أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - خمسة أعوام من الارهاب الامريكي في العراق!















المزيد.....


خمسة أعوام من الارهاب الامريكي في العراق!


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2242 - 2008 / 4 / 5 - 10:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمر هذه الايام الذكرى الخامسة لبداية الاحتلال الامريكي للعراق ، هذه البداية التي تتواصل بجرائمها المروعة والتي لا تريد ان تنتهي دون تحقيق كامل اهدافها القريبة والبعيدة رغم ما لحق ويلحق بها من خسائر مادية وبشرية ومعنوية بسبب مقاومة شعب العراق ورفضه للخنوع ، ان صراع الارادات يتصاعد بين جبهتين تختزلان معاني الحق والباطل ، الخير والشر ، عبودية الشعوب وحريتها ، بين مقاومة مشروعة ومناصريها من الاحرار في كل انحاء العالم ، ومستعمر باغي مع عملاء وسماسرة من كل حدب وصوب ، محليون واقليميون ودوليون !
خمسة اعوام تؤرخ لمقتل اكثر من مليون عراقي ، وتشريد اكثر من اربعة ملايين داخل وخارج العراق وتجويع اكثر من نصف السكان ، وهتك حرمة الاهالي ، والعبث بمقدراتهم وزج مئات الالوف منهم بالسجون والمعتقلات ، حتى تحولت البلاد الى مضرب الامثال في الانحدار والانحطاط والفشل !
ان هتك ابسط حقوق الانسان ونشر كل مستلزمات الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري والقيمي ، ناهيك عن تحطيم الدولة ومؤسساتها وكل بنيتها التحتية ، وتاجيج الصراعات الطائفية والعرقية هي من صميم الفوضى النوعية التي اعتمدها المحتل وما يزال !

ربما تكون مقولة "التاريخ يعيد نفسه" منسجمة ولحدود بعيدة مع حالة التكرار والاجترار المعاصر للنمط القديم من النشاط الاستعماري الاحتلالي المباشر وغير المباشر حول العالم ، حتى ان الاختلافات الشكلية بين الحالتين الاستعماريتين القديمة والجديدة لا تتعدى مظاهر للاكسسوارات ونوعيتها الحداثية المتطورة اما جوهرهما فهو متشابه حد اللعنة ، ان لم نقل انه واحد ، فالمعادلة المتحققة هي هي ذاتها وحالة الخمس سنوات من الاحتلال الامريكي للعراق وتداعياته المتبلورة هي نموذج تطبيقي طازج لذات المسيرة القديمة الجديدة ـ غزو ، احتلال ، انتداب ووصاية ، تبعية غير مباشرة مقرونة باستقلال شكلي وسيادة منقوصة ـ اما الوسائل فهي البطش والارهاب والتضليل المؤطر بسياسة فرق تسد !

النتيجة تفضح الاسباب فاذا كانت نتيجة ان يعيد التاريخ نفسه ، اما مأساة او ملهاة ؟
فاننا اليوم وبعد مسيرة خمسة سنوات من الاحتلال نجد المأساة بكل ابعادها نجدها سوداء كالحة بلون النفط المحروق !

الاحتلال البريطاني في مطلع القرن الماضي اصبح خطة خارطة طريق للاحتلال الامريكي الحالي للعراق وما يتسرب اليوم من تداول لتكبيل العراق باتفاقية شراكة استراتيجية مع امريكا ترهن حاضر ومستقبل البلاد للارادة الامريكية ، والاحراجات التي تعاني منها حكومة الدمى لترددها في اختيار الوقت والشكل الاخراجي المناسب للاعلان عنها ، كلها تشبه والى حد بعيد ما فعله الانكليز ومندوبهم السامي لتمرير اتفاقية 1922 التي تقر بالانتداب البريطاني على العراق كشرط لمصادقة عصبة الامم على حدوده الاقليمية ، واليوم امريكا تبرم اتفاقية انتداب كشرط لموافقة مجلس الامن عن خروج العراق من تحت سقف البند السابع ـ احقية استخدام اعضاء مجلس الامن القوة لاجبار العراق على تنفيذ قراراته ـ !

الارهاب كان جوهر السياسة الاستعمارية البريطانية في العراق وهو الان جوهر السياسة الاحتلالية الامريكية في العراق ، والمفارقة الصارخة هنا ان المحتل الامريكي ذاته يتذرع بمحاربته للارهاب في العراق كاهم سبب يجعله يتشبث للبقاء فيه ، متناسيا وبتعمد ، ان خمس سنوات من الاحتلال وما سبقها من حصار قد اقنعت العالم اجمع بان خرائط كنوز النفط والغاز هي السبب بل هي ام الاسباب ، اما الارهاب فهو كلام للاستهلاك ، وليس له معنى حقيقي !

من هم الارهابيون في العراق ؟
من المطالب بتزكية نفسه المقاومة أم الاحتلال واعوانه ؟ :

قبل الشروع في الاجابة على السؤال الاول ، اود ان اعاين السؤال جيدا ، هل طرحه بهذه الصيغة يحمل صحة ودقة ، جدل المعرفة ، ام دجلها ؟ لان طرح سؤال معرفي صحيح ، يشكل نصف الطريق نحو الاجابة المعرفية الصحيحة عليه ، هكذا تعلمنا ، في الف باء منطق البحث المعرفي .
نعم السؤال صحيح ، لانه حدد المكان والزمان ، وحدد جهة البحث وحدد الصفات ، ولكن هناك مشكلة ، قد تبدو غير جدية ، ولكنها كذلك ، الا وهي موضوعة الصفات ، وتطابقها على الموصوف بها ، بل تطابق الصفة مع نفسها ، اي ان هناك اختلاف في المفاهيم غير الجزمية ، لان بعض الصفات ، هي مستحدثة ومشتقة من اسماء لافعال لم يجزم بتعريفها او بدرجات تطابقها مع الحاصل في الحقيقة الواقعة فعلا ، وان هناك قصدية عند المروجين لجعلها ملتبسة ومطاطة ، تارة بتجريدها من سياقها التاريخي وتارة بتمييز بعض جوانبها على حساب جوانب اخرى وتارة بتغييب معناها القاموسي لصالح معنى ملفق ، وكل هذا اجتزاء ارادوي لمعاني الصفة ، واسقاطاتها الملموسة ، وضمن سياق ، لايمكن فصله عن حالة الصفة ذاتها .
عليه ساضطر الى طرح تعريف للصفة التي يريدها السؤال بمقياس زمان ومكان جهته .
ما هو الارهاب : ببساطة هواي ايذاء للابرياء اوالممتلكات بقصد الترويع للحصول على مكاسب مادية او معنوية ، وهذا ينطبق على الافراد والجماعات والدول .
الان من هم الارهابيون في العراق ؟ نعم انهم اولا اهل الجريمة الكبرى والفتنة الكبرى ومؤسسوها ، انهم جحافل الاحتلال الذين دخلوا العراق دون وجه حق وعاثوا وما يزالون في الارض فسادا ، ولا اريد ان اكرر واعدد جرائمهم التي لا استطيع حصرها ، حتى لا اقع في الابتذال ، فافعالهم باتت مكشوفة ومعروفة لدرجة فاقعة حتى للاعين غير المبصرة ، فقط انوه الى ان هناك كتائب خاصة امريكية ، وعراقية امريكية ، واخرى من المرتزقة ، جميعا تقوم بمهام خاصة ، عدد منها فقط هي فرق الموت التي افتتح باكورة نشاطاتها ، السفير نغروبونتي . ثانيا الميليشيات كل الميليشيات دون استثناء ، المرخص منها وغير المرخص ، السرية والعلنية ، كلا منها يرهب على طريقته ، هذا على الطريقة الجحشية وذاك على طريقة ولاية الفقيه وهذا على طريقة تقليد فرق الموت ، وبشكل واضح فان اكثر الاساءات الارهابية تتأتى من ميليشيات البيشمركة، وبدر ، وبعض الجماعات المتطرفة ممن يدعون انتسابهم الى جيش المهدي ، وجماعة غلاة السلفية . ملاحظة : كانت هناك مجاميع مسلحة وذات تواجد منظم في المناطق الحدودية من محافظة السليمانية " انصار الاسلام " قد تم تصفيتها ، وجماعات اخرى من المتطوعين العرب ينتظمون في اطراف بغداد وبعض مناطق الرمادي وصلاح الدين قد تم ايضا قصم ظهورهم بين نهاية العام الاول للاحتلال و مطلع الثاني ، وعاد الكثير منهم الى بلاده الاصلية ، ولم يتبقى منهم سوى مجاميع صغيرة غير فاعلة وليس لها تاثير حقيقي على خارطة الفوضى الضاربة اطنابها في العراق ، بفعل الاحتلال وسياساته الاجرامية ، ويمكن حساب جماعة الزرقاوي عليهم رغم الشكوك حول وجوده اصلا ، علما ان تضخيم دوره كان امرا مقصودا لغرض خلط الاوراق والتغطية على مكانة المقاومة العراقية المتصاعدة .
ثالثا اجهزة الامن والاستخبارات والجيش الطائفي الذي شكله الاحتلال ، كل هؤلاء عندما يؤتمرون من قبل قوات الاحتلال لممارسة فعل عنيف ضد مجاميع تقاتل الاحتلال فهم في هذه الحالة ارهابيون مأجورون ، وما ينطبق على قوات الاحتلال ينطبق عليهم ، اما شرطة المرور والشرطة الجنائية اي الشرطة العادية التي تتخصص بمنازعات الناس الخاصة ، فهم بمنأى عن اي مكروه لا نهم لا يقومون بمكروه ضد من يقاتل الاحتلال .
اذا كنت لا تقاوم فانت حر ولكن اذا ساعدت المحتلين على من يقاوم فسيكون حسابك حسابهم ،
وهذه سنة من يريد الدفاع عن نفسه بطرد الاذى ومسببيه ومعاونيه من طريقه وطريق تحرير بلاده .
كل من قرأ تجارب حركات المقاومة لدى معظم شعوب العالم فانه سيلاحظ تشابه شديد في مثل هذه الحالات ، ولا تشذ المقاومة العراقية عن غيرها في ممارستها لهذه السجايا ، اثناء تعاملها مع المحتلين كاعداء حتى التحرير، واثناء تعاملها مع من يتعاون مع المحتلين من العراقيين كخونة ، يمكن قبول توبتهم اذا غيروا اتجاههم ، واصبحوا محايدين على اقل تقدير، او التعامل الايجابي مع العراقيين الذين لايقاومون ولا يعيقون المقاومة .
وخلاصة القول ان الارهاب في العراق هو صنيعة الاحتلال ومطاياه ، وليس صنيعة محلية ، فعملية الاحتلال بحد ذاتها ، هي عملية ارهاب دولة منظم ومن الطراز الطاز بكل القيم الانسانية وغير الانسانية اما وقد احتلت البلاد فان هناك من يعيق المحتلين عن تطبيق برنامجهم في جعلها جارية من جواريهم ، ويبغون طرده دون قيد اوشرط ، وهناك من يسود عيشتهم ويكفرهم بالساعة التي دخلوا بها العراق ، انها المقاومة وبكل اشكالها التي نجحت في الاستمرار والاتساع وفي النيل من معنويات المحتلين واعوانهم ، والتي جعلت الاحتلال يعدل بالكثير من تفاصيل موديله الجاهز الذي جاء به ليفرضه فرضا على العراق وشعبه ، ان مقاومة مثل مقاومتنا سوف لن تكل وتمل حتى يقر الاحتلال بجريمته ويقول "حقي برقبتي".
ان من يقتل العراقيين ، ومن يهينهم في كل لحظة من لحظات وجوده هو الاحتلال ، ومن دفع بالبلاد للتقاسم الاثني والطائفي هو الاحتلال ، ومن فجر النجف وسامراء والفلوجة والرمادي وتلعفر والموصل والكوت والعمارة هو الاحتلال ومن فعل الفعل البربري ومازال يفعل بالسجناء والاسرى والمحتجزين هو الاحتلال ، من دمر الدولة العراقية ، وحل جيشها هو الاحتلال من سرق العراق هو الاحتلال ومن لوث ارض وسماء ومياه العراق بالمواد المشعة والمحرمة الاستخدام هو الاحتلال ، فكيف ياتي من ياتي ليقول ان هناك ارهاب اخر هو الاخطر !؟ وهل بقي هناك شئ اخطر من الذي فعله ويفعله الارهاب الامريكي ، ارهاب بكل الالوان ؟ .
اما عن السؤال الثاني : من المطالب بتزكية نفسه المقاومة ام الاحتلال واعوانه ؟
السؤال يحمل تناقضا لدرجة المفارقة ، فتزكية النفس يجب ان تكون امام جهة ذات علاقة بها وهي مخولة للبت في الحكم عليها لانها هي وحدها صاحبة الشأن ، واذا كان المقصود الضمني لها هو الشعب فكيف يطلب من المحتل تزكية نفسه امامه ، وهو الذي يخضع هذا الشعب نفسه للاحتلال ؟ وكذا الحال بالنسبة لاعوانه فهم يعرفون ان الشعب لا يحترم فيهم اي قيمة ، واذا زال الاحتلال زالوا فكيف سيطلبون منه تزكيتهم ؟ طبعا اذا منح كامل الحرية لفعل ذلك !.
اما المقاومة فهي ليست بحاجة للتزكية من احد لانها لا تدعي شيئا تحاجج عليه انها تفعل ولا تدعي الفعل ، ونتائج افعالها نعرفها بالفطنة من تصرفات ، واعلانات العدو نفسه ، وخسائره الحقيقية ، وما تجود به المقاومة بنفسها عن نفسها وافعالها ، والشعب يعايشها بالميدان فهي منه وله ، وهو الذي يمدها بما تحتاج ، والا كيف لها ان تصمد بوجه اقوى قوة في العالم ؟
ولولا صيغة السؤال التهكمية لقلنا انه سؤال خطأ .
يتبادر الى ذهني وانا اجيب على بعض اسألة الاخوة الذين راسلوني متسائلين عن جوانب جوهرية في موضوعة المقاومة العراقية ، "المقاومة الرقم الاصعب في المعادلة العراقية "
سؤال عرضي ، من هم الملثمون والشبحيون حقا ؟ هل هم ابناء المقاومة ام رجالات الامن والاستخبارات ومايسمى بالجيش الوطني وعناصر الميليشيات وفرق الموت الذين يشاركون في ابادة الشعب العراقي وقواه الرافضة ، لعراق فوضوي، مقطع ، محتل ؟
الاجابة متروكة للمتسائلين انفسهم ، فقط نرشدهم الى مصادر تساعدهم على معرفة الاجابة ، اغلب المحطات الفضائية التي تنقل صور حية للملثمين من القوات المساندة للاحتلال بمختلف اصنافها اثناء حصول مداهمات او اعتقالات او مفارز تعقب او تحقيق بالهويات ، او مقاتلة المقاومين ، ان هؤلاء هم النكرات المطالبين بالكشف عن انفسهم وعن حقيقة افعالهم ، وعن عقائدهم القتالية ، وعن طريقة استخدامهم ، اليس كذلك ؟
وهناك دليل اخر على اكاذيب حكومات الاحتلال وتحديدا في مجال الامن وانتهاكات حقوق الشعب بكل الوانها واشكالها ، وهي عدم الاعلان عن اي نتائج لاي لجنة تحقيق شكلتها دجلا للبحث في الجرائم المروعة التي شهدها العراق ! هل هناك ابلغ من ذلك على تورط اجهزة الحكومة الملثمة بكل الجرائم البشعة التي يشهدها العراق ؟
من يعرف العراق جيدا يعرف كيف انطلقت ثورة العشرين ، ويعرف حتما ان اعمال المقاومة للاحتلال الانكليزي انفجرت بالرميثة وخان ضاري وغيرها من مناطق العراق ، بعد شعور الاهالي بالاهانة نتيجة الاعتداء على حرمة شيوخهم وقادتهم ، فانتفضوا وفعلوا ما فعلوا ، والشئ لم يختلف كثيرا الان عندما يشعر الاهالي انهم جميعا مهانون كبيرهم قبل صغيرهم ، فماذا تنتظر من اناس تستطيع ان تسلبهم كل شئ الا احساسهم بالكرامة ، وهذا ما حصل فعلا وبتفاصيل معروفة ، اقتل العراقي ولا تهينه ، سينقلب عليك ثائرا اذا اشعرته بدونية موقفه !
بالله عليكم الم يكن الاحتلال وافعاله التي تميزت بدوس بساطيل جنوده على رؤوس شيوخ ونساء العراق بل وحتى على رؤوس بعض المغفلين من المتعاطين معه " محسن عبد الحميد " زعيم الحزب الاسلامي سابقا ، والذي ترك زعامة الحزب بعد اول بسطال داس على راسه ، هو الدافع الاول لما يجري من اعمال مقاومة ؟
ناهيك عن الموقف الشعبي المعروف بحنقه على الامريكان وحصارهم الجائر على العراق ومن ثم تدميرهم بالحديد والنار ، وبكل اسلحة الدمار ، بنية بلادهم التحتية ، ومن ثم لا شرعية حربهم اصلا واحتلالهم ، فالشعب يدرك بفطرته اي جحيم تسوقه اليه ، سياسة ابوناجي ، وسياسة رعاة البقر ، الذين لا يهمهم من كل هذه اللعبة سوى الهيمنة على النفط في العالم كله وليس في العراق وحده ، ان لعابهم يسيل على رائحة الذهب الاسود ، الذي تحول وجوده الى نقمة على العراق واهله .
والان لا اعتقد ان مقاومة شعب العراق لمحتليه هو بدعة تستدعي التفسير والتبرير ، ولا جرائم الاحتلال وعملائه ومحاولاته لتشويه افعال المقاومة بالافتراء عليها ، بل في عمل تشكيلات موازية لها وتأتمر بامرة المحتلين انفسهم للنيل منها ومن شعبيتها بالدس والوقيعة ، هو بأمر جديد او غريب ، فتجارب فيتنام والجزائر وامريكا الاتينية ، تعلمنا ان المحتلون مهما اختلفت عناوينهم يذهبون الى ذات الاساليب في محاولاتهم للقضاء على مقاومة الشعوب الواقعة تحت الاحتلال ، وليس ما نقوله بدعة اخرى ، من ان مقاومة الشعوب لمحتليها ومستعبديها ستنتصر مهما طال الزمن .

تفاصيل عن مكونات ومصادر الارهاب الحقيقي في العراق ! :

للتعرف على سر الارهاب في العراق عليك ان تفتش عن المستفيدين والمستثمرين في نتائجه القريبة والبعيدة ، وعندما تجد ان هناك قوى تعمل بالوكالة لاشاعته فهذا لا يغير من الحقيقة شيئا لانها تبقى منقادة فهي وسيط مأجور او مضلل بدفع من اصحاب المصلحة الحقيقية لنشره والتفنن حد الجنون في محاولة زراعته زرعا كما تزرع بذرة الافيون الشيطانية في ارض كانت تحرم مجرد تعاطيه !
لم يعهد العراق قبل احتلاله اي نشاط ارهابي منظم لجماعات اهلية بقصد انجاز مكاسب سياسية ، عدا محولات حزب الدعوة التي كانت تغذيها ايران لاثارة القلاقل في العراق قبيل واثناء حربها الشاملة عليه وطبعا عدا النشاط التخريبي المزمن الذي اعتاد على التقوت به حزبي البارزاني والطالباني وعصابات البيشمركة التابعة لهما وغني عن القول انهما كانا يتسابقان لنيل رضى مستثمريهم من السي اي اية الى الموساد والسافاك حتى اطلاعات خميني وحرس ثورته ، وحدث اكثر من ذات مرة ان تجند احدهما مع النظام العراقي "كجحش" بالضد من الاخر بعد ان يأس من الانفراد بعطاءات الاستثمار وبعد ان احس ان الريح تميل مع النظام العراقي الذي اثبت انه عصي على مثل هكذا نمط من الارهاب ومن يقف خلفه وخاصة بعد مسلسل التصدي الحاسم للمحاولات الايرانية بتصدير ـ كارثتها ـ للعراق ، بل وصل الامر الى تدخل النظام العراقي لطرد الطالباني وجحوشه من اربيل وتسليمها الى غريمه البارزاني كتجنيد له لمنع تمدد النفوذ الايراني الى العمق العراقي متحديا وقتها كل الخطوط الحمر التي وضعتها امريكا من خلال مجلس الامن !
ملخص القول هنا ان الارهاب لم يكن له جذور او عروق او اذرع في العراق غير المحتل ، حتى كان يشهد له بالامن والامان العدو قبل الصديق ، وكانت محاولات زعزعة الامن من قبل ارهابيي الدعوة والبيشمركة لا تلقى غير الردع الشافي المعافي من قبل الدولة السيدة وجيشها المغوار ، وكانت جرائم هؤلاء لا تهز هيبة واستقرار البلاد واهلها ولا تلقى غير النبذ والاستهجان ، لقد كانت اخطر تلك الجرائم الارهابية وابشعها على الاطلاق تلك التي حدثت على هامش سيرة حرب ايران على العراق في مدينة حلبجة الحدودية حيث قتل الالاف من المدنيين العراقيين بسبب احتلال ايران لها بمساعدة ارهابيي الطالباني ثم تحرير المدينة من قبل جيشنا المقدام الذي انزل بحرس خميني وجحوش الطالباني هزيمة قاسية جعلت قيادة الحرس تصدر اوامرها باستخدام كل الوسائل بما فيها الكيميائية في محاولة اسقاط المدينة ثانية واحتلالها دون جدوى !
بعد احتلال العراق واسقاط دولته وحل جيشه ومؤسساته الامنية وتحطيم قطاعه العام الذي يشكل اكبر انجاز للدولة العراقية الحديثة ، وتعمد نشر الفوضى فيه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعسكريا وامنيا وفكريا ، كان الارهاب هو السيف المسلط على رقاب اهل العراق لشل مقاومتهم واخضاعهم لاهداف الاحتلال وجحافل المحتلين ـ حوالي 160 الف مقاتل امريكي مع مرتزقة شركات الحمايات والمهمات الخاصة 25 الف مرتزق مأجور من جنسيات شتى مع بضعة الاف من جنود الدول المتحالفة مع امريكا في حربها واحتلالها للعراق ـ يضاف لهم المنظمات الارهابية العراقية الاصل والمختلطة الاصول والايرانية الاصل ، اما العراقية فلم تكن يوما ما تعمل باصلها العراقي هذا ، بل انها ما وجدت الا لتعمل وفق اجندة اعداء العراق ومحتليه ـ امريكا وايران ـ واعداء شعبه والطامعين بثرواته ودهاقنتهم من ارباب شركات النفط الاحتكارية ، ومن اهم تلك المنظمات والجماعات الارهابية الفاعلة في العراق في السر والعلن :
اسايش وبيشمركة ـ أوك ـ جماعة جلال الطالباني ، اسايش وبيشمركة ـ حدك ـ جماعة مسعود البارزاني ، منظمة بدر وفرعها منظمة شهيد المحراب ، منظمة انصار حزب الدعوة ، منظمة انصار ال البيت ، انصار جيش القدس ، منظمة انصار الجهاد ، منظمة انصار المؤتمر الوطني العراقي .
ابرز الجرائم الارهابية لهذه المنظمات والجماعات السرية والعلنية :
• سرقة البنوك والمتاحف والقصور الرئاسية ، والمباشرين بهذا الجرم الارهابي البيشمركة وانصار مؤتمر الوطني ـ الجلبي ـ وجماعة بدر .
• اغتيال واختطاف كوادر الدولة العراقية وكفاءاتها من عسكريين ومدنيين ـ طيارين ، اساتذة جامعات ، علماء ، اطباء ، خبراء ، وفنانين وصحفيين ، والمباشرين بهذا الجرم الارهابي هم فرق القدس ذات الاصل الايراني ، البيشمركة ، جماعة بدر بقيادة ـ بيان جبر وهادي العامري ـ
• جريمة تفجير مرقدي الامامين العسكريين الاولى والثانية ، والمباشرين بها ، فرق القدس ، جماعة بدر ، منظمة انصار الجهاد وهي منظمة سرية تتخذ من راية السنة غطاءا لها ، انها تشكيل مفبرك فيه اصابع خفية ايرانية اسرائيلية بعض خلاياها من انصار الاسلام الكردية التي اخترقت من قبل اسايش البيشمركة بخبرة واشراف موسادي ايراني واقامت صلات مع خلايا لتنظيم ـ القاعدة في بلاد النهرين ـ !
• جريمة جسر الائمة : تنفيذ ، فرق القدس ، مع خلايا نخبوية من جماعة بدر !
• جرائم الفلوجة والنجف وتلعفر وكربلاء وديالى : البيشمركة ، بدر ، فرق القدس ، انصار
الجهاد .
* اغلب جرائم الموصل ذات البعد العنصري والتهجيجي والابتزازي هي بفعل عصابات البيشمركة لتكريد المدينة وتغيير طابعها العربي !
• جريمة حي الزنجيلي في الموصل : لقد فضح التحقيق وحسب اقوال الشهود البيشمركة كفاعلين مع سبق الاصرار والترصد لتلك الجريمة النكراء ، لكن التحقيق توقف واختفى الملف!
• جرائم كركوك الكبرى : البيشمركة .
لقد عددنا الجرائم الارهابية ذات الابعاد المزدوجة اي التي يراد بها تحقيق اهداف توريط اكثر من انتماء طائفي او عرقي او الاثنين معا في مسلسل متعاقب من الكر والفر ، ان اغلب هذه الجرائم الارهابية تدعم باشكال مباشرة وغير مباشرة من قبل القوات المحتلة ، بل ان بعضها يتم باشرافه وعن بعد من خلال الاختراقات المخابراتية المتداخلة في خلايا التنظيمات ذاتها او من خلال ازدواج عملها في الاجهزة الامنية الحكومية العاملة تحت الاشراف الامريكي ، هناك خلايا مصطنعة تنفذ عمليات تفجير وتفخيخ وتنسبها لتنظيمات اخرى لا تنكرها لانها تتلقى اشارات مخادعة تحسب من قام بها من منتسبيها !
لقد تسرب مثلا ان هناك اختراقا تنظيميا ادى الى الاستدلال لمكان ابو مصعب الزرقاوي ، وتسرب ايضا ان ايران كانت تحتضن منظمة انصار الاسلام بشكل علني وتقدم لها الدعم وتحول هذا الدعم الى اشكال مخفية حتى يحقق اغراضه دون تناقض مباشر مع جماعة الطالباني ، وتسرب ايضا ان من اخبر الامريكان عن المخابيء السرية للتعذيب التابعة لبيان جبر هم عملاء مزدوجون من بين عصابته وان الامريكان يعرفون عن تجاوزاته منذ زمن بعيد لكنهم يستفيدون من تلك التجاوزات لانها تصب في خانة طاحونتهم ، وعندما ينتهي الغرض يظهرون ما يعرفوه لان الاظهار يخدمهم ايضا !




#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 31 أذار يتوشح بالحزن !
- الصهيونية عنصرية مدللة !
- جنس من اجل البقاء !
- 8 اذار رفيق 1 ايار !
- وديعة بوش الساخنة لخليفته !
- حوار الطرشان !
- العراق بين التخيير والتسيير؟
- نداء غزة !
- الرجل المومس والبغي الفاضلة !
- اين النمو من البلدان النامية ؟
- وقفة الامام الحسين بين الرمز والتشخيص !
- القاعدة ليست استثناء !
- متى يكون المثقف متبوعا ؟
- ايها الديمقراطيون ارفعوا اصوات تضامنكم مع مجلة -الاداب -
- الشيوعية العدو اللدود للامبريالية
- حدود وسدود لا تصان الا بتحرير العراق وكسر قيود احتلاله !
- مواقف راقصة للوقفان السني والشيعي في عراق اليوم !
- حالة الامن والمرأة العراقية !
- المتاهات والبدايات الصحيحة
- التحسن الامني في العراق اشاعة رخيصة وباهتة !


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - خمسة أعوام من الارهاب الامريكي في العراق!