أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - من أسرار المسيح















المزيد.....

من أسرار المسيح


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2224 - 2008 / 3 / 18 - 02:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يظهر المسيح ويختفي بنفس السرعة التي يظهر بها ويشاهده شهود العيان مجازا وهو يساعدهم , ومن ثم يختفي من حياتهم إلى الأبد... كل على حسب قدراته الإيمانية وإنه من الطبيعي أن يغرق بطرس في الماء ولا يستطيع أن يلحق بالمسيح ,لأن إيمانه وهو يحاول أن يمشي على الماء كان ضعيفا جدا ,لذلك دخلت الشكوك إلى قلبه وغرقت قدماه في الماء ونزلت عن مستوى سطح الماء .

والذي يحاول أن يمارس السباحة والغطس وهو خائف من الماء يغرق ولا يستطيع أن يطفوا على سطح الماء بنفس الوقت الذي تسبح به بارجة وزنها مآت الأطنان من الحديد والفولاذ .
هل وزن البارجة أو السيفينة أقل من وزن الإنسان حجما وكثافة ؟
إن وزن الإنسان أخف بكثير وكذلك وزن بطرس أخف بكثير ولكن الخوف والشك يؤديان إلى الهزيمة أمام الماء فيصبح وزن الإنسان أثقل من البارجة ويغرق في الماء , ولو أحضرنا طفلا ولم يتعلم السباحة في حياته وألقيانه في الماء فإنه سيطفو على سطح الماء نظرا لأن عقله لم يتعلم بعد الخوف أو الشك وكذلك قلبه لم يتعلم الخوف .

ومن الطبيعي أن الخوف يؤدي إلى هبوط مستوى ضغط الدم في الأوردة والشرايين وهذا التوسع يؤدي بعد فترة إلى السمنة والتخمة , والمدمن على الخوف أخطر من المدمن على الحشيشة والمخدرات فالإنسان الخائف ليس جبانا وحسب وإنما ضعيف الإرادة والشخصية .
والمسيح لم يتعلم الخوف في حياته وكان إيمانه بأبيه إيمان قوي جدا لذلك ظل صامدا في وجه قوى الشر والظلام والعبودية .
والذين لا يحسون بلسعات اليسوع إيمانهم به ضعيف وعلى حد قوله : من آمن بي وإن مات فسيحيا .

والإسطورة هي رمز كثيف لشعب فقد العدالة والمساواة والمؤمنون باليسوع هم على الغالب شعوب فقدت حقها في المساواة وغرقت في الماء فلم تنل كلمة مرضية من أحد في ظل ظروف إقتصادية سيئة وإجتماعية أسوء .
والمؤمنون بشخصية المسيح هم غير المؤمنون باليسوع الإبن أو الإقنوم الثالث , وكذلك للمسيح عدة شخصيات فهو أحيانا إبن المرأة... وهو أحيانا إبن الرب... وهو أحيانا إبن المرأة والرب معا , وهو أحيانا منبثق من كلمة الرب التي ألقاها إلى مريم البتول .
والفقه الإسلامي يناقض نفسه أحيانا في تفسير كلمة الرب فالإسلام جملة وتفصيلا يعتبر أن كلمة الرب خالقة مثلها مثل رحم المرأة فالله خلق آدم بكلمة منه حين قال له كن فيكون , وهو الذي خلق الأرض والسماء بكلمة منه .

إذن لنتفق سوية على معنى كلمة الله :
كلمة الله خالقة تخلق من غير أنثى , وفي اللغة العربية كلمة (خلق) من الأفعال المتعدية لأكثر من مفعول واحد , أي كلمة في اللغة العربية تؤدي معنى الخلق نقول عنها أنها فعل متعدي لأكثر من مفعول به واحد إلى إثنين وإلى ثلاثة: ويسميها النحاة العرب بأفعال القلوب إذا كانت تؤدي معان مجازية صادرة من القلب , فكلمة رأى تتعدى لمفعول واحد إذا كانت الرؤية من رؤية العين العادية أما إذا كانت من رؤية القلب فإنها تتعدى لأكثر من مفعولين فكلمة رأى هي من رؤية العين وكلمة أرى هي من رؤية القلب وتتعدى لأكثر من مفعولين وهذا يعني أنك حين تقول : أرى أنه من اللازم أن نفعل كذا وكذا , فإنك طبعا تقصد رؤية القلب والعقل .
وافعال الخلق تتعدى لأكثر من مفعول به واحد .

وكلنا نعرف محنة الإمام أحمد بن حنبل حول مسألة خلق القرآن ؟فهو لا يرى القرآن مخلوقا بينما رآه المعتزلة مخلوقا لأنه كلام الله , فالله كل كلامه في القرآن فعل خلق وإبداع وإبتداع وأي كلمة تؤدي معنى الخلق فإنها تتعدى لأكثر من مفعول واحد لأنها علة فاعلة .
إذن إتفقنا :على أن كلام الله هو العلة الفاعلة وهذا يعني أن الكلمة روح حية والله هو العلة الفاعلة ونحن العلة الثانية المفعول بها .
لهذا المسيح كلمة الرب أو كلمة من الرب ألقاها إلى مريم البتول العذراء أكمل الإناث خلقا وخلقا .

والكلمة هنا هي الروح القدس أو الإقنوم الثاني في جسد عبد من عباد الله أصبحت به روح الله فأصبح مخلوقا مزدوجا .
وكان هذا النوع من الإيمان ليس غريبا فالوثنيون كانوا يؤمنون بأشخاص وأبطال نصفهم بشر ونصفهم إله , ومن هذه الفكرة إنتقلت الناس الوثنيون للمسيحية بسرعة لأنهم يحملون مثل تلك الأفكار وهي ليست غريبة عنهم .
إنها رومنسية رائعة أن يولد لله إبن مقدس يعيش حياته مكفرا عن آلام البشر يصارع قوى الشر لصالح قوى الخير ويصارع قوى الظلام لصالح قوى النور وأن تنتصر في النهاية قوى الخير على قوى الشر والنور على الظلام والعبودية والنهار على الليل والأبيض على الأسود.
إذن المسيح ولد من ثنائية الكون المتصارع فهو إبن النور والنهار والخير .........إلخ .

وكل مذهب فكري يرى المسيح بمنظاره الخاص فهذا اللغز المحير تفكه أحيانا طبيعة المؤمنين بشخصية المسيح فالذين يرونه ذا طبيعة واحدة تكون أصلا شخصيتهم الخيالية غير قادرة على لمس ومس مكونات المسيح الرومنسية والذين رسموا لليسوع صورا مختلفة لم يكونوا وثنيين يعبدون الأصنام ولكنهم كانوا وما زالوا يرونه شخصية خيالية مثالية صوفية رومنسيتهم حالمة بعودته ولمس جراحهم أينما كانوا هم فنانون مرهفون في الحس والسمع والبصر فسمعهم وبصرهم هي حواس غير عادية ولا تلتقط الأشياء العادية فقط لا غير وإنما تلتقط أشياء من رؤية القلب كما هي أفعال القوب في اللغة العربية .

وكنت في صبايا مغرم بشخصية المسيح وكنت أراه أحيانا كمال تملي على مخيلتي هواجسي وأفكاري فأحيانا كنت أراه نبيا بشرا ألهه البشر بسبب سكرهم العقلي من شدة الظلم والإضطهاد الذي يقع بهم وهذه حالة نفسية فكثير هي الشعوب التي تر ى المسيح بينها يظهر ويختفي بسبب عوامل القهر الإجتماعية والذين يصرون على إيمانهم بحضوره بينهم يبقى بينهم والذين يضعف إيمانهم به يرحل عنهم مثل قصة مسلسل إدارامي يظهر به البطل ثم يختفي .

ومسرحية (صموئيل بيكت) وعنوانها (بإنتظار غودو) تعتبر تعبيرا مجازيا عن عدم ظهور المسيح المخلص لهم من الشرور والآلام والإكتئاب الداخلي المنشأ , وفي كل مشهد يبدأ وينتهي بإنتظار غودو ويسدل الستار على المسرح دون أن يظهر لهم البطل المخلص , وهذا بسبب ضعف إيمان أبطال المسرحية بشخصية المسيح , تماما كضعف إيمان بطرس حين غرق في الماء .
حتى هذه اللحظة لا أتحدث عن مستوى إيماني الشخصي ولكنني أتحدث عن معجزات المسيح في قلب المؤمن به , وكنت وأنا صغير في السن أذهب إلى كنيسة كانت مجاورة لمنزل أهلي للإطلاع على كيفية عبادة المسيحي للمسيح ولكنني لم أكن أفهم شيئا ولكنني كنت أفرح للترانيم المعبرة وأحاول أن أفهم ما معنى أن يحضر المسيح في الخمر والماء والعسل , حتى أنني شاهدته في الطريق يقف أمامي مبسوط الذراعين ينظر لي بحزن عميق وأنا كنت أبتهج لهذا المنظر الدرامي , وكنت أحاول أن أستمر بفهم شخصية المسيح وحضورها في آلامنا وأحزاننا تعبيرا عن فقداننا لمعنى الرومنسية



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرومنسية المسيحية 2
- أسرار المسيحية 1
- هانيبال القرطاجي :رجل واحد ضد روما , وويل للمغلوب
- جسد المسيح الدجال
- عمر الإنسان العربي(سيرته الذاتية )
- سبحان الذي شق نهديك بالمنشار...أنت تحت أزرار قميصي!
- عامي الأول في الحوار المتمدن
- المرأة بحصان
- فشل القومية العربية
- مضحكة ومسلية البنت المبدعة حين تتزوج
- كان المسيح في بيت جدي
- ظروف المرأة الإقتصادية
- كن مع العلمانية ولا تبالي
- الموت والحياة : من يد الخالق إلى يد الخلق
- من أكثر قدرة على علم الغيب ؟
- القرآن واللهجة العامية
- لقمة الجنس قبل لقمة الخبز
- عيد الحب والقمع الصوفي
- فقدان الجنس يؤدي إلى عمليات إرهابية
- فقدان البكارة للأنثى وممارستها للجنس قبل الزواج يحل المشكلة ...


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - من أسرار المسيح