أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - صياغة مفاهيم جديدة














المزيد.....

صياغة مفاهيم جديدة


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2118 - 2007 / 12 / 3 - 07:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقدر ما تمثّل السياسة إدارة وتصريفًا للشأن اليومي وغوصا في قضاياه وتفاصيله، فإنها لا يمكن ان تدير شؤون المجتمعات وتبني حاضرها وتسطر مستقبلها دون ان تكون مستندة إلى جملة من الأهداف والمبادئ والتصوّرات والرؤى

التي تنهل من واقع المجتمعات التي تديرها ومن ثقافاتها ومن المبادئ والتطلعات التي تنبني عليها تلك الثقافة. ان هذه المبادئ والتصورات التي تصوغ تطلعات مجتمع ما، وترسم الأهداف لتحقيق هذه التطلعات التي تكوّن المرجعية الثقافية والفكرية التي يستند إليها أي مشروع سياسي لا تمثّل السند النظري المجرّد فحسب، بل إنها بلغة بسيطة تمثل بصيرة السياسي التي يهتدي بها لفهم الواقع ويسترشد بها ليرى سبل الغد وطرق الدخول إليه. وهكذا تغدو الثقافة، بما هي تأسيسٌ للفعل السياسي وتأصيلٌ له في واقعه، ممارسة سياسية أو جزءا من الممارسة السياسية الشاملة التي لا يمكن أن تستغني عنها عملية تنمية المجتمعات والنهوض بها. ولعلّ المواطن العراقي ، على ما هو عليه من حيرة وتشتت وفقدان للبوصلة، لفي أشدّ الحاجة إلى بلوغ مقاربات فكرية وصياغة مفاهيم جديدة من شأنها ان تدرك أبعاد الزلزال الذي هزّهم وهزّ تصوراتهم لواقعهم وللعلاقات فيما بينهم كما لعلاقاتهم الدولية ومكانتهم في السياسة الدولية، وفي إطار منظومات الأفكار السياسية والحضارية الرائجة اليوم، ومن شأنها أيضا أن تُجنّبهم تكرار حدوث هذه التجربة المريرة التي مازالوا يعيشون على وقعها، وتمكّنهم بالتالي من الانكباب على تطوير المجتمع وضمان أمنه واستقراره.
ولعلّه من الإجحاف العمد إلى التبسيط والتعميم والقول ان العراقيين لم يفلحوا جميعا في تحقيق مشاريع تحديثية تنموية وإنهم لم ينجحوا في صياغة مقاربات فكرية/ثقافية تمكّنهم من فهم واقعهم والعمل على الارتقاء به، بل لعلّ الذي حدث هو أنهم لم ينجحوا في تجديد أدوات ومناهج تفكيرهم بما يتناسب، لا فقط مع نموّ متطلبات مجتمعهم بما يحقق إنسانيتهم وكرامتهم، بل أيضا بما يتناسب مع الثورات الفكرية والسياسية التي هزّت العديد من المفاهيم والثوابت لتصوغ مفاهيم ورؤى سياسية واجتماعية واقتصادية تروّج فيها مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والليبرالية وغيرها... وهكذا بدت العديد من السياسات والثقافات والمصطلحات غريبة عن المجتمع ، وغريبة عمّا يحدث حوله، وهو ما جعلها هشّة غير قادرة على الصمود أمام استعداء الخارج سواء كان عسكريا أو سياسيا أو إعلامياً وذلك بسبب عجزها عن فهم واستشراف تحديات الخارج، أي عجزها عن تأمين أمنها الشامل الثقافي/الفكري، والسياسي والاجتماعي والاقتصادي.
ان عدم إدراكنا لضرورة إحداث ديناميكية جديدة في الداخل قادرة على استيعاب مطالب هذا الداخل وتطلعاته واستشراف تحديات الخارج، يرتد إلى غياب أو ضعف العقل السياسي القادر على الإصغاء إلى الأسئلة المستجدّة ومحاولة صياغة الأجوبة المناسبة، وهو غياب أو ضعف لا يمكن ان نفسّره إلاّ بضعف المكانة المولاة إلى الثقافة والفكر وبالتالي إلى المفكرين والمثقفين في رسم تطلعات الشعب ومكوناته وفهم متغيّرات العالم.التعاطي مع المسألة الثقافية الحجر الأساس في صياغة المشروع المجتمعي الجديد الذي يعتبر الثقافة سندا للتنمية والتغيير، وتوفّق في صياغة معادلة التحديث والانفتاح على العصر والتأكيد على أهميّة دور المثقفين والمبدعين في تثبيت التوجهات والخيارات الوطنية السليمة والصحيحة ورهانها المستمر على قدرة النخبة الوطنية بمختلف اتجاهاتها الفكرية والسياسية في مجال بلورة الرؤى، وصياغة الأفكار وإنتاج التصورات لإثراء الحوار والمصالحة .






#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف والإرهاب وأسبابهما
- لمن تكون انتماءاتنا؟
- بناء الديمقراطية
- المفهوم الحديث للتسامح
- الدين والدولة .. قراءة في الواقع العربي


المزيد.....




- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...
- عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين: واشنطن تلقت خلال الصراع ...
- عاجل | حماس: نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني ما ...
- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - صياغة مفاهيم جديدة