أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين علي الحمداني - الديمقراطية في عراقنا الجديد














المزيد.....

الديمقراطية في عراقنا الجديد


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2150 - 2008 / 1 / 4 - 05:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تشكل الأحزاب المحور الأساسي في العملية الديمقراطية في أي مكان في عالمنا هذا، وبدون وجود أحزاب سياسية فانه لا يمكن الحديث أبدا عن وجود ديمقراطية أو شبه ديمقراطية أو حتى ديمقراطية كاملة المعالم واضحة الأركان، فأما ديمقراطية كاملة أو ديكتاتورية شاملة ولا حلول وسط بينهما. ويرتبط مصطلح الإصلاح السياسي دائماً بالأحزاب السياسية والدور المناط بها لتحقيق هذا الإصلاح أو على الأقل وجود دور لها في عملية تحقيق الإصلاح أو التنمية السياسية، بما يقود إلى وضع الأسس الراسخة لقيام المجتمع الديمقراطي المبني على التعددية وصولاً إلى مبدأ تداول السلطة السلمي بين الأحزاب أو التيارات المختلفة كما هو سائد الآن في العالم الغربي الديمقراطي و متبع في العراق الديمقراطي الجديد.
والحديث عن دور الأحزاب في العراق يجبرنا على الخوض في عنوان عريض هو الديمقراطية ، فلا يمكن أن نتحدث عن أي إصلاحات سياسية أو اقتصادية أو حتى اجتماعية وثقافية دون الغوص في تفاصيل الديمقراطية السائدة لدينا. فالديمقراطية تتأسس على المساواة التامة بين الناس ، والإنسان الملتزم قيم الديمقراطية لا يمكنه أن يقبل ممارسة الاستبداد والاستعباد بحق الآخرين، ولا يقبل أن يكون مستعبداً أبدا الآخرين، حينئذٍ سنجد أنفسنا أمام مجتمع المساواة والكرامة والحرية الذي يفرض سيادة العدل.
ولكن السؤال الأهم، هل يمكن استيراد الحلول والأفكار (كالديمقراطية) مثلاً كما نستورد السيارات والملابس وإنشاء أحزاب على غرار ما هو في دول الغرب؟.
والإجابة هنا تكمن في إن البعض يتصور أن الديمقراطية هي جزء أصيل من الثقافة الغربية ونبتة من نباتاتها الخاصة ببيئتها، والحياة المادية والاجتماعية والفكرية للمجتمعات الغربية أي العناصر الأساسية التي أنتجت الديمقراطية ليست هي ذات العناصر التي تكوّن المجتمع الذي ظل يعاني دائماً من مشكلة اسمها الديكتاتورية، وهذه المشكلة قادت الإنسان إلى الاستسلام الثقافي والسياسي.
المسألة هي مسالة فهم ثقافتنا فهماً جديداً وعميقاً بحيث تصبح ثقافة حية وباعثة بدل أن تُضحي ثقافة ملحقة وتابعة، وهذا نقوله من موقع فهمنا لمحاولات الغرب المستمرة منعنا من بناء ثقافتنا الخاصة التي ستنتج ديمقراطيتنا الخاصة، وهي محاولات بدأت منذ زمن الاستعمار. حيث لم تنقطع هذه المحاولات عن إلحاق مجتمعنا العربي اقتصادياً بالغرب ,والإلحاق الذي نعنيه سيؤدي إلى عملية تغريب ومصادرة وإقصاء لنا كحضارة، كحضور في المستقبل العام للبشرية ولذلك يجب أن نبحث عن طريق خاص لتصدر موكب البشرية، لا أن نتعلم كيف نلحق بالآخرين، معتبراً أن الديمقراطية الغربية جهد إنساني نبيل يتماثل في بعض وجوهه مع الموقف الإلهي من الإنسان ولكن الفارق بين الموقفين هو في النظر إلى الإنسان من بعض الجوانب الحساسة. والديمقراطية الغربية ولدت في بيوت الأحرار وعلى أيديهم في أثينا في عالم يمتلئ بالعبيد، فلم تطرح مقترحات لتحريرهم في حين تحقق وعد الإسلام بالحرية والكرامة والمساواة على أكتاف العبيد، فوضع أنظمة انعتاقهم وانتصار الإنسان الجديد، ولذلك كان الدور المركزي الذي لعبه الإسلام هو الدور الاجتماعي، فإذا تم تجريده من هذا الدور فإننا نكون قد وصلنا إلى مرحلة تحول الناس إلى ملائكة وهذا مستحيل.
وبما أن الديمقراطية هي تراث إنساني يشكل جزءاً كبيراً من جملة الدوافع المحركة للإنسان في عالم اليوم والسنوات القادمة فان الصراع من اجل هضم واستيعاب هذا التراث، وكل الحضارة الإنسانية هو شرط لتجاوزهما وهذا لن يتأتى لنا قبل توكيد الهوية الحضارية لنا كشعب عريق ناضل وكافح وقدم التضحيات في سبيل الوصول إلى ما وصل إليه من ممارسات ديمقراطية أبهرت القاصي والداني ، وكذلك تنمية الديمقراطية لدى النشء وجيل الشباب والدعوة إلى طرح ما يسمى الديمقراطية السياسية حتى تأخذ الأحزاب السياسية دورها الطليعي والأساسي وهذا الدور المناط بها دون سواها من مؤسسات المجتمع المدني لتحقيق الإصلاح السياسي أو المشاركة بصورة فاعلة وحقيقية في هذه العملية، لا أن يكون دورها مجرد ديكور ديمقراطي جميل لا يستر عورة الديمقراطية أو الإصلاح.
إن الأحزاب السياسية العراقية سواء كانت في الحكومة أو خارجها قادرة على لعب دور فاعل وفرض نفسها واستغلال مالها من نفوذ سواء في الشارع أو في الحكم للمشاركة الفاعلة في عملية بناء المجتمع ديمقراطيا والتي تعني أولا إعادة الترميم والبناء على أسس جديدة، أو لنقل عملية نسف الواقع السياسي القديم ، على الأحزاب أن تلعب هذا الدور وصولاً إلى حالة سياسية راقية وعليها أن تمارس تأثيرها بشتى الوسائل لان الإصلاح السياسي يبدأ اولاً بإقرار القوانين الناظمة للحريات وفي مقدمتها قانون الانتخاب وقانون الأحزاب السياسية والقوانين الخاصة بالصحافة والمطبوعات والاجتماعات العامة وغيرها من القوانين التي تحكم عمل النقابات على سبيل المثال والمؤسسات ذات التأثير في المجتمع. ونجد من الضروري جدا إن يدرك الجميع إن العراق الجديد هو عراق الديمقراطية الكاملة بعد ان غادرته وإلى الأبد الدكتاتورية الشاملة القائمة على القرار الفردية , والآن مبدأ التعددية التي يجب أن تبني عراق جديد .



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب العنف عند الأطفال
- مدير المدرسة الناجح
- صراع اصوليات لا صراع حضارات
- ملامح النظام التعليمي الجديد
- استراتيجية مقترحة لإعداد معلم مدرسة المستقبل
- الشراكة بين المدرسة والبيت
- الديمقراطية وخلق المفاهيم الجديدة
- ماهي مناهجنا لتعليم حقوق الإنسان؟؟
- الحاكم والمثقف
- الشباب العربي.. مشكلاته وقضاياه
- كيف نستطيع أن نخلق جهازا تربويا يحمل رسالة
- صياغة مفاهيم جديدة
- العنف والإرهاب وأسبابهما
- لمن تكون انتماءاتنا؟
- بناء الديمقراطية
- المفهوم الحديث للتسامح
- الدين والدولة .. قراءة في الواقع العربي


المزيد.....




- نتنياهو يعلق على قبول حماس وقف إطلاق النار والسيطرة على الجا ...
- لوكاشينكو: العالم أقرب إلى حرب نووية من أي وقت مضى
- غالانت: عملية رفح ستستمر حتى يتم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح ...
- الرئيس الجزائري: لا تنازل ولا مساومة في ملف الذاكرة مع فرنسا ...
- معبر رفح.. الدبابات تسيطر على المعبر من الجانب الفلسطيني مع ...
- حرب غزة: هل يمضي نتنياهو قدما في اجتياح رفح أم يلتزم بالهدنة ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- كاميرا مثبتة على رأس الحكم لأول مرة في مباراة الدوري الإنكلي ...
- بين الأمل والخوف... كيف مرّت الـ24 ساعة الماضية على سكان قطا ...
- وفود إسرائيل وحماس والوسطاء إلى القاهرة بهدف هدنة شاملة بغزة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين علي الحمداني - الديمقراطية في عراقنا الجديد