أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - أمٌّ معفّرة بباقاتِ السَّنابل














المزيد.....

أمٌّ معفّرة بباقاتِ السَّنابل


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2260 - 2008 / 4 / 23 - 06:12
المحور: الادب والفن
    



إهداء: إلى الشَّاعر العزيز نينوس آحو،
بمناسبة وفاة والدته الفاضلة


وجعٌ في مرافئِ الحنينِ ينمو
وجعٌ من لونِ الرَّحيلِ
رحيلُ أمَّهاتٍ مشبّعاتٍ ببياضِ الثَّلجِ
رحيلُ تاريخِ الدَّمعةِ الأولى
رحيلُ أمٍّ مكتنزة بخيراتِ الحصادِ

أمٌّ معفّرة بباقاتِ السَّنابل
أمٌّ من نضارةِ الحنطة
أمٌّ معرَّشة في خميرةِ الأرضِ
منبعثة من بلادٍ متجذِّرة
في كنوزِ الحضارةِ
حضارةٌ شامخة بحفاوةِ الماءِ

وقف البنونُ عندَ بوَّاباتِ الغربةِ
ينتظرونَ عبورَ الضَّريحِ
ضريحُ أمٍّ عطشى إلى بيادرِ الشَّرقِ
شرقٌ ترعرعَ بينَ أحضانِهِ
أولى الأبجدياتِ

ترحلُ الأمُّ
تاركةً خلفها هموماً
ترهقُ كاهلَ البحارِ
ترحلُ وهي ترنو إلى مآقي البنينِ
وجعٌ في صدورِ البنينِ ينمو
تخرُّ دمعتان من عينيّ نينوس آحو
دمعتان ساخنتان
على أمٍّ من نورِ برارةِ النَّهارِ

تسطع القامشلي بكلِّ شموخها
جنازةٌ تسيرٌ في فيافي الغربةِ
وجوهٌ لا تفارق عينيّ نينوس
تصرخ الأزقة البعيدة
بحارٌ من الصَّمتِ
غربةٌ على مدى البحرِ
على رحابةِ المسافاتِ
رحيلٌ في أعماقِ الانشطارِ
انشطارُنا في تلافيفِ المتاهاتِ

وقفَ الحزنُ فوقَ شبابيكِ الرُّوحِ
ينثرُ دموعَ الفراقِ
فراقُ الأمِّ عن دفءِ العناقِ
عناقُ البنينِ
من أبهى ثمارِ العناقِ

أين المفرُّ يا قلبي
من مرارةِ المذاقِ
مذاقُ كأسِ الفراقِ

نينوس يا صديقَ الصَّمتِ
يا صديقَ النُّورِ
يا صديقَ الشِّعرِ
يا صديقَ البكاءِ

أيّها المضرّج بمحبَّةِ الأصدقاءِ
بأزاهيرِ الحنينِ
أيّها الملظّى في متاهاتِ الانقسامِ
في ترياقِ السِّنينِ
أيها المندَّى بضياءِ الشَّرقِ
بنقاوةِ دموعِ البنينِ!

يا صديقاً ينضحُ ماءً
يسقي أبهى ما في الخميلِ
يا وردةً نائحة
فوقَ أوجاعِ الرَّحيلِ
دمعةٌ تنسابُ فوقَ أخرى
على أنغامِ الهديلِ
هديلُ الحمامِ
هديلُ الأمِّ
يناغي خريرَ السلسبيلِ!

وجعٌ في بؤرةِ الحلقِ ينمو

حسرةٌ في فيافي الغربةِ تنمو

أنينٌ لا يفارقُ تخومَ الحلمِ

ثمَّة تساؤلات تتراقصُ
فوقَ ظلالِ القلبِ
ثمّة شوق عميق
إلى ربوعِ الشَّرقِ
حنينٌ لا يفارقُ ليلي
وجعٌ من لظى الانكسار

آهٍ .. انكسرَتْ ظهورنا
من تفاقمِ الفقاقيعِ
تهنا في ربوعِ الدُّنيا
من ضمورِ الينابيعِ
ينابيعنا جفَّتْ قبلَ اخضرارِ البذارِ

أين المفرُّ منَ بوحِ الدُّموعِ
من لظى الغربةِ
من أنينِ الآهاتِ
أينَ المفرُّ من جراحِ القلبِ
من تعاظمِ الأوجاعِ
من رحيلِ الأمّهاتِ؟!

وجعٌ في ظلالِ الرُّوحِ ينمو
دمعةٌ تنضحُ فوقَ دمعة
وجعٌ لا يفارقُ أعشابَ الحلمِ
نولدُ مقمَّطينَ
بينَ مهاميزِ الغربةِ
ننمو فوقَ معابرِ الانشراخِ
نتوهُ انشراخاً
في دنيا الشَّرق والغربِ
نعبرُ أعماقَ المتاهاتِ
فلا نجدَ بلسماً
يشفي انشراخنا
إلا برارةَ الحبرِ
إلا وداعةَ الكلماتِ!


ستوكهولم: 11 ـ 4 ـ 2008
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وردةٌ في مرافئِ القصيدةِ تنمو
- أنشودة الحياة ج8 ص 755
- أنشودة الحياة ج8 ص 754
- أنشودة الحياة ج 8 ص 753
- أنشودة الحياة ج 8 ص 752
- أنشودة الحياة ج 8 ص 751
- أنشودة الحياة ج 8 ص 750
- أنشودة الحياة ج 8 ص 749
- عبور في عوالم واهِم قصّة قصيرة
- أنشودة الحياة ج8 ص 748
- ربيع الشرق الأوسط على كفِّ عفريت
- قلق الإبداع وكيفية ولادة القصيدة
- رسالة مفتوحة إلى الأديب المبدع عادل قرشولي
- قصّ جانح نحوَ وميضِ الشِّعر
- العراق بلد الحضارات، إلى أين؟!
- ردّاً على إجابات الشَّاعر علي الشلاه حول ارتباك الشعر
- السَّلام أوّل اللُّغات وآخر اللُّغات
- الاتجاه المعاكس برنامج استفزازي لا يحقِّق الفائدة المنشودة
- الذكرى الثلاثون لإقامة أوّل معرض للفنَّان التشكيلي حنا الحائ ...
- الإنسان أخطر من أيّ حيوان مفترس على وجه الدُّنيا


المزيد.....




- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - أمٌّ معفّرة بباقاتِ السَّنابل