أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصرعمران الموسوي - ترنيمة اهوارية/بانتظار الذي سوف ياتي.؟














المزيد.....

ترنيمة اهوارية/بانتظار الذي سوف ياتي.؟


ناصرعمران الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 2221 - 2008 / 3 / 15 - 06:01
المحور: الادب والفن
    


ينساب صوتها في مياه مرممة، تحس باغترابها عنها، بعد رحلة طويلة ما بين فكي الغربة، ورغم السنوات العجاف الا انها لما تزل تحتفظ بطاقة صوتها الممتلئ بالكثير

أستمع اليها وهي تردد موالها (يفلان أنا خوك لوجار الوكت صاحبك - سكران بمودتك ما يوم أنا صاح بك - أنهظم لو شوف غيري من البشرصاحبك -...لكن أيا حيف ما تعرف كدر صاحبك) هي شكوى وعتاب ورؤية لااعادة النظر في تقييم وتقدير الامور، هي تعرف جبداً، ان ما فقدته لا يمكن ان يعوض حيث لا يمكن لهذه المياه السجينة، ان تكون منا خها الذي اعتادت عليه سابقا قبل جريمة التجفيف، هي الفت ربما على اهوال الازمنة اماكن اخرى،ربما احست بشيء من التقارب بينها وبين المكان ، هي تقول دائما بانها أخذت طبائعها من السمك، فاذا اخرجوها من ما ئها فانها لا محال ستموت، اخرجوها، وودعت ذاتها وكينونتها، رحلت بعد ان وجدت حبيبها المتمرد المتعربد الباذخ، الضاج يتحول ارض كالحة يتهالك نبات الاسل كي يجد له مأوى فيها، هي الان عادت له، هي تناجيه وتشعره بالمها، شجنها، همومها، الخطاب ذاته موال حزين وصوت يخرج من بين الالم والدم، يعتقد الكثيرون ان صوتها هو فقط موهبة جمالية، واهمون جدا مابين الحشرجة والانين روح تتصارع بين الرحيل عن الجسد والبقاء فيه، لذلك يدخل القلوب والاسماع فتطرب له حزنا وشجنا، ..لقد أطالت ترجيها ومناجاتها وحبيبها غافل عن كل ذلك، هي تشعر باحتضاره وربما موته، تحاول ان تقنع نفسها بجدوى شجنها، ...سومرية في دمها الحان القياثر، على امتداد رؤاها وفي اعماق سمعها، تسمعه يطالبها، بل يعاتبها، انها لم تكن وفيه لحبه، تجيبه انها لما تزل كعهدها معه، غيرتها السنون ضاع جزءاً، من بريق جمالها، لكنها روحه التي تسكنها أنى حلت، ........هي الان بين أحضانه لكنها تحس باغترابه، لا دفء تعهده، لافيض مسكون بلهيب مشاعر تحترق باتونه فتصرخ (أجرحني_يمن عتبه الك_جرح المحب فرحه.....ولولي اعله روج البحر، تالي البحر ملحه..........والملح عز ريتك يلبيدك الرحه)(1) ثم تسحب نفساً بالم روحها وتخاطبه (يادفو ..يادفو البين البرد والحر نريدك وين صاير!) لكنها تحس بان الزمن يهزء بها والوقت الذي تحسبه سيعود باحبتها، أخذه الريل، وراح بعيداً، ...هي تحاول ان تعيده تؤهل ما تبقى منه او هي تحاول ان تعلن حدادها على ما تبقى من مكان هنا وذاكرة هناك،وحبيب رحل لفه الزمن، المسافة، الموت وظلت هي تحمل أنينها المتواصل، في ظل كل ذلك تبرز في حياتها الحاضرة عنوانا للبؤس، هي تنتظر العيد، العيد الذي يعيد لها دفقها روحها التي انسكبت في اقداح الاخرين، ما بين هذه الروح الاهبة، تبرز بيئة بائسه، أوهموها انها تنتعش، وصدقت انها تنتعش ولكن بالمعنى الطبي، غسلت ايديها وعادت لموايلها وحزنها، مثلها مثل اخواتها العراقيات، لابد من دفع ضريبة لما تزل ونحن معها نجهل من اجل ما ذا دفعنا وندفع ضريبة بقائنا وموتنا، في آذار الذي يعني لاهواريات سومر مواسم التجد د الربيعي، هاهي تستصرخ حبيبها الذي تحس بجفوته مخا طبة له بكل عنفوان الحب، تسترجيه وتلوح في خواطرها ربما يكون صدوده بفعل واش ، اوحاسد لذلك ما تنفك تطلق حنجرتها وتقول (ترف كلي بهجرك علي من شار/سحابه وبس عليه امطرت من شر/ اخذ ونطي وصير ويايي منشار/ومثل منشد عليك انشد عليه..) تستغرقها حشرجة الصوت، فتخرج آهها ...مرة واخرى، ولا جواب.ماذا عساها تفعل، والحبيب، بعيد .....هل يعود ؟ تسال نفسها وتبتسم، ثم تاخذها فكرة بعدم عودته وربما رحيله الابدي ..، فتشتعل في جنباتها النار، ما ذا فعلت ليكون كل ذلك من نصيبها، بل ما لذي جنا ه هذا الحبيب الذي لا يحمل في اجنداته، غير مياه ومواويل، ومجموعة من البشر ارتضوا ان يكونوا مرتهنين به واليه، سفر خالد، قصة تكوين جديدة، ما ذا تدخر في اعماق اسرارك حبيبتك تنا ديك وانت لاه عنها بماذا ايها المضرج بالابتهالات، والنذور، ام ان الرحله اعجبتك، ووجدت احبة اخرين....حسنا هي تفهم ذلك لكن على الاقل اشعرها بوجودك اشعرها انك لما تزل حبيبها، حين تراك ستعلن عيدها وانتصارها وحريتها المفقودة منذ الخليقة الاولى .انها تنتظر....وتنتظر...عسى ان تجيء....؟



#ناصرعمران_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج من أنا الفرد الى الذات في العالم ..؟قراءة في رواية (ن ...
- مقبرة للصحفيين ..شكرا لحكومة النجف المحلية..؟
- الهامش والتفاصيل في آذار المراة العراقية الجديد..؟
- (خيط الضوء المائل,الذي كسر حواجز الصمت)ليشير الى( رائحة القر ...
- الخرافة بين ثنائية الوهم والجمال..؟
- لا حلم لي ...والاماني سراب
- وقوفا...حتى يذبل الحب
- على وسادة من ارق.
- ثعالب السياسة
- بعد تقرير كروكر/بتريوس,هل امسك الامريكان بتعويذة الحل العراق ...
- الاعلام الحكومي العراقي بين اكثر من قوس ...؟
- الذين يحرثون الماء...؟
- ثقافة الطقوس الدينية...!
- مجزرة الايزيديين ,لمصلحة من...؟
- الحرية الصحفية في العراق الجديد وعقدة الترف الفكري الماضوي . ...
- الملتقى الاول لصحفيي ذي قار التنظيم الواهن والهدف الغائب ... ...
- المعارضة السياسية في العراق,الاليات الديمقراطية والعقد الماض ...
- فرمانات القرن الحالي (الفتاوى التكفيرية الاخيرة انموذجا)
- هذيان اليقضة المؤجلة ..؟
- العراق بين حكومة الاغلبية وحكومة الوحدة الوطنية...؟


المزيد.....




- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصرعمران الموسوي - ترنيمة اهوارية/بانتظار الذي سوف ياتي.؟