أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جادالله صفا - لماذا المقاطعة لمؤتمر القمة العربية؟














المزيد.....

لماذا المقاطعة لمؤتمر القمة العربية؟


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2239 - 2008 / 4 / 2 - 09:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحكومات العربية وبكل مناسبة تؤكد وبلا شك انها ليست صاحبة قرار بالدفاع عن استقلالية دولها وحقها باتخاذ القرار، بعيدا عن كل الضغوطات الغربية وبالاخص الامريكية والتهديدات الاسرائيلية، وهي تؤكد بكل مرة تبعيتها للهيمنة الامريكية، ورضوخها للضغوطات التي تمارس عليها، وتؤكد انها غير قادرة للحفاظ والدفاع عن مصالحها ومصالح شعوبها، وبكل مناسبة عربية او دولية تجد المواقف الرسمية للحكومات العربية تتناقض وتطلعات شعوب دولها، وتقف هذه الحكومات بمواقفها وقرارتها ضد التطلعات المستقبلية واحلام شعوبها بمستقبل افضل كسائر شعوب العالم.

المقاطعة الرسمية للعديد من رؤساء الدول العربية لمؤتمر القمة العربية الاخير بالعاصمة السورية دمشق، لم تاتي الا لتؤكد على حالة التدهور الرسمي التي وصلت اليه هذه الحكومات، فالتبريرات التي تطرحها وسائل الاعلام على لسان الناطقين والمسؤولين بالحكومات العربية المقاطعة للقمة، بالتأكيد غير مقنعة للمواطن والانسان العربي البسيط، وايضا تدرك وبكل تاكيد هذه الحكومات بعجزها وفشلها اتجاه حتى القيام بدورها كحكومة اتجاه شعبها والمواطن العربي.
الحالة التي تمر بها المنطقة العربية من حروب وصراعات داخلية تتطلب بالفعل جهودا وحلولا جذرية لتجاوزها ، ومن غير المعقول ان نوجه الاتهامات الى اطراف عربية او اقليمية، لعدم استقرار الوضع الداخلي اللبناني وتوافقه، ونحن ندرك جيدا ان منطقتنا العربية والشرق الاوسط هو هدف امريكي غربي يسعى الى فرض هيمنة امريكية كاملة على المنطقة، ومن الخطيئة والجريمة ان تقوم هذه الحكومات وهي تدرك حق المعرفة بكافة اهداف هذا المخطط والى اين يريد ان يصل، وان تبقى ساكته غير قادر على الفعل والخروج من هذه الحالة، فالوضع اللبناني وازمتة الداخلية، هو نتيجة مؤامرة خارجية تلعب بخيوطها اسرائيل وامريكا، وان عدم الاستقرار بلبنان هو ايضا تهديد لاستقرار المنطقة وامنها القومي، لينتقل مستقبلا الى زعزعة استقرار الوضع الداخلي بسوريا، على طريق تمرير المخطط الصهيوني الامريكي بالمنطقة، والمعروف جوهره لاقامة دويلات طائفية، فما يترتب على هذه الحكومات هو البحث عن حلول جذرية تساهم باخراج لبنان من حالته الراهنة، وتجاوز مخاطر تهديد استقلاله واستقراره، وهذا ياتي من خلال رفض التدخل الاجنبي الغربي بالشان الداخلي اللبناني، وهذه الحالة ايضا تنطبق على العراق ولكن بصورة قد تختلف قليلا، ولكن من ناحية الجوهر لها نفس المضامين، ففي عهد الحكم السابق رغم بطشه، الا ان استقلال ووحدة العراق كانت من اولى اهتماماته، فما يجري بالعراق الان هو نتيجة الاحتلال الامريكي لاراضيه واستخدامه لسياسات تشجع الطائفية بهذه الدولة العربية، وتقسيمه على اساس طائفي، وهذا ما اكدته الادارة الامريكية عندما اعلنت عن اهدافها.

اذا كانت هذه الحكومات تعتقد ان سبب الخلاف بالموقف العربي هو استعصاء حل الازمة اللبنانية، وعدم الاتفاق على حلول اتجاه قضايا اخرى بالمنطقة مثل الوضع العراقي السيء، والقضية الفلسطينية وما تواجهه من محاولات تصفية، فاعتقد ان هذا الموقف هو خاطيء، فلا يمكننا ان نبرأ الكيان الصهيوني والادارة الامريكية من حالة عدم الاستقرار بالمنطقة كاملة، التي هي اي - الحكومات العربية - بالاساس مستهدفة بغض النظر عن مواقفهم المؤيدة والمناصرة او المعارضة للسياسة الامريكية والغربية، فان استخدام هذه المبرارات لتبرير مقاطعتها للقمة العربية بدمشق، غير مقنعة للمواطن العربي، وبالاساس يضعف موقفها ويجعلها بين نارين، نار الجماهير التي تلعنها ونار امريكا ايضا التي تهددها بالزوال وفتح ابواب جهنم عليهم.

المشروع الغربي الامريكي الصهيوني للمنطقة نابع بالاساس من مفهوم وعد بلفور، الذي ادى الى اقامة دولة اسرائيل، حيث ينص وعد بلفور وقرار الامم المتحدة رقم 181 على اقامة دولة يهودية بفلسطين، وهذه الدولة لا يمكن ان تقوم الا بعد اقامة دويلات طائفية بالمنطقة، لتجد مبرارات اقامتها، للهروب من مصطلح الديمقراطية وحق الشعوب بالتعايش، وهذا ما نلمسه اليوم، لذا الخروج من هذا المأزق لن ياتي الا من خلال محاربة مفاهيم الطائفية والحفاظ على استقلالية الدولة والقطر الواحد والتصدي لكل محاولات التجزئة القائمة على اساس طائفي، والتاكيد على المصير المشترك للشعوب العربية، وان اي زعزعة للنظام السوري في المرحلة الحالية واسقاطه لن يكون المستقبل بافضل وانما باسوء، ولن يكون مستقبل الشعب السوري بافضل من ما يجري بالعراق، ومخطط تقسيم سوريا ليس خارج المفهوم الامريكي الاسرائيلي، فمقاطعة بعض الزعماء العرب للقمة بالحقيقة هو اضعاف لسوريا بتصديها للمخطط والمؤامرة التي تنتظرها، ومساهمة باضعاف الموقف العربي الموحد حول المصير المشترك والدفاع عن الامن القومي العربي، واخراج لبنان من ازمته لن تتم الا بموقف عربي موحد يؤكد فيه بالتصدي للمخطط الامريكي الصهيوني الداعي الى تقسيم المنطقة على اساس طائفي، وهذا الموقف مطلوب من كافة الزعماء العرب سواء كانوا حلفاء لامريكا او معارضين لها، لان المخطط بالاساس يطال الجميع دون استثناء.



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تاريخ الهجرة الفلسطينية الى البرازيل (الجزء الاول)
- لمحة سريعة على واقع اللاجئيين الفلسطينيين بالبرازيل
- المازق الفلسطيني الراهن واحتمالات العودة للخيار الاردني
- المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل وافاقها المستقبلية
- قطاع غزة - المحرقة - والنازية الجديدة
- اولى الضحايا اللاجئين الفلسطينيين بالبرازيل
- الشرعية الفلسطينية ومأزقها.... ازمة ام مؤامرة؟
- اللاجئون الفلسطينيين بالبرازيل يقرعون جدار الخزان
- قطاع غزة الى اين؟ انفصال عن الضفة ام انهاء الاحتلال الاسرائي ...
- الموقف الصهيوني تجاه القضية الفلسطينية ومستقبل الوطن العربي ...
- الاعلام الفلسطيني بامريكا اللاتينية - الواقع والافاق
- النشاط الصهيوني بامريكا اللاتينية واثره على القضية الفلسطيني ...
- هل ستدفع الدول العربية مائة مليار دولار تعويضا لليهود العرب؟
- الجالية الفلسطينية بامريكا اللاتينية ماضي- حاضر- مستقبل
- نظرة سريعة على مواقف الجبهة الشعبية
- مؤامرة سايكس- بيكو تعود بثوب جديد
- اللاجئون الفلسطينيين بامريكا اللاتينية
- الواقع الفلفسطيني الراهن والمشروع الصهيوني
- اسئلة مشروعة للوفد الفلسطيني في مؤتمر الخريف
- رهانات السلطة والحل الامريكي


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جادالله صفا - لماذا المقاطعة لمؤتمر القمة العربية؟