أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الهويجل - هل انتصر المالكي على نجاد في معركة البصرة















المزيد.....

هل انتصر المالكي على نجاد في معركة البصرة


علاء الهويجل

الحوار المتمدن-العدد: 2246 - 2008 / 4 / 9 - 08:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الخطا بمكان ان نصور معركة البصرة على انها معركة بين اطراف عراقية ثم نعود ونتسائل من انتصر في المعركة ان كان نوري المالكي رئيسا للوزراء ام مقتدى الصدر زعيما للتيار الصدري فالمعركة لم تكن بين ارادتيهما بصورة فعلية كما لم تكن بين أي أرادت عراقية مجردة, بل كانت معركة بين إرادة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد من جهة وإرادة الاستقلال من التسلط والتدخل الإيراني التي بزغت في نفوس القادة العراقيين الشيعة من جهة اخرى.
المعركة كانت بين ارادة فرض الوجود الايراني في العراق ومواصلة التحكم في موارده بصورة غير مباشرة من خلال المجاميع المسلحة من جهة وبين محاولات الانعتاق العراقي السياسي وتحرير الموارد العراقية من جهة اخرى
غير ان الصيحات التي ما انفكت تشوش الصورة من ان زعماء بغداد الشيعة لن يحاربوا او يواجهوا ايران لانهم عملائها في العراق وانهم منصاعون بالكامل لارادة طهران جعلت الوضع مرتبك لدى الكثير من المتابعين فنحن قد نتفق على ان الزعماء العراقيين يرتبطون مع طهران بعلاقات وارتباطات معينة غير انه لا يمكن في أي حال من الأحوال ان تصل تلك الارتباطات الى مرحلة السكوت عن التدخل الإيراني اذا كان ذاك التدخل سيهدد مكاسب الساسة العراقيين في البلاد .
ثم ان العمالة لصالح طهران او لأي دولة اخرى انما هي لحاجة ودوافع سياسية من اجل البقاء او من اجل المساعدة في تحقيق الأهداف والمكاسب فأين هي حاجة زعماء بغداد الماسة لايران اليوم وهم يحكمون البلد باسره.
وانا استغرب ان توصف حكومة بغداد بالعمالة المطلقة لطهران في الوقت الذي لا تحتاج فيه هذه الحكومة الى عمالة مطلقة لا في إثبات الوجود ولا من اجل تحقيق الأهداف بل على العكس فان زعماء بغداد متيقنين اليوم بان التدخل الإيراني الذي كان داعما لهم في الوقت السابق صار مرهقا لهم في الوقت الحاضر ووسيلة لتدمير أهدافهم في عراق مستقر يحكمه الشيعة.
ويمكن ان نتصور ان تقوم فصائل شيعية وحتى سنية من خارج الحكومة بالعمالة لإيران لتحقيق أهداف متباينة منها الدعم المالي والدعم السياسي فضلا عن التسهيلات التي يمكن ان تقدمها المخابرات الإيرانية لعدد من هذه الفصائل في مجال تهريب النفط والأسلحة .
المليشيات المسلحة التي خارج السلطة تحتاج الى إيران لتدريب عناصرها داخل طهران على تقنيات حرب الشوارع وتجهيزها بالأسلحة ووسائل الاتصال بينما أحزاب السلطة هي في غنى عن ذلك وهي تدرب عناصرها كجنود عراقيين داخل البلد وفي معسكراته وتحت إشراف أمريكي فريد ومتطور كما ان الأحزاب الشيعية الحكومية بالذات لا تحتاج الى الدعم الإيراني ضد المنافسين السنة لان صناديق الاقتراع منحتهم ما لا تستطيع إيران او أي بلد اخر منحه لهم لحسم مثل هذه المنافسة فضلا عن الدعم العسكري الأمريكي لهم في مواجهة المقاتلين المتمردين السنة .
أحزاب اخرى من خارج السلطة تحتاج الى طهران لتساعدها في تهريب النفط بينما لا تحتاج أحزاب الحكومة الى طهران في المجال الاقتصادي برمته وهي متنفذة على موازنة البلد بأسره وترتب توزيع الأموال وفق إراداتها السياسية وهذا عمل شرعي في ظل الديمقراطيات الحديثة .
المليشيات تحتاج الى طهران لزعزعة الأمن من اجل إرباك الوضع السياسي وبالتالي الإثبات للآخرين ان أحزاب الدولة فشلت في تحقيق أهدافها وانها بالتالي هي القائد المنشود للجماهير وفي المقابل فان أحزاب الدولة لا تحتاج الى أي تدخل خارجي في الشأن الأمني العراقي او السياسي لان الأمر استقر لها عبر صناديق الاقتراع .
اذا فمن الخطأ الشائع القول ان أحزاب الدولة عملاء لإيران بالمطلق بل من السفه السياسي مثل هذا الادعاء الذي لن يمثل أكثر من ضحك على الذقون تستخدمه المليشيات وأحزاب خارج الحكومة لإرباك الوضع ليس أكثر.
ثم ان احجام المالكي عن ارسال أي وفد رسمي الى طهران لحلحلة الازمة كان مؤشرا واضحا الى انه كان متخندقا في الجانب الاخر وان ايران بنظره لم تكن طرفا وسطا يمكن ان يساهم في حل الازمة بل خصما في الاتجاه المعاكس فضلا عن ان المالكي اعلن انه غير مسؤول عن أي وفد عراقي توجه الى ايران لتطويق الازمة .
هذه المقدمة يمكن ان تساعدنا على تقبل فكرة ان المعركة كانت بين طهران وبغداد على ارض البصرة او لنقل بين احمدي نجاد والمالكي وما يعضد ذلك هو ان المصالح التي تعرضت الى الاهتزاز تعزيزا او خسارة خلال معركة البصرة هي المصالح العراقية والإيرانية فقط اذا فالمعركة بين راعيي تلك المصالح.
وهنا لابد ان نشير الى ان معركة البصرة لم يرغب بها الإيرانيون بسبب ان نجاد كان يريد الوضع ان يكون هشا في العراق وغير محسوم لاي جهة وهذه هي الخطة الإيرانية التي تتبعها في لبنان وفلسطين وتحاول ان تطبقها في العراق أي ان تجعل الحكومة في موقف ضعيف ولكن غير منهار أمام مليشيات مدعومة من قبلها لتكون بذلك حكومة بغداد مدينة بفروض الطاعة الى طهران لتساعدها في ردع المليشيات وحمايتها من تحرك تلك المليشيات ضدها .
وفي المقابل تحاول طهران ان تصنع مليشيات قوية ولكن ليس الى درجة ان تكون قادرة على قلب نظام الحكم أي ان قوة تلك المليشيات تبقى بحاجة دائمة الى طهران لمساعدتها ضد الحكومة .
اذا فكان أول انتصار للمالكي على طهران في معركة البصرة هو ارباك هذه المعادلة فالمالكي سواء انتصر على المليشيات ام خسر أمامها فالنتيجة هي خسارة إيران لمعادلة توازن الأعداء على الأرض العراقية فكيف به اذا تمكن المالكي من تحقيق انجازات كبيرة ضد هذه المليشيات وعمل على استنزافها بشكل كبير وحاسم في بعض المحافظات مثل الديوانية وكربلاء والناصرية والكوت.
المالكي في حرب البصرة غيّر الكثير من الاوراق واثبت لطهران انه لن يكون مرعوبا من المليشيات الى نهاية المطاف وانه لن يكون بحاجة دائمة اليها لتجنب شر المليشيات.
اما المكسب الآخر للمالكي في حرب البصرة فهو الاصطفاف السياسي الكبير الذي تحقق له في مواجهة المليشيات والإرادة الإيرانية في البصرة حيث لا يخفى البيان الذي صدر من المجلس السياسي للامن الوطني العراقي والذي سجل انتصارا غير مسبوق وغير متوقع لحكومة المالكي فضلا عن التحسن المفاجئ والكبير في العلاقات بين الائتلاف والتوافق .
نواب التوافق رفضوا حضور جلسات البرلمان التي كان من المقرر خلالها بحث معركة البصرة وهو موقف داعم للمالكي الذي سارع من جانبه حال عودته الى بغداد الى زيارة نائب الرئيس طارق الهاشمي في مقر إقامته وهو ما لم يفعله المالكي منذ اكثر من سنة ومنذ تشنج العلاقات بينها وانسحاب التوافق من الحكومة.
الاصطفاف السياسي امتد الى ابعد من ذلك ليكون تقاربا كرديا الى جنب المالكي بل والابعد من ذلك كان التقارب من جانب الرئيس الكردي المتشدد مسعود برزاني والذي ابرق برسالة تاييد للمالكي ابان معارك البصرة وقبل حتى عودته الى بغداد .
وهذا الاصطفاف لم يكن وليد صدفة او بسبب عداء ما بين تلك الكتل المهمة والمليشيات بل لان كل تلك الكتل كانت متأكدة ان المعركة هي معركة عراقية إيرانية على ارض البصرة وحاول كل طرف منهم الإثبات لايران ان الحكومة اقوى من الارادة الايرانية .
كما ان ايران خسرت في معركة البصرة ما كنت اشرت اليه في مقال سابق وهو خسارة الورقة التي كانت تهدد بها واشنطن من انها ستثير عليها الجنوب العراقي بأكمله اذا ما قامت القوات الأمريكية بضرب طهران .
فهذه الورقة سقطت الان من يد نجاد وصارت امتداداته داخل الجنوب العراقي ضعيفة ان لم نقل انها أصبحت منتهية تماما في عدد من المحافظات الجنوبية العراقية ويأتي هذا بالتزامن مع الترتيبات الأمريكية الأخيرة لضرب ايران كما اشرت في مقالي السابق هنا على الحوار المتمدن.
طهران خسرت كذلك منبع مهم من منابع تهريب النفط لها والذي كانت تديره مليشيات متنفذة في موانئ البصرة حيث كان يتم ينقل النفط العراقي لطهران باسعار رخيصة جدا مقابل توفير إيران الحماية لناقلات التهريب ورفع العلم الإيراني على تلك الناقلات .
قائمة الانتصارات العراقية على ارض الجنوب العراقي تمتد لتشمل خسارتها للعشرات من كبار عملاء المخابرات الذين تم اعتقالهم في مدن الجنوب وخسارة اطنان كبيرة من الاسلحة التي وهبت مجانا لبعض المليشيات والمئات من صغار قادة المليشيات الميدانيين .
ثم ان توقيت المعارك جاء بخلاف الارادة الايرانية التي كانت ترتب لبقاء الحكومة تحت تهديد الارادة الايرانية الى ما بعد العام 2008 حيث ينتهي التفويض الاممي للقوة متعددة الجنسيات للبناء بعد ذلك على سيطرة ايرانية ونفوذ اوسع بعد انسحاب معظم القوات الامريكية من العراق بدلا من المعركة التي وقعت في الوقت الراهن وكان للثقل العسكري الامريكي الاثر الكبير فيها ضد المليشيات.
اذا فالنظر الى الاسباب والمصالح سيساعدنا في معرفة من هم المقاتلون الحقيقيون على الارض ثم ان النظر الى النتائج سيشير بسهولة الى المنتصرين .



#علاء_الهويجل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما علاقة عمليات البصرة العسكرية بالضربة الامريكية المتوقعة ل ...
- عشوائية اقحام المراة في السياسة ضمن الديموقراطيات العربية ال ...
- عشوائية اقحام المراة في السياسة..العراق نموذجا
- اعلان حكومة الطوارئ في فلسطين .. هذا أول يوم انتصف فيه العرب ...
- انهيار - برجي - مرقد الامامين العسكريين في سامراء
- عندما يصبح الشعب برمته مصدر ازعاج للمنطقة , الشعب الفلسطيني ...
- شكرا للملحدين الجدد لقد اقتنعت
- تخبط الملحدين الجدد
- باي حق يطالب عمر موسى بانسحاب القوات الامريكية الصديقة من ال ...
- هلو .. شلونها بغداد ؟ اهلا.. والله بغداد بخير وكل الكلام ال ...
- قصة اغتيال لا تستحق النشر
- رحلة الى معاقل المسلحين في الانبار
- اشياء لم تذكر حصلت في الساعات الاخيرة لذبح كبش العيد صدام حس ...
- محامي صدام يقول ان الافراج عن صدام بات وشيكا
- القاعدة في العراق اصبحت لا تجاهد -لتحرير- العراق بل لتحرير - ...
- هذا ما قالته لي -همسة- قبل ان تموت
- دعوة لجعل الحوار المتمدن برلمان ثقافي يعطي اراءه بالتصويت ال ...
- القوات البريطانية في العراق تتحرك بسرعة الى الحدود الايرانية ...
- نصنع أسلحة .. وننتظر الحرب
- اضحكتنا يا بشار


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الهويجل - هل انتصر المالكي على نجاد في معركة البصرة