقة من ال ...
- هلو .. شلونها بغداد ؟ اهلا.. والله بغداد بخير وكل الكلام ال ...
- قصة اغتيال لا تستحق النشر
- رحلة الى معاقل المسلحين في الانبار
- اشياء لم تذكر حصلت في الساعات الاخيرة لذبح كبش العيد صدام حس ...
- محامي صدام يقول ان الافراج عن صدام بات وشيكا
- القاعدة في العراق اصبحت لا تجاهد -لتحرير- العراق بل لتحرير - ...
- هذا ما قالته لي -همسة- قبل ان تموت
- دعوة لجعل الحوار المتمدن برلمان ثقافي يعطي اراءه بالتصويت ال ...
- القوات البريطانية في العراق تتحرك بسرعة الى الحدود الايرانية ...


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علاء الهويجل - كل القطع الاثرية التي سلمتها سوريا الى العراق ... مزورة