اولى الضحايا اللاجئين الفلسطينيين بالبرازيل

جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2204 - 2008 / 2 / 27 - 02:18
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    

السيده هدى مبارك عامر زوجة وليد التميمي، وصلت الى البرازيل من مخيم الرويشد، فكانت اولى الضحايا الذين عانوا من اهمال السيد انتانور المدير المشرف لمنظمة كراتاس، الشريك الاول للمفوضيه الساميه لشؤون اللاجئين، حيث ان هذه الزوجه وعلى لسان زوجها وليد التميمي تعرضت الى عملية اجهاض لجنينها البالغ من العمر 6 اشهر، نتيجة اهمال هذا الرجل الغير مسؤول، يقول الزوج وليد التميمي:
"ان زوجتي دخلت الاراضي البرازيليه وهي تحمل في احشائها طفلي الثالث ولم نكن نعلم حينها، ولكن بعد اسبوع من وصولنا اكتشفت زوجتي خلال المراجعات الطبيه، ففرحنا كثيرا، ولكن بعد فتره قليله بدات تظهر على زوجتي اعراض التعب التي هددتها في كثير من الاحيان بسقوط الجنين، وبعد عدة مراجعات قامت بها زوجتي الى المستشفى تمكنت من اجراء عمليه ربط لعنق الرحم، وطلب منها اجراء بعض الفحوص الطبيه لغرض التاكد من سلامة الجنين، وعدم الاصابه بالتهابات تؤثر على حياة الجنين نتيجة هذه العمليه بموعد اقصاه اسبوع، ولكن مع عدم توفر الطاقم الكافي المسؤول عن ادارة شؤون 57 لاجئ، لم تتمكن زوجتي من الحصول على هذه الفحوصات في موعدها، التي كانت تتضمن الاشعه(السونار ) وبعض التحاليل الطبيه، واثناء هذه الحاله وهذا الاهمال بدات تظهر على زوجتي اثار التعب والمرض من جديد، فقمت بالاتصال بمكتب المنظمه وزيارته طالبا مقابلة السيد انتانور، لغرض طرح قضيتي عليه، وكذلك طرح بعض المشاكل التي توثر على حياة الاجئين، مثل عدم توفر كادر من هذه المنظمه ايام السبت والاحد لغرض نقل الحالات الطارئه الى المستشفى، وكذلك عدم توفر المترجم الذي يتمكن اللاجيْ من خلاله نقل معاناته الى الطبيب، وكان ذلك يوم 14/1/2008، الا ان مسؤلية هذا الرجل، والكلام على لسان الزوج، والامانه التي حملته اياها منظمه يشهد لها العالم بانسانيتها، لم تكن في مكانها ولم يكن على قدر هذه الامانه، لانه لم يقابلني منذ ذلك الحين، رغم تكرار طلبي بعد خمسة عشر يوما، كنت قد ابلغت السيده ماري وهي موظفه داخل هذا المكتب بحاجتي لهذه المقابله، فقامت بالاتصال به مشكوره وابلغتني انه الان باجازه لقضاء الكرنفال، وانك ستكون الاول على جدول اولوياته حين عودته، ومع الاسف لم يتم ذلك اللقاء رغم دخول زوجتي الى المستشفى وفقدانها الى اعز ما تملك، وهو جنينها الذي سهرها الليل، متحمله كل الالام لرؤيته بين يديها، وفي حاله من الاعياء، كادة ان تفقدها حياتها لولا ارادة الله، وساعدها الشرفاء وملائكة الرحمه في مستشفى سانتا كازا، والذين بذلوا قصارى جهدهم لانقاظ زوجتي، مؤكدا وقوع الحادث يوم الجمعه الساعه العاشره ليلا بتاريخ 23/02/2008، وكان هذا بداية الاجازة الاسبوعية لكافة موظفي المنظمه، والذين لم اتمكن من الاتصال بهم، رغم كل المحاولات من قبلي ومن قبل الاصدقاء، وكما اني لم اجد من يتمكن من الترجمه لي او لزوجتي، عند الوصول الى المستشفى برفقة احد السيدات البرازيليات، التي قامت مشكوره بنقل زوجتي وادخالها قسم الطوارئ، بعد عجزي عن التواصل مع موظفي المنظمه، وقامت هي مشكوره بكافة الاجراءات لاعلام الاطباء بحالتها، ولكنها لم تتمكن من التواصل معنا لاختلاف اللغه، وتبين بعد ذلك ان زوجتي تعاني من التهاب حاد مضى عليه اكثر من اربعون يوما، تمكن من اتلاف حاضنة الطفل داخل احشاء امه بصوره كامله متمكنه من حياة الطفل، و لولا ارادة الله لتمكن المرض من حياة امه، ورغم ما جرى فاني لم اجد بعد ذلك من موظفي كاراتاس سوى موظف عمل، للقيام باجراءات الدفن للجنين كان واجيهم فقط دفننا، لهذا فانني اناشد السيد رئيس دولة البرازيل الذي نكن له كل احترام والتقدير، والذي كان له الفضل في تخليصنا من الجحيم الذي كنا نعيشه، للتدخل ورفع المعاناة عنا وعن اطفالنا ونسائنا، واناشد كل الشرفاء في البرازيل والذين لهم موقف متميز من قضيتنا، الوقوف الى جانبنا لتحميل المسؤوليه عما جرى لمنظمة كاراتاس والوقوف امام التقصير ومحاسبة المسؤولين عن ذلك وتحويلهم الى القضاء"

اما اهلنا في الوطن العربي فنقول لهم حسبنا الله ونعم الوكيل عما فعلتموه بنا.
بالتاكيد ما زلنا نؤكد ان هناك اهمال من قبل منظمة كاراتاس، التي اخذت على عاتقها مسؤولية متابعة قضاياهم، ولكن من المؤسف جدا ان السفارة الفلسطينية والفيدرالية الفلسطينية التي تؤكد على تمثيلهما للجالية والدفاع عن مصالهحم ومتابعة قضاياهم لم تؤدي واجبها اتجاه ابناء شعبنا اللاجئين منذ البداية، لنؤكد ان هذه المؤسسات بامكانها ايجاد وسيلة اتصال دائمة، للتواصل ومعرفة كافة القضايا الطارئه التي قد تحصل مع اخوتنا اللاجئين، والعمل على تفادي وقوع حالات مأساوية كالتي حصلت، ومن هنا نطالب السفارة الفلسطينية والفيدرالية الفلسطينيةان تتواصل مع اللاجئين لمعرفة قضاياهم ومعاناتهم ورفعها للجهات المسؤولة الى ان يتمكنوا اخوتنا اللاجئين من الاعتماد على ذاتهم.

جادالله صفا
البرازيل
26/02/2008

#جادالله_صفا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل