أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حميد الحريزي - هتافي عصر العولمة!!!














المزيد.....

هتافي عصر العولمة!!!


حميد الحريزي
اديب

(Hameed Alhorazy)


الحوار المتمدن-العدد: 2210 - 2008 / 3 / 4 - 10:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتكلم الكاتب الشهير (عبد الله القصيمي) بإسهاب عن ظاهرة الصراخ والكلام كونها الأكثر رسوخا وممارسة للعربي على أي شعب أخر في العالم خصوصا في كتابه (العرب ظاهرة صوتيه) يرى ان هذا الوصف حقيقة وطبع راسخ في الوعي والسلوك العربي يمارس من قبل الحاكم والمحكوم والظالم والمظلوم على حد سواء
ويبدو ان هذا الأمر موغلا في القدم في التاريخ العربي ولنا في المعلقات ومابعدها وماقبلها ومهرجان سوق عكاظ وغيرها من المهرجانات الخطابية بمناسبة أو بدونها.
وقد تميز الزعماء والقادة العرب في إلقاء الخطب الرنانة المدوية المثقلة بالوعود والعهود وما إليه من قوائم الأمجاد والانتصارات وقد تدوم هذه الخطابات ساعات والوسط صراخ وردح الهتافة المستأجرة أو المستغفلة المعتادة على التصفيق والنعيق قد يتكرر نفس الصراخ تحت منبر من يطيح به و نقيضه في الحكم وبذلك فان ظاهرة الصراخ تجدد نفسها في الأفراح والأتراح في الهزائم والانتصارات.
شاهد حديثنا ان حد أبنائي عاطلا عن العمل منذ ان أكمل دراسته الجامعية فقد أغلقت بوجهه كل أبواب الوزارات دون أمل الحصول على فرصة عمل في دوائر الدولة بطريقة نظيفة أي بدون ماأصبح يسمى بالتوريق والذي كان يسمى ب (التخرخش) أيام العملة المعدنية حيث كانت تعطى كرشوة لأبو إسماعيل أيام زمان.
ان لولدي عدة زملاء ايضا يعيشون نفس مشكلته .
ولكن قبل أيام اخبرني ان بعض أصدقائه قد وجدوا عملا مريحا ومجزيا فاستبشرت وقلت الحمد للله لقد ظهرت سريعا مردودات إقرار الميزانية المليارية لحكومتنا .وتمنيت للشباب التوفيق في عملهم لخدمة شعبهم ووطنهم من خلال ممارسة اختصاصاتهم ولم تذهب جهودهم سدى.
فبانت على محيى ولدي ضحكة ساخرة لم أعهدها من قبل وهو يقول:-
انك ذهبت بعيدا ياوالدي فان عمل أصدقائي بعيدا كل البعد عن تصورك فان عملهم هتافين لصالح احد القوى السياسية .؟؟
قلت ماذا لاافهم ماتقوله؟؟
فأجاب:- هتافين ياوالدي ومفردها هتاف!!!
أوضح ماذا تعني بهتاف ولصالح من وكيف ؟؟ فلم اسمع بحياتي عن مهنة بهذا العنوان!!!
قال :- ان بعض الأحزاب والقوى السياسية تحتاج إلى من يردد شعاراتها ويمجد رموزها وقادتها في المناسبات المختلفة لكي تتحفز الجماهير وتردد وراءه هتافاته وشعاراته التي يتم تلقينه بها مسبقا وهناك مكافأة للهتاف تبعا لإجادته لدوره وقدرته على تحفيز وتحريك الجماهير وإلهاب حماسها.
علما ان عمله ليس روتينيا أو مكتبيا بل حسب الطلب والحاجة ويكون في أوجه أوقات الانتخابات والمناسبات، ومن يدفع اكثر سيحصل على اكبر عدد من الهتافين الأكفاء المجربين والمتأقلمين مع مختلف المواسم والمراسم ومختلف الحركات والإرادات والزعامات لايهم ان تكون حمراء وخضراء أو سوداء اوصفراء اوعديمة اللون، يمينية أو يساريه، دينية أو علمانية.
وان هناك سماسرة خاصين للقيام بهذه الخدمة لمن يطلبها وقد يكلف بعضهم بالعمل لاستمالة وكسب هتاف جدير محسوب لأحد القوى المنافسة وضمه إلى فريق الهتافين للحزب أو للزعيم والنيل من الرصيد الجماهيري للمنافس ولاعيب من التنقل من عنوان إلى آخر ومن حزب إلى آخر أو من هتاف وشعار إلى مضاده ومعاكسه فلا فرق بين اليعيش واليسقط إلا بما تدره من مال ،وهل هناك عيب ان يبدل الإنسان عمله فمرة نجار ومرة صائغ ومرة سمسار أو ان يبدل ملابسه ؟؟!!!
فأمرته بالسكوت حيث أصابني الغثيان والدوار والقيء وكأني في عالم أخر لااعرف أو لم استطع تصوره.
أين الناس من عقود العشرينات ومابعدها من سنوات الشباب والحماس الوطني والطبقي والقومي حيث كانوا يواجهون هراوات وطلقات رصاص الشرطة وهم يرددون الشعارات والهتافات الوطنية، قد يدفع المرء حياته ثمنا لمثل هذا العمل ، بالإضافة إلى تحمل المطاردة والتعذيب والسجون والنفي والحرمان ومع ذلك فهم يدفعون اشتراكات وتبرعات للحزب والحركة أو للجهة التي ينتمي لها الفرد أو يؤيدها ويتعاطف معها .
إما ان يوظف الإنسان كهتاف وباجر فانه أمر لأغرب من الغريب حيث يبدو ان لأغريب في عصر العولمة الرأسمالية على طريقة الرأسمالية الأمريكية أنهم بحق (قرود العولمة) هؤلاء(هتافي عصر العولمة) ومن شاكلهم!!!
وكأني اسمع عزيز علي منشدا:-

عشنا وشفنا وبعد نشوف
قرينا الممحي والمكشوف
ماظل فد شي مومعروف
عيش وشوف عيش وشوف



#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (الحرامية) في المدينة والريف
- قراءة في كتاب (البترول العراقي والتحرر الوطني) – للأستاذ الم ...
- قوائم بدل اتصالات ام قوائم إتاوات؟؟؟!!
- ( أخلاق المهنة في مهب الريح )
- لنصحح عيوبنا حتى لايفخخها الإرهابيون
- لنصحح عيوبنا حتى لايفخخها الإرهابيون!!!
- الغي.. ذا.....والكر.. هباء؟؟!!
- سجلوها فإنها حسنة
- العمل..العلم...العلم
- احذروا الفعل والحفر المائل
- اعثر على بايرون..والكسي تحقق سعادتك !!!
- ظاهرة اللا التزام
- من يغيث أشجار البرتقال؟؟؟
- لكي لاتجنح أجهزتنا الامنية صوب الديكتاتورية
- كيف نرفع الإرهاب عن أجيالنا؟؟؟
- من ينتصر للفلسفة؟؟؟
- هل نكذب ماركس؟؟؟
- صدق (ماركس)وكذب الحاكمون!!
- لن نموت قاعدين
- نداء من اجل الحرية والسلام


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حميد الحريزي - هتافي عصر العولمة!!!