أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - قلق الإبداع وكيفية ولادة القصيدة














المزيد.....

قلق الإبداع وكيفية ولادة القصيدة


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2233 - 2008 / 3 / 27 - 05:48
المحور: الادب والفن
    



لا تراودني الأحلام الفاضلة، ولا يقلقني فيما إذا تتحقَّق أحلامي أو لا، ما يعجبني في الحلم أنه حلم غير قابل للتحقيق! ولا أريده أن يتحقَّق أصلاً، لأن جمال الأحلام هو في عدم تحقيقها، لأنَّ عدم تحقيقها يجعلنا أن نبقى دائماً في شوق عميق إليها!
الحلم حالة راقية، طموح غير محدود، وعندما يتحقَّق جزءاً من حلمي أو طموحي في مجالٍ ما، سرعان ما أتحايل على نفسي وأبحث عن حلمٍ آخر بحيث أن يكون سقفه مفتوحاً مطلاً على غابة فسيحة من دنيا الأماني! ..

يحتاج المبدع دائماً إلى حالات قلق، يسمونه قلق الإبداع! ولا أخفي على القارئ والقارئة، أن هذه الرؤية أعجبتني، لهذا لا يستهويني الاستقرار بالمفهوم التقليدي، فلا أجدني مستقراً، عندما أكون في حالة قلق مفتوحة، لأنَّ القلق يحفِّزني على الكتابة، ويفتح أمامي فضاءات رحبة لشهوةِ الحرفِ، لهذا لا أبحث عن الاستقرار بالمفهوم الدراج للكلمة، وقد بحثت عن أسباب هذه الظاهرة على صعيدي الشخصي، فوجدت أنني على صواب، لأنني فعلاً أحتاج أن أكون في حالة متوفّزة وقلقة كي أتمكّن أن أكتب نصّاً جديداً، أتحدّث هنا ضمن إطار صحّي وسويّ لمفهوم القلق المبدع، وليس القلق بالمفهوم المرضي! ولكي لا يذهب المتلقي بعيداً فلا يقلقني شيئاً حتى القلق نفسه، لأنّه بمثابة الخيط الذي يقودني إلى محراب القصيدة! وهو الذي يقود الكاتب إلى أحلام فسيحة يسبح فيها ويكتب حرفه وكأنه يصعد نحو معراج السماء بحثاً عن ظلال القمر، وعندما يصل إلى ظلال القمر يأخذ غفوة هناك ثم يبدأ بالبحث عن ظلال الشمس فلا يستطيع الوصول إليها فيكتب عن توهان عاشقة من لون وهج الشمس فيتوه في عالم متعانق مع معابر حلم الأحلام!

إنَّ أكثر ما يعجبني في تكويني المزاجي هو هذه الأحلام المتشابكة المفتوحة على ربوع الدنيا! لأن الأحلام التي تتحقق لم تعُدْ أحلاماً ويخفتُ بريقها عندما نعيشها ونتعايشها، ولا أخفي على القارئ العزيز أنني لا أكترث كثيراً بالحلم بقدر ما أقتنصه لرحاب الحرف كحالة إبداعية! والطموح الذي يعدُّ واحة فسيحة للأحلام لا يأخذ من إهتماماتي شيئا بقدر ما أسخِّره هو الآخر لحبقِ الإبداع، شراهة ولا كلّ الشَّراهات للكتابة، وما يجذبني في العيش إلى أقصى درجات العيش هو شهوتي المفتوحة على عبور معالم الحرف، البحث عن خفاياه المتعرّشة فوق نداوة وردة، أنا القائل:

لو كانت الحياة
خالية من الشِّعر والموسيقى والحبّ
لتهتُ أجوبُ الصحارى والبراري
أبحثُ عن أبجدياتٍ جديدة للموت!

تتقاطع عوالم زهرةٍ برّية عبرت خلسةً إلى معالمِ حرفي مع قصيدة لم أكتبها بعد، لربما أمسك خيطها قريباً وأكتبها أنا الآخر خلسةً، بعيداً عن تلألؤات نجمة الصَّباح!
عندما أنام أحياناً أشعر أنني أكبر ظالم في حقِّ نفسي، وأشعر بنوع من الانزعاج لأنني سأنام، خاصَّة عندما تنتظرني قصيدة معلّقة بين شفاه غيمة، فأنهض من مخدعي ضارباً النوم عرض الحائط لأتمم ما تبقَّى من بسمة وردة، وعندما أتمم ما تبقى من معالم الوردة، أعود بشهية مفتوحة مسترخياً للنوم فيصبح وكأنه الجزء المتمِّم للقصيدة!

الكتابة أمانة، رسالة منبعثة من حنين السماء!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى الأديب المبدع عادل قرشولي
- قصّ جانح نحوَ وميضِ الشِّعر
- العراق بلد الحضارات، إلى أين؟!
- ردّاً على إجابات الشَّاعر علي الشلاه حول ارتباك الشعر
- السَّلام أوّل اللُّغات وآخر اللُّغات
- الاتجاه المعاكس برنامج استفزازي لا يحقِّق الفائدة المنشودة
- الذكرى الثلاثون لإقامة أوّل معرض للفنَّان التشكيلي حنا الحائ ...
- الإنسان أخطر من أيّ حيوان مفترس على وجه الدُّنيا
- أنشودة الحياة ج8 ص 747
- أنشودة الحياة ج 8 ص 746
- سركون بولص في مآقي الشعراء
- سركون بولص من نكهةِ المطر
- أنشودة الحياة ج 8 ص 745
- أنشودة الحياة ج 7 ص 744
- أنشودة الحياة ج 8 ص 743
- أنشودة الحياة ج 8 ص 742
- أنشودة الحياة ج 8 ص 741
- أنشودة الحياة ج 8 ص 740
- أنشودة الحياة ج8 ص 739
- أنشودة الحياة ج 8 ص 738


المزيد.....




- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - قلق الإبداع وكيفية ولادة القصيدة