أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - جمال محمد تقي - الرجل المومس والبغي الفاضلة !















المزيد.....

الرجل المومس والبغي الفاضلة !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2178 - 2008 / 2 / 1 - 02:11
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


" اولاد ق. . . كلهم الرجال ، دبقون حتى على مقاعد السيارات العامة ، يا الهي ، قدري اللعين ان افكر، في وقت واحد بنفسي وباولاد ال . . . الذين يجالسونني الان في ظهيرة رهيبة ، تفوح منهم روائح الاجساد المتعفنة ، والشهوات الجاهزة والتبغ الرديء ، كما اسماك حمقاء تطش نظراتها اللزجة نحو النساء حد اثارة القرف . . " مقطع من رواية جاسم الرصيف ـ ثلاثاء الاحزان السعيدة ـ ،
كما في رواية جان بول سارتر ـ البغي الفاضلة ـ هناك صورا واضحة الانصاف في التعاطي مع موضوعة مركبة كهذه ، الزنجي الذي يلاحقه العنصريون لا يجد انسانا يحميه غير عاهرة لم تفقد انسانيتها بعد ، الام التي تغتصب دون رحمة من رجال فقدوا ادميتهم محاولين اسقاط دعارتهم على أمرأة بقيت انسانة رغم الاستباحات القاتلة ، تتماهى انسجة الرؤيا البنائية والفكرية في الحالتين ، وتتحزم بانحياز معرفي وانساني يحتقر الذكورة ـ المسترجلة ـ بالتراكم القهري للانوثة الذي يحتمي بنظام الملكية الابوية حيث يوفر له كل مستلزمات التسيد غير الشريف !

تحدث لي صديق قديم قائلا : " اذا استطاع احدهم اقناعي بالحجة التاريخية ، ان هناك فعلا امبريالية شريفة ساقتنع واسلم وقتها بان مايحدده الرجل من مقاييس لشرف المرأة هو الشرف بعينه حتى لو كان هذا الرجل غير شريف ، واذا لم يستطيعوا فعليهم ان يعيدوا صياغة ثقافتهم ! " .

المرأة هي الضحية دوما لما لا ؟ مادام المجتمع ونسقه ذكوريان دون رحمة ، حد الاقصاء ، واحيانا حد الوأد ، باستناد مزيف ومؤول لتعاليم آلهية تسحب من سياقها للتغطية على التمايز الا انساني طبقيا وجنسيا ، وهي تتوارث كالملكية ، مجتمعات يعشش فيها النفاق والازدواج والتمظهر المرضي المسبب بتعقيدات التخلف البنيوي للقاعدة الاقتصادية الاجتماعية والتبعية الطامسة بالاستهلاكية وانغلاق دورة الانتاج ، انها عوامل تبعث على التشوه والقنوط، فلا الاسلامي مسلم حقا ولا الشيوعي شيوعي حقا ولا الليبرالي ليبرالي حقا ، فكل هؤلاء لهم ضمائر ظاهرة ومستترة واللاسف لا تجذر حقيقي لها الا من باب الاعراب اللغوي ، والظاهرة منها تدعي الشرف والعدل والانسانية والتوافق مع المعتقد الالهي او المعتقد الماركسي او المعتقد الراسمالي الغربي ، ممارسات الاسلامي المعتادة تختصر العقيدة بعقدة الجنس ، ومنطقة العقل الباطن عنده كثفت معاني الذكورية ومقاصدها التوريثية اصلا بموضوعة الزواج المقدس اي الزواج الابوي ، حيث يزوج ولي الامر النساء من رعاياه الى من يشاء ، عليه فان الدخلة الاولى يجب ان تكون بالتوافق وتحديدا بين ذكور الاسرة ، اما اذا ادخلت المرأة رجل عليها لا يعلم به ذكور الاسرة فانها بذلك قد عصت وربما عطلت عليهم استأثارهم بالتركة !
هنا يختصر الذكر شرفه كله بقضية الدخلة الاولى اي بمايسمى تجاوزا بغشاء البكارة ـ الذي ثبت علميا انه لا يحتمل اي من الاحمال الملقاة عليه ـ فهو ليس حجابا حاجزا لا جلديا ولا عضميا ولا غضروفيا ولا حتى لمفاويا ، انه طبقة رقيقة قريبة للمخاطية تغلف اجزاء من مداخل الرحم ، واغلبها يتصف بالمطاطية ، وعند الدخلة الاولى ولاسيما قديما حيث كان يمكن ان تكون تلك الدخلة على فتاة لا يتجاوز عمرها 12 سنة او اقل من ذلك مما يؤدي لخروج بعض الدم نتيجة ضيق عضلات الرحم ، وحتما ستتعرض الكثير من الاغشية المخاطية والدموية للاختراق ، عليه لا يمكن الركون علميا الى ان عدم وجود بقع دم اثناء الدخلة الاولى دليل على ان المدخول عليها كانت قد ادخلت عليها ، ومن الصارخ هنا علميا وعمليا فقدان الذكر لاحد اهم مقاييسه الحسية التي وضعها لنفسه بنفسه للشرف ، وخاصة بعد شيوع الوسائل التقنية الطبية المتطورة والتي يمكنها ببساطة تجهيز الرحم المستعمل باغشية شبيهة بالاغشية المفقودة !
ان حصر ولاء وحب المرأة بالغريزة فقط ، وكانها الهم الاول في هذه الدنيا عند الجاهلي اوالمسلم او المسيحي اواليهودي او البوذي اوعند الملحد ، والغلو فيها حد التجسيد والتخييط والتفحيص الحسي معناه ان الذكر مازال غريزيا وما زالت منطقة عقله الاواعي تعتقد ما تعتقده الجاهلية .

لا شك في ان تواصل دوران منبع هذه الدائرة حول نفسها عند المجتمعات الاسلامية بتغذية موضوعية مسببة من ترسبات الشلل البنيوي المنبعث من عمليات الحجر الاحتكاري المهيمن والذي يجعلها اكثر استهلاكية وتبعية ، والتي لا يغير فيها شيئا توهان الشيوعي التائه بين التغريب والتاصيل ، وهروب الليبرالي الذي يضع بيضاته كلها في سلة الجري وراء الحداثة الراسمالية حتى لو كانت النتيجة تتجسم امامه بالتبعية الشاملة ، يجعل من الامر اكثر ماساوية عندنا ، وهذا ما نلحظه بالارتداد الجاري لوضع المرأة ومكانتها في العراق حد القتل شمالا وجنوبا ، وكانه لا تكفي عذابات القهر السائدة في فوضى الاحتلال وعمليته السياسية المتخلفة ، وذات الشيء ينسحب على افراد بعض الجاليات العربية والمسلمة التي تعيش اوروبا حيث الانعزال والعطالة والتمييز والخوف من القيم الجديدة فيه !

عندما يبيع الرجل قيمه فانه بلا شرف ، وعندما يخون بلاده او زوجته فهو بلا شرف ، وعندما يعتدي على النساء فهو بلا شرف ، وعندما يكذب وينافق فهو بلا شرف ، وذات الشيء بالنسبة للمرأة ، نعم الرجال شقائق النساء وهما يكملان بعضهما ، فالثقوب متوفرة في الجميع ، والشرف الروحي الفاعل هو الاخلاقي والقيمي ، وهو وحده الكفيل بجعل اجساد الرجال والنساء طاهرة حقا وليس العكس !
يقدس بعضهم عمليا غشاء البكارة ويعتبره البداية والنهاية ، ويغالي الغارقون في نرجسية الذكورة اكثر من اجلاف الجاهلية حيث يتخذون منه تعويذة يجاهرون بها كالوشم !
هناك المعتدلون الذين يدركون ان النشئة الصالحة المعتمدة على زرع الثقة بالنفس والتسلح بالمعرفة والقيم الاخلاقية والعقائدية الجميلة التي لا يبارحها احتقار التزمت والنظرة الدونية للمرأة ، حرية الرأي والاختيار والجدل والاحترام المتبادل كفيلة وحدها بجعل الابناء ذكورا واناث ، وكذا الزوجات اهل لكل خير وثقة ، ان معالجة الاخطاء باساليب تربوية بعيدة عن الجاهلية الاولى هو الايمان الحق ذاته ـ فمن قتل ابنته ولاي سبب كان فكائنه مارس الكفر بعينه حيث يرتقي ذنبه لمرتبة قتل الناس جميعا اضافة الى اقرار صاحبه ضمنا بخروجه من معشر الانس معشر الرحمة ، ان المدنية تسعى لايقاف عقوبة الاعدام بحق مجرمي حروب لان الخطأ لا يعالج بخطأ ، فكيف يكون الحال مع معاقبة من لاجرم له بابشع انواع الجرم النهائي جرم القتل ؟
انظروا وبتمعن الى النبي محمد كيف تعامل مع واحدة من هذه المسائل وقبل اكثر من 1400 سنة
عندما وقعت شبهة علنية بسلوك واحدة من اصغر واكثر زوجاته اشراقا ووسامة ـ حادثة الإفك ـ انه لم يستجب لكل الدعوات التي شككت بها بل دافع عنها وطلب منها ان تدافع عن نفسها ، وعندما طلب منها والدها ان تعتذر للرسول قالت له وبقوة وامام النبي : لا اعتذر عن خطأ لم ارتكبه !
رغم ان الشبهة كانت قوية ورغم كون الوضع حساس للنبي وهو بهذه السن لكنه تحمل كل الضغوط التي كانت تأتيه من احب واقرب الناس ـ علي ابن عمه ، وفاطمة ابنته ، و ام سلمة زوجته ـ ولم يستجب لطلباتهم بتطليقها ! فلماذ لا نحاول الاقتداء بالرسول ؟ والامثلة كثيرة في الاسلام عن المعاملة الرقيقة للمغتصبات باعتبار ان لا ذنب لهن ، حتى ان بعضهن ولدن وارضعن حملهن منه ، وكان المجتمع الاسلامي ينظر بعطف لتلك الحالات كونه دين رحمة للعالمين .
وفروا مجتمع لا عبودية فيه للمرأة ودعوها تختار شريك حياتها وسهلوا الزواج الشرعي واجعلوه متاحا حقا ، ولا تحاربوا الاختلاط الشرعي ، وساعدوها لتعتمد على علمها وعملها ثم شددوا على الرجال وحاسبوهم كونهم الوجه الاخر لعملة الشرف فلا يمكن ان يكون الفاسق هو الخصم والحكم ، والكل يتحمل مسؤولية كاملة ، عندها ستجدون ان الامور تهون كثيرا ، وتسير نحو الافضل !

"ايها الناس انا خلقانكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم"
تبصروا بالاية اعلاه ، الم تضع الذكر والانثى على قدم المساواة ؟ الم تجعل الاثنين مسؤولين مباشرة عن تشكيل الاقوام والشعوب ؟ الم يخلق الله الاثنين من طينة واحدة ؟

اقترح على القراء ، قراءة كتاب ـ محمد ـ للمؤلفة الانكليزية كارين ارمسترونج ، ترجمة د . فاطمة نصر و د . محمد عناني الصادر عام 1992 ، دار الكتب المصرية ، لتوسيع دائرة المعارف ذات الصلة وبمذاق اخر !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اين النمو من البلدان النامية ؟
- وقفة الامام الحسين بين الرمز والتشخيص !
- القاعدة ليست استثناء !
- متى يكون المثقف متبوعا ؟
- ايها الديمقراطيون ارفعوا اصوات تضامنكم مع مجلة -الاداب -
- الشيوعية العدو اللدود للامبريالية
- حدود وسدود لا تصان الا بتحرير العراق وكسر قيود احتلاله !
- مواقف راقصة للوقفان السني والشيعي في عراق اليوم !
- حالة الامن والمرأة العراقية !
- المتاهات والبدايات الصحيحة
- التحسن الامني في العراق اشاعة رخيصة وباهتة !
- لماذا الحاجة الامريكية الى اتفاقية عسكرية طويلة الامد مع الع ...
- الغياب ممنوع والعذر مرفوع والرزق على أنا بوليس !
- مقاومة الاحتلال وعمليته السياسية لاتؤتي ثمارها بالمساومات !
- سلامة العراق سلامة لكل جيرانه !
- المثقف الاعور !
- وعد بلفور ووعيد هتلر!
- التطور اللاراسمالي بين الخرافة الفعلية والامكانية النظرية !
- وصفة مجربة :
- عفاريت السيد والباشا والاغا والخانم والخاتون!


المزيد.....




- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة رغم ان ...
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025
- انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة وسط ...
- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - جمال محمد تقي - الرجل المومس والبغي الفاضلة !