أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم عبد العزيز - تياران متنازعان يحكمان اسرائيل














المزيد.....

تياران متنازعان يحكمان اسرائيل


إبراهيم عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 655 - 2003 / 11 / 17 - 04:19
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تعاني حكومة تل ابيب ضغوطاً  واضحة على أكثر من صعيد، على أمل جعل هذه الحكومة تقوم بمبادرة سياسية ما. فهناك شبه حالة إستنهاض واستيقاظ في ضفوف  المعارضة، من خلال  تفاهمات جنيف، وكذا النقد السياسي العاصف داخل الكنيست وخارجها، وفي اوساط الجيش.
لقد هزت تصريحات أربعة  من رؤساء المخابرات الإسرائيلية السابقين، المجتمع الاسرائيلي كالزلزال،  وأضافت اضافة نوعية الى الهبة التي يقوم بها عدد آخر من العسكريين والمثقفين ضد السياسة الحكومية المغامرة، وهي هبة  تمثلت في تمرد 27 طيارا على تنفيذ أوامر الاغتيالات بالغارات الجوية ضد الفلسطينيين لأنها غير خلاقية وغير قانونية وتعتبر جرائم حرب.
باتت القيادات العسكرية والسياسية على السواء في اسرائيل، تعاني من حرج كبير وفي وضع لا تحسد عليه، لعجزهما  في تحقيق النصر العسكري على الانتفاضة، وكذا عودة انصار السلام الى الشوارع والمظاهرات، وكذا  الشكوى التي قدمها كبار الادباء ومحاضري الجامعات الى المحكمة ضد  قائد سلاح الجو، دان حالوتس، على تصريحاته بأن ضميره مرتاح لمقتل الأطفال الفلسطينيين.
اطلق قادة "الشاباك" المذكورون بمبادرتهم هذه، صرخة ضمير وتحذير، واذا ما أضيفت إلى   تصريحات رئيس اركان الجيش، موشيه يعلون، ضد الاستمرار في استخدام القوة والبطش ضد الفلسطينيين ودعوته الى البحث عن حلول سياسية، فأنها ستؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك  تحليللات الكثيرين بأن الأوضاع الاسرائيلية والفلسطينية خطيرة،  وأن حكومة اسرائيل تسهم في التدهور ولا تحاول ان تأتي بأية بارقة امل لوقف التدهور.
تصريحات رؤساء "الشباك" الأربعة، تعتبر مهمة وحيوية وتتخذ ابعادا كبيرة وعميقة ،  خاصة أنهم قادوا جهازاً من أكثر الأجهزة اهتماما ومعرفة بما يدور في المناطق الاسرائيلية والفلسطينية بأدق تفاصيله. ومن شأن تصريحاتهم أن تشكل تأثيراً متوقعاً على الساحة الاسرائيلية قريباً.
أكد ابراهام شالوم (بندور) أحد رؤساء  "الشاباك" الأربعة، أن اسرائيل على حافة الهاوية،  وكل ما تقوم به من اجراءات يتناقض مع التطلع الى السلام، واذا لم تتراجع عن سياسة التمسك بأرض اسرائيل (فلسطين) الكاملة،  ولم تبدأ في تفهم الطرف الآخر، فإنها  لن نصل الى اي شيء، وأنه يتوجب عليها الاعتراف مرة واحدة والى الأبد بأن هناك طرفا آخر ايضا، طرفا له مشاعره ومعاناته. هذه التأكيدات والتي لم تختلف عنها تصريحات عامي ايلون، ووكرمي غيلون، ويعقوب بيري، تشير إلى  القلق الحقيقي في الشارع الإسرائيلي، على المستقبل، وانهم سائرون  في اتجاه التحطم والتدهور والكارثة في جميع المجالات، وانه اذا لم يحدث شيء ما كبير، سيواصلون  العيش على اسنة الحراب والتخبط في الوحل وتدمير الذات.
حذر رؤساء"اشاباك" الأربعة في مبادرتهم، من أن اسرائيل تواجه كارثة ما لم يتم التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين،  بمعنى ان التسوية السلمية هي مطلب اسرائيلي قبل ان تكون مطلباً فلسطينياً،  وتكشف المبادرة عن عمق الفشل الذي لحق بمخطط العدوان على الشعب الفلسطيني، منذ اندلاع انتفاضة "الاقصى"،  فرغم سلسلة الاعتداءات الوحشية المتواصلة فلا المقاومة انكسرت شوكتها ولا الشعب الفلسطيني ركع لاملاءات الاحتلال، ولا الأمن تحقق للاسرائيليين.
حذر الكثر من المسئولين الإسرائيليين،  من أن المشروع الصهيوني نفسه معرض للانهيار إذا استمرت إسرائيل علي نهجها هذا. وأن تلك السياسات تشكل خطرا على مستقبل الدولة اليهودية نفسها‏,‏ وسوف يقود حتما إلى زوال إسرائيل‏,‏ مالم تنتهج سياسة جديدة تقوم على حل القضية الفلسطينية من خلال العودة للمفاوضات وتكريس حل الدولتين‏.
اعتبر شيمعون بيريس رئيس حزب العمل، حكومة شارون بأنها أصبحت حكومة عنف وتوتر، وأوصلت إسرائيل إلى باب موصد في كل مجالات الحياة، ولم تعد قادرة على المجيء بأي حل لأية مشكلة، لا في السياسة ولا في الأمن ولا في الاقتصاد، وقادت المنطقة إلى حالة جمود سياسي خطير. ووصف أبراهام بورغ رئيس الكنيست السابق هذه الحكومة بإنها حكومة تدهور خلقي، قبل أن تكون حكومة تدهور أمني واقتصادي، تدمر المجتمع الإسرائيلي من أركانه، رئيسها إنسان كاذب ومخادع وفاشل بكل المقاييس، والأهم من ذلك أنه رئيس حكومة خطير.
يجمع الكثير من المراقبون وعلى أن هناك تياران في اسرائيل يتنازعان، وقد بدأ يعبر عن التيار الأول، عدد من اليسار الإسرائيلي و من رموز الدولة الإسرائيلية السابقين الذين لعبوا دورا مهما في تاريخها‏‏ وتعكس الحملة السائدة حاليا في إسرائيل التي يقوم بها اليسار للترويج لاتفاق جنيف مؤشرا مهما على تزايد هذا التيار في إسرائيل‏.‏ أما التيار الثاني والذي يمثله اليمين المتشدد برئاسة شارون‏,‏ فلا يعترف سوى بمنهج القوة والبطش والمراهنة على إضاعة الوقت من خلال المماطلة وتفريغ المبادرات المختلفة من مضمونها‏.
نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن موشيه يعلون اعتقاده ان وقف اطلاق النار الذي قد تعلنه السلطة الفلسطينية هو خطوة ايجابية في الاتجاه الصحيح، على اسرائيل ان تعطيها فرصة. ويشارك يعلون في موقفه هذا كل من رئيس المخابرات العسكرية اهرون زئيفي ورئيس شعبة التخطيط غيورا ايلند. هذه التصريحات تثير تساؤلاً حول مستقبل إسرائيل والسلام في المنطقة‏,‏ وأي من التيارين سوف يسود العقلانية والسلام‏,‏ أم العدوان وعدم الاستقرار؟



#إبراهيم_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا ينتظر شارون وائتلافه الحاكم
- تصريحات يعلون بداية الانقسام في القيادة الحالية لإسرائيل
- زفاف علي
- لمصلحة من -الفيتو-؟
- هل ستقع الإدارة الأميركية في الفخ الإسرائيلي؟
- هل أضاعت الرباعية الفرصة الأخيرة؟
- صحوة ضمير أم سحابة صيف سرعان ما تتلاشى؟
- -أبو عمار- إلى القدس
- حوزير بتشوفاة
- رؤية سياسية وقيادة موحدة


المزيد.....




- لماذا لجأت الولايات المتحدة أخيرا إلى تعليق شحنات الأسلحة لإ ...
- كيف تؤثر سيطرة إسرائيل على معبر رفح على المواطنين وسير مفاوض ...
- الشرطة الأمريكية تزيل مخيما مؤيدا لفلسطين في جامعة جورج واشن ...
- تقارير: بيرنز ونتنياهو بحثا وقف هجوم رفح مقابل إطلاق سراح ره ...
- -أسترازينيكا- تسحب لقاحها المضاد لفيروس -كوفيد - 19- من الأس ...
- قديروف يجر سيارة -تويوتا لاند كروزر- بيديه (فيديو)
- ما علاقة قوة الرضوان؟.. قناة عبرية تكشف رفض حزب الله مبادرة ...
- مصر.. مدرسة تشوه وجه طالبتها بمياه مغلية داخل الصف وزارة الت ...
- مدفيديف بعد لقائه برئيسي كوبا ولاوس.. لامكان في العالم للاست ...
- السفارة الروسية لدى لندن: الإجراءات البريطانية لن تمر دون رد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم عبد العزيز - تياران متنازعان يحكمان اسرائيل