|
الصهيونية عنصرية مدللة !
جمال محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 2224 - 2008 / 3 / 18 - 10:41
المحور:
كتابات ساخرة
الصهيونية شكل من اشكال العنصرية ، هذا ما يقره كل مقرر موضوعي وكل باحث وكاتب لا يحيد عن جادة الصواب ، هذه حقيقة اقرتها الجمعية العامة للامم المتحدة في اواسط السبعينات من القرن الماضي حيث لم تكن حينها الهيمنة الامريكية شاملة بعد فالعالم وقتها كان متعدد الاقطاب ، وتراجع ذات الجمعية عن قرارها لا يغير من الحقيقة شيئا ، فلقد اتخذت قرارها هذا بعد ان اصبحت الهيمنة الامريكية شاملة واصبح العالم تحت استبداد القطبية الواحدة والتي لم تدع احدا وشأنه ، حتى منظمة الحرير الفلسطينية التي استجابت للضغوط والابتزاز الامريكي الصهيوني ودعت مناصريها للتصويت لصالح الغاء القرار المستحق ، قرار ـ اعتبار الصهيونية شكل من اشكال العنصرية ـ ! الاستثمار الامبريالي في الحركات العنصرية بالقطع لم ينقطع حبل تواصله وعلى مر التاريخ الامبريالي ومنذ مراحله الاولى ، من الكولونيالية الى العولمة الامبريالية ، ان اعتبار شعوب البلدان المستعمرة بشر من درجة دونية بالمقارنة مع بشرية المستعمر كان تجسيد نوعي لعنصرية جديدة تقترن بالاستعباد والابادة المبررة بثقافة التفوق والبقاء للاقوى والتي تفننت في تمييز نفسها على اساس اللون تارة وعلى اساس السلالة تارة اخرى وعلى اساس النمط الثقافي في تارات متقطعة ومنوعة ـ الدين ، اللغة ، نمط الانتاج ، المنحدر الجغرافي ـ نشأت الصهيونية الجديدة في رحم الامبريالية الكولونيالية وهذا ما يوثقه تاريخ الحركة الصهيونية ومؤتمرها الاول وكتاب الاب الروحي لها ـ الوطن القومي لليهود ـ والذي اشتهر بعنوان الدولة اليهودية لتيودور هرتزل الذي تم انجازه في الربع لاخير من القرن التاسع عشر ، ان تلك الحقيقة هي تجسيد حي لاندماج الطغمة المالية ذات الاصول اليهودية بلعبة الامم التي كانت تلعبها الطغم الامبريالية المتعددة الجنسيات والعابرة للحدود !
اعمدة الفعل العنصري في فلسطين وما جاورها:
التغلغل ، الازحة والاحلال ، الاستيطان ، التطهير ، التمييز ، كل هذه دروب ميدانية سلكتها الوكالة اليهودية مبكرا باتجاه فلسطين وهي تحت حكم الخلافة العثمانية ، حيث عملت ومنذ البدأ على تقديم نفسها كونها منظمة قومية ، وليست دينية بمعنى الاجتهاد لتأصيل اليهودية من كونها ديانة اي مجموعة معتقدات يمكن التخلي عنها الى عرق لايمكن التخلي عنه ! التغلغل تزامن مع افول النجم العثماني مرورا بالحصول على وعد بلفور 1917 الى قيام دولة اسرائيل 1949 ، الذي فتح الباب على مصراعيه لنهج الازاحة العنصرية حيث تهجير السكان الاصليين لتكون الارض جاهزة لاحلال المهاجرين اليهود الذين تدفع بهم الوكالة اليهودية دفعا للهجرة الى فلسطين محل الفلسطينيين المزاحين عنوة من ارضهم لذلك كان مافعله النازي الاوروبي يصب بمصلحة الوكالة ومشروعها مما يؤكد انها كانت بطريقة او اخرى شريك للنازي في التأمر على استقرار اليهود في اوروبا وهذا ما كشفته بعض الوثائق السرية النازية التي اخرجت للنور بعد سنوات طويلة من الحجر ، اما الاستيطان فقد جرى ويجري في الارض المأهولة او غير المأهولة من ارض فلسطين ، ولان المشروع متدرج ويحتاج الى هجرات متعاقبة فان التطهير العرقي يتواصل ويزداد حدة مع كل موجة جديدة بل انه متواصل بسبب تواصل الهجرات وحاجتها الجديدة للارض المنزوعة والمؤمنة ، وبعد كل هذا صارت حالة من تبقى من اهل الارض الاصليين والذين كانوا يغمرونها بانتشارهم عليها اقلية وسط امواج بشرية نهمة موعودة بالرخاء والامن مضللة بانها انما تعود الى ارضها ، وهنا صار التمييز العنصري بحق فلسطينيي اراضي 1948 سمة ملازمة للنظام الصهيوني في فلسطين المحتلة ، وبعد حرب 1967 حيث استكملت اسرائيل احتلالها للمتبقي من ارض فلسطين التاريخية ـ الضفة والقطاع ـ اضافة الى ارضي عربية مجاورة ـ سيناء ، الجولان ، وتوسع للاستحواذ على منابع المياه في لبنان والاردن ، اعلنت وتعاملت مع كل الاراضي المحتلة على انها اراضي قد ضمت الى اسرائيل ، وهذا ماورد في قرارات ضم القدس الشرقية واقامة القدس الكبرى كعاصمة للدولة الصهيونية ، ثم قرار ضم الجولان ، وترافق ذلك مع سياسة التوسع الفعلي في بناء المستوطنات داخل الضفة الغربية وغزة والجولان ، ان قضم اراضي الضفة والقطاع ثم هضمها استيطانيا وتمثلها كجزء من اسرائيل التي لا مجال للتفاوض بشانها في اي تسوية مقبلة هو عامل يفضح ماتدعيه اسرائيل من كونها تسعى لسلام حقيقي حيث ان كل الدلائل تؤشر عكس ذلك تماما ، اضافة الى اجراءاتها العملية لتقطيع اوصال الضفة الغربية ومن ثم بناء جدار عازل يحدد حدودها كما تراها اسرائيل مناسبة لها لتكون هي حدود الجزيرة الفلسطينية المحاطة بالاستيطان الاسرائيلي ، اي الدولة الفلسطينية التي تريدها اسرائيل بقبضتها وكانها ولاية بحكم ذاتي منزوعة الروح ، وهذا ما يجري التفاوض عليه وفق خطة خارطة الطريق الامريكية التي تتفاعل مع ماتفرضه اسرائيل كامر واقع على الارض ، فهذا بوش يؤكد ان حدود 67 ليست مقدسة وان حل الدولتين يجب ان يضمن امن واستقرار ويهودية دولة اسرائيل ، اي لا امل بعودة الاجئين ولا امل في بقاء عرب اسرائيل ـ فلسطينيي 1948 ـ في اسرائيل حيث يجري وتدريجيا تنفيذ مشروع ترانسفير لهم لتتكرر دورة الازاحة والاحلال ، وهذه المرة للحفاظ على نقاء الدولة اليهودية ! مسموح للصهيوني ان يقتل لانه يدافع عن نفسه ! ممنوع على الفلسطيني ان يدافع عن نفسه ! مسموح للصهيوني ان يمتلك اسلحة الدمار الشامل لانه يدافع عن نفسه ! ممنوع عن الفلسطيني البحث عن اي سلاح يدافع به عن نفسه ! مسموح للصهيوني ان لا ينفذ كل قرارات الامم المتحدة لانه يدافع عن نفسه ! ممنوع على الفلسطيني عدم تنفيذ قرارت الولايات المتحدة ! مسموح للصهيوني التجاوز على حدود اي دولة للدفاع عن نفسه ! ممنوع على العربي تضامنه مع الفلسطيني ! مسموح للصهيوني تطرفه الديني وعنصريته ويعاقب كل منتقد له لانه يدافع عن نفسه ! ممنوع على المسلم استثمار دينه للدفاع عن نفسه ! عنصرية الصهيوني مسموحة لانها ضد العرب والمسلمين ! ومقاطعة اسرائيل ممنوعة لانها ضد الصهيونية الربيبة المدللة من الطغمة الامبريالية العالمية ! ممنوع على اسرائيل خسارة اي حرب من حروبها ! مسموح للعرب خسارة كل حروبهم ! لقد قالها دافيد بن غورين مؤسس الدولة الصهيونية : اسرائيل لا تتحمل خسارة حرب وحدة مع العرب وان حصلت فانها بداية النهاية !
الجوهر الا ديمقراطي للصهيونية :
من نافلت القول ان جوهر اي حركة عنصرية مهما اختلف لونها ومصدرها ، جوهر لا ديمقراطي ، فالديمقراطية مركب يعتمد المساواة في الحقوق والواجبات ، اما العنصرية فهي نقيضها لانها تعتمد مبدأ التمييز في الحقوق والواجبات وما يتبعها من تبعات ، ولا تتوفر لديها القناعات الفعلية او حتى النظرية لتنفيذ المشروع الديمقراطي بشقيه الداخلي والخارجي ، حيث المواطنة ذات الدرجة الواحدة في الاول ، وحيث الايمان بتكافوء الشعوب قاطبة ، وحقها جميعا بالحياة الحرة الكريمة في الثاني ، انها اجتزائية وانتقائية في تطبيقاتها لبعض الاليات الديمقراطية في المجتمعات التي تتحكم بها حيث تحصر جوانب من الممارسات الديمقراطية المتاحة بفئات محددة دون اخرى وتختار ما يتلائم مع نزعاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية وتتيحه من ممارسات وتفرضها فرضا على فئات اخرى وهكذا ، هنا تتطابق المواصفات العنصرية بالتمام والكمال فيما يخص خاصية لا ديمقراطيتها على الصهيونية شكلا ومضمونا ، فالصهيونية قرينة لنظام الابارتيد المقبور في جنوب افريقيا عندما تؤسس لدولة تعتمد الانتماء الديني اساس مواطنتها ـ دولة يهودية ـ وتتعامل مع السكان الاصليين الذين تعتبرهم اقلية معيقة ومشكلة يجب استأصالها ـ فلسطينيو48 ـ بوسائل شتى ابرزها التهجيج بواسطة ترانسفير جديد يعطي الدولة نقاؤها اليهودي المفقود ، التمييز الصهيوني ازاء فلسطينيي 48 سياسيا واجتماعيا وثقافيا فكل فلسطيني متهم حتى يثبت اخلاصه ، وكل فلسطيني مشروع غير معلن للارهاب حتى يثبت العكس ، وكل فلسطيني هو قنبلة ديموغرافية موقوتة تهدد نقاء دولة اسرائيل اليهودية ، ومقابل كل مولود فلسطيني جديد داخل دولة اسرائيل ترتفع كلفة المهاجر اليهودي اليها !! هذه مسلمات النظام الصهيوني في اسرائيل وعلي ضوءها تجري عمليات ملاحقته وعزله وتجريده من ابسط حقوقه الانسانية ! كان العنصريون البيض في جنوب افريقيا يعزلون السود ويرحلونهم عن تجمعات البيض ويقصونهم الى حيث العزلة او الاستخدام الدوني ! اما عنصرية النظام الامريكي ازاء السود في امريكا فكانت واضحة وضوح الشمس حتى اواخر عقد الستينيات من القرن الماضي ، فالتمييز في التعامل مع السود وحقوقهم المدنية كان نهجا وعرفا سائدا ، دستوريا كان السود مواطنون لكنهم فعليا مواطنون منبوذون معزولون ، مواطنون من الدرجات الدنيا ، حتى قامت ثورة الحقوق المدنية الفعلية التي تزعمها مارتن لوثركنك والتي اسفرت لاحقا عن استجابات ساهمت في رفع الكثير من معالم الحيف المدني في قوانين الولايات ، وفي الممارسات العامة ووضعت قونين صارمة للحد من التمييز العنصري ازاء السود ! ان الراسمالية الاحتكارية حاضنة موضوعية للحركات العنصرية ، فالنازية والفاشية ، والصهيونية وتحالف الشمال ضد الجنوب ، والتمييز العنصري على اساس اللون والجنس والسلالة ، كلها اعراض لامراض مزمنة تعانيها الطغم الامبريالية وبعضها يحاول ان يؤصل نفسه بموروثات العبودية والاقطاعية التي لايمكنها ان تحيا مجددا لولا الارضية المشابهة التي توفرها لها الراسمالية الاحتكارية ذاتها حيث تغذيها بذات الجينات الطبقية لتنتشر وتزدهر وتتلون بروح الاستغلال الطبقي محليا وعالميا! ان اعتبار اليهود عنصرا بشريا متميزا هو حجر الزاوية في عنصرية الصهيونية وترسانتها الايديولوجية ، فهي تدعي تبعية اصحاب الديانة اليهودية الى نسل يعقوب الذي انتخبه الرب ليكون شعب الله المختار وان باقي شعوب العالم وجدت لخدمته ، انها فكرة عنصرية بالمطلق وهي تعاكس منطق العقل والعلم والتاريخ ناهيك عن المنطق الانساني !
هل هناك قومية يهودية ؟ :
اليهودية في الاصل ديانة سماوية يمكن ان يعتنقها من يؤمن بها مثلها مثل المسيحية والاسلام ، وعليه عندما يغير اليهودي ديانته الى المسيحية او الاسلام او الى الالحاد فان يهوديته تنتهي لتحل محلها المعتقدات الجديدة وهكذا الامر بالنسبة للمسيحية والاسلام ايضا حيث ان الايمان بالمعتقدات فقط الذي يمنح صفة الانتساب اليها كاديان ، لكن اصحاب الحركة الصهيونية يلوون عنق الحقائق عندما يدعون بان اليهودية ليست معتقد ديني فقط وانما هي عنصر سلالي ايضا ! هناك الكثير من اليهود من لا يعتقد بما تعتقده الحركة الصهيونية وهم يجدون في طروحاتها العنصرية اوهاما تجلب الشفقة ، وهناك العديد من الشخصيات اليهودية المرموقة والمختصة في مجال العبرانيات قد اكدت على بطلان زعم وجود العنصر اليهودي ، ومنهم رافاييل باتاي المدير السابق لمعهد هرتزل بمدينة نيويورك الذي قال بالحرف الواحد : " ان ما وصل اليه علم الانثربولوجيا الطبيعية يبين انه بعكس المعتقد الشائع لا يوجد عنصر يهودي " ! يجيب الدكتور اسماعيل صبري عبدالله على هذا السؤال في كتابه القيم ـ في مواجهة اسرائيل ـ قائلا : حين تخشى الصهيونية ما تثيره النعرات العنصرية من ردود فعل مضادة في الرأي العام تحاول الاستناد الى مبدأ القوميات وتدعي ان اليهود يشكلون قومية متميزة ، وهكذا اطلق الصهاينة على مشروعهم الاول اسم " الوطن القومي لليهود " ، وتحمل احدى المؤسسات الصهيونية العالمية اسم " الصندوق القومي لليهود " ويتحدث كتاب الصهيونية عن " الشعب اليهودي " . وهذه الدعوى القومية لا تستند الى اي اساس ، فماذا يربط بين اليهود في مختلف بلاد الارض ؟ نحن نقول انه لا يربط بينهم الا مجموعة من المعتقدات الدينية ، ولكن الصهيونية ترفض هذا المنطق السليم الذي يجعل من اليهودية دينا فحسب ، ومع ذلك فهي تعجز عن تقديم اي سمة اخرى مشتركة بين اليهود ، فهم لا يعيشون على ارض واحدة ، ولا يتكلمون لغة واحدة ، بل انهم في كل البلدان يتكلمون لغة البلد الذي يعيشيون فيه . . . . ومهما يكن من امر ، فان الاساس العنصري في يد الصهيونية سلاح هام وفعال لتعبئة اليهود في كل مكان لمساندة اسرائيل . وهي تستخدمه في كل المستويات ابتداء من التعصب العنصري عند بعض هؤلاء اليهود الى مجرد التعاطف الطبيعي الذي يحس به عدد كبير منهم باسم الانتماء التاريخي ، او ذكريات الاضطهاد ، او التماسك الديني . . والامر الذي ينبغي ان لا يغيب عن الاذهان هو ان قدرة الصهيونية على تعبئة يهود العالم ترتهن باشاعة الاحساس بان يهود اسرائيل في خطر . ص 48 . يذهب بعض الدارسين الى القول بانه اذا كان امر اثبات وجود شعب يهودي او قومية يهودية هو اقرب الى الخيال فان اثبات وجود شعب اسرائيلي وامة اسرائيلية امر وارد تؤكده معطيات الواقع ! لكن الواقع ذاته لا يسلم بما ذهب اليه هؤلاء الدارسون رغم محاولاتهم الواقعية ، التي تراهن على الزمن وعلى ظهور اجيال جديدة من اليهود لا تعرف غير ارض اسرائيل وطنا لها ، هذا المنطق يدحض تماما امام نوعية وكمية الهجرات المعاكسة من اسرائيل ، وامام ضعف الانتماء الوطني عند المقيمين والمولدين في اسرائيل وخاصة الشباب الذي يغمره شعور بالاكتئاب عندما يحين دوره للتجنيد ، رغم المغريات المادية النوعية ، ان الاستيطان ومهما طال امده ، خاصة اذا كان على حساب شعب حي سوف ينتهي الى زوال كما انتهى في الجزائر وغيرها !
وهنا يقول الدكتور اسماعيل صبري عبدالله وفي نفس الموضوع : " ان العقبة الرئيسية في سبيل تكوين أمة متميزة في اسرائيل هي الرابطة الصهيونية ، فاسرائيل لا يمكن ان تصبح امة الا اذا تخلت نهائيا عن اعتبار نفسها وطنا ليهود العالم ، ان فكرة القومية الاسرائيلية نفي بالضرورة للقومية اليهودية ، وهي لا يمكن ان تتبلور وتتاكد الا في الحدود التي تضمحل فيها وتتلاشى فكرة ان اليهود في العالم كله شعب واحد .. . فكيف تكتمل معالم الامة ومكوناتها غير قابلة للتحديد بل خاضعة للتغيير المستمر وفقا للهجرة من اسرائيل واليها ؟ وهكذا تكون الايديولوجية الصهيونية حائلا دون نمو قومية مستقلة في اسرائيل باصرارها العنصري من ناحية على وحدة اليهود في العالم وبرفضها من ناحية اخرى ان تنفصم اسرائيل عن الغرب لتصبح جزءا من المنطقة المحيطة بها . . " . ان اكثر الاديان التي تعرضت للاستغلال والتحريف والتزييف هي الديانة اليهودية والمفارقة هنا انها تعرضت لهذا كله بفعل افعال بعض اليهود انفسهم ، واغلب هؤلاء من ذوي المصالح والغايات متدينين كانوا اوملحدين ! يقول صاحب كتاب "في مواجهة اسرائيل" عن استغلال الدين عند دهاقنة الحركة الصهيونية ما يلي :
" الى جانب العنصرية تستغل اسرائيل الدين اسوا استغلال ويبدأ ذلك بمحاولة تاسيس الدعوة لانشاء اسرائيل ، ثم لتبرير وجودها بالحديث عن "الوعد الالهي لبني اسرائيل في كنعان " ، فالعقل لا يمكن ان يقبل الاستناد في احتلال ارض فلسطين الى واقع ان دولة يهودية كانت قائمة في جزء منها قبل الفي عام ! ولو اخذنا بمثل هذه الحجج لوجب رد الولايات المتحدة لقبائل الهنود الحمر ، فالتاريخ هنا عمره لا يزيد على خمسة قرون . والامر الغريب حقا هو ان عددا من مثقفي اوروبا المتعاطفين مع اسرائيل لا تصطدمهم عدم استقامة المنطق ، ويتقبلون في سهولة استخدام حجتين متناقضتين ، فهم يقيمون وزنا كبيرا للخمسين عاما التي مضت على قيام اسرائيل ويهدرون الالفي عام التي عاشها العرب على ارض فلسطين ، او بصورة اخرى يقبلون الزعم الصهيوني عن حقهم في ارض فلسطين باسم مملكة زالت منذ اكثر من الفي عام ، ويرفضون حق العرب الذين طردوا من ارضهم منذ خمسين عاما فقط ! لا يمكن لاي انسان يحترم عقله ان يستفيض في مناقشة لاسطورة يراد لها ان تكون سندا لاغتصاب. . !
لا غرابة بعد الذي تقدم نخرج بالقول ان الصهيونية هي شقيقة للنازية في الرضاعة وان كل الحركات العنصرية المعروفة في وقتنا هي اخوات لاب مارق بهوسه الاستغلالي والعبودي المسلط على شعوب كوكبنا في الماضي والحاضر !
#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جنس من اجل البقاء !
-
8 اذار رفيق 1 ايار !
-
وديعة بوش الساخنة لخليفته !
-
حوار الطرشان !
-
العراق بين التخيير والتسيير؟
-
نداء غزة !
-
الرجل المومس والبغي الفاضلة !
-
اين النمو من البلدان النامية ؟
-
وقفة الامام الحسين بين الرمز والتشخيص !
-
القاعدة ليست استثناء !
-
متى يكون المثقف متبوعا ؟
-
ايها الديمقراطيون ارفعوا اصوات تضامنكم مع مجلة -الاداب -
-
الشيوعية العدو اللدود للامبريالية
-
حدود وسدود لا تصان الا بتحرير العراق وكسر قيود احتلاله !
-
مواقف راقصة للوقفان السني والشيعي في عراق اليوم !
-
حالة الامن والمرأة العراقية !
-
المتاهات والبدايات الصحيحة
-
التحسن الامني في العراق اشاعة رخيصة وباهتة !
-
لماذا الحاجة الامريكية الى اتفاقية عسكرية طويلة الامد مع الع
...
-
الغياب ممنوع والعذر مرفوع والرزق على أنا بوليس !
المزيد.....
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
-
شعرت بالذعر.. مارغوت روبي تتحدث عن ارتجالها صفعة لدي كابريو
...
-
ليبيا.. رئيس النواب والممثلة الأممية يشددان على ضرورة تشكيل
...
-
ليبيا.. رئيس النواب والممثلة الأممية يتفقان على ضرورة تشكيل
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|