أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم عبد العزيز - فراغ سياسي ينذر بالشؤم















المزيد.....

فراغ سياسي ينذر بالشؤم


إبراهيم عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 683 - 2003 / 12 / 15 - 03:24
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تعيش حكومة ارييل شارون اخطر مأزق لها. وبدلا من ان يقوم شارون بطرح خطة شجاعة للخروج ولاخراج الدولة من مأزقها الخطير، فانه يلجأ كعادته  الى الاحابيل والمؤامرات،  ويستخدم في ذلك حزب العمل جسراً لتمرير مؤامراته، خاصةً وأنه  يجد في حزب العمل من يوافقه على ذلك ويتعاون معه. فهو  وضع لنفسه هدفا ان يقضي على حزب العمل.
تشهد ساحة حزب العمل بوادر انقسامات في اوساط قادة الحزب، إذ أن بعض الأوساط في الحزب، لم تقتنع بما قاله  شيمعون بيرس رئيس الحزب من انه لا يسعى لدخول حكومة ارييل شارون.  وحذرته من ان "سياسة الزحف على البطون"،  التي يديرها باتجاه الحكومة تهدد بانقراض الحزب وتعني عمليا انتحاره.
 ابراهام بورغ، رئيس الكنيست السابق واحد المتنافسين على زعامة الحزب، دعا أولئك الذين يؤمنون بصدق ان مكان حزب العمل هو ليس في المعارضة بل في الائتلاف الحكومي، ان يعلنوا ذلك بصراحة وبشجاعة ويطرحوا الامر كاقتراح لمؤسسات الحزب حتى تبت فيه والتوقف عن العمل في الموضوع بشكل سري تآمري. فيما عزا يوسي بيلين، كبير مبادري "مبادرة جنيف"، والذي ينوي المنافسة على قيادة الحزب اليساري ـ الاشتراكي الجديد "ياحد"، اسباب هذا التدهور يكمن في غياب قيادة لحزب العمل، حيث أن القيادة الحالية هي قيادة مؤقتة وتريد ان تخرج بانجاز سريع، وترى اقصى الطرق لذلك في المشاركة في الحكم مع انها دخلت تجربة كهذه وكانت تجربة مدمرة.
 شارون لم يكن يوماً  متحمسا لضم حزب العمل الى حكومته، وليس لديه أصلاً مكان لهذا الحزب في هذه الحكومة، حتى لو تركتها احزاب اليمين المتطرف، كما  ان المناصب العليا في لحكومة "شارون" كلها مناصب بأيدي "الليكود" ولا يمكن لأحد أن يتصور ان الوزراء الليكوديين، ، سيتنازلون عن مناصبهم، حيث من المقرر انهم جميعا، سيخوضون التنافس على رئاسة الليكود ورئاسة الحكومة بعد ذهاب شارون. إذ يتوقع المراقبون أن بعضهم سيطالب شارون بالاستقالة فور توجيه لائحة اتهام له او لأحد ابنائه في قضايا الفساد.
شارون عندما يجتمع بقادة حزب العمل هذه الايام، لا يقصد ضمهم الى حكومته بل يقصد تهديد اليمين المتطرف بأنه جاهز لاستبدالهم بحزب آخر، كما أن لديه حزب حزب اليهود الشرقيين المتدينيين "شاس" يمكنه مغازلته، بالرغم من أن "شاس" لايتصور أن يعيش في غرفة واحدة مع حزب "شينوي" العلماني المتعصب ضد المتدينين.
تكتيكات شارون ليست  جديدة، فهو  في كل مرة تواجهه مشاكل مع شركائه في الحكومة يتوجه على الفور الى اللاعبين الاحتياط في حزب "العمل"، وعلى رأسهم بيرس، لينقل رسالة لشركائه في الحكومة " في اي لحظة اريد يكون لي بديل". لذلك يرة الكثيرون أن مسألة انضمام حزب "العمل"الى حكومة شارون ليست واقعية، كما أن محاولة بعض اقطاب الحزب جس النبض لدى شارون، أو الايحاء ببعض الاستعداد لها عنده،  هي مظاهر عجز اكثر مما هي محاولة جادة، وشارون يجيد اللعب ويتقن استغلالها ليخيف المستوطنين وقوى اليمين المتطرف وقادتهم الذين يهددون باسقاطه، اذا ما اقدم على ازالة المستوطنات.
حزب "الليكود"  ايضاً يعاني من حالة تخبط وتوتر داخلي وحالة من الغموض بشأن توجهاته السياسية يمينا ويسارا، في الوقت الذي يقف شارون  في مركز العاصفة ليحدد اتجاه رياح التغيير، التي قد تقلب الطاولة راساً على عقب. وهو يستمتع وهو يشاهد الجلبة من حوله والتطورات التي تضفي عليه صورة الساعي للسلام من دون ثمن على مستوى الشارع، وكذا مشاهدة الصراعات في اليمين واليسار التي تدوس مبادرة جنيف التي أحرجته وأحرجت حكومته جدا.
بنيامين نتنياهو التزم الصمت حيال تصريحات اولمرت مثل غيره من وزراء الليكود البارزين، الا انه هاجم النهج القائم على الخطوات أحادية الجانب في المحادثات الخاصة وادعى ان لا جدوى من التوجه نحو خطوة سياسية من دون الحصول على مقابل، متناسيا انه كان قد تباهى في السياسة أحادية الجانب ضد عرفات في كتابه المعروف "مكافحة الارهاب". أما سلفان شالوم فهو ايضا معارض متشدد لسياسة الانسحاب أحادي الجانب.
يرى المحللون أن عشرة اشهر كافية لتشخيص افلاس حكم شارون. خاصةً عندما يميل الرأي العام الى التنازلات والى ازالة المستوطنات، كما لأن شارون متورط في التحقيقات الشرطية  بالرشاوى، فان مهمة المعارضة هي اسقاط الحكم وتقديم موعد الانتخابات. وليس تشكيل فلينة انقاذ.
يرى المراقبون أن ميزان اداء الحكومة في الاشهر العشرة من ولايتها كارثي في كل مجالات عملها، الأمر الذي أكده رؤساء المخابرات الاربعة السابقين، وكثيرون أخرون، فلم يكن هناك موضوعا مركزيا واحدا طرح على بحث معمق في الحكومة. ويجمعون أن عشرة اشهر كافية لتشخيص افلاس حكم شارون. وفي هذا الوقت، حين يميل الرأي العام الى التنازلات والى ازالة المستوطنات وشارون متورط في التحقيقات البوليصية بالرشاوى، فان مهمة المعارضة هي اسقاط الحكم وتقديم موعد الانتخابات. وليس تشكيل فلينة انقاذ.
اظهر استطلاع للرأي العام في اسرائيل أجراه معهد "داحف" ان اغلبية الجمهور في اسرائيل تؤيد انسحابا من طرف واحد من معظم المناطق، بما في ذلك احياء في هوامش القدس، بل ان 48 في المائة من اوساط المصوتين لليكود، و 28 في المائة من المستوطنين يؤيدون ذلك. وأن  تأييد اولمرت تضاعف في اوساط اجمالي الجمهور، رغم  عدم تصديقهم له بأنه غير مواقفه بل هو يعمل لاعتبارات سياسية، وكذا مواصلة نتنياهو التصدر، إضافةً إلى  هبوط مصداقية شارون  الى ما دون الـ 50 في المائة.
كل هذه المؤشرات مجتمعة تدلل ان الساحة السياسية الإسرائيلية، تتعرض لرياح التغيير، خاصة وأن هناك شبه إجماع أن مبادرة "جنيف" واعدة،  رغم أن المبادرين اليها لايملكون قوة سياسية حقيقية، فليس بالضرورة أن تراجع شعبية شارون يعني ازدياد شعبية المعارضة، وانه  لاتوجد معارضة رئيسة، تكون بمثابة قيادة بديلة، فبات من شبه المؤكد أن هناك حالة فراغ سياسي تعيشها الساحة الإسرائيلية، ستكون لها نتائج سيئة على عملية السلام ودولة اسرائيل نفسها.
14 كانون اول / ديسمبر 2003



#إبراهيم_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارون في عزلة
- موقع منفتح على كل الأفكار والتيارات الفكرية والسياسية ، يتحت ...
- شارون يلعب في الوقت الضائع
- مرغم اخاك لا بطل
- تياران متنازعان يحكمان اسرائيل
- ماذا ينتظر شارون وائتلافه الحاكم
- تصريحات يعلون بداية الانقسام في القيادة الحالية لإسرائيل
- زفاف علي
- لمصلحة من -الفيتو-؟
- هل ستقع الإدارة الأميركية في الفخ الإسرائيلي؟
- هل أضاعت الرباعية الفرصة الأخيرة؟
- صحوة ضمير أم سحابة صيف سرعان ما تتلاشى؟
- -أبو عمار- إلى القدس
- حوزير بتشوفاة
- رؤية سياسية وقيادة موحدة


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم عبد العزيز - فراغ سياسي ينذر بالشؤم