أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - ممثلونا يفاوضون اصدقاءنا على حقهم بقتلنا














المزيد.....

ممثلونا يفاوضون اصدقاءنا على حقهم بقتلنا


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2263 - 2008 / 4 / 26 - 10:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يبدو أن جهود بناء "الصداقة" الجديدة تتعثر وأنها مفاوضات "شاقة" كما وصفها هوشيار وغيره سابقاً. هذا ما يستنتج من حديث الوزير العراقي لصحيفة "واشنطن بوست" حيث دعا زيباري الإدارة الأميركية إلى "تقديم تنازلات" في مسائل وصفها بـ "الحساسة" والتي تعيق التوصل إلى تفاهم نهائي حول إتفاقية "الصداقة" طويلة الأمد بين بغداد وواشنطن.
أما هذه "المسائل" فهي "رغبة" واشنطن بالاحتفاظ "بحق" احتجاز مواطنين عراقيين لمدد غير محددة و"حق" الحصانة القضائية للمتعاقدين مع القوات الأميركية و"حق" هذه القوات في شن هجمات من دون التنسيق مع الجانب العراقي.

أي، إن ترجمنا هذا الكلام إلى اللغة العملية، فأن جماعتنا يبذلون جهوداً كبيرة في مفاوضة "أصدقائنا" الجدد على "حقهم" في إعتقالنا وقصفنا وحق أي متعاقد معهم بقتلنا دون أن يتعرض للمساءلة القانونية !!
لا تتصوروا أن "حادثة" ساحة النسور كانت الوحيدة، ولا حتى استثناءً. ذهبت قبل بضعة أشهر الى إسطنبول لزيارة صديق صادف تواجده هناك. وعند خروجنا من مطار المدينة العريقة، قال لي ساقه مصابة قليلاً من رصاصة أطلقها عليه أحد المتعاقدين! سألته مدهوشاً كيف؟ قال كنت مع أصدقاء في الباب الشرقي ومر رتل امريكي وفجأة وقف وفتح الباب الخلفي لعربة مدرعة فنزل منه جندي وأطلق صلية من النار بإتجاهنا، ولم أشعر إلا بالدماء تسيل مني! إنتظر قليلاً ثم ركب عربته وعاد الرتل إلى الحركة!

والآن يفاوض الوزير زيباري على هذا الحق ويطلب من "الأصدقاء" "التنازل" عنه، وربما يقتنع إن تنازلوا عن جزء منه فقط ذي أهمية شكلية. لاتتخيلوا أن زيباري أو اي من المتفاوضين باسمنا سيقف كرجل ويقول إن هذه قضية مبدأ: لانستطيع السماح لمتعاقديكم بقتل مواطنينا. لقد أشرت في مقالة سابقة (1) الى إستعداد الوزير الذي لم يخفه، لمفاوضة هذه النقطة حين شرح هذا "الخلاف" في الماضي وقال إنه "قضية حساسة للغاية بالنسبة للرأي العام العراقي" بسبب "حوادث" سابقة فجرت الغضب، ليضيف فوراً: " إنه من السابق لأوانه القول بأن هذا يعني إنهاء الحصانة!"

كل ما قال الوزير وقتها ينضح بقلة الشعور بالكرامة فهي قضية "حساسة للرأي العام" وليست له، وقد "أثارت غضباً" لم يتبناه ولم يقل ان تلك الجرائم البشعة، التي يفضل زيباري تسميتها "حوادث"، قد أثارت غضبه وغضب حكومته رافضاً إياها بشكل قاطع كما يفترض بأي انسان سوي، دع عنك ان يكون وزيراً!

إن مجرد طرح مسألة حق قتل المواطنين بلا محاسبة يجب اعتبارها إهانة يشمئز منها أي انسان ما زال فيه بقية إحساس! إنكم يا سادة حين تسمحون بمناقشة مثل هذا كجزء من مفاوضاتكم، فإنما تعبرون عن إنعدام الإحساس فيكم مثلما تعبرون عن لا وطنيتكم ، لأن حياة مواطنيكم وقيمة الإنسان اصبحت موضوع مفاوضات لديكم، فأنتم تعاملون الشعب العراقي ككلاب ضالة يمكن قتلها إن وجد أحد كلاب حراسة بلاك ووتر ذلك مناسباً!

لقد أطنبتم انتم و"أصدقاؤكم" بالكلام عن مفاوضات "متكافئة" ستجرونها كما بين "دولتين ذات سيادة" تجلسان أمام بعضهما البعض "على قدم المساواة"، حتى طالب البعض ممن صدّقكم بـ "إجماع وطني" لدعمكم، فهل لي أن أسألك يا سعادة الوزير أن كنت قد فكرت بمطالبة الأمريكان حسب مبدأ المساواة هذا بوضع نص في معاهدة "الصداقة" هذه يسمح للعراقيين أيضاً بقتل "أصدقائهم" الأمريكان دون ان يتعرضوا للمساءلة؟ إن وجدت هذا طلباً غريباً غير معقول، ولم يخطر ببالك، فلأن ما منعك من مقارنة من تمثله بمن يمثله مفاوضك المقابل ليس سوى إحساسك العميق بالدونية!

إننا لانشاركك هذا الإحساس، ونقول لك إن حقنا بالحياة، بل الحياة الكريمة، حق ثابت لم نتخلَّ ـ ولن نتخلى ـ عنه يوماً ولايمتلكه الأمريكان أو غيرهم لتطلب منهم "التنازل" عنه او مقايضته بشيء آخر. ونقول لك ايضاً إننا لا نعتز بصداقة من لا يخجل من مجرد إبداء مثل هذه "الرغبة" الشاذة، بل يطالب ويصرّ على "حق" مرتزقته بقتلنا دون حساب. لانريد مثل هذه الصداقة التي تحاولون إقناعنا بها حتى لو تكرّم هذا "الصديق" بالتنازل عن "رغباته" المريضة، التي تكشف أي نوع من البشر هذا الذي تحاولون فرض "صداقته" علينا. أما أنتم يا فريق المفاوضات "الشاقة" المهينة، فلا تمثلوننا إطلاقاً ولا تستحقون منا أية ثقة ولا يدفعنا احترامنا لأنفسنا إلا إلى أن نبادل احتقاركم لنا بأشد منه وخير ما يعبر عن غضبنا منكم صيحة شاعر عراقي أصيل:" أولاد الـ ...."، وفي هذا نحن أيضاً "لا نستثني منكم أحداً!"

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=127163 (1)





#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام القائمة المرنة- مقترح لنظام انتخابات أفضل
- المالكي وسيناريو السادات
- هدية مشاغبة متأخرة بعيد الشيوعي العراقي: السفير والسكرتير
- من قال ان بدر ليست ميليشيا وان البيشمركة لم تشتبك مع الحكومة ...
- سرقة آشتي لحقول النفط ليست جزء من الخلاف الدستوري بين بغداد ...
- حل سريالي لمشكلة كركوك
- كيف تتخذ قراراً في الضوضاء؟ البحث عن الرهان الأفضل
- بعد خمس سنين –حكومة الإحتلال ام صدام، ايهما -افضل- للعراقيين ...
- حين تغني الحكومة للإنحطاط، تذكروا هذه النكتة
- حكاية المعلم الذي تحول جنرالاً
- محاولة للتفاهم بين مؤيدي صولة الفرسان ومعارضيها – شروط اولية ...
- الإعلام وخطابات حميد مجيد والدباغ والمالكي
- المالكي يحقق اقدم وعوده الإنتخابية ويخرس متهميه بالطائفية
- حرب عصابات وعصابات وليست حرباً بين حكومة وعصابات
- الرصاص الذي يقتلكم ليس موجهاً اليكم فلا تنزعجوا
- ذبح الصدريين تهيئة لإنتخابات تفتيت العراق وبيعه
- ابريل غلاسبي كذابة
- صفر الدين القبانجي وخطبته العصماء
- متى يعترض عادل عبد المهدي ومتى يقبل؟
- هنري برغسون: وفاء سلطان وأمثالها مختلي الأخلاق


المزيد.....




- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - ممثلونا يفاوضون اصدقاءنا على حقهم بقتلنا