أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهى محمود - طارق إمام وقاتله الهادئ














المزيد.....

طارق إمام وقاتله الهادئ


نهى محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2247 - 2008 / 4 / 10 - 04:46
المحور: الادب والفن
    


يحارب الفارس طيلة الوقت لأجل إيماناته
، يجاهد الكاتب عمره كله لتوثيق عالمه الخاص بكل ما يحمل من فلسفة ومخاوف وأحلام ليصبغ على مملكة الكلمات عطره ووجوده .
هكذا أعرف كلمات الروائي طارق إمام ليس فقط لتفرد مفرداته واختلافها .. ولا لتماهي عوالمه بين الوهم والمنطق بحيث توقعك في حيرة حيال المسلمات والحقائق ، ولكن لأن لكتابات طارق فلسفة خاصة وهدوء يتكأ على مراكز الإحساس لدى القارئ يسلبه ويدعوه لسكن ذلك العالم الخاص جدا ..
عن رواية هدوء القتلة .. تملكتني الرهبة في الصفحات الاولى كنت اكتم انفاسي كي لا ينتبه نحوي الراوي الذي ينسج خيوط شبكته حولي – انا القارئ- بسلاسة وغموض .
يقدم لي صورة مركزة للمدينة الشاحبة التي تسمى " القاهرة " لا اشك ان مدينتنا ملهمة .. ولكنهابدت مختلفه في تجربة مراقبة ذلك القاتل الهادئ الذي يسير على خطى الناسك الذي ترك خلفه المخطوط الذي يعتبره القاتل دليله قبل أن يكتب هو ديوانه الخاص
يلزمه لكل قصيدة جريمة قتل . يد تقتل ويد تقدم الهامها للقاتله
هو التفريق الجنوني بين ما نمارسه طيلة الوقت وما ندعيه..
هي رغباتنا المتنازعه بين الفضيلة والمجون .

الموت .. الذي له حضور طاغي في العمل .. لكنه ليس الموت الذي نعرفه انما هو موت أخر له لذة الاكتشاف له سعة السماء .
موت ينسج القصائد ، يريح الأرواح الهائمة هكذا قالها الكاتب في مقطع عميق من روايته" القتل .. يخلص الجسد من الدم الفاسد يترك ندوبا مفتوحة تغادر منها الارواح الدخيله "
حيرتني الرواية .. بالجمال الشديد للكثير من مقاطعها كنت اجد صعوبة في الانتقال بين سطورها
تاسرني الكلمات .. أعيد القراءة .. استمتع بالتعاويذ
الانتقال بين السرد الفلسفي والحكي الروائي كان عبقريا ممتعا بحيث بدى الحكي متناثرا رغم ترابطه كأنه حادث غير مقصود
كأن الحديث عن الضحايا والقتلى هو محض سهو في تاريخ الناسك والقاتل الشاعر على حد سواء
الملفت ان ضحايا طارق إمام كان لهم هالة من الغموض والرعب – جابر صاحب الساق الواحدة وليل الإسكافي .. المصور الكهل الذي يتسول ابتسامات زبائنه – بائعه الورد – الطفل صاحب الطائرة الورقية العشيقة التي قتلها ليومين على التوالي في مشهد سردي أقل ما يقال عنه انه عبقري .
الدماء .. القصائد.. الكلمات..
مشهد النهاية المصاحب للقصيدة الاخيرة .. الصحفية المنسحقة تحت ثقل رغباتها وادعائاتها
السقوط الاخير لقطع الملابس من الشرفه العالية
القاتل الغارق جسده بالوشم ويده بالدماء والحبر
الورطة التي تركنا فيها طارق إمام
تركنا نحدق في الفراغ تملأنا الدهشة والحيرة بينما ينحنى قاتله ليلتقط ما تبقى من ملابس ضحيته الاخيرة .. يطوحها في الشارع لهؤلاء المنتظرين
نازعا مطواته الملعونة التي لا ترتاح حتى تقتل صاحبها ويستعد لكتابة قصيدته الاخيرة .
نهى محمود
كاتبة من مصر
www.nohaworld.blogspot.com



#نهى_محمود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ثوب غزالة
- تعويذة منتهية الصلاحية
- وداعا ايها الملل
- على حافة العقل ربما
- لصوص حمدي أبو جليل
- أماكن في القلب
- المشهد السردي في الكتابة الجديدة لجيل الشباب في مصر ..
- صاحبات الاخرين
- سرد متقطع
- ندب
- من تعاويذ الاحلام
- بين نهر وبحر
- ولد.. بنت
- عن تجارب الحب
- التاريخ الدموي للأحلام
- كتابة
- عن الرحيل إلإفتراضي
- بين إرادة الموت والحياة
- إمرأة أبدية الطفولة
- حزن متنكر في زي مهرج


المزيد.....




- فرقة موسيقية بريطانية تقود حملة تضامن مع الفنانين المناهضين ...
- مسرح تمارا السعدي يسلّط الضوء على أطفال الرعاية الاجتماعية ف ...
- الأكاديمي العراقي عبد الصاحب مهدي علي: ترجمة الشعر إبداع يوط ...
- دراسة تنصح بعزف الموسيقى للوقاية من الشيخوخة المعرفية.. كيف؟ ...
- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهى محمود - طارق إمام وقاتله الهادئ