أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - رسالة مفتوحة إلى الأديب المبدع عادل قرشولي














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى الأديب المبدع عادل قرشولي


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2231 - 2008 / 3 / 25 - 06:14
المحور: الادب والفن
    



الأديب المبدع عادل قرشولي
تحية من القلب، من ستوكهولم في صباحِ باكر أودّع فيه صديقاً سيحلق عالياً متّجهاً إلى سماء دمشق!

كل المودّة لهذا الجمال الذي عانقنا من خلال نصوصك البديعة، كأنها أزاهير فرحٍ متناثرة على معابر غربتنا، أقدِّم لكَ خالص التهاني وخالص الامتنان لكل ما قدَّمته وتقدِّمه وستقدِّمه على مدى الأيام!

الإنسان يا صديقي رحلة فسيحة محفوفة بالاشتعال، اشتعال حبق الحرف في دنيا من بكاء!
أنتَ يا أيها المسترخي في بهاء ظلال الحرف، يا وردة متفتحة في صقيع غربة الروح، تسمو نحو معارج السماء في ليلة ماطرة محفوفة بالشوق إلى سماء دمشق، إلى سفوح قاسيون حيث تتناهى إلى مسامعنا في أقصى أقاصي غربتنا أنشودة مطلعها: "من قاسيون أطلُّ يا وطني"!
نعبر البحر والسماء، وعيوننا معلّقة في نجيمات الشرق، أحلامنا تعبر دكنة الليل كي تغفو على حنين الروح إلى مساقط رؤوسنا، ومهما يغدر بنا الزمن تبقى الكلمة تترعرع في قلوبنا لتمحي آهاتنا وآهات ملايين من سبقونا في بوح الآهات، هل ثمة بقاء أكثر من دفء الكلمات على وجنة الزمن؟!

تعال يا صديقي كي أرسم على غربتكِ شهوة البوح، مهاميز حرفٍ متمايلة على نداوة النرجس البري، تعال نرقص على إيقاع بوح القوافي، قوافي الحنين إلى نداء القصيدة.

عندما نكتب يا صديقي، كأننا نتحايل على موتنا المؤجل، أنا من كتب نصاً يحمل عنوان، موتنا مؤجل إلى حين! وهذا الحين حين يحين، لا نجد إلا نصوصنا تجتاح عبوره كي تثبِّت أحلامنا في مرافئ الروح، الكلمة خفقة قلب فوق ضياء السماء، رسالة عشق من وهج اخضرار المروج، تتراقص فوق خدود الأطفال، لترسم سنابل من لون المحبة، قرأت حنينكَ المتصاعد نحو آهاتٍ لا تخطر على بال، تسافر عبر مفازات شهوة الحرف، لتحطَّ الرحال في دمشق بعد غربة طويلة، دمشق عاشقة لا تنام، تنتظر عاشقاً معبقاً بأمواجِ البحر، عاشقاً مهفهفاً بهديل اليمام، عاشقاً من شموخ السنابل، دمشق صديقة مخضبة بابتسامات الطفولة، صديقة فرحي، قبلة جانحة نحو غابات الزيتون، غيمة حبلى بحضارة لا تموت، تحنُّ أن تحلِّق عالياً مع أسراب الحمام، عالياً إلى أن تلامس زرقة السماء!

عبرنا البحر، نبحث عن غدٍ مكللٍ بتبر القصيدة، قصيدتنا المعلقة بين ضياء السماء، قصيدة غافية فوقَ وجنةِ الليل، فوق أحلام الصباح، صباحاتنا المتسابقة مع تدفقات ينابيع منسابة فوق بيادر الطفولة، طفولتنا الغارقة في بحرٍ من التساؤلات! كم من البكاء حتى هاجتِ الريح! كم من الحنين حتى تلألأت خدود السماء بأجنحة اليمام! كم من الأحلام حتى ابتسم الحرف لوجنةِ الشفق، أين الفرار من غفوة القلب بين شواهدِ الحياة؟!

أيها الزمن، أيها المتماهي مع شفير الروح، أيها البئر المكتنز بأسرار الرحيل، رحيلنا في ليلة قمراء، نسابق أحزاننا وتوقنا إلى سماء صافية إلا من زخَّات المطر، إلا من أوجاع القصيدة، هل هناك على وجه الدُّنيا أجمل من قصائدنا ونحن ننثرها مثل براعم النَّفل على خدود الحياة، مخضوضرة بأجنحة الحمام المحلقة في أرجاء المعمورة بحثاً عن هديل السلام، بحثاً عن عناق الإنسان مع أخيه الإنسان، بحثاً عن الفرح المبلَّل بنسيمات الصباح، بحثاً عن المحبة المتعرّشة بين أهداب السماء!
بحثاً عن شاعر يرسم قصيدة من شهيق الطفولة، قصيدة مستنبتة من لونِ البقاء!

ستوكهولم: 17 ـ 12 ـ 2007
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصّ جانح نحوَ وميضِ الشِّعر
- العراق بلد الحضارات، إلى أين؟!
- ردّاً على إجابات الشَّاعر علي الشلاه حول ارتباك الشعر
- السَّلام أوّل اللُّغات وآخر اللُّغات
- الاتجاه المعاكس برنامج استفزازي لا يحقِّق الفائدة المنشودة
- الذكرى الثلاثون لإقامة أوّل معرض للفنَّان التشكيلي حنا الحائ ...
- الإنسان أخطر من أيّ حيوان مفترس على وجه الدُّنيا
- أنشودة الحياة ج8 ص 747
- أنشودة الحياة ج 8 ص 746
- سركون بولص في مآقي الشعراء
- سركون بولص من نكهةِ المطر
- أنشودة الحياة ج 8 ص 745
- أنشودة الحياة ج 7 ص 744
- أنشودة الحياة ج 8 ص 743
- أنشودة الحياة ج 8 ص 742
- أنشودة الحياة ج 8 ص 741
- أنشودة الحياة ج 8 ص 740
- أنشودة الحياة ج8 ص 739
- أنشودة الحياة ج 8 ص 738
- أنشودة الحياة ج 8 ص 737


المزيد.....




- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - رسالة مفتوحة إلى الأديب المبدع عادل قرشولي