أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - جمال محمد تقي - الشيوعية العدو اللدود للامبريالية















المزيد.....

الشيوعية العدو اللدود للامبريالية


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2150 - 2008 / 1 / 4 - 05:54
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    



كلاهما ينبع من حقيقة تاريخية واحدة متضادة النزعات ، المشاعة البدائية الاولى بكل تراكماتها ونقلاتها النوعية ، فالعذرية الاولى للبشرية قد فضت بظهور الملكية الخاصة والتمايزات الطبقية التي راحت تشيع نفسها وكانها قدس نهائي مؤبد حتى نهاية التاريخ !
تشتق لفظة شيوعية معانيها من المشاعة اي شيوع الشيء غامرا الجميع ، ويكون ذائعا وسائدا بينهم ، وتشرب هذا المعنى عند الشيوعية الثورية الانسانية بالحنين للمجتمع الاطبقي ، وباختيار انساني واعي استلهم الحركة الموضوعية للتاريخ البشري بتشكيلاته الاقتصادية لاجتماعية السائدة ، وراح متوصلا وموصولا باكتشافات فكرية وعلمية غزيرة تتوجت بفكر طلائع ونخب البروليتاريا في مرحلة الراسمالية الاحتكارية حيث النضال الحقيقي لتقليل حجم خسائر الانتقال الحتمي للبشرية من الطبقية الى مجتمع خال منها !
الشيوعية وريثة مبدعة لكل التراث الثوري والمعرفي الانساني الذي شكل محور الصراعات الاجتماعية بين السادة والعبيد والاقطاع والفلاحين واصحاب رؤوس الامول والعمال ، بين طبيعة الانتاج الاجتماعي وشكل الملكية ، حتى في العهود القريبة زمنيا من مجتمعات المشاعة البدائية كان حكماء وفلاسفة العالم القديم يحاولون رسم موديلات لمجتمعات مثالية ـ كمال وجمال ـ وبعضهم جسدها بتفاصيل غاية بالروعة الانسانية المنسجمة مع سياقها التاريخي منها ـ المدينة الفاضلة ـ لافلاطون ، وكتابات ارسطو عن الديمقراطية في ظل حكم الجمهور ، فلسفات الشرق القديم كلها لم تخلو من الاشارات الى ذات المعاني ، حتى زرادشت قد اقترب بثنائياته الفلسفية من هذه الروح ، ومن قبله كانت ملحمة كلكامش التي برزت صراع الانسان مع الطبيعة وخلوده على حساب صراع الانسان مع الانسان حيث اكدت تجربته على امكانية تجاوزه اي تجاوز صراع الانسان مع الاخر ، ثم تجيء الاديان السماوية بنمط بمذاق اخر يعطي حلول وسط لمشكلات البشرية التي اصبحت اكثر تعقيدا من قبل !
كانت الافلاطونية قد استندت على جماليات الاخلاق الانسانية الفاضلة كواعز لدعواتها اما الاديان السماوية فقد استندت على قوة الايمان والخوف من الخالق القادر على كل شيء مزينة منطوقها بقوة الامثال واتساق معارفها بالسياق التاريخي والنفسي للبشرية وخبراتها !
ان نضال الشيوعية الانسانية لا ينحصر فقط بالاجتهاد الفكري لتفسير ظواهر الحركة الاجتماعية واسرار علاقاتها العامة باشكال الحركة الاخرى في الكون كالحركة الميكانيكية والفيزيائية والكيمائية والبيولوجية والفلكية وانما الاستفادة من تلك المعطيات لتغيير المجرى العدمي في تلك الحركة وتجنيب البشرية ويلات الرجوع التقهقري الشامل ، فتغيير صيرورة شكل الملكية يساهم جوهريا بتعديل المسار التصارعي المحتدم بين الانسان والاخر والدفع به باتجاه التوحدة للصراع مع قوى الطبيعة واحلال شكل اخر من العلاقات بحيث لا تقتل حوافز السعي والاجتهاد والابداع التي كانت تنتجها قسرا حالة التنافس الا انساني بين البشر !
الشيوعية عدوة للقهر والعسف والاستلاب والتغريب غير الغريزي ، الشيوعية حركة تاريخية رافقت الانسانية ومازالت حتى انجاز اهدافها بانسنة الكون كله ، الشيوعية تنشد مجتمع انساني راقي بشموله ومعارفه وانتاجه المادي وعمقه الروحي واحلامه المتوازنة كونيا ، مجتمع التسيير الذاتي الذي تزول الفوارق فيه بين العمل العضلي والفكري ، وكذلك الفوارق بين ريفه ومدينته ومركزه واطرافه ، وحيث لا فوارق مصطنعة فيه بين النساء ورجال !

اما الامبريالية فهي وريثة تلقائية لكل ما يعزز قدسية الملكية الخاصة وافرازاتها حتى انها تروج لتخليد شكل التقسيم الاجتماعي الحالي للعمل وجعله سائدا وشائعا ، وتسعى لاستخدام المؤثرات البيولوجية كشكل يساعدها على تحقيق هذا الثبات في الانتاج والتوزيع .
الامبريالية لاتريد التقدم لنهايتها وعليه فهي تجتهد لترميم وتحصين ذاتها بالتزود ببعض مضامين وشعارات الشيوعية محاولة تطبيق اشكال اصلاحية لا تمس جوهر التملك الخاص والاحتكاري في نظامها ، ومما شجعها على هذا المنحى هو وجود الاقطاب المتعددة والمتنافسه سياسيا واقتصاديا وفكريا على النفوذ في العالم ، لكن التفرد الامريكي واستبدال العولمة الطبيعية بالعولمة الامريكية الساعية الى ارجاع عجلة الزمن الى الوراء باستعادة نظام المستعمرات القديم الجديد حتى تقيم عليه امبراطوريتها الكونية ، سرع في فضح الاباطيل الامبريالية وحقيقة دعواتها الاصلاحية والديمقراطية التي هي فضاء مقنون بحواجز تمنع مرور ما لا ينسجم ومصالحها ، وهذه الحواجز كاقفاص حيوانات التجارب المختبرية ، تحول البشر في نظرها الى ارقام ومهما كانت هذه الارقام طليقة فانها تبقى حبيسة عملياتها الحسابية التي لا تنقطع ربحا وخسارة ، فحرية الانعزال متاحة جدا وحرية التشوه متاحة اكثر وحرية العبث مبتذلة وحرية عبادة راس المال موجبة في ظل كل تلك الحريات تنمو ديمقراطية البيع والشراء كبديل عن ديمقراطية الاكثرية والاقلية ، فمن يملك ان يشتري الاصوات او يروضها هو من يسود في ديمقراطية الاحتكارات المتمدنة !
ان ارتداد انظمة واحزاب وولاءات وانخداع وخوف جمهرة واسعة من الانتهازيين بعد التفرد الامريكي بالعالم خاصة وان قسم كبير من هؤلاء كان يدعي بالشيوعية ، ما هو الا تعبير اخر عن حدة الصراع الدائر وعن الذروة التي يصعد اليها ، فكلما اقترب التصادم الكلي بين المشروع الامبراطوري الامريكي العولمي وبين المشروع الانساني العولمي الذي تتقاسمه مقاومات تاخذ اشكال متعددة كلما تزايد القفز لتتطهر مسارات الشيوعية من كل العارضين والنهازين الذين لا يتورعون عن الادعاء بان الامبريالية ستسلم بنفسها لتكون هي ذاتها الشيوعية التي نريد ، ولامثال هؤلاء نقول ان الشيوعية الانتهازية هي مطية للامبريالية وهي احتياطي لها !
لقد فضح الاحتلال الامبريالي الامريكي للعراق قسم كبير من امثال هؤلاء الانتهازيين وعلى راسهم جماعة حميد مجيد موسى التي تدعي انها الوريثة الشرعية للحركة الشيوعية في العراق ، فتحالفت هذه الجماعة مع المحتل بذريعة ان مصالح امريكا قد التقت بمصالحهم ، وان الامريكان لا يهددون المصالح الوطنية للعراق ، فاي شيوعية غبية وساذجة هذه التي تثق بالامبريالية وتعتقد انها يمكن ان تكون متناقضة مع جوهرها ، لا ليس الغباء والسذاجة ما دفع هؤلاء للتحالف مع المحتل الامريكي وانما انتهازيتهم واستعدادهم للتنكر لكل شعاراتهم اذا وجدوا من يرمي لهم فتات يحسبوها مغانم !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدود وسدود لا تصان الا بتحرير العراق وكسر قيود احتلاله !
- مواقف راقصة للوقفان السني والشيعي في عراق اليوم !
- حالة الامن والمرأة العراقية !
- المتاهات والبدايات الصحيحة
- التحسن الامني في العراق اشاعة رخيصة وباهتة !
- لماذا الحاجة الامريكية الى اتفاقية عسكرية طويلة الامد مع الع ...
- الغياب ممنوع والعذر مرفوع والرزق على أنا بوليس !
- مقاومة الاحتلال وعمليته السياسية لاتؤتي ثمارها بالمساومات !
- سلامة العراق سلامة لكل جيرانه !
- المثقف الاعور !
- وعد بلفور ووعيد هتلر!
- التطور اللاراسمالي بين الخرافة الفعلية والامكانية النظرية !
- وصفة مجربة :
- عفاريت السيد والباشا والاغا والخانم والخاتون!
- الناقص والزائد في ضرب العراق وتقسيمه !
- من حزازير المنطقة الخضراء في رمضان
- نار سوريا ولا جنة امريكا في العراق !
- الامارات العراقية غير المتحدة !
- احزاب وعصبيات غير متمدنة ؟
- من الذي على رأسه ريشة في عراق اليوم ؟


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - جمال محمد تقي - الشيوعية العدو اللدود للامبريالية