أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - اليسار الفلسطيني بين حماس وفتح















المزيد.....

اليسار الفلسطيني بين حماس وفتح


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2084 - 2007 / 10 / 30 - 10:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


ان عملية الحسم العسكري التي اقدمت عليها حماس بقطاع غزة خلال شهر حزيران، والتي ادت الى بسط سيطرتها على مقرات الاجهزة الامنية، وخلق واقع جديد بالساحة الفلسطينية في العلاقات الداخلية ادت الى بروز سلطتين احدهما بغزة تقودها حماس حيث عللت الحركة وبررت فعلتها للتصدي للمؤامرة التي تحاك ضدها والتي كانت ممثلة بخطة دايتون بالاضافة الى اسباب اخرى لسنا بحاجة الى سردها هنا من جديد، واخرى بالضفة تقودها السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، تشن هجوما على حماس تصف قادتها بالانقلابين وتطالبهم بالعودة الى ما قبل الاحداث مع الاعتذار للشعب الفلسطيني، وبدات الاخيرة اي السلطة بالتلويح والعودة الى منظمة التحرير بصفتها الهيئة الفلسطينية الاعلى ومرجعية الشعب الفلسطيني ومؤسسات السلطة لمنع ازدواجية القرار ما بين الضفة والقطاع.
ان الداني والقاصي يدرك حق المعرفة بكافة الاسباب التي اوصلت الامور الى ما وصلت اليه، والمبرارات التي استخدمتها حماس، والتي تعاملت بها قيادات بحركة فتح والتي كانت عامل مشجع لما حصل بغزة، علما ان التصاريح الاستفزازية لقيادات من صف اول في حركة فتح والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية كانت تمهد الى خلق واقع جديد بالساحة الفلسطينية يمهد الى احتواء حماس ضمن التوجه السياسي لنهج قيادة السلطة وفتح وتحويلها بعد تحجيمها لتكون الفصيل الثاني علما ان حركة فتح من الناحية العملية لم تعترف بنتيجة الانتخابات رغم التصاريح التي خرجت من هنا وهناك والتي تقول انها تعترف بالنتيجة التي افرزتها انتخابات المجلس التشريعي بتاريخ 26/01/2006.
كل ما اريد طرحه هنا هو البحث عن دور اليسار الفلسطيني من كل هذه الاحداث والمواقف التي رافقت وتلت احداث الحسم العسكري بقطاع غزة، فلا بد من طرح السؤال التالي : هل اليسار الفلسطيني قادر على التاثير لاحتواء الازمة واخراج الساحة من ما تمر به؟ كل المؤشرات تؤكد حتى اللحظة عجز هذه القوى عن الفعل والتأثير او حتى استقطاب الجماهير التي وقفت حائرة امام ما يحصل.
اليسار الفلسطيني بلور وجهة نظرة حول ما حصل في القطاع تركزت بمطالبة حماس بالعودة عن عملية الحسم العسكري اولا واعادة المقرات الامنية الى السلطة الفلسطينية وسلطة محمود عباس شرطا لاجراء اي حوار، وتناست هذه القوى ان تضع ايضا شرطا على سلطة ابو مازن للتخلص من الاسباب التي مهدت الى احداث غزة، فهل هي فعلا قادرة هذه القوى على توفير ضمانات لحماس لتسليم مقرات الاجهزة الامنية واعادتها بشرط ان لا تعود الامور الى ما كانت عليه قبل الحسم؟ لماذا السلطة الفلسطينية كانت وما زالت ترفض محاسبة الفساد والفاسدين بها؟ فهل الفساد الذي نعني به هو الفساد المالي وانما هناك فساد اخلاقي وسياسي ايضا بالسلطة؟ هل السلطة الفلسطينية وقيادة المنظمة تراجعت عن التفرد بالقرار الفلسطيني والتلاعب بالثوابت الفلسطينية؟ لنعود الى تصريح عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية الرفيقة خالدة جرار والتي اتهمت أطرافاً فلسطينية باستخدام منظمة التحرير «غطاءً لكل شيء وتستقوي بها في المناكفات الداخلية» مشددة على أن البيان النهائي لاجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية يعد مسبقاً وقبل الاجتماع، وجرار لا تذكر اسم تلك الاطراف الفلسطينية وهذا غير مقنع للمواطن والانسان الفلسطيني الذي يريد اكثر وضوحا وتوجيه اصبع الاتهام مباشرة وبالاخص من الجبهة الشعبية وتحديد تلك القوى فمن يدافع عن المصلحة الوطنية عليه ان يشير باصابع الاتهام مباشرة الى الاطراف الفلسطينية التي تتحمل المسؤولية عن هذا الوضع، فهل حقيقة اننا ننصف عندما نوجه اصبع الاتهام الى حماس ونشير لها بالاصبع اما الطرف الاخر لانذكره بالاسم لتوضيح ذلك لشعبنا الفلسطيني، فهذا ما يجعل الشعب الفلسطيني في موقع توجيه اصابع الاتهام لقوى اليسار بشكل عام، ويتهمها بالضعف امام قيادة السلطة والمنظمة.
فكيف يجب التعامل مع هكذا تصرف امام عجز قوى اليسار امام هكذا حاله ؟ الى متى ستكون قوى اليسار قادرة على الفعل لتغيير جزء من الواقع الفلسطيني السيء الذي يسير يوما بعد يوم الى الاسوء؟ بالحقيقة ان قوى اليسار تشعر بهذا العجز رغم كل المحاولات التي تقوم بها لتوسيع قاعدتها الجماهيرية وتطوير اساليب نضالها وتصليب قاعدتها التنظيمية من اجل التقدم الى الامام، وها هي فرصتها قد حانت لتكون الحاضن للجماهير التي ترفض الاقتتال وترفض الفساد وسياسة التفريط، فالجماهير الفلسطينية ترفض الفساد ولا توافق عليه ولن تعود له وستواصل نبذ الفساد ومقاومته وهي بالاساس لا يمكن ان تلتف حول هكذا سلطة فاسدة، تفريطية ومساومة ، في نفس الوقت هذه الجماهير ترفض ان تدعم الاقتتال واسالة الدم الفلسطيني بايدي فلسطينية من خلال الاقتتال الفلسطيني ونبذ ما حصل بالقطاع، لذلك يتوجب على قوى اليسار ان تقوم بخطوات عملية تعيد مصداقيتها لدى الجماهير الفلسطينية ودورها الفاعل وثقة الجماهير لها لتاكيد قدرتها على الفعل والتغيير، فهناك قطاعات واسعة من الجماهير الفلسطينية تتساءل حول جدوة مشاركة العديد من الفصائل الفلسطينية في اجتماعات اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي على الرغم من عدم قدرتها على الفعل والتاثيير داخل هذه الهيئات، كذلك تتساءل هذه الجماهير لماذا لم تقاطع هذه القوى اجتماعات هذه الهيئات القيادية من اجل عدم اعطاء شرعية لقرارتها وفضح وتعرية هذه الرموز التفريطية لمحاولة قطع الطريق على اي محاولة للمس بسمعة ومصداقية هذه القوى، فالجماهير الفلسطينية غير قادرة على هضم مشاركة اليسار الفلسطيني بالمرحلة الحالية في هذه المؤسسات، حيث ترى هذه الجماهير ان اليسار الفلسطيني بمواقفه من الازمة الفلسطينية والتناقضات الداخلية الفلسطينية ينحاز الى طرف ضد طرف اخر، ولا يعامل الطرفان بنفس المستوى، ايضا فالجماهير الفلسطينية لا تأخذ بجدية التصاريح الصادرة عن هذا التنظيم او ذاك بمقدار ترقبه للخطوات العملية المطلوبة التي يجب اتخاذها من قبل هذه القوى لتكون قادرة على الفعل والتأثير لانقاذ الساحة الفلسطينية من المزيد من التدهور التي تؤدي بالنتيجة الى حالة انهيار بالساحة الفلسطينية وتصفية القضية ، ومن هنا يجب على هذه القوى مراجعة برامجها، والنزول الى وسط الجماهير لسماع ارائها ومواقفها من كل ما يجري بالساحة الفلسطينية، والابتعاد عن الجماهير يقود هذه القوى الى العزلة ومزيد من العزلة قد تقودها الى نتائج لا تتوقعها وهي تدرك مدى خطورة الابتعاد عن الجماهير، ايضا تدرك خطورة المواجهة الحالية بين حماس وفتح والسلطة وعدم قدرتها على الفعل والتأثير.

فلا يبقى امام هذه القوى الا مراجعة برامجها والبدء بخطوات عملية حقيقية قادرة على التاثير والتغيير بالواقع الفلسطيني الذي يعيش بين قطبين داخلين متصارعين ..



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى اين ستصل العلاقات بين الجالية الفلسطينية واليهودية في ال ...


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - اليسار الفلسطيني بين حماس وفتح