أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين علي الحمداني - رعب الإرهاب في ميزان المصالح















المزيد.....

رعب الإرهاب في ميزان المصالح


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2199 - 2008 / 2 / 22 - 08:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مصطلح الإرهاب بات الأكبر والأشد لفتاً للانتباه على الصعيد الدولي، غير أنه بات في الوقت نفسه المصطلح الأكثر إثارة للحروب والصدامات والاصطفافات
والأشد تبايناً في المفاهيم والتفسير والاجتهادات، فكل طرف أو تحالف في جعبته تعريفه ومفهومه وتفسيره لمعنى الإرهاب، وكذلك مبرراته ومسوغاته لممارسته أو التصدي له، وفقاً للحسابات والمصالح الخاصة به أو بذلك الطرف أو ذاك التحالف. وحيث أن الحسابات والمصالح الخاصة بكل طرف نسبية وإما أن تتباين أو تتقاطع مع حسابات ومصالح طرف ثان أو ثالث، فإن زاوية النظر والرؤية والموقف منها بالضرورة تعزز أجندة الأهداف، التي تتباين بالتالي المواقف حولها، ويصبح العمل المشروع لدى طرف معين، باطلاً لدى طرف آخر.
ويتضح عبر المتابعة الحثيثة للأحداث الدولية المتسارعة أن التباين والاختلاف في معادلة "الإرهاب" وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال هو الأشد حضوراً.
واليوم.. على أرضية المتغيرات الدولية فإن الحاجة إلى طرح ومناقشة موضوع "الإرهاب" باتت أشد إلحاحاً من أية فترة سابقة، وأصبحنا نحن العرب في منطقتنا العربية وفي صراعنا مع الإرهاب في بعده الدولي، أشد حاجة إلى عقد مناقشة دولية بالغة الأهمية لمصطلح الإرهاب بتعريف وتحديد مفهومه وتطبيقاته على الأرض بجميع تداعياتها.
فهذا المصطلح اقتحم علينا حياتنا خلال السنوات الماضية، وبات يهددنا كدول وشعوب ، وهذا المصطلح الذي انتشر في الآونة الأخيرة كالنار في الهشيم، ونجح في اقتحام الدول والشعوب والبيوت، وفي دب الرعب في النفوس وإثارة مشاعر القلق وعدم الإحساس بالأمان سواء في الحاضر أو المستقبل.
فما هو المفهوم الحقيقي إذن للإرهاب؟ وكيف نشأ هذا المفهوم؟ وماذا تقول الأمم المتحدة في "الإرهاب"؟ وما دور الإعلام الغربي في تجييش العالم ضد ما يسمى بـ"الإرهاب الإسلامي"؟
لقد أصبحت مصطلحات "الإرهاب" و"الإرهاب الدولي" و"إرهاب الدولة" تعبيرات كثيرة وواسعة التداول مع قدر كبير متزايد من الإثارة والجدل حول أبعادها ومضامينها السياسية والأيديولوجية، وذلك تبعاً لتداخل وتقاطع المواقف والمصالح السياسة والستراتيجية، إذ لم يعد يلتفت كثيراً إلى المعاني اللغوية أو المداولات القانونية لهذه التعبيرات والمصطلحات، بقدر ما أصبح ينظر لها من زاوية المصالح السياسية، شأنها في ذلك إلى حد كبير شأن مبادئ مثل "حق تقرير المصير" و"حقوق وحريات الإنسان" و"حق الديموقراطية وحرية الرأي والتعبير والانتخاب" وغيرها الكثير.
ويمكن القول بادئ ذي بدء إن "الإرهاب"، الذي نتحدث عنه هو "الإرهاب السياسي" تحديداً وهو شكل من أشكال "العنف السياسي" ويقوم بممارسته أفراد أو جماعات أو دول.
ويلتقي هذا التعريف مع أشكال أخرى من العنف السياسي كالحروب والصدامات العسكرية المكشوفة، إلا أننا هنا أمام تعبير له مضمون سلبي، حيث ينسب الإرهاب دائماً إلى الآخرين، حيث تبحث الجماعة أو الدولة التي تمارس "الإرهاب" دائماً عن مبررات إرهابها فتسعى إلى اتهام الآخر وتحميله مسؤولية "الإرهاب". ويبدو الأمر واضحاً جلياً في هذا التجاذب حول تحديد معنى الإرهاب بين قوى الهيمنة والقهر الاستعماري، وبين قوى التحرر الوطني كما نتابع منذ عقود في الحالات الأميركية والبريطانية والإسرائيلية.
ويمكن القول إن "الإرهاب" عنف سياسي" أو "استعمال غير مشروع للقوة من أجل تحقيق أهداف غير مشروعة من زاوية معينة، أو هو "عنف سياسي واستعمال مشروع للقوة من أجل تحقيق أهداف مشروعة" من زاوية أخرى.
لقد حاول أساتذة القانون والعلوم السياسية عبر العقود الأخيرة للقرن الماضي تحليل ظاهرة العنف والإرهاب، إلا أنهم لم يتوصلوا إلى حل نهائي لتحديد مفهوم الإرهاب بشكل منطقي وعقلاني، والسبب في ذلك اختلاف أيديولوجية كل طرف عن الآخر. وعلى سبيل المثال نرى وفقا لما ورد في المعجم القانوني لمؤلفة "بلاك" أن الرهبة تعرف على أنها ذعر أو رعب أو فزع أو حالة ذهنية تسبب الخشية من ضرر جراء حادث أو مظهر معاد أو متوعد، أو هي خوف يسببه ظهور خطر.
وعنف الترهيب يمكن أن يرتكب إما لأسباب عادية أو لأسباب سياسية، ويمكن أن ترتكب أفعال عنف الترهيب من قبل فرد أو مجموعة أفراد تشكل عصابة أو جمعية أو منظمة وكذلك يمكن أن تقترف من قبل دولة من الدول أيضاً، ويطلق على هذا الشكل "إرهاب الدولة" أو إرهاب تسانده أو ترعاه الدولة.
أما المؤلف "أرنولد" فيعرف الإرهاب على أنه ظاهرة وصفها أسهل من تعريفها، والمؤلف "شميدت" اعتبر أن الإرهاب أسلوب من أساليب الصراع الذي تقع فيه الضحايا الجزافية أو الرمزية كهدف عنف فعال.. الخ، وأخيراً يقدم لنا "بيسيوني" تعريفاً حديثاً حيث يقول: "الإرهاب هو استراتيجية عنف محرم دولياً تحفزها بواعث عقائدية (أيديولوجية ) أو تتوخى إحداث عنف مرعب داخل شريحة خاصة من مجتمع معين لتحقيق الوصول إلى السلطة للقيام برعاية لمطلب أو لمنظمة بغض النظر عما إذا كان مقترفو العنف يعملون من أجل أنفسهم ونيابة عنها أم نيابة عن دولة من الدول “.
ويمكن القول إن غياب الاتفاق الدولي عن الحد الأدنى لتعريف ومفهوم الإرهاب وقف حائلاً حتى الآن دون تبني تعريف مقبول لمصطلح الإرهاب.. إذن فالإرهاب هو استخدام طرق عنيفة كوسيلة الهدف منها نشر الرعب للإجبار على اتخاذ موقف معين أو الامتناع عن موقف معين.
ومن هذا التعريف يتضح لنا أن ملامح جريمة الإرهاب تختلف عن غيرها من الجرائم في:
1 ـ أن الإرهاب هو وسيلة وليس غاية.
2 ـ أن الوسائل المستخدمة عديدة ومتنوعة وتتميز بطابع العنف وتخلق حالة من الفزع والخوف.خاصة إذا ما تعددت وسائله كالتفجير بالسيارات والأحزمة الناسفة واستخدام غاز الكلور كما حصل مؤخرا.
3 ـ الحديث عن جريمة الإرهاب لا يثار إلا إذا كان هناك مشكلة سياسية أو موقف معين، وفي قول آخر فريقان مختلفان، وغالباً ما تكون هناك أسباب سياسية لهذه الجرائم.
4 ـ عدم مراعاة حقوق الأقليات، عدم مراعاة حق الشعوب في تقرير مصيرها.
5 ـ عدم احترام حقوق الإنسان.
إن جريمة الإرهاب تختلف اختلافاً جوهرياً عن جريمة العدوان في أن الأخيرة تقع ضد سلامة الأراضي والاستقلال السياسي من الدول، وأطرافها دول فقط، بينما الإرهاب هو جريمة تقع ضد سلامة الأشخاص وحقوقهم وحرياتهم الأساسية وأطرافها لا يكونون إلا أفراداً أو جماعات ومنفذوها لا يكونون إلا أفراداً، وما نحاول أن نصل إليه هو إن ما يحصل في العراق الآن هو إرهاب لا غاية له سوى التدمير ومحاولة إيذاء الآخرين مهما كانت إنتماءاتهم وطوائفهم وخير دليل على ذلك ضرب قوافل السيارات المحملة بالمواد الغذائية وإستخدام غاز الكلور كما اشرنا إلى ذلك , ومحاولة إلغاء الآخر ومصادرة الرأي , حتى ان مستوى الإرهاب في العراق بدأ يأكل بعضه البعض عبر تصفيات عديدة تجريها التنظيمات الإرهابية لأعضائها الذين بدأوا بشكل أو بآخر العودة لجادة الصواب أما لشعورهم بالخطأ أو نتيجة لقوة الدولة وسيطرتها.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية التوافقية في العراق
- من مع إيران.. من مع أمريكا؟؟؟
- المواطنة ما هي؟
- ماذا بعد زيارة بوش؟؟
- العلاقة بين المدرسة وأولياء الأمور
- المعرفة مورد لا ينضب
- النهوض بالواقع التربوي
- الديمقراطية في عراقنا الجديد
- أسباب العنف عند الأطفال
- مدير المدرسة الناجح
- صراع اصوليات لا صراع حضارات
- ملامح النظام التعليمي الجديد
- استراتيجية مقترحة لإعداد معلم مدرسة المستقبل
- الشراكة بين المدرسة والبيت
- الديمقراطية وخلق المفاهيم الجديدة
- ماهي مناهجنا لتعليم حقوق الإنسان؟؟
- الحاكم والمثقف
- الشباب العربي.. مشكلاته وقضاياه
- كيف نستطيع أن نخلق جهازا تربويا يحمل رسالة
- صياغة مفاهيم جديدة


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين علي الحمداني - رعب الإرهاب في ميزان المصالح