أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم عبد العزيز - لمصلحة من -الفيتو-؟














المزيد.....

لمصلحة من -الفيتو-؟


إبراهيم عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 626 - 2003 / 10 / 19 - 05:56
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




حق النقض "الفيتو" الذي استخدمته الولايات المتحدة مرة أخرى في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار عربي يدين مواصلة حكومة تل أبيب  بناء "جدار العزل"  العنصري، يؤكد من جديد انحياز الإدارة الأميركية الأعمى، إلى جانب إسرائيل وتشجيعها على الاستمرار في عدوانها ضد الشعب الفلسطيني، وإطلاق رصاصة الرحمة، على عملية السلام في المنطقة.
 تشهد الساحة السياسية الدولية، ظاهرة خطيرة للغاية، تتمثل في أن الولايات المتحدة الدولة العظمى تكيل بمكيالين، وتنحاز إلى المعتدي، بدلاً من إنصاف المعتدى عليه ورفع الظلم عنه، فهي تعلن معارضتها لفعل ما، وتعارض في نفس الوقت إدانة هذا الفعل نفسه.‏ فهي أعلنت مراراً وتكراً وفي أكثر من مناسبة عن عدم ارتياحها أو موافقتها على استمرار "حكومة تل أبيب" في بناء الجدار، وهي تعي والمجتمع الدولي جيداً، أن إسرائيل تهدف من وراء إقامة "الجدار" رسم حدود سياسية لإعاقة إقامة الدولة الفلسطينية، وهي تستبق بذلك مفاوضات الوضع النهائي، ويدركون أن إقامة "الجدار" سيلحق بالشعب الفلسطيني أضراراً سياسية واجتماعية واقتصادية، ويساهم في تسمين الغول الاستيطاني وتخليد السيطرة الإسرائيلية على الفلسطينيين وأرضهم.
يجمع الكثيرون أن استخدام الولايات المتحدة لحق "الفيتو" يشجع "إسرائيل" على تصعيد حدة التوتر في منطقة تعاني أصلاً من فقر الاستقرار والأمن، ويعطي لحكام تل أبيب الذين يشكلون حكومة حرب بكل المعايير، الفرصة المناسبة لتهديد  أمن وسلام المنطقة والعالم.‏ والمضي قدماً في تجاهل أي جهد صادق من أجل إقامة السلام، ومواصلة سياستها العنصرية.
الموقف الأمريكي من قضية "الجدار" والذي عبر عنه أكثر من مسؤول في الإدارة الأمريكية، خجول جداً، وغير كاف، لأن يكون بمثل رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية بضرورة الامتناع عن فصل أراضي الفلسطينيين عن قراهم وأن لا يكون بمثابة حدود سياسية، واستمرار ضعف الدور الأمريكي في التعامل مع ممارسات شارون على الأرض، يسيء إلى مكانة الإدارة الأمريكية، ويجعلها عاجزة عن حماية "خارطة الطريق" التي تبنتها.
تدعي الإدارة الأميركية بأنها الراعي النزيه لعملية سلام الشرق الأوسط‏,‏ وتروج آلتها الإعلامية الضخمة للتبشير بمناخ جديد في العلاقات الدولية‏، بينما تواصل توظيف حق الفيتو لحماية وخدمة إسرائيل، الأمر الذي يدعو الكثيرون إلى التساؤل لمصلحة من الاستمرار في هذه السياسة؟ وهل استخدام الفيتو ضد قرارات دولية متوافق عليها تدين العدوان والإرهاب، هو في مصلحة السلام؟
بات من شبه المؤكد أن أحداً لا يمكنه أن يحدد وجهة  الخطر الذي يلوح في الأفق،  إذا ما استمرت الولايات المتحدة في انحيازها الأعمى لإسرائيل، وواصل المجتمع الدولي الصمت علي هذا الانحياز الأمريكي السافر لإسرائيل برغم كل الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني‏,‏ وكل دول الجوار. ويجب علي المجتمع الدولي أن يدرك جيداً، وتدرك قبله الولايات المتحدة، أن استمرار الصمت إلي مالا نهاية على ما ترتكبه "حكومة تل أبيب"  لن يكون خطراً علي فلسطين أو منطقة الشرق الأوسط فقط‏.
لعله من المهم بمكان أن أعيد ما ذكرته وكررته سابقا أنه بات من الضروري أن تدرك الولايات المتحدة أن مواصلة إسرائيل سياسة العنجهية، يجعلها أكبر خطر يهدد مصالح أميركا في الشرق الأوسط وفي كل العالم العربي والإسلامي، وأن هي أرادت تحقيق العدل والديمقراطية في المنطقة كما تدعي، فلها ما أرادت إن أوقفت انحيازها الأعمى لإسرائيل وأصبحت راعياً نزيهاً لعملية السلام... لكن يبدو أن قول الشاعر أسمعت إذ ناديت حياً.... لكن لا حياة لمن تنادي، ينطبق على السياسة الأميركية.
الشعب الفلسطيني تحمل على مدى عدة عقود مضت، الكثير من المآسي والظلم، وتتحمل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا مسؤولية هذا الظلم، حيث دعمت الولايات المتحدة إسرائيل طيلة هذه العقود بمليارات الدولارات، ساهمت في تقوية شوكة الاحتلال الإسرائيلي، وتتحمل بريطانيا الوزر الأعظم، من خلال الخطأ التاريخي المسمى "بوعد بلفور".
تعرف الإدارة الأمريكية وعلى رأسها الرئيس بوش وكذلك المجتمع الدولي جيداً أن تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لن يتم إلا من خلال إنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وذلك عبر قيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وقابلة للحياة على حدود الرابع من حزيران عام 67، وعاصمتها القدس الشريف.
• كاتب وصحافي فلسطيني
• السبت 18 سبتمبر / أيلول 2002
• [email protected]

 



#إبراهيم_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستقع الإدارة الأميركية في الفخ الإسرائيلي؟
- هل أضاعت الرباعية الفرصة الأخيرة؟
- صحوة ضمير أم سحابة صيف سرعان ما تتلاشى؟
- -أبو عمار- إلى القدس
- حوزير بتشوفاة
- رؤية سياسية وقيادة موحدة


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم عبد العزيز - لمصلحة من -الفيتو-؟